أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - جدلية النص الديني والتأويل - 3















المزيد.....



جدلية النص الديني والتأويل - 3


هشام آدم

الحوار المتمدن-العدد: 3144 - 2010 / 10 / 4 - 10:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قدمنا في الجزء السابق من هذا المبحث تطبيقاً للتعاطي مع النص القرآني بالتأويل، ورأينا كيف أنه بالإمكان الخروج من النص الواحد بعدة تأويلات، واستعرضنا بعض الأقوال والتفسيرات المختلفة، وتكلمنا عن الناسخ والمنسوخ، وورطة إثباتها وورطة نفيها في آنٍ معًا، وكُنا قد أرجأنا الحديث عن علاقة النص القرآني بالحديث النبوي إلى وقتٍ لاحق، وقبل أن أدخل في جوهر هذا الجزء من المبحث أحببتُ أن أسوق مثلاً لحركة التأويل وثبات النص ودلالات ذلك:

إذا نظرنا إلى هذا النص: {{والشمس تجري لمستقر لها}}[يس:38] فإننا نجد المفسرين المتقدمين قد فسّروا جريان الشمس على أنها حركة ميكانيكية (من النقطة A إلى النقطة Z)، وذلك بناءً على أحاديث نبوية فيها إشارة إلى هذا النوع من الحركة، فكان ذلك التفسير مثار سخرية الملاحدة الذين رأوا في هذه الآية، وغيرها من الآيات المشابهة، قراءة كونية خاطئة لما أثبته العلم، تلك الحقيقة القائلة بأن الشمس لا تدور حول الأرض، بل العكس هو الصحيح، في إشارة إلى أن النص القرآني يثبت لا كروية الأرض، وأنها مسطحة، حسب ما كان متوفرًا من معلومات[1] وهو ما يتنافى مع الحقيقة العلمية الثانية. وعندما أحس المفسرون هذا التعارض، راحوا يتحايلون على اللغة ليُخرجوا النص القرآني من ورطته، ففسروا جريان الشمس على نحو آخر غير الذي يحمله معنى الجريان الحسّي، مُستفيدين من فضفاضية اللغة ومرونتها، وكانوا على حق فيما ذهبوا إليه، فنحن نقول: "إن الأمور تجري على أكمل وجه"، بل وإننا نبالغ فنقول: "الأمور تجري على قدم وساق" فهنا لا تحمل كلمة [تجري] ذلك المعنى الحسّي للجريان، ولكن تدل على (السيرورة)، وكأن المعنى المختبئ وراء النص هو أن الشمس في سيرورة نحو مستقرها الذي يعلمه الله ويريده لها، وبهذا وجدوا مخرجًا لورطة النص.

كان هذا التأويل مريحًا ومقنعًا، حتى أثبت العلم أن كل الكواكب والأنجم في حركة دائمة، ما جدد الدماء في التفسير القديم مرة أخرى، وتم إلغاء التأويل القائل بالسيرورة، وهكذا نرى كيف أن النص متغير التأويل على الدوام مع ثباته. وفي الوقت الذي يتباهى فيه المؤمنون بثبات النص القرآني، فإنهم تجاهلوا إن هذه الحقيقة (أي ثبات النص) تسري على كل النصوص المكتوبة، وهي ليست بإعجاز حصري على القرآن إطلاقاً، فهذا المبحث الذي أكتبه يكتسب صفة الثبات بمجرد أن أنقر على زر [إرسال] فما الإعجاز في ذلك؟ إن الإعجاز الحقيقي يكمن في أن يكون المعنى ثابتاً مع تغيّر النص، وليس العكس.

