أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأسدي - هل يفقه القادة الإيرانيون تبعات تهديداتهم ... بابادة اسرائيل..؟؟















المزيد.....

هل يفقه القادة الإيرانيون تبعات تهديداتهم ... بابادة اسرائيل..؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 13:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ايران بقيادتها الحالية ترتكب أخطاء رئيس النظام العراقي السابق ، وتسيرعلى خطاه التي قادته إلى نهاية مأساوية ، وحملت شعبه تبعات سيظل يرزح تحت أعباءها لعشرات قادمة من السنين. حيازة السلاح الذري كانت أمنيته ، وهي الآن أمنية قادة ايران ، تصرعلى امتلاكه رغم معارضة العالم. لم تدرك ايران بعد ، أن الاستخفاف بالرأي العام الدولي لن يخدمها بشيء ، مثلما لم يخدم العراق قبل ذلك. فهم ينفقون مليارات الدولارات على هذا السلاح ، تماما كما أنفق صدام حسين مليارات من موارد شعبه المالية لتطوير ذلك السلاح ، ولو كانت قد أنفقت لصالح التنمية الاقتصادية والثقافية والعلمية في كلا الدولتين لحولتهما إلى قلاعا للازدهار والرخاء يضرب بهما الأمثال.

وتماما كما كان صدام حسين يصرح ويتهدد اسرائيل بالحرق والتدمير ، يكررالقادة الايرانيون تهديداتهم ، ويبالغون في التصعيد وتهويل قدراتهم العسكرية ، منطلقين من قناعة أن العدو الذي يستخفون به غير ملم بقدراتهم الحقيقية ، بينما الواقع غير هذا ، فالتجارب السابقة تجعلنا متأكدين بأن لدى اسرائيل والولايات المتحدة معلومات مفصلة ودقيقة عن القدرات الايرانية. إن مثال تدمير المفاعل النووي العراقي ما زال طريا في الذاكرة ، فقد استهدفته صواريخ الطائرات الاسرائيلية بدقة متناهية أحالت منشآته التي كلفت ميزانية الدولة مليارات الدولارات واستغرق بنائها عدة سنوات إلى أرض خراب في ظرف ثوان ، لم يدرك قادة العراق حينها ماذا حصل ، ولا مصدر الانفجارات إلا بعد أن أدت الطائرات مهمتها كاملة وغادرت الأجواء العراقية بسلام تام دون أن تطلق المضادات الأرضية طلقة واحدة.

وأمام القادة الايرانيون أيضا فرصة الاستفادة من حرب 2003 على العراق ، فقد أنهت قوات التحالف قدرات صدام العسكرية قبل أن يتمكن جنوده من الضغط على زناد أسلحتهم. لقد أنهوا تلك القدرات التي أراد أن يحرق بها نصف اسرائيل بدقائق معدودة ، وكما ترى أعينهم فقد أدت الحرب على العراق الى أنهاء الدولة العراقية ، ولم يتبقى منها غيرالاسم وشظايا دولة وشعبا معدما. وأمام هذه الحقائق ، هل يمكن لنا أن نصدق أن يقوم قائد دولة ، عايش تلك الأحداث ورأى بأم عينيه تبعاتها باستنساخ حماقات يعرف أنها كانت السبب في تدمير دولة وتجويع واذلال شعبها؟

التهديد بإبادة دولة وشعب لا يمكن أن يأتي من رئيس دولة متوازن الحواس ، إلا اذا كان قد فقد القدرة على التفكير السليم ، ويتوجب على شعبه قبل أي جهة أخرى اتخاذ الخطوات الضرورية للسيطرة على تصرفاته اليوم قبل الغد. فارتكاب حماقة مثل تلك رغم استحالتها ، تعرض أمنهم جميعا للخطر، وتودي ببلادهم إلى خراب شامل ، وعلى الرئيس الايراني الذي يطلق مثل هذه التهديدات أن يفهم أن اسرائيل ليست حمامة سلام ، وليس من المحتمل أن تلوح له بأغصان الزيتون عندما يتوعدها بالابادة ، فكيف لو قرر بالفعل القيام بعدوان ما؟ وهذه بديهة يجب أن يعيها أبناء ايران قبل غيرهم ، وأن لا يصدقوا أكاذيب قائدهم ورجال دينهم ، بأن الله معهم ، وأن مهديهم المنتظر سينصرهم على بني اسرائيل ، فالله لم يقف مع الحمقى والمعتوهين ، واذا كان المتوقع من الله أن يقف مع أحد فمن الطبيعي أن يقف مع الطرف المعتدى عليه وهو اسرائيل.

واذا لم يكفي قادة ايران الدروس العراقية البليغة ، فليستفيدوا من الدرس الباكستاني الماثل حاليا أمام أعينهم ، فهي دولة نووية ولها علاقات صداقة مع الولايات المتحدة عمرها أكثر من ستة عقود ، لكن لينظروا كيف كانت باكستان قبل أربع سنوات وكيف هي الآن؟

لقد دفع بها الأمريكان الى حرب اهلية لم تطرأ أبدا على بال الشعب الباكستاني، لكنها وقد تورطت فيها فلن تخرج منها دولة موحدة ، وسينتهي بها المطاف إلى صومال ثانية ، تتحسر بعدها على أيام ديكتاتورية ضياء الحق ، فالحرب على طالبان تزداد ضراوة واتساعا ، وتتضاعف أعداد الضحايا من عسكريين ومدنيين في ظل معارضة متصاعدة من الشعب الباكستاني . لقد زجت الباكستان في الحرب إلى جانب حلف الناتو على خلفية وجود قيادات وقوات احتياطية من طالبان داخل باكستان ، وبذلك تضرب الولايات المتحدة عصفورين بحجر واحد في فرصة ذهبية ما كان لها أن تسنح بهذه السهولة واليسر.

القضاء على طالبان باكستان لم يكن الهدف الأساسي للولايات المتحدة من عملياتها داخل الأراضي الباكستانية ، بل قوة باكستان العسكرية وسلاحها الذري الذي نجحت في تطويره وحيازته. الولايات المتحدة تخشى من انتقال هذا السلاح إلى دول اسلامية أو عربية ، او إلى أيدي القوى الارهابية التي لا تتردد في استخدامه ضدها او ضد حلفائها ، وخاصة اسرائيل التي ينظر اليها في باكستان كدولة عدوة وغيرشرعية. لهذا السبب لن تسمح الولايات المتحدة لباكستان الاسلامية بالابقاء على قدرتها النووية بعيدة عن رقابتها وسيطرتها المباشرة ، بينما ترتبط باتفاق تعاون في البحوث النووية مع جارتها البوذية التي ما زالت تطور بمثابرة وبعلم العالم كله سلاحها النووي. ومن هنا يمكن فهم السبب وراء توريط باكستان في حرب ضروس ضد طالبان وهي التي أنشأتهم ورعتهم كما ترعى الأم وليدها. لقد استجابت باكستان تحت اغراءات المعونات المالية الأمريكية وهي الدولة التي يتفشى الفساد فيها على كل المستويات ، وبالأخص في قمة السلطة و بين قادة الجيش. وبفضل ذلك وضعت أمن شعبها وأجواءها ومياهها الاقليمية وأراضيها وقدراتها العسكرية بما فيها وهو الأهم منشآتها النووية تحت الهيمنة المباشرة الأمريكية. لقد تم ذلك دون تهديد أو وعيد ، بل في أجواء من التعاون يعود تاريخه إلى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي ، عندما جمعهما وايران وتركيا والعراق حلف التعاون العسكري المشترك ( السنتو). ومع أن الحلف قد حل بنتيجة ثورة تموز العراقية عام 1958 ، إلا أن عرى ذلك التحالف ما تزال متينة حتى اليوم. وبرغم هذا التاريخ الحافل بالتعاون المتبادل لم تحتمل الولايات المتحدة أن ترى دولة نووية اسلامية أوعربية حتى لو كانت الحليفة الموثوق بها باكستان الاسلامية. ولولا دعم الصين الشعبية لكوريا الشمالية لما انتظرت الولايات المتحدة طويلا لتسوية حسابها معها بالطريقة نفسها التي أنهت اسرائيل بها جهود واستعدادات العراق النووية إبان ثمانينيات القرن الماضي. أما غض الطرف عن الهند النووية فينسجم مع الاستراتيجية العسكرية الأمريكية لبناء درع نووي يواجه الترسانة النووية الصينية التحدي الأكبر المحتمل اقتصاديا وعسكريا في جنوب شرق أسيا خاصة والعالم عامة.

لقد استمع قادة ايران لنداء المجتمع الدولي ، واتيح لهم الوقت الكافي للتعلم من الدرس العراقي الثمين ، و لعلهم يراقبون حاليا وعن قرب حالة جارتهم باكستان ، و يرصدون ولاشك ما يتهددها من أخطار. فالحرب التي تخوضها ضد منطقة القبائل المحافظة بمساعدة قوات الناتو أحدثت شرخا عميقا في المجتمع الباكستاني ، يهدد لا محال وحدته وربما تقود الى تجزئة التراب الوطني ، وما يتبع ذلك من حروب دامية قبلية وطائفية شيعية / سنية وسنية / سنية ، ومن غير المستبعد أن تحذو بعض الولايات الباكستانية حذو بنغلادشت عندما انسلخت عن باكستان في ستينيات القرن الماضي. فالوهابية هناك قوة لها وزنها وتطمح بقوة لتطبيق نظام الخلافة الاسلامي في المقاطعات التي لها نفوذ وسطوة فيها ، ولن تتردد في تصفية حساباتها مع اتباع الديانات غيرالاسلامية ، والمذاهب الاسلامية الأخرى وبخاصة مع الشيعة الرافضة عبدة القبور كما يصفونهم ، وعندها لن تنفع باكستان ترساناتها النووية وصواريخها البعيدة المدى. وعلى ايران التمعن جيدا بهذه الصورة المحزنة التي عليها جارتها ، فهي تعكس بدقة بعض ملامح المشهد السياسي / الاجتماعي الايراني الذي لا يمكن اعتباره محصنا أبدا ضد الصراع الطائفي والعرقي والديني ، اضافة إلى الانقسام السياسي الذي يتصاعد بوتائر سريعة منذ الانتخابات العامة الأخيرة التي منحت الرئيس أحمدي نجاد ولاية ثانية. وعلى ايران أن تتوقع انفساخ العقد الاجتماعي الذي حافظ على تماسك ايران لحد الآن ، فالأزمة الاقتصادية التي ستفجرها العقوبات المتعددة الأبعاد المفروضة عليها من قبل مجلس الأمن الدولي وبعض الدول الغربية ، لن تمر دون أعاصير اجتماعية ، بسبب المعاناة الشعبية التي ستنتج عنها تباعا. وسيكون من غير الحكمة تناسي أو تجاهل المصاعب التي مر بها الشعب العراقي خلال الثلاثة عشر عاما من الحصار الاقتصادي الذي فرضته عليه الأمم المتحدة في تسعينيات القرن الماضي ، ونتائجه الكارثية على النسيج الاجتماعي العراقي وعلى الصفوة من متعلميه ومثقفيه و فئات المجتمع المسحوقة.

فهل سيتعامل القادة الايرانيون بمسئولية مع مخاوف المجتمع الدولي من نشاطهم النووي ، ويستجيبوا دون مراوغة واستخفاف للنداء العقلاني الموجه من أصدقاء ايران والحريصين على مصلحة الشعب الايراني بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم ، واخضاع ابحاثهم النووية للمنظمة الدولية المتخصصة ، وبالايفاء بشروطها خدمة لشعبهم و للسلام في منطقتنا والعالم..؟؟
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ... لحكومة عراقية تفرضها الأمم المتحدة ....؛؛
- أحمد الجلبي ... السياسي العراقي الذي خذله أقرب حلفائه .....؛ ...
- مالجديد .... في تهريب النفط العراقي من كوردستان ...؟؟
- من يقاضي الولايات المتحدة عن فظائع حربها في العراق... ؟؟
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (الثالث والأخي ...
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (2)
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (1)
- دردشة مع والدتي... حول مقتل متظاهرين في البصرة ... ( 9 ) ... ...
- هل يخرج وزير المالية العراقي ... عن صمته ...؟؟
- مظاهرة البصرة ... - دراما شعبنا - على الهواء مباشرة....
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....( الأخ ...
- عندما يكون للعدالة وجهان ....أحدهما ظالم ،،،
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(2 )
- من قال .. إن اسرائيل دولة نازية ....؟؟
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(1 )
- هل تطيح أزمة اليونان المالية .... بالاتحاد الأوربي ....؟؟ .. ...
- هل يحتمل العراقيون .. أربعة سنوات أخرى .. بدون كهرباء ..؟؟
- هل تطيح أزمة اليونان المالية ... بالاتحاد الأوربي ...( 2 ) . ...
- هل تطيح أزمة اليونان المالية ... بالاتحاد الأوربي ...؟؟
- دردشة مع والدتي .... حول اندماج دولتي المالكي والحكيم .... ( ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأسدي - هل يفقه القادة الإيرانيون تبعات تهديداتهم ... بابادة اسرائيل..؟؟