أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - الدين مشروع سلطة استمر بالمقدس















المزيد.....

الدين مشروع سلطة استمر بالمقدس


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 19:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



منذ نشأة البشرية كانت نزعة التسلط حاضرة في هذه التجمعات...
حيث حاول المتسلطون التربع على عرش الوجاهة العامة والمكانة الاجتماعية..الكل حاول أن يعتلي كرسي السلطة مستخدما المتاح من الإمكانيات التي وفرها الظرف كوسيلة مناسبة للوصول. مضافة إلى المواصفات الشخصية والكاريزما العامة.

فقد اخترع الإنسان وسائل التسلط وعاداته وتقاليده وحاول تثبيتها وترسيخها في الأذهان وفي التراث كثوابت لا مناص من الأخذ بها واعتمادها في الحياة دستورا أو منهجا ثابتا ومناسبا للبشر..
فنشأت فكرة القوي الأنسب للقيادة, فكان القوي جسديا قادرا على فرض هيمنته وسطوته واعتلاء هرم الأوامر بفرضه ما يريد على الجميع. وعندها دخل أصحاب الدهاء ليأخذوا مكانا على طاولة الحكم , كانت حروب الأفكار والذكاء والقوة تدور خلف الكواليس تبحث عن مكان القرار وكيفية الوصول إليه...
فكانت لغة الدهاء هي الأقوى والأنجع لأنها نجحت في تحويل الأفكار إلى السماء.. إلى الغيب معتمدة على بعض المظاهر الكونية الملموسة في تأثيرها فقط كالشمس التي نشعر بنورها وحرارتها ونراها من بعيد وهي تشرق وتغرب ولكن لا نعلم كيف تطلع ومن أين وإلى أين وكيف تشع بنورها الذي يتوراى في مكان ما في ظلمة الليل....

ظهرت الأفكار الدينية التي ربطت بين حياتنا وبين الغيب كي نصمت ولا نناقش ولا نسأل.... نعتاد عليها والعادة تفقد الاحساس كخطوة أولى في تخدير العقل وجعله يتآلف معها. ولكن المألوف ليس دائما الحقيقة...
حاول مبدعوها طالبو السلطة ربط ذواتهم بهذه الآلهة التي نسبوا لها الخلق وفعل كل شيء بل استدعوا أوامر مباشرة من هذه الآلهة للبشر كي ينفذوا أوامرهم الشخصية ولكن باسم الآلهة نفسها.

بدايات هذه القصص المكتوبة وصلتنا من الحضارة السومرية.
حيث نجد الإله انكي ينفذ طلب والدته بخلق الإنسان كي يعين الآلهة في أعمالها الكثيرة المتعبة. فالإنسان خلق ليقوم بأعمال خدمة الآلهة وتنفيذ أوامرها. وهذه البداية تدل بوضوح على أن المتسلط ربط مآربه بالأمر المقدس القادم من الخالق الذي يبين للإنسان أنه مخلوق للطاعة والخضوع وهي العلاقة الحقيقية التي تربط الإله بالإنسان. أو هي علاقة ممثل الإله على الأرض ( الحاكم ) بالإنسان...

وحتى في الحضارة المصرية القديمة كان الفرعون إلها وهو ابن الإله وعلى الشعب أن يمتثل لرغبة الآلهة بكل ما تطلب ممثلا بالفرعون الذي يصلها بالآلهة التي تعيش في السماء... حتى أن كافة طقوس الدخول إلى قصور الفراعنة وأشكالها كلها تفرض الرهبة والخشوع كي تساهم في تأكيد قدسية المكان وصاحب المكان فيزداد الولاء للحاكم والخضوع له وتنفيذ أوامره وطلباته....

كل الأديان أقامت المعابد الكبيرة المرتفعة وكلها استخدمت حجارة عملاقة ونقوش مميزة وزخارف كثيرة وممرات ودهاليز متنوعة لغرض رهبة المكان وبث الإيحاء بأنه مكان مميز مختلف عن أماكننا نحن البشر. فهو المقدس وهو بيت الإله الخالق. والدليل أنه بهذا التميز والتفرد يعبر عن عظمة الخالق الذي نعبده....

حتى في نصوص التوراة هناك وصف دقيق وطويل جدا للهيكل المقدس الذي يجتمع فيه يهوه مع كهنة بني إسرائيل من أيام موسى وحتى آخر دمار لهذا الهيكل... تم تخطيط شبكة سلوكيات وتصرفات يقوم بها الكهنة تجعل مجرد الاقتراب من الهيكل والنظر إليه تثير الخوف والرهبة لتأكيد سلطة الكاهن أو القائد ممثل الإله. فموسى فرض نفسه زعيما وقائدا بقوله إن يهوه يكلمه ويتحدث معه وهو الذي أعطاه لوحي الوصايا. وبعدها أعطاه الشريعة المكتوبة. ودائما كان يقول لشعبه هذه وصايا الرب وأوامره الذي بدونه لم تكونوا هنا. هو أوصلكم. هو حماكم وأعطاكم........

أما في الإسلام فالوضوح أبلغ وأقوى.. فالدين كان مشروع دولة وسلطة وغزوات تجاوزت الحدود التي انطلق منها الدين وامتدت لتصبح مشروعا عسكريا وصل في أيامنا إلى مانهاتن في قلب أمريكا.... أصوات دعاته تملأ الأرض مطالبة بالجهاد وفرض الدين الجديد في كل الأرض....

ولم يكن ممكننا لمحمد أن يطاع لولا قوله أنه يحمل رسالة من الله يمليها عليه الملاك جبريل في غار حراء.... ولولا وعده أتباعه بمزايا الولاء الجديد من غنائم الغزوات التي تبدأ بالنساء وتنتهي بالمال والوجاهة واستلام بعض السلطات. فقد أصبح بعضهم قائد جيوش- أو ذو نفوذ يشار إليه بالبنان...
هكذا يصبح الدين وسيلة بيد السياسي طالب السلطة. من يعترض عليه يعترض على الإله الذي أنزل الأوامر الإلهية المقدسة. وعندها سينال العقاب الذي تفننت فيه الأديان لتكون عاملا رادعا كبيرا أمام من يرفض الدين ويبتعد عنه...

فصول العقوبات الإسلامية يعجز الفكر عن تخيلها فهي شطحات غير معقولة كان هدفها التخويف من ترك الدين وبالتالي والخضوع لسلطة السياسي. حتى لا ينهار مشروع السلطة الهدف.

أما في المسيحية فقد كان صعبا على المسيح أن يطالب بإقامة سلطة مدنية يكون على رأسها لأنه في الأساس أخذ دور الإله نفسه ولم يكن رسولا ولا بشرا حسب رسالته فهو الإله المتجسد وفقا للنصوص التوراتية التي ذكرت أن القادم هو إله. وبما أنه كان قارئا جيدا للتوراة فقد علم تماما مواصفات المسيح القادم. ولم يستطع أن يخرج عن الصفات المرسومة لهذه الشخصية مسبقا. لكنه كان صاحب سلطة دينية شاملة وتامة رافقته مع فكرة أنه الله نفسه. وهذه كانت له أكبر وأعظم من أي مجد لسلطة مدنية......
لذلك تجرأ وفصل ما بين الدين والدولة لأن هذا الفصل لا يهزّ عظمته ومملكته الدينية....

عند فصل الدين عن الدولة يسقط الدين كورقة بيد السياسي. وهنا يفقد السياسي أهم سلاح فتاك وفعال في السيطرة على الشعوب.... ويصبح مطلوبا من السياسي أن يقدم نماذج أخرى غير الدين ليبقى على عرش سلطانه. كما حدث في المجتمعات الغربية التي فصلت الدين عن الدولة. فصار لزاما على السياسي أن يعايش هموم الناس ويشركهم في الشأن العام لسياسة الدولة... صار ملزما بوضع خطة اقتصادية واضحة ملزم بتنفيذها وإلا سقط من على كرسي سلطته....
صار لزاما عليه أن يشرك الشعب ممثلا بالبرلمانات في اتخاذ كافة القرارات السياسية والاقتصادية والمالية وحتى الاجتماعية... ولن يشفع للسياسي إلا النجاح. لأن الفشل يعني سقوط الحكومات ومحاسبتها علنا أمام الرأي العام....

عندما نفصل الدين عن الدولة يصبح الدين علاقة شخصية بين الإنسان وخالقه, فيصبح التدين خاضعا للقناعات الشخصية بعيدا عن الضغوط أيا كانت اجتماعية- سياسية- إقتصادية- ترهيب- ترغيب....
وفي هذه الحالة ينحسر الدين ويفقد دلالته وتأثيره عند الكثيرين. يفقد قدسيته وتضمحل الهالة التي كانت له. عندها يخضع رجل الدين للقانون كأي إنسان عادي ويخضع للقوانين كلها... رسالته تصبح رسالة إقناع فإن أقنعك تبعته وإلا فلا تأثير لكلامه ودعوته.



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله الخالق يخلق أرضا متصدعة وقاتلة لأبنائها
- الصنمية توأم الإنسان منذ كان
- قراءة نقديّة للنصّ المقدّس – التلمود ضرورة توراتية
- لماذا أبدع اليهود وفشل المسلمون؟
- القداسة مدخل صناعة الطغاة والغيب بداية السقوط
- مرة أخرى من المسئول عن تخلفنا؟؟
- من يحب فلسطين يوحد الفلسطينيين
- القلمُ جريمته كبرى
- عصر الدولة الدينية انتهى
- المرأة في الحديث والسيرة الإسلامية
- كيف نقاوم الإرهاب والتطرف؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدّس - القضاء والقدر في القرآن 6
- ترانيم دول العبيد
- أساطير الخلق والتكوين في منطقة الشرق الأدنى القديم
- القتل في التوراة والقتل في القرآن
- هل الإله في التوراة هو نفس الإله في الإنجيل؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – النحو في القرآن
- لماذا نقد النص الديني؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – البلاغة في القرآن 4
- الإلحاد كلمة تطلق بغير مكانها


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - الدين مشروع سلطة استمر بالمقدس