ولكن بقراءة مُتأنية لهذا النص: {{فإن الله يأتي بالشمس من المشرق، فآت بها من المغرب}}[البقرة:258] فإننا نكتشف أن الفكرة الأساسية هي أن الشمس تجري وتتحرك وتدور حول الأرض، وهذا ما يدعمه هذا النص، كما أنه يدعم فكرة أن الأرض مسطحة؛ لاسيما إذا ما عولج النص بكمّ النصوص التي تحمل هذا المعنى ظاهريًا، والحقيقة أن الشمس لا (تأتي) من المشرق ولا من المغرب، فهي ثابتة بالنسبة إلى الأرض، والأرض هي التي تدور حولها، وبهذا يكون الشروق المغيب، والإتيان يعني: جلب الشيء (من النقطة A إلى النقطة Z)، وهو ما يثبت الرؤية البدائية التي كانت متوفرة منذ عصور سحيقة لحركة الكواكب، ولطبيعة الأرض، في القرن السادس عشر الميلادي.

في هذا الجزء الأخير من المبحث سوف نتطرق إلى علاقة النص القرآني بالسُنة النبوية بشيء من التفصيل؛ إذ أن هذه النقطة سوف تحسم قضايا التناقض والتباين بين النص القرآني والحديث النبوي. وقبل أن نناقش هذه المسألة فإنه تجدر بنا الإشارة إلى قيمة الحديث النبوي بالنسبة للتشريع الإسلامي؛ إذ يرى جمهور الفقهاء أن الحديث النبوي (السُنة النبوية) يعد أحد مصادر التشريع الإسلامي، والسُنة النبوية كما هو معلوم، مقسمة إلى:
[1] سُنة قولية: وهي الكلام المنقول بإحدى طرائق الإسناد منسوبًا إلى محمّد (رسول الإسلام) كقوله: "من رأى منكم مُنكرًا فليغيّره بيده ... الحديث"
[2] سُنة فعلية: وهي الأفعال المنقولة المنسوبة إلى محمّد (رسول الإسلام) كصلاته.
[3] سُنة تقريرية: وهي ما أقره محمّد (رسول الإسلام) على أصحابه، كإقراره لمن أفطر أو واصل الصوم في السفر.

الحقيقة أن هنالك إشكالية كبيرة في اعتماد مصادر التشريع الإسلامي، لاسيما السُنة النبوية، وتتأتى هذه الإشكالية من كون السُنة النبوية تطبيقاً عمليًا لواقع النص القرآني، فعندما نقرأ: {{والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزءاً بما كسبا}}[المائدة:38] فإن هذا يُعتبر تشريعًا إسلاميًا لازم التطبيق، سواء وردَ في السنة أن محمّدًا قطع يد أحدهم أم لم يرد، فلا حاجة إلى ذلك طالما أن هنالك نص صريح، فإذا فعلها فلا يُمكن وصفها بأنها سُنة نبوية، ولكنها تكون تطبيقاً لشرع إلهي، كما أن موافقة السُنة لنص القرآن لا يعتبر إلا امتدادًا للنص القرآني ولا يُمكن اعتباره تشريعًا مُستقلاً. يكمن إشكال السُنة النبوية فيما تعارض ظاهريًا مع نص صريح أو تشريع أمر لم يرد في القرآن على الإطلاق، فمن أمثلة ما يتعارض مع النص القرآني الصريح: تحريم السُنة النبوية لزواج المُتعة رغم ورود آية صريحة تبيحه؛ إذ نقرأ: {{... وأُحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم مُحصنين غير مُسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جُناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ... }}[النساء:24] هذه الآية تجيز صراحة زواج المُتعة، والمُتتبع لسياق النص وما قبله، يفهم أن النص السابق أورد قائمة من النساء اللواتي يحرم على الرجل الزواج بهن [راجع الآية "23" من سورة النساء] {{حُرّمت عليكم أُمهاتكم وبناتكم وأخواتكم ... }} ثم جاءت هذه الآية لمواصلة تبيان النساء المُحرمات على الرجال الزواج منهن من غير ذوات القربى وصلة الدم. فالسُنة النبوية تضيف على المحارم في قوله: {{وأن تجمعوا بين الأختين}} كذلك: "لا يُجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها" وهو مما لم يرد في نص الآية، وكذلك مما رواه علي بن أبي طالب من تحريمه لزواج المتعة بعد غزوة خيبر، رغم أن نص الآية واضح وصريح. وفيما يلي أمثلة لأحاديث نبوية تناقض صريح النص القرآني أو تضيف عليه ما ليس فيه:

[1] المسح على الخفين:
"عن المغيرة بن شعبة أن أوضأ النبي، فأهوى لينزع عنه خفيه، فقال له النبي: "دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين" فمسح عليهما"[المصدر: صحيح البخاري (206) وصحيح مسلم (274)] وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن المسح على الخفين فقال: "ليس في قلبي من المسح شيء‏.‏ فيه أربعون حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه"[المصدر: مجموعة فتاوى الشيخ بن عثيمين] ولم يرد في القرآن نص يوضح مشروعية المسح على الخفين، رغم ورود آية قريبة من ذلك: {{يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ....}}[المائدة:6] فالآية تنص على مسح الأرجل وليس مسح الخفين، ومن نص الآية يتضح أن اليدين (إلى المرافق) والوجه مما يُغسل، وأن الأرجل والشعر مما يُمسح، ومن غسل قدميه في الوضوء فقد خالف نص الآية، لأن المطلوب المسح عليها وليس غسلها.

[2] الجمع في الصلاة:
عن ابن عباس قال: "إن النبي صلّى بالمدينة سبعًا وثمانيًا الظهر والعصر والمغرب والعشاء". فقال أيوب: "لعله في ليلة مطيرة؟" قال: "عسى"[صحيح البخاري: 452] وكذلك حديث معاذ بن جبل أن النبي كان في غزوة تبوك إذا ارتحل بعد المغرب، عجل العشاء ، فصلاها مع المغرب." وأيضاً حديث أنس: "كان رسول الله إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل يجمع بينهما، فإن زاغت قبل أن يرتحل، صلى الظهر، ثم ركب ".ولم يرد في جمع الصلوات نص قرآني واحد، رغم أنه شرّع القصر في الصلاة: {{وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا}}[النساء:101] وهي هنا مرتبطة بالخوف من إغارة العدو، وهو ما يُعرف لدى الفقهاء بصلاة الخوف.

[3] مصافحة النساء:
عن عروة بن الزبير أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أخبرته أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقوله تعالى: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} إلى قوله {غفور رحيم} قال عروة: قالت عائشة: فمن أقرّ بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد بايعتك ـ كلاماً ـ ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك". [المصدر: صحيح البخاري 8/810] وكذلك عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية {لا يشركن بالله شيئاً} قالت: وما مسَّت يدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَ امرأة إلا امرأة يملكها". [المصدر: صحيح البخاري 13/251] ولم يرد في القرآن نص واضح يُحرّم مصافحة النساء الأجنبيات.

[4] العبادة بالوكالة:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "إن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي فقالت: "إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟" فقال: "نعم حجي عنها، أرأيتِ لو كان على أُمك دين أكنتِ تقضينه؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء"[المصدر: 1883] هذا الحديث يتنافى مع صريح الآيات التي تقضي بأن كُل إنسان مسئول من أعماله وأفعاله، كقوله: {{وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه}}[الإسراء:13] وكذلك: {{ولا تزر وازرة وزرة أخرى}}[الإسراء:15] وكذلك: {{من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها}}[فصلت:46] وكذلك: {{من عمل سيئة فلا يُجزى إلا مثلها ومن عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب}}[غافر:40] فالحساب يكون على الأعمال التي كسبها المرء بنفسه، وليس بالوكالة عنه. وهو أيضاً يُناقض أحاديث أخرى تدل على انقطاع عمل المرء بعد موته، وأحاديث أخرى تدل على أن من هم بالحسنة ولم يفعلها كُتبت له، فيسقط عندها أداء العبادات والنذور عن الميت بموته.

[5] عقوبة ترك الصلاة
عن أبي هريرة رضي الله عن قال: قال النبي(صلعم): "لقد هممتُ أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأحرقها عليهم"[صحيح البخاري:2459] هذا الحديث يتنافى مع المنهج القرآني المختص بالعبادات، فلا توجد عقوبة واحدة واردة في القرآن على ترك العبادة، وخصص لها عقوبات آخروية وليست دنيوية. وإذا افترضنا أن سلوكه في هذا الحديث نابع من تشريع إلهي ما لم يتم ذكره في القرآن مثلاً فإن عدم إقدامه على فعل ذلك يُعد من باب التقصير في التشريع حتى وإن كان من باب المُبالغة والتهويل.

وهنالك العديد من الأمثلة التي توضح لنا تناقضات بين النص القرآني والسُنة النبوية سواءً القولية أو الفعلية أو حتى التقريرية، ولكن اكتفي بما ورد من أمثلة لظني أنها كافية للإيفاء بغرض الاستشهاد. إن الذين يقولون بأن السُنة النبوية مصدر من مصادر التشريع يعتمدون في ذلك على آيات يأتي فيها ذكر طاعة الرسول مقترنة بطاعة الله، كقوله: {{وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون}}[آل عمران:132] وهذا استشهاد قاصر في الحقيقة، لأن طاعة الرسول هنا، هي طاعته فيما أبلغه عن الله، أي من النص القرآني وحيًا، لأن افتراض هاتين الطاعتين منفصلتين يُؤدي بنا إلى وضع أحدهما في ميزان المفاضلة، فماذا إذا ناقض قول الرسول نص آية صريحة مثلاً؟ ولقد صدق ابن مطعون حين رفض أن يُجلد حدًا على شرب الخمر فقال: "بيني وبينكم كتاب الله"، ولكن عمرًا شرّع ذلك من عنده تعزيرًا، وذهب ما كان يخشاه ابن مطعون، فقد أصبحت عقوبة شرب الخمر حدًا معمولاً به حتى يومنا هذا، رغم أنه لا يوجد نص قرآني واحد يُشرّع لعقوبة شرب الخمر، ومثله لترك الصلاة، ومثله السحاق واللواط، ولا يعني ذلك أنها مُباحة، ولكن لا يوجد لها تشريع إلهي قرآني، فهل نقول بأن شرع الله ناقص، فجاءت السُنة لتكمله؟ كما أننا لو صدقنا كون السُنة النبوية مصدرًا من مصادر التشريع بناءً على ارتباط الأمر بطاعته بالأمر بطاعة الله، فماذا نفعل بآية من مثل: {{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم ...}}[النساء:59] فهل يكون لأولي الأمر سُنة أيضاً يُمكن اعتبارها مصدرًا ثالث من مصادر التشريع؟

إن أغلب الفقهاء يستدلون بحجيّة السُنة في التشريع بناءً على أن السُنة تفصيل لما أُجمل في النص القرآني، وشرح لما أوجز رغم أنهم يقرءون قوله عن القرآن: {{لا تحرك لسانكَ لتعجل به (*) إنا علينا جمعه وقرآنه (*) فإذا قرأناه فاتبع قرآنه (*) ثم إن علينا بيانه}}[القيامة:16-19] فالنبي نفسّه مأمور بأن يتبع القرآن، كما أن هذه الآية توضح أن شرح القرآن وتبينه مسئولية الله، وليست مسئولية محمّد، فكيف بعد ذلك يُمكن اعتبار السُنة النبوية مُكمّلة أو شارحة للنص القرآني؟ وإذا افترضنا أن السُنة كذلك، فهذا يعني أن السُنة جزء من التشريع الإلهي لأنه (كما يعتقد البعض): {{وما ينطق عن الهوى (*) إن هو إلا وحي يوحى}}[النجم:3-4] فالاعتقاد أن كل ما ينطق به محمّد هو وحي يُوحي به الله إليه، ولكننا نعلم أن الوحي لا يكون إلا بالقرآن، فيكون المقصود بالآية هو نفي بأن يكون القرآن كلام محمد، وتأكيد على أنه وحي يُوحى إليه. ولكن فلنفترض جدلاً أن كل ما ينطبق به محمّد (بغير القرآن) هو وحي إلهي، أفلا يتضمن ذلك اعتبار أن السُنة جزء من الذكر المقصود في قوله: {{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}}[الحجر:9] على اعتبار أن تشريعات السُنة النبوية وحي إلهي نازل من السماء؟ إن الحقيقة الساطعة التي نعلمها أن السُنة النبوية خضعت لتحريفات وإضافات كبيرة، حتى أن الإمام جلال الدين السيوطي خصص كتابًا كاملاً لحصر الأحاديث الموضوع بعنوان: [اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة] وهو كتاب يأتي في [600] صفحة تقريبًا، ناهيكم عن الأحاديث الضعيفة؛ فهل لم يحفظ الله شرعه؟ إن اعتبارنا السُنة النبوية مصدرًا من مصادر التشريع يطعن في حفظ الله لشريعته، حيث أنه اختص القرآن بالحفظ، وترك السُنة (الشارحة للقرآن) نهبًا لضعاف النفوس يُحرفون ويضعون فيه ما يشاءون، وهذا لا يتوافق ولا يتماشى مع العقل والمنطق في شيء، فالراجح عندها ألا تكون السُنة النبوية جزءًا من التشريع ولا مصدرًا من مصادره، فإذا كان كذلك، فكيف يُمكن لها أن تنسخ القرآن؟

إن الحقيقة العقلية الجلية أمامنا، أن القرآن كتاب يُفترض أنه مُكتفٍ بذاته ونصوصه عن شرح غيره، وإذا كان ذلك صحيحًا، فلا يجب أن نقول بأن السُنة النبوية مكملة أو شارحة له، ناهيكم عن أن تكون ناسخة للقرآن، فلا يصح أن يكون المُحرّف أو المُعرّض للتحريف سندًا ودليلًا على غير المُحرف والذي تعهده الله بالحفظ ، فإذا كان محمد (رسول الإسلام) نفسه، غير مخوّل بأن يُفتي في التشريع إلا بما جاء به نص صريح في القرآن عبر الوحي، فكيف لنا أن نأخذ باجتهادات الفقهاء الذين ليس لهم أي اتصال مُباشر بالسماء؟ ويتبقى أمامنا مصدرين من مصادر التشريع: [1] الإجماع [2] القياس، فأما الأول فهو غير مُتحقق حتى في بعض ما نصّ عليه نص قرآني، فنرى أن التأويل والتفسير أفسد الإجماع في كثير، حتى ظهرت الفرق الإسلامية المُختلفة، ومنها ما يختلف على ما يظنه كثير من الناس من الأصول الثابتة التي لا خلاف عليها ألا وهو (قضية التوحيد)، ونظرة مُتفحصة لما عليه الشيعة والمعتزلة، يُظهر أن هنالك اختلافات واسعة تمس صُلب العقيدة نفسها، وهذا ما دفع الفرق الإسلامية إلى تكفير بعضها بعضاً. وأما عن القياس فلا يُمكن أن يكون مصدرًا من مصادر التشريع، لأنه [1] يعتمد على الفهم الجيّد والصحيح لنصوص الآيات، ولقد رأينا كيف أنه لا يُمكن التوثق من ذلك البتة [2] كما أن محمّداً (رسول الإسلام) لم يرد عنه قياس في حكم شرعي على الإطلاق. وإن نحن أجملنا النتائج المنطقية التي توصلنا إليها، خرجنا بأن القرآن نص تاريخي مُختص بزمان ومكان مُحددين، ولم يكن صالحًا للإسقاط على أي زمان ولا أيّ مكانٍ آخرين، ولقد رأينا كيف بدأت الخلافات العقدية الكُبرى منذ أن خرج الإسلام من الجزيرة العربية. ويبقى نقاشنا هذا في مقام مُناقشة التراث لفهم التاريخ لا أكثر.

إن النص القرآني صيغ ليكون متلائمًا مع البيئة التاريخية والاجتماعية الذي جاء فيه، وهذه الاختلافات الكبرى التي يقع فيها الفقهاء على الدوام، ما هي إلا نتائج محاولاتهم غير المنطقية لسحب واقع النص التاريخي وإسقاطه على واقع آخر، حتى وإن حاولوا تشذيبه وتهذيبه فإنه يبقى خارجًا عن سياقه المفترض، وهو ما يضع النص القرآني نفسه في ورطات كبيرة لم يكن له أن يقع فيها لولا هذا الإصرار. أقول ذلك دون أن أنسى تاريخ الفقه الإسلامي المتأخر بالنسبة إلى تاريخ الإسلام نفسه. إن الأمر على هذا الحال أشبه بمحاولتنا تطوير آلة بدائية (كالرماح والسيوف) في عصر القنبلة الذرية والصواريخ الذكية، فمهما اجتهدنا وأبدعنا في تطويرها، فلن تكون متوائمة لعصرنا الحالي على الإطلاق، بل سوف تجعلنا نبدو كمن يهرول خارج التاريخ أو على هامشه. ليس بوسع القرآن كنص تشريعي أن يكون تشريعًا متكاملًا إلا في عصره وفي أوانه، وإن إخفاقه في مواكبة مشكلات العصر الحالي تجعلنا نطرح تساؤلاً غاية في الأهمية: هل أُريد للقرآن أن يكون كتابًا للعرب في ذلك الزمان، أم كتابًا للمسلمين في كل زمان ومكان؟ إن الإجابة على هذا السؤال تقبع في إجابة سؤال آخر أكثر أهمية وأكثر شراسة: "هل القرآن كلام الله فعلاً؟" إن كل ما تقدّم من تحليل يُوضح أحد أمرين: [1] إما أن يكون كلام الله، وتكون تاريخانية النص القرآني إرادة إلهية مُسبقة، بحيث يتم تطبيقها على واقع ذلك الزمان وحيثياته، لأنه إذا كانت إرادته أن تكون صالحة لكل زمان ومكان، فقد فشل في ذلك تمامًا. [2] وإما ألا يكون كلام الله، وعندها ستصبح الأمور واضحة وجلية ومفهومة.

النص، لكي يكون إلهيًا، يجب أن يكون ذا مواصفات إلهية خارقة ومُعجزة فعلًا، إن نصًا مثل: {{والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}}[المائدة:38] نص مُحكم وواضح، ورغم ذلك فإن الفقهاء يُشيدون بما فعله عمر بن الخطاب عندما قام بتعطيل حد السرقة عام المجاعة، رغم أن النص لم يكن فيه استثناء على الإطلاق، فهل كان عمر بن الخطاب أرحمَ بالناس من الله؟ هل لم يعلم الله أنه ستكون هنالك أعوام مجاعة يُضطر فيها أحدنا للسرقة لكي يأكل؟ الإجابة هي: بلى، كان يعلم. إذن، لماذا لم يضع استثناءات لمثل هذه الحالات؟ والإجابة المُتاحة لدينا من نص الآية هي: إنه لم يُرد أن يضع أي استثناءات. إنه كمثال [لا تخرجوا من بيوتكم] الوارد في الجزء الأول من هذا المبحث، فهل بإمكاننا أن نضع استثناءات من عند أنفسنا ثم نعتقد أن هذا هو حُكم الله؟ ولم يكن فيه بيان بنصاب السرقة الموجب للسرقة، ورغم ذلك نجد الفقهاء يُفتون في النصاب ومقداره الموجب للحد.

إن اللغة ليست مجرد نصوص، والنصوص ليست مجرد حروف متراصة؛ فاللغة معنى، وما النص إلا حامل لهذا المعنى، فإذا أخفق النص في إيضاح المعنى وإيصاله، فإنها تكون لغة مبهمة، فإذا قلتُ: "شربتُ الماء حتى آخري" فهذا نص مبهم وغير مفهوم، لم يحمل المعنى الذي أريد إيصاله، وهو أنني شربت الماء كُله، فكان لابد أن أقول: "شربت الماء عن آخره"

علينا أن نتساءل: "لماذا يتغير تأويل النص القرآني ولا يتغير تأويل النصوص الشعرية كما في المعلقات العشر مثلًا، رغم أنها نصوص لم تكن مكتوبة ولا معهودة بالحفظ الإلهي، ولم تكتب إلا بعد سنوات طويلة جداً من صياغتها؟" ليس هنالك اختلاف في شروح المعلقات العشر كما في اختلاف تفسير النصوص القرآنية سواءٌ لدى نفس المفسر أو بين عدة مفسرين، فقد نجد أكثر من عشر تفاسير لآية واحدة، ومازال اختلاف التأويل قائمًا حتى اليوم، وسوف يستمر طالما أن الإنسان لا يكف عن الإنجاز والابتكار والمعرفة، هل بإمكاننا القول بأن المعلقات العشر تتمتع بميزة إعجازية ما؟ هل يمكن أن نقول إنها نصوص أكثر دقة ووضوحاً من النص القرآني؟ إنه بإمكاننا القول، بوثوقية كاملة، أننا ننطق أبيات معلقة عنترة كما نطق بها، وأننا نفهما كما أراد لنا أن نفهمها، وكما فهمها مُعاصروه، لكن هذه الميزة غير متوفرة في القرآن، فكثيرًا ما تمر علينا عند قراءة كُتب التفاسير عبارة: "وقرأها ابن مسعود كذا وكذا" أو "وقرأها ابن عباس كذا وكذا". وفي مبحث قصير للأستاذ: صالح لحلوحي عن القراءات الشاذة أورد عددًا كبيرًا من القراءات التي خالف فيها ابن مسعود المتفق عليه في القراءات نورد منها ما يلي:
[1] {{هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور}}[البقرة:210] قرأها ابن مسعود {{هل ينظرون أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام}}
[2] {{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}}[البقرة:106] قرأها هكذا: {{ما ننسكَ من آية أو ننسخها نجيء بمثلها أو خير منها}}
[3] {{خلق الإنسان من عَجَل}}[الأنبياء:37] قرأها هكذا: {{خلق العَجَل من الإنسان}}
[4] {{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها}}[النور:27] قرأها هكذا: {{.. حتى تسلّموا على أهلها وتستأذنوا ..}}
[5] {{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا ...}}[البقرة:127] قرأها هكذا: {{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ويقولان ربنا تقبل منا ..}}
[6] {{ إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما }}[البقرة:158] قرأها هكذا: {{ ... فلا جناح عليه ألا يطوّف بهما}}
[7] {{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم، فإذا أفضتم من عرفات ...}}[البقرة:198] قرأها هكذا: {{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج، فإذا أفضتم من عرفات ...}} وكذلك قرأها ابن عباس.
[8] {{فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن: أيتها العير إنكم لسارقون}}[يوسف:70] قرأها هكذا: {{... جعل السقاية في رحل أخيه وأمهلهم حتى انطلقوا، ثم أذن مُؤذن أيتها العير إنكم لسارقون}}
[9] {{... وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً}}[الكهف:79] قرأها هكذا: {{... وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً}} وكذلك قرأها أبي بن كعب
[10] {{... فقبضتُ قبضة من أثر الرسول، فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي}}[طه:96] قرأها هكذا: {{... فقبضتُ قبضة من أثر فرس الرسول، فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي}}
[11] {{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}}[الزمر:53] قرأها هكذا: {{... إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن يشاء ...}}
[المصدر: مجلة المخبر، العدد الأول 2009]
[12] {{والليل إذا يغشى (*) والنهار إذا تجلى (*) وما خلق الذكر والأنثى}}[الليل:1-3] قرأها هكذا: {{والليل إذا يغشى (*) والنهار إذا تجلى (*) والذكر والأنثى}}

