أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - محنة الولادة والخيار الصعب في رواية هوركي أرض آشور*















المزيد.....



محنة الولادة والخيار الصعب في رواية هوركي أرض آشور*


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 13:34
المحور: الادب والفن
    


محنة الولادة والخيار الصعب في رواية هوركي أرض آشور*


في هوركي أرض آشور.. التي يستلُّ الكاتب الروائي صبري هاشم مادتها وأحداثها الواقعية من تجربة الأنصار ومعاناتهم، إذ يختارُ سهيل لحظات ما قبلَ الولادةِ، لتكونَ مُنطلقا ً للحديث مع الجنين القادم، عن تداعيات حياتهِ القاسية والمريرة، عبر حكاياتٍ مؤلمة يَستقدمُها من أعماق مياهِ شط البصرة مرةً، أو من فضاءِ الكون وهو يحلقُ مع نصفه الآخر هاني بن رواحة الشيباني في السماء بين العشار و بشتاشان وهوركي تارة أخرى..
يكثفُ صبري/ سهيل أبعاد تجاربه ومشاهداته، ليستمدَ منها طاقة تشحنُ روحه المعذبة تعينهُ في تجاوز محنته في هوركي... القرية الآشورية الخربة التي اختارها الأنصار مقراً لهم .. تشهدُ من جديد حالة مخاض لنصيرةٍ يأتيها الطلقُ في ساعاتِ الليل الموحشةِ، التي تضيئها قذائف المدفعية المتفجرة المنطلقة من مسارين: الجيش التركي المخترق للحدود.. (أحذية العسكر التي أجْلتنا عن وادي الأفاعي في ليلة ممطرة سوداء، حيث كنّا نسكن الحدود. إنها ما زالت تطاردنا ولآثارنا تقتفي. ربما يصعدُ إلينا الجندُ من الجهةِ الأخرى لهوركي.. من السفح العصيّ. ربما إلينا وصلوا وفي أرضنا قتلونا....القذائف التي تهطل فوق رؤوسنا والتي ربما فوق زريبتنا انفلقت ومحقتنا جميعاً) بتنسيق منظم مع جحافل جيوش الدكتاتورية الزاحفة من عمق الوطن نحو هوركي لمحاصرة الأنصار.
بينهم النصيرة التي اختارت سبيلها للمقاومة، ولم تكتفِ بحمل السلاح بل قررت أن تطلق صرخة ولادتها لتنجبَ في هذا الفضاء الحُر بين قمةِ الجبل والسماء البعيدة رغم محاصرة الجند للمكان ودوي أصوات قذائفهم، لتؤكد بعمق أبعاد الأوضاع القاسية والوحشية التي تحيقُ بمن يتواجد بأرض هوركي كأنها تقول:
ـ أُنظروا ماذا يواجهُ الوليد في هذه البلاد من أعباء وتحديات يتطلب درءها تضحيات غالية (كأننا من أرحام لم نولد إنما من فوّهات النسيان جئنا. لم يزرنا غير الرصاص والقنابل والمطر وأتراك مدججين بالبغضاء وشهوة القتل ص60) تحيط وتلتصق بالإنسان في هذا الوطن مع ولادته كقدر يتربصُ به، وقد أبدعَ الكاتب في تصويره لحالة التنسيق البشعة بين المستبدين العراقيين وأقرانهم الأتراك.
هاهي القذائفُ من عمق الوطن الجريح تأتي لتتداخل أصوات انفجاراتها بالعابر للحدود تستهدف الجنين الآتي..هي في ذاتِ الوقت مؤشرٌ لما يرافقُ الولادة من معنى يدفعُ بسهيل للتشبث بالحياة ويمدهُ بطاقة معنوية تعينه على الصبر وعدم الاستسلام للموتِ الذي يستقدمه وينشره الاستبداد بين البشر بصيغة تحدٍّ وحشيٍّ بشع يحيط ُ بوليدٍ في ساعات من ليلة المخاض المؤلمة عند الشريط الحدودي..
