أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صباح كنجي - هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!.. 4















المزيد.....

هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!.. 4


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 15:49
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


المبررات الفكرية والأسس الفلسفية لتشكيل الاحزاب الشيوعية حسب المفهوم الماركسي تتجلى بالرسالة التاريخية للطبقة العاملة في تحقيق التغيير الثوري للمجتمع عبر ثورة اجتماعية تقودها الطبقة العاملة ضمن سياق الحتمية التاريخية في تحول المجتمع البشري من الرأسمالية الى الاشتراكية كطور أول يمهد للشيوعية..
الحزب الشيوعي العراقي كان موقناً ومقتنعاً من حتمية هذا التحول وذهب في برامجه الى امكانية سير مجتمعات ما قبل الرأسمالية عبر طريق طور لا رأسمالي نحو الاشتراكية والشيوعية... هذا ما دفع بالسكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد في منتصف السبعينات للتصريح بامكانية تحقيقه كهدف مشترك للحزبين الشيوعي والبعث.. والخلاف بينهم لا يتعدى الوسائل والطرق فقط...
بهذه العقلية" الماركسية" انتهج قادة الحزب الشيوعي الطبقي سياسة التحالف وحاولوا اقناع جمهورهم بامكانية تحقيق الثورة الاجتماعية في العراق بعد انتهاء مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية...
لقد انساقت قيادات الحزب الشيوعي على طول الخط لتبني سياسات جبهوية ذات افق عدمي، لا تمت لمصلحة الطبقات الكادحة بصلة وارغمت جموع المنتسبين للحزب والمطلعين للتغيير على المراوحة والانتظار غير المجدي، ولجأت الى كم الافواه وقمع الحريات واعتبرت من ينتقد سياسة الحزب معادياً لنهج الجبهة والتطور، وذهب البعض من قادة الحزب الشيوعي الذين وضعوا كل بيضهم في سلة السلطة البعثية الى ابعد من هذا وتزلفوا لرموز الدكتاورية من خلال اتلاف5000 نسخة من البرنامج الذي اقره المؤتمر الثاني للحزب، الذي كان يحلل بعمق طبيعة ونهج السلطة الدكتاتورية القمعية للبعث وقد اشرف على عملية الحرق اعضاء في اللجنة المركزية من المندفعين للتعاون والمشاركة مع حزب البعث في السلطة، ويمكن الرجوع الى كتاب زكي خيري وبقية قادة الحزب الذي فصلوا في هذه الواقعة وذكروها في اكثر من مرة راجع مثلا ص12-13 من كتاب خيري .. (5000 نسخة احرقتها سلم - أي سكرتارية اللجنة المركزية..ص. ك- في مقر اللجنة المركزية في ساحة عقبة بن نافع على يد جاسم الحلوائي) ص15...
لا بل هناك حسبما يؤكد وينوه زكي خيري ايضاً الى وجود حالة في القيادة - من المؤكد انها ليست الوحيدة والتشديد من عندي ص .ك- تماهت في اندفاعها الطوعي بشكل سافر ورفعت حدود التعامل السياسي مع البعث لتشكو لها اوضاع الحزب الداخلية بما فيه الوضع القيادي.. ( وقد تمكنتْ من الاستفادة من طموحات بعض اعضاء اللجنة المركزية في معرفة ما يدور من نقاشات في داخلها وخاصة في مجال الموقف من التحالف مع حزب البعث فقد شكا احدهم لقادة حزب البعث معاناته قائلا: بان في قيادة الحزب عناصر قلبها من حجر ورأسها من صخر!!) نفس المصدر ص15...
والمطلع على مذكرات بعض العاملين في قيادة الحزب الشيوعي العراقي سابقاً يلتمس حجم المهاترات والاتهامات التي ذهبت الى حد الوشاية وابلاغ السلطات واجهزة قمعها من اجل التخلص منهم في فترات مختلفة كما وردَ في مذكرات بهاء الدين نوري واتهاماته المعروفة لمن كان يقود الحزب في حينها..
تؤشر هذه السلوكية حالة من التردي في الوضع القيادي لا تنسجم مع مهام قيادة تعتبر طليعة لطبقات كادحة وجمهور ثوري ينوي تغيير المجتمع، عكست نفسها على الاوضاع الداخلية للحزب، وتجسدت في تشجيع البطانات وشيوع روح الانتهازية والتملق وتدني مستوى الكادر وعجزه... الأمر الذي اسفر وأدى بدوره الى انغماس الشيوعيين في صراعات داخلية كانت تفتقد للبوصلة والمغزى والهدف وبدلاً من التوجه لحل المعضلات الفكرية والسياسية التي كانت تواجههم انساقوا في حملات تشهير وطعن وافتعال ازمات بديلة تنحو نحو شخصنة الصراعات وخلق الكتل والبطانات مما عمق من اطر الازمة..... وافقد التنظيم من محتواه وقدراته وحوله الى تنظيم هش لا يحمل من الثورية غير الاسم... وسادت اجواء الخمول الفكري وعدم الاكتراث والميوعة.. لا بل شهدنا تحