أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأسدي - من المستفيد من بقاء العراق تحت طائلة البند السابع ....؟؟















المزيد.....

من المستفيد من بقاء العراق تحت طائلة البند السابع ....؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 16:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من المستفيد من بقاء العراق تحت طائلة البند السابع...؟؟

علي ألأسدي

" مسكين ياهل الوطن كلمن يجي يوليك - يالعتبتك من ذهب جوعان كلي اشبيك ؟
نهرين يجرن سوه والماي حسرة عليك - وارضك مقابر صفت من راسك الرجليك
مظلوم ياهل الوطن وتعيش باحزانك - صاحب قضية تظل وما يضعف ايمانك "
( شعر شعبي مغنى لشاعرعراقي)

لقد كانت احدى أهم التعهدات التي تضمنتها اتفاقية التعاون الأمني مع الولايات المتحدة هي تحرير العراق من تبعات القرارات الدولية وبضمنها البند السابع ، لكننا اكتشفنا أنها كانت تعهدات مموهة ، وهو ما دلل عليه القرارالأخير لمجلس الأمن الدولي ، فالولايات المتحدة كما يبدو مصرة على بقائنا دولة منزوعة السيادة حتى بعد فشل مسوغات غزوها للعراق وسحب جيشها وشركاتها الأمنية من بلادنا. ابقاء العراق منقوص السيادة سابقة لم تتعامل بمثلها مع المانيا واليابان الفاشيتان اللتين تسببتا في الحرب العالمية الثانية. فقد استعادت الدولتان سيادتهما وعلاقاتهما الطبيعية معها ومع العالم في أقل من عقد مع استمرارهما بدفع التعويضات للدول المتضررة حتى ستينيات القرن الماضي وربما بعدها ، بينما يرزح الشعب العراقي منذ أكثر من عشرين عاما تحت طائلة بنود وقيود سياسية وعسكرية وقانونية بسبب حرب عارضها وأدانها منذ البداية.

لكن جل التقصير والمسئولية السياسية عن ذلك لا يقع على الكويت ، بل بالدرجة الأولى على حكومات العراق وسياسييه الذين تصدروا العملية السياسية التي أعقبت الاحتلال ، حيث أمضوا السنين السبعة الماضية سعداء بسيادة اسمية ، مكتفين بها كبديل دائم للسيادة العراقية الكاملة المنتهكة ، مستمرئين حماية القوات الأمريكية واحتضانها لهم كحكومة ليس لها من الصلاحيات الا ما ندر. ولهذا السبب لم يطوروا دبلوماسية قوية ومسئولة لتلعب دورا فاعلا ومؤثرا لاستعادة دورالعراق في الساحة الدولية كدولة ذات سيادة تحتل دورا مميزا بين الأمم المتحضرة. ويوجه أكثر اللوم للسيد علاوي الذي تسلم رئاسة الحكومة العراقية بعد مغادرة الحاكم المدني بول بريمر عام 2004.

فقد بادر السيد أياد علاوي رئيس اول حكومة عراقية أثناء الاحتلال بتوجيه رسالة الى مجلس الأمن يطلب فيها بقاء القوات متعددة الجنسية بزعامة الولايات المتحدة في العراق لمقاومة الارهاب وبسط الأمن فيه. وقد جاء في الرسالة التي جرى صياغتها من قبل وزيرالخارجية الأمريكي حينها كولن باول ووقع عليها السيد علاوي ، أن انهاء الوجود الأجنبي سيتم التحاور بشأنه بين العراق والولايات المتحدة ، ولا ينبغي على مجلس الأمن التدخل في هذا الشأن. كان الطلب قد أجهض عملية التعجيل بتحرير الوطن من الاحتلال واسترجاع السيادة العراقية ، فقد جاءت الرسالة في وقت كانت الصين وفرنسا وألمانيا متهيئتان لاستخدام حق النقض في حالة طلبت الولايات المتحدة من مجلس الأمن تجديد بقاء القوات متعددة الجنسية في العراق ، حيث كانت الدول الثلاث تلح على انهاء الاحتلال وعودة السيادة لبلدنا في أقرب وقت. كانت تلك الرسالة المشئومة تعبيرا عن تزييف لارادة الشعب الذي لو عرضت عليه في حينها لرفضها بالتأكيد وأدان الحكومة التي تبنتها. لقد أعطت رسالة علاوي إذنا لدوام الهيمنة الأمريكية ، والسماح لها بالتدخل في الشأن العراقي ضمن هيكلية ظاهرها التعاون والمساعدة وتقديم المشورة ،وحقيقتها تهيئة الظروف لهيمنة طويلة المدى على ثروات ومقدرات العراق ، وفي المقدمة منها حريته في اتخاذ القرارات السياسية التي تخص بناء دولته وحياته الحالية ومستقبله.

أن عراقا منهكا وضعيفا لا يستطيع من الناحية الواقعية الدفاع عن نفسه ، بعد أن دمرت الدولة والبنية التحتية لقواته المسلحة ، ومن الطبيعي أن يكون مضطرا للاعتماد على قوات الولايات المتحدة المسلحة وخاصة الطيران والدفاع الجوي. و بقاء العراق تحت طائلة البند السابع يبرر للولايات المتحدة أعاقة بناء دولتنا واعادة تسليح جيشنا وبناء قواته الجوية لحماية أراضيه والدفاع عن شعبه. إن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه العراق لا تحقق منافع مباشرة لها ، وانما لمنفعة اسرائيل التي لا تريد أن ترى العراق دولة قوية اقتصاديا وعسكريا ،مستقرة سياسيا في منطقة الشرق الأوسط.

وهذا ما يفسر نهج الولايات المتحدة في التعامل مع اعادة تسليح الجيش العراقي ، حيث تقف بقوة ضد اعادة القدرات العسكرية لقواتنا المسلحة ، وتماطل في تنفيذ عقود التسليح التي يهدف العراق عن طريقها الى استعادة تأهيله لحماية حدوده واراضيه. وكمثال على ذلك العقد الذي تم التوقيع عليه في 2007، وتضمن صفقة بشراء عدد من الطائرات المقاتلة من طراز فانتوم "حديثة" الصنع كما قيل ، لكن تلك الطائرات لن تسلم قبل عام 2020 ، ولن يسمح للطيارين العراقيين الطيران بها بصورة مستقلة إلا بمرافقة الطيارين الأمريكان ولمدة لا تقل عن خمس سنوات. لقد أجهضت الولايات المتحدة عدة محاولات قامت بها وزارة الدفاع والحكومة العراقية لتحديث معدات الجيش وسلاح الجو العراقي ، ولا يستطيع العراق عقد اتفاقات تسليح الا بعد تقديم طلب مكتوب الى السلطات الأمريكية ، حيث لا يتوقع حصول موافقة بدون مرور فترة طويلة على تاريخ الطلب بالرفض أو القبول. ومن جانبها تقوم السلطات الأمريكية حث بعض حليفاتها القدامى والجدد كالباكستان وصيربيا ببيع اسلحة مستهلكة وغير صالحة ، حيث ثبت أكثر من مرة استلام العراق أسلحة منتهية الصلاحية وفاسدة .
إن البند السابع وغيره من الالتزامات التي على العراق الإيفاء بها مستقبلا بسبب غزو العراق للكويت ، أو الناتجة عن غزوها لبلادنا ستظل ورقة متاحة للمساومة ، ستلعبها الولايات المتحدة في قادم الأسابيع والشهور،عندما يفتح من جديد ملف العلاقات المستقبلية الاقتصادية والسياسية والعسكرية بمناسبة انهاء وجودها في العراق .ولنا مثالا حيا في الابتزاز الذي مارسته الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق بالتزامن مع محاولة تشريع " قانون النفط والغاز" الذي اقترحته الادارة الأمريكية على مجلس الوزراء عام 2006.

لقد كتب حينها عن ذلك بالتفصيل المحلل السياسي في صحيفة الغارديان البريطانية (جوناثان ستيل ) قائلا: " إن رعب الأزمة الأمنية في العراق يجب أن لا يصرف انتباه الناس ، فيستعمل غطاء لتمرير قانون النفط والغاز الذي يسلم ثروة العراقيين الى الأجانب ". واوضح، " أن ادارة بوش اعتبرت تمرير القانون احدى علامات التقدم لاقناع الكونغرس بعدم سحب القوات الأمريكية من العراق ". واكد المحلل السياسي ،" أن هذه العلامات التي يبحث عنها بوش تمكن قواته من تمديد عمل القوات الاضافية لسنة مقبلة في العراق ، وان ادارة بوش ولاسيما نائب الرئيس ( ديك تشيني ) واللوبي النفطي في واشنطن قد غضبوا كثيرا من ايقاف مناقشة مشروع قانون النفط وعرقلة اصداره ". وتابع ستيل مقاله قائلا: " إن السبب الحقيقي الذي دفع ادارة بوش لاستعجال اصدار قانون النفط من أجله هو ادراكها أن الناس اذا ما فهمته واطلعت على تفاصيله في الظروف الاعتيادية فانها ستمنع البرلمان عن المصادقة عليه" . و ذكر الصحفي البريطاني:
" إن بريطانيا في عهد توني بلير قد أوضحت للحكومة العراقية حينها أنها لن تتسامح في الغاء الديون التي تراكمت على العراق في عهد صدام قبل أن يوافق العراق على قانون نفط يسمح للاجانب بدور في الصناعة النفطية العراقية " ، وبين ستيل في نهاية مقاله : " إن ( غوردون براون ) رئيس الوزراء الجديد في بريطانيا لا يحتمل ان يسكت على اقرار مثل هذه الشروط غير العادلة".
لقد ضمنت الولايات المتحدة وحليفاتها لشركاتها النفطية مواقع مهيمنة في الصناعة النفطية العراقية ، لفترة لا تقل عن 25 عاما بفضل جولات التراخيص التي أجرتها وزارة النفط الاتحادية ، وعقود استثمارالنفط التي عقدها اقليم كردستان والتي روج لها وأشرف عليها وباركها سفيرهم الأسبق في العراق زلماي خليل زاد. وهي لذلك غير معنية الآن بالمآسي التي تسبب بها غزوها على شعبنا أو باستمرار خضوع بلادنا لالتزامات قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحرب الكويت، ولم تعد مهتمة حتى بالحديث عن اعادة الاعمار ، ولا بأمن العراق المفقود الذي كان ثمرة مباشرة لترك حدود بلادنا مشرعة لكل أصناف الجريمة المنظمة. وإذا أراد العراقيون دعما أمريكيا في قضية ما فعليهم دفع ثمن ذلك غاليا ، وعلى السياسيين العراقيين ادراك هذه الحقيقة وترك خلافاتهم جانبا ، وتوحيد جهودهم لحشد التأييد داخل مجلس الأمن وخارجه لانتزاع سيادة بلدهم من الكماشة الأمريكية ، والمباشرة بجد بأعادة بناء الدولة العراقية وحماية وخدمة شعبهم.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة مع والدتي .... حول حوار قناة العراقية مع المالكي .... ...
- هل يفقه القادة الإيرانيون تبعات تهديداتهم ... بابادة اسرائيل ...
- نعم ... لحكومة عراقية تفرضها الأمم المتحدة ....؛؛
- أحمد الجلبي ... السياسي العراقي الذي خذله أقرب حلفائه .....؛ ...
- مالجديد .... في تهريب النفط العراقي من كوردستان ...؟؟
- من يقاضي الولايات المتحدة عن فظائع حربها في العراق... ؟؟
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (الثالث والأخي ...
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (2)
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (1)
- دردشة مع والدتي... حول مقتل متظاهرين في البصرة ... ( 9 ) ... ...
- هل يخرج وزير المالية العراقي ... عن صمته ...؟؟
- مظاهرة البصرة ... - دراما شعبنا - على الهواء مباشرة....
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....( الأخ ...
- عندما يكون للعدالة وجهان ....أحدهما ظالم ،،،
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(2 )
- من قال .. إن اسرائيل دولة نازية ....؟؟
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(1 )
- هل تطيح أزمة اليونان المالية .... بالاتحاد الأوربي ....؟؟ .. ...
- هل يحتمل العراقيون .. أربعة سنوات أخرى .. بدون كهرباء ..؟؟
- هل تطيح أزمة اليونان المالية ... بالاتحاد الأوربي ...( 2 ) . ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأسدي - من المستفيد من بقاء العراق تحت طائلة البند السابع ....؟؟