(أيها الجنين الجميل.. سترى قامات الجند الزاحفين إلينا من أعماق الوادي والهابطين من السماء بمظلات الموت. سترى انفلاق القنابل على رؤوسنا وأيتها الأقرب إلى زريبتنا المحمية بالمطر والليل وبهذا العراء المطلق العاصف. سترى جندرمة الترك المدججين بالسلاح والجوع والأوامر، الذين ظنوا أن جيوش المعمورة قادمة لمحو خرائط السلطان العثماني، وظنوا أننا قادمون لكي نعيد مُلك آشور ومجد إمبراطوريته الضائع.. ظنوا يا ولدي أننا سنقضم جبلا من آشوت وآخر من آروش وثالثا من أزمير ومن تياري سنقتطع أرضا مقدسة ثم نتجحفل ونتقدم نحو استانتهم بعظمة هودجنا الملكي... سترى أبوين طعنتهم الفجاءة وأدركهم الخذلان.. أبناء البراري الممتدة بلا نهاية بين بلدان شتى ستراهم يقطنون وعورة الجبال في هذا الخلاء المنبعث كالقدر. إننا إلى التيوس أقرب من البشر)..
يلجأ سهيل إلى فتح خزين ذاكرته، ينهلُ منه ما يُعينه على مواجهة الموقف العصيب وتداعياته المحتملة.. الموت أو البقاء.. معادلة واحدة بنتيجة واحدة.. تتحكمُ بأبعادها الغرائز فقط ، وحدها الغريزة تعينهُ في هذه اللحظات وتجعلهُ يتمسكُ بحقهِ في الدفاع عن ذاتهِ.. البقاء حياً.. هذا هو النداء الذي يشحذُ ذاكرته.. ويجعله بركاناً متفجراً محملاً بالغضب الوحشي يقذف حممه بوجه من يهددُ بقاءه حياً... من أعماقه يأتي الصوت هذه المرة يتحدى قيمه الإنسانية التي فقدت معناها في هذا الزمان، لا وجود لها في هذا المكان. هي حصيلة مُرة نتجت من تجاربه التي يتداخل فيها العنف والقسوة إلى حدٍّ بات يشكُّ في جدوى التواجد في مواقع المعارضين للاستبداد، الذين أجهزوا في جولات همجية صراعاتهم على نصفه الآخر (هاني) الناجي الوحيد من قمع السلطة بعد خطف زوجته في ليلة عرسهم وهلك ذويه تباعاً..
هاهي همجية بدو الجبال تجهز عليه هو الآخر في بشتاشان... بعد أن ارتضى فصيل من المعارضة لنفسه تأدية الدور المرسوم له لتصفية من نجا من قبضة السلطة بصفقة مشبوهة سفكت دماء المناضلين المكافحين من أجل الحرية في لحظة تواطؤ تدفع للتساؤل عن جدوى التواجد في إطار لعبة مَسَخها المشوهون من مدعي السياسة الحاملين لقيم البداوة الذين يستمدون قسوة قلوبهم من تاريخ ينزفُ وثقافة تدفعُ للتمييز بين البشر والأعراق فباتوا يقتلون المدافعين عنهم في بشتاشان وغيرها من الأماكن... يختارون ، من جاءَ من أبناء الجنوب من أقصى أحياء البصرة، هدفاً لإشباع نزواتهم وعشقهم للدم..!!...
(هي الصرخة الأولى مزقت سجف الليل. هي النار الناهضة من غربة الجسد التي بها يستدل التائهون.. وليلنا لا يهادن، لا يحتمل عود ثقاب أو أنّة غريب.. من دفعنا لهذا الوحل القاتل؟ من انتزع وعينا وألقى بنا إلى هذه البقعة الخرساء؟).
ليس هذا فقط.. هناك أيضاً في هوركي يتزامن هجوم آخر مع اختراق الجندرمة للحدود فتجتمع "فضائل" وفظاعات الاستبداد مع رذائل الجندرمة المحتلين وجلافة المعارضين من بدو الجبال لتقذف هذا الكم الهائل من العنف بوجه سهيل ونائلة الحميري اللذين لم يبقَ لهما خيار إلاّ زريبة تحت غيمة هي المأوى لاستقبال بكرهم "المدلل" الجنين الذي يستعجل المجيء..
(نحن نحو برج في السماء نصعد هلعا ً...ارتقينا قمة تغتسل قبيل المغيب بالبرق، وتصهل لمثيل يداري وحدتها، بينما الوقت يستجلب الخاتمة فتنتفض على وحشة آثمة.. في القمة تجثو على ركبتيها قرية مسها الهلاك ومسختها زفرة طائر ليلي... إليها حين عصفت بنا العواصف أخذنا الرصاص والمطر وفيها سنمكث وقتاً.. هنا في هذه العزلة القاتلة سوف نقيم في القمة الجرداء، ما بين شجون الحجر وجفوة الزمن. هنا سنقيم في زريبة نظفت من بعر الماشية ومن روث البغال.. ستضعين حملك الأول إذاً )...
في هذا الجو المتوتر حيثُ يتواصل تساقط المطر والقذائف حول الزريبة، فتشتبك الأصوات مع صرخات طلق الولادة، يتداخلُ النص مع الصدى، والحلم مع الواقع وأروى مع الموجة والريح والماء، والرصاص بالمطر، والغيمة بالمأوى، السماء بالطارق، وهاني مع سهيل إلى حدّ أن (سهيل هو ظل هاني)، تتفاعل تداعيات صبري هاشم المتقمص لشخصية سهيل، لِتنِزَّ لنا عَبرَ حِيَاكته لنسيج ٍ دامٍ من خيوط العنف والاستبداد الشرقي وبلغةٍ بليغة تجمعُ بين الشعر والنثر، مستحكماً بحيثيات روايته كصياد يمدُّ سلك صنارته في الماء بهدوء وتأنٍ، ليمنحك عبر تقسيطٍ سردي يستندُ لنصوص وصدى، في فصول تختزلُ وتكثف حكايات ومشاهدات شخوصها وعذابات الإنسان في بلدٍ مشبع بالعنف والقمع ابتداءً من حكاية المكان في خرائب هوركي المحاصرة بالجند..
(قرية أمّها النحس قبل أن يدرك أهلها الهلاك فهام من نجا منهم تحت جنح الظلام على وجهه...هي بقية آشور، ملاذ العابرين في حلكة الليل وغفلة الزمن.. هي الطريق إلى منفى الأبدية)..
لتتداخل مع مشهد ولادة نائلة الحميري فوق قمة تقترب من السماء.. هي في كل المقاييس ليست ولادة عادية.. لن تتكرر ولن تحدث إلاّ هنا.. في هذا البلد المبتلى بتواصل دورات العنف الأبدي فيه منذ أن وطأته أقدام أوائل البشر المتصارعين فوق أرضه التي غرقت بطوفان من الدماء المتواصلة تجري نحو قمة هوركي لتختلط بدم ولادة نائلة الحميري..
(ففوق أعلى قمة في هوركي لم تتمخض من قبلك امرأة ولن تتمخض من بعدك امرأة. فهنا لا تتكرر ولادة. أنت من ينسج خيط َ الأسطورة الأول وإنْ لم تصدقيني القول، أرسلي صوتك في الآفاق من أرمينيا حتى البصرة ومن صيدا حتى كابل واسألي عن امرأة وضعت فوق قمة هوركي حملها الأول وبالقرب من أديم السماء. لن تجدي امرأة. أضمن لك أنّ لا امرأة فعلتها على امتداد مليون عام بينما بالنساء تضج المشافي وبالقابلات تعج القرى.لا امرأة مثلك يا حبيبتي فعلى طول حدود مفرغة من البشر لا امرأة طلقت ولا أخرى ولدت).
تشهدُ على رداءةِ حياة بشر حالمين يمتدُ تاريخ قمعهم إلى غابر من الزمن يرافقه الرعب والخوف ويهددُ الأطفال بالموت والفناء..
هنا بالذات في هذا المكان والزمان مع طلق نائلة الحميري زوجة سهيل الأنصاري تتحول ساعات الانتظار والقلق المصاحبة للوليد القادم إلى مكثفٍ روحي وفكري يستدعي تاريخا ً يبدأ مع الملك آشور ناصر بال.. (من هنا مرت قوافل آشور منكسرة، متعثرة بالحجارة ومصطدمة بقسوة السبيل. من هذا الفراغ المرعب، مَرّ بأثقالهم بدو الجبال ومرّ الرعاةُ).
كما ترحلُ ذاكرة سهيل إلى ماضيها في أحياء البصرة مستذكرة تفاصيل معاناة أبنائها المعذبين ليختار منها كرمز وفاء طيف هاني .
(هنا في الغيمة المأوى حيث تزورنا في الظلام عجائب الحكام.. ستأتي وسيأتي معك الوفيّ هاني بن رواحه الشيباني.. هاني مثلك خرج من رحم غاب في الفراغ)..
ليحكي للجنين القادم شيئاً عن اللا معقول..عن دهشة الحكايا ووديان الموت ويختار البصرة وبشتآشان وهوركي وعين الحمام في جبل قنديل، لينهل من أحداثها المتشابهة والمتماثلة حيث اختفت أروى زوجة هاني من قبل رجال السلطة في البصرة ويطارد هاني من قبل بدو الجبال في كناية لمسلحي الاتحاد الوطني الكردستاني الذين شنوا هجوماً على مواقع للشيوعيين في بشتاشان وأودَى إلى قتل عشرات الأنصار من أبناء بغداد ومدن الجنوب بينهم هاني..
(يا إلهي أيّ حظٍّ عاثر هذا؟ كيف يتخلص من قبضة النظام ليقتله الطالبانيون؟.. قيل أن الطالبانيين حصدوا منّا رؤوسا ً كثيرة وقيل إنهم بين أسرانا أشاعوا الموتَ وبين جرحانا أطنبوا قتلاً وتقتيلاً وبأحقادهم أقاموا الحدّ فصارت الهوية سبباً للموت.. وقيل إنهم شوهوا جثث القتلى ثم قطعوها.. وقيل إنهم بتروا أصابع النساء المقاتلات من أجل انتزاع خاتم من ذهب كان نيشاناً من حبيب أو هدية من قريب.. ما رأيك يا ضيفي المنتظر لو إليك أبث شيئاً من دهشة الحكايا.. أجل ليس الحكايا نفسها إنما من دهشتها. فنحن منذ الصغر نرث الحكايا ولا شيء سوى الحكايا..)
أولها حكاية أبوين أقرب إلى التيوس من البشر.. (سترى أبوين طعنتهم الفجاءة وأدركهم الخذلان.. ستراهم يقطنون وعورة الجبال في هذا الخلاء المنبعث كالقدر. إننا إلى التيوس أقرب من البشر) ...
ودهشةُ أرض متوحشة تتصدعُ من كثرة الخطايا والجرائم المرتكب فيها، لذا ستكون الولادة أمنية يتوسل إليها سهيل لتكون لحظة افتراق تفصلُ القادم الجديد عن حالة التوحش..
(هي أرض متوحشة فلتروضها بحبلٍ سري.. جرماً ارتكبنا وعظمت خطايانا حين لم نفكر بعسر البطون ونزف الأرحام وانغلاق أبواب الجدات، فهنا لا باب فتطرق ولا درب فتسلك، هنا تكتم الصرخة وديان الموت وانفلاق القنابل وهنا الصرخة تبتلعها الكهوف ويطيش بها الحجر)..
لتكون بداية الإنعتاق والانطلاق ومحطة لاكتشاف الذات من خلال تساؤلات بليغة تنتشله من حالة الوهم، عبر مراجعة عميقة لما جرى من أحداث بعد أن أصبحَ.. (وحيداً مثل ثور مطعون نازف أقف في مركز هذا الكون المبهر) ..
يسعى ويتوق للخلاص مما هو فيه بإيجاد معبر أو وسيلة تنقذهُ من ورطته (لنسترد أنفاسنا .. ونترك ظهورنا إلى جدار الوهم تستندُ)..
وهو يبحثُ عن سببٍ وجواب مقنع لما جرى من أحداث عبر تساؤلات مريرة تعكس عمق غربته وحيرته.. أسئلة باتت تؤرقه وتبحث عن إجابات مقنعة تفسره له الأحداث كما هي من دون تزويق ومخادعة.. أسئلة كبرى لا تقبل إجابات مشوهة.. لا تقبل تبريراً و أعذاراً.. بل منطقاً يستند على قوة التحليل.. (هل هؤلاء بشر؟ أهم من أبناء جلدتي؟ هل أنا منهم وهم مني؟...
ماذا فعلت أيها الكون الغارق في المحنة لكي تعاقبني؟ ما خطيئتي؟ أيّ الآثام اقترفت؟ أيتها الأقوام الغبية المحنطة في هواء طلق أنا مجرد وحيد فما الذي يخفيك مني؟ لم كل هذه الجفوة وهذا الفجور ولم العداء؟....
لا يقف صبري هاشم في إدانته للقمع والعنف والاستبداد، من خلال هوركي أرض آشور، عند حدود إدانة النظام السياسي أو يكتفي بالتوقف عند زمن وتاريخ خراب هوركي، بل يسحبك عبر تداعيات سهيل برؤيا نقدية للذات إلى توسيع دائرة الإدانة، لتشمل منظومة العمل السياسي التي تولد وتنتج القمع والعنف وتستسهل الموت، بحكم انتماء شخوص روايته وانخراطهم في صفوف الحزب الشيوعي المبتلي بقيادة تقدم التضحيات والقرابين الغالية لمذبح الحرية الموعود، الذي لن يكون إلاّ جزءاً من حالة الوهم والخيانة التي تعبث بالأحداث وتغض النظر عن جرائم التاريخ الحديث... دفعت هاني للموت في بشتاشان (لماذا أرسل إلى بشتاشان؟ لماذا؟ كان الأجدر بالحزب أن لا يرسله إلى هناك. كان الأجدر به أن يحافظ على الملائكة بين صفوفه وهم بعدد الأصابع في العراق. ص100).
ويعتبرها أخطاء متواصلة، إذ لم ينتبه الشيوعيون إلى ما يحدث من متغيرات خطيرة حولهم، بقوا متشبثين بأوهامهم، بسبب بيروقراطية قيادتهم التي زجتهم في أتون معارك غير مبررة كان يمكن تجنبها قبل أن يردحَ على أشلائهم جناة وقادة فاشلون يديرون معارك خاسرة.. هي نتيجة استقراء خاطئ لواقع ووقائع برزت مؤشراته الدامية والقبيحة لم يتوقف عندها البيروقراطيون..
(إنه زمن لصعود نجم أسود في سماء العراق. فيما راح الشيوعيون يصنعون مجداً من أوهام على هامش هذا الزمن، فيدفعون برقاب المناضلين إلى مقصلة النظام الحادة الجائعة.. يدفعونهم إلى الموت في السجون والشوارع والساحات والحدائق العامة. مئات لا بل آلاف من الشباب من الرجال والنساء، ردح السياسيون المؤدلجون على جماجمهم وأجسادهم الطاهرة الشريفة في"مرادح" العهر السياسي لكي يصنعوا مجداً مؤثلاً لقيادات خائنة لمبادئها قبل كل شيء ص26
بينما ذاكرته تنضحُ لتؤكد من خلال صدى خزينها الدامي بشيءٍ آخر مغاير ومختلف، يسعى لسبر غور الحدث، يغوص في تفاصيله كما كان يغوص في عمق مياه البصرة..(ذاكرتي الملعونة تختزن أدق التفاصيل.. حتى الرمق الأخير. أنا الهارب من همس الناس، من نظرات الجيران المتعالية، ومن مطاردات وغارات يشنها ضدي الزمن الرديء. في سري أسأل وفي العلن أصرخ كلما حاصرني الألم.. من باعنا وهماً؟.... مَن ذا الذي سلب إرادتنا وأطلقنا نحو الفراغ المنحوس؟). ص44.. من دفعنا إلى هذا الوحل القاتل؟.. (أي نائلة أن هذه الجبال الوعرة قاسية وأنت أرق من بنات الجبال عوداً. فمن دفعك إلى قلب المتاهة كأنك وسهيل خرجتما من دائرة الوعي وعن صحيح المنطق؟ ص108).
في هذا العراء المخيف والمريع.. في هذا الخواء المطلق الذي اسمه هوركي.. من بين هذه الخرائب.. في هذا المكان المنعزل بقممه المزروعة بالعنف المدمر وشبح الموت والفناء، يكتشف سهيل أبعاد وهمه القاتل، في لحظة لا ينفعُ معها الندم هاهو يصغي غير واهمٍ بيقين مؤكد.. (قطعان بشرية مدججة بالكراهية.. تدوي ..أركاني المرتجفة تعوي.. أوهمونا وقالوا:.. الأمل كالوهم أتقبلون الأمل وترفضون الوهم؟.)..
فيتداخل الوهم بالحقيقة والحقيقة بالوهم، الواقع في الخيال والخيال في الواقع، يندمجُ الأصدقاء بالأعداء، ويختلط الكفاح والنضال بالإجرام والسفاهة فتتلاشى القيم والرجولة ولا ينتجُ من العنف إلا القسوة.. قسوة الصديق.. قسوة حليف كاذب زرعه الوهم في قناعتنا لكننا في غفلة من الزمن نكتشفُ وجهه الآخر.. نفاجأ بقبحه.. (هذا العراء مملكة للذين تعلموا فنون حرب العصابات.. حرب الفظاعات. حرب البغضاء والكراهية التي بدأت خارج زمن الوعي فوجدنا أنفسنا في خضمِّها.. في أتونها ) ص52 ...
عندما تبرد الجروح، يشتد الألم، تصدعك الخسارة، تتساءل بشك عن جدوى قناعاتك ومدى صحة تشبثك وتمسكك بها؟ عن جدوى دفاعك عنها؟ بعد أن أدركت خواءها.. وتبيح لنفسك فك الارتباط وعدم التشبث بأرض لا تحميك.. أرض لا قيمة لها.. لا بل حتى الوطن .. الوطن ذاته قد تلاشت أهميته..فقد بريقه وصغر شأنه بعد أن تحول إلى ساحة لقتل أبنائه.. إلى مسلخٍ بدءاً من..(هذه البقعة النائية، المقيتة، المنحوسة... القمة العدوانية التي اسمها هوركي. اللعنة على من صيرها ومن أوجدها ومن أسماها ومن ألقى بنا إليها) ص51-52... (الأرض لم تعد وطنا ً إنما للكرماء من أبنائها صارت مسلخا ً ص77 )..
هذا الوطن.. الذي لا تتعدى مساحته وحدوده زريبة الموت التي تتساقط عليها القذائف فتدفعُ المرء لمقتها حتى لو كانت وطناً يستعدُ لاستقبال مولود جديد.. (بالقرب من زريبتنا/ المأوى، سقطت قذيفة مدفع وانفلقت. أحدثت دوياً هائلاً ثم تلاشى الدويّ. لا أدري إن هي من تركيا جاءت أم بها خصّنا النظام. لا فرق عندي من أيّ وجهة يأتي الموت.. اختلطت علينا يا نائلة الأصوات فلا ندري أهي للرعد أم للقنابل. ص55...
بهذا الأسلوب البليغ والمعبر يواصل صبري هاشم تصويره الدقيق والمؤلم لما يحدث في الزريبة / المأوى/ الوطن المستباح ليقودك عبر مسالك جبل هوركي الوعرة إلى حيث البصرة..هناك أيضاً.. في البعيد في أقصى الجنوب من ثغر العراق في البصرة الفيحاء في ذات الوقت وذات الزمن.. الحال في البصرة ليس بأفضل مما يجري في قمة هوركي (لم تبق من البصرة زاوية إلاّ وحرثتها القنابل) .. لا بل أن العراق... كل بقعة من العراق.. كل زاوية أو ركن بات مدمراً وخرباً أصبح (وطناً يلهثُ في الحرب.. ينوء بأثقال الحرب.. وتصبح المدن التي أحببنا رماداً .. وطناً تطحنه الحروب..)
تعصف به.. تزيد من شقائه دوامات العنف بما فيه عنف الأنصار الذين باتوا هم أيضاً يوجهون نيران بنادقهم نحو أهداف خاطئة لضحايا أبرياء من أبناء الكادحين المرغمين على الانخراط في صفوف الجيش، المرسلين عنوة إلى هذه المواقع النائية الناتئة في سنن الجبال..( نقتل جنوداً أبرياء لا حول لهم ولا قوة داخل ربايا معلقة في أعلى قمة جبل... بدعوى أننا نحارب نظاماً ظالماً ص61).
عنف وصراعات داخلية مريرة .. قسوة بلا حدود.. ودماء متواصلة لا تتوقف مبرراتها ودوافعها تنهكنا وتجعلنا عاجزين عن حماية أنفسنا وأطفالنا.. سهيل أصبح في وضع لا يستطيع فيه الدفاع عن ابنه والأرض التي يولد عليها.. شعر باللاجدوى والعجز والوهن يمتدُ إلى ثنايا جسده وروحه..(الجندرمة نحونا تزحف. الليل في أعتى هياجه ونائلة في أشد جولات المخاض... السماء في هوركي بكل قسوتها تمطرنا ص61-62)..
ما جدوى المقاومة والدفاع؟ عن أي شيء ندافع؟ الأرض؟ هذا وطن لا يستحق أن يكون وطناً.. لأنه كفّ أن يكون وطنا ً... أية معادلة قاسية هذه التي تدفع بسهيل للتفكير بلا جدوى الأشياء حتى وعيه بات يشكل عبئاً عليه.. يدخل في سياق محن تواصلت جَرفتهُ من البصرة إلى قمة في هوركي (ألا تجد في وعيهم خراباً؟ ص24) .. لم يعد في ذهنه المحاصر شيء يدفعه للأمل أو يبرر لهُ وجوده ليمنحه قيمة، إلاّ التشبث بالحياة وغريزة البقاء في مواجهة الموت... لم يبق له شيء في هذا الوطن المستباح إلا نائلة وطيف هاني وجنين لا يقدر خطورة الموقف هو في طريقه ليصبح وليداً محاصراً بالجند والموت (أيها المشاكس الجميل، البهيّ أما زلت مصراً على المجيء؟ أنت لا تقدِّر محنتي.. هي محنتك أيضا ً لكنك لا تدري عن ص51) ... سيدافعُ عنه .. عن نائلة.. سيدافع عن نفسه بغريزة البقاء فقط.. ليس مهماً على من يطلق النار وضد من يوجه بندقيته سيختار القادم الجديد مَنْ كان ليصوبَ نحوه، البقاء لا الموت هو خياره الوحيد.. البقاء له والفناء للآخر كائنا من يكون..
(أعدك أني سأحاول، ما استطعت، ألاّ أبقيك وحيداً.. سأدافع عن وجودنا.. وعلى أية دابة تتحرك باتجاهنا سأطلق النار. أعدك أنني لن أجعلك يتيماً.. لن أتركك وحيداً... صرت أحفر موضعاً قتالياً خارج الزريبة/ المأوى.. موضعاً في فضاء هوركي المنغلق. وفي غمرة انهماكي بالحفر هتف روحي: تقاتل من؟ فسقطت من يدي آلة الحفر البدائية. سقطت من يدي جميع الحيل إلا ّ إصراري على البقاء.. إلا ّ إصراري على إنقاذ نائلة والوليد القادم.. وهوركي حينئذ زمن مغلق.. مكان كحلقة فولاذية عظيمة. هوركي من الناحية النظرية لا مدخل يؤدي إليها ولا مخرج ينطلق منها. هوركي مكان للرعب. ص99)..
يئس من الشعارات الفارغة وأكاذيب الساسة المؤدلجين ونفاق خونة الوطن من دعاة (الوحدة الكاذبة لشعب العراق ص64..لم نكن يوماً شعباً واحداً..بل شعوب.. مجموعة أقوام وطوائف وأديان ومذاهب ص65) ...
الذين جعلوه بفعل صراعاتهم العنيفة والدامية إلى ساحة للموت يتحكم فيها أرذل البشر وأقبحُ الناس... قتلة ومنافقون وأوغاد يعبثون بالحياة ويخربون البلاد لو قدر لهم لعبثوا بنظام الكون وأعادوا تكوينه من جديد.. كما فعلوا في هذه البلاد إذ أعادوا إنتاجها لتصبح (مسلخاً..أي خراب حل بهذه البلاد؟ فالبصرة لم تعد بصرة والعراق لم يعد وطناً ومن حول رقابنا حبل يضيق. فلنخرج ونترك هذا الوطن بمن فيه يمور. كيف نرتضي مكاناً لا يبجل فيه غير نفّاج وأفاق وقاتل؟ لا يحترم فيه غير منافق ودجال وخائن. كيف نقبل مساواة طفيلي وقواد وعاهر؟ كيف نرضي ذُلة حين نكون ضحية أو سوانا يكون؟ هؤلاء المتسلطون خربوا القيم والنفوس ودمروا الإنسان والزمان. هؤلاء المتسلطون طاعون الزمن العراقي الذي سيحصدنا جميعاً ص 75-76 ..أن الوطن الذي يتحول إلى مقبرة لأبنائه والوطن الذي يشاع فيه الموت والوطن الذي تصادر فيه الأرض والعرض، الزرع والضرع.. الوطن الذي تتوزع فيه على البيوت نائحات وفيه تذبح الفكرة، لم يعد وطناً وليس ثمة ما يشدك للبقاء ص77).
التغيير الذي حصل لدى سهيل وإدراكه العميق لمحتوى وجوهر الظواهر تدفعه لإعادة جرد المفاهيم والتسميات وعدم التمسك بالمظاهر والقشور.. خزين ذاكرته الحيّة يدفعه لرفض ما لا قيمة له أو فقد جدواه.. بما فيها تسميات الأرض/ الوطن التي أعادَ صياغتها موقف جديد منها لصالح الإنسان.. الإنسان قبل كل شيء.. الذي يمنحهُ الحق ..كل الحق في هجر ومغادرة ما كان يدعى وطناً هو في الحقيقة مسلخٌ يستوجب التخلص من محتواه الدامي العنيف. وطن محشو بأحقاد التاريخ والزيف، زيف الانتماء والهوية، يفتقدُ لمؤهلات الاستمرار والبقاء..(العراق هذا الذي تعيشون فيه سيتمزق عاجلاً أم آجلاً ص63) ..
التغيير.. تغيير الإنسان.. تغيير الوطن.. تغيير المفاهيم.. نبذ العنف.. كافة أشكال العنف هي النتيجة التي يدركها سهيل في تداعياته ليبدأ فيها من جديد يومه وهو يستقبل ولادة نائلة الحميري ..(ليس العيب أن يطرأ علي تغيير إنما العيب في أن لا أتغير ص24).. حتى الوطن إنْ لم يتغير هو الآخر.. إن لم يقذف العنف من أحشائه.. سيتغير بطريقة أخرى.. سيتغير بفعل ضغط أبنائه الذين ..(أسسوا في منتصف الطريق لغة ً أخرى)..
هي خيارهم الآخر الرافض لتكرار ما حدث من مذابح في (قنديل جبل أحرد.. موت أسود وطاعون بثياب بيض، فوق أحجاره الثلج، تجرد.. قنديل قمم، قمة، وسماوات فوق شجيرات شتّى تتلبد. قنديل جبل عار أكرمه الله فتمرد. قنديل هذا غير بشتاشان لم يحتضن قرية مسخاً إنما لهذه رغى وزبّد، ففيها قتل بعضُ الكرد ضيوفهم الأعراب. قتلوا من كان صالحا ً وتزهد. قتلوا من صال من أجلهم وجال وعربد. قنديل هذا وجه أمرد. بدمنا تحنّى ومن دمنا سُقي وورّد ..تسلقت بكل عناء النفس أعلى قمة في قنديل، وللدقة في عين الحمام أنا في قمة عين الحمام، أسجل تاريخ مجزرة حصلت تواً في بشتاشان ص78-79
وصراعات دموية جعلتهم يتمادون في سفك دماء بعضهم.. لا ينتبهون أو يلتفتون إلى ما حلَّ بهم من وضع مزري، وهاني يولي الأدبار وحيداً.. (أعترف أني نجوت من مذبحة قضى فيها أحباء وأصدقاء، إنما كيف وصلت من دون الآخرين إلى القمة هنا في عين الحمام في قمة من قمم قنديل المدلهم الغاضب؟ لا أدري.. وحين حاولت ترك القمة مرة زأر بوجهي الرصاص. ص108... أتذكر كل شيء عن المذبحة وعن أصدقائي الذين قضوا، وكيف قضوا، والذين تشردوا.. أتذكر دقائق الأمور.. أتذكر حتى المهمل من الحجر والشجر إلاّ كيفية وصولي إلى القمة.. إلا الطريق التي أوصلتني إليها. لم أتذكرها وذاكرتي لم تخزنها قط. ص107)..
وبنائلة الحميري لتلد في زريبة للحيوانات..(تحت الرصاص وقذائف المدافع والعواصف والمطر؟) ص101..
هذا العنف وهذا الاقتتال الذي ينهك الجميع ويجعلهم عاجزين يتداعون أمام زحف الجندرمة المخترقة للحدود.. ينسحبون ليحتمون في عمقهِ (رأيت الرفاق الأنصار يخلون أمام الزحف التركي مواقعهم ونحو العمق العراقي يتوغلون. بينما كان العراق بعيداً. هتفت في سري: أطلقي يا حبيبتي فلم يعد لدينا متسع من الوقت. تمخضي يا نائلتي فهوركي بعد حين ستصبح جحيماً. ص116)..
بهذه الفوضى مع نهايات مريرة.. بنتائجها المؤلمة والهزيلة، يضعك صبري هاشم بسخرية لا حدود لها أمام موقفٍ "هزلي".. (ستأتي أيها الفتى العنيد.. حتما ستأتي.. الآن أو بعد دقيقة أو بعد ساعة ستأتي أيها الفارس المقاتل وبك سأحارب هذا الجيش الزاحف صوبنا...لا تصدق مزحة فبك لن أحارب ص 116...
ليقول لك أن لاشيء في هذا الكون يستحقُ أن ندافع عنه سوى الإنسان.. الإنسان الذي يستدعي منا أن لا نفرط به ... حتى الأوطان.. الأرض.. القيم لا معنى لها إن لم يكرس وجودها وتوضع في خدمة الناس.. هذا ما كافح من أجله سهيل الأنصاري وما يدعو له صبري هاشم في روايته .. إنها رواية تضع الإنسان في محور الكون جديرة بأن تقرأ ويسلط عليها الضوء..
صباح كنجي
ــــــــــــــ
*هوركي أرض آشور/ رواية دار كنعان/ دمشق2008
المؤلف صبري هاشم /روائي عراقي/ من البصرة / له عدة روايات منها..(1- رقصة التماثيل2-خليج الفيل3- الخلاسيون4-حديث الكمأة 5 ـ قيثارة مدين) ومجموعة قصصية بعنوان ليلة ترخم صوت المغني، وديوانين للشعر بعنوان أطياف الندى وجزيرة الهدهد..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!..6
- في الذكرى الواحدة والعشرين لرحيل الاديب والقاص جمعة كنجي
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!..5
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!.. 4
- بنادق وقرى يوسف أبو الفوز *
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..3
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..2
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!
- لقاء مع هوشنك بروكا..
- من أجل تعميق وترسيخ مفهومنا لحقوق الإنسان
- وداعاً أبا جنان فوجئنا برحيلك..
- فيصل الفؤادي في كتابه الحزب الشيوعي العراقي والكفاح المسلح
- توفيق الحريري...
- مرة أخرى حول الطلبة.. إلحاقاً بالرسالة المستعجلة!!
- العراق من الوحشية إلى الانتخابات الحرة
- وردة في البرلمان العراقي القادم..
- رسالة مستعجلة الى..
- لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!
- حيونة الأنسان!
- الكيمياوي في ذمة الشيطان..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - محنة الولادة والخيار الصعب في رواية هوركي أرض آشور*