وقبل أن نحكم على قراءات عبد الله بن مسعود بالشذوذ ومخالفة المتفق عليه من جماعة القراء والعلماء، فإنه يتوجب علينا ألا ننسى الأحاديث التي جاءت تذكر مناقبه، ومنها على سبيل المثال، ما ورد في صحيح البخاري حديث رقم (3809): "استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبى بن كعب، ومعاذ بن جبل." وكذلك: "عن عبد الرحمن بن يزيد،، قال سألنا حذيفة عن رجل، قريب السمت والهدى من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه فقال ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد‏"[صحيح البخاري، حديث رقم:3808] وكذلك: "عن علقمة، دخلت الشام فصليت ركعتين، فقلت اللهم يسر لي جليسا‏.‏ فرأيت شيخا مقبلا، فلما دنا قلت أرجو أن يكون استجاب‏.‏ قال من أين أنت قلت من أهل الكوفة‏.‏ قال أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان أولم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره كيف قرأ ابن أم عبد ‏{‏والليل‏}‏ فقرأت ‏{‏والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * والذكر والأنثى‏}‏‏.‏ قال أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم فاه إلى في، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني‏.‏"[صحيح البخاري، حديث رقم:3807] وكذلك الحديث المشهور: "من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد[2]" وهو نفسه الذي أفتى بتحريم الغناء اعتمادًا على تفسير (لهو الحديث) قوله: {{ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله}}[لقمان:6] بقسم مغلظة: "والله إنه الغناء" فأخذ جمهور الفقهاء السلفيون عنه دون تردد، والأحاديث في مناقبه كثيرة ولا تحصى، وعلى هذا فإننا نصبح أمام أمرين لا ثالث لهما: [1] فإما أن عبد الله بن مسعود حرّف القرآن رغم كل المناقب التي عرفناها عنه، ورغم مدح النبي له. [2] وإما أن القرآن الذي بين أيدينا الآن مُحرّف ولما يصلنا كما نزل.

إنه بقليل من التصالح مع الذات، سوف نجد أن القول بأن القرآن ليس كلام الله، هو أكثر احترامًا من القول بأنه كلامه وأن نصدق فيه قصوره وتناقضه وأن نوهم أنفسنا بأنه لا اختلاف فيه مع علمنا التام بمدى الاختلافات الفقهية التي ينوء بها كاهل المجتمعات الإسلامية المغلوب على أمرها في انتظار أن يتفق العلماء والفقهاء.



______________________
الهوامش
[1] قلتُ "معلومات" ولم أقل "علوم" لأن الكلام عن دوران الشمس والكواكب حول الأرض، ليس من العِلم في شيء.
[2] عبد الله بن مسعود يُقال له: ابن أم عبد



#هشام_آدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية النص الديني والتأويل - 2
- جدلية النص الديني والتأويل
- أرض الميّت - 6
- أرض الميّت - 5
- أرض الميّت - 4
- أرض الميّت - 3
- أرض الميّت - 2
- أرض الميّت
- بتروفوبيا - 7
- بتروفوبيا - 6
- بتروفوبيا - 5
- بتروفوبيا - 4
- بتروفوبيا - 3
- بتروفوبيا - 2
- بتروفوبيا - 1
- رواية أرتكاتا
- شركاء التوليب
- الحزب الأسود
- الموت ليلة البدرنار
- رحيق البابايا


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - جدلية النص الديني والتأويل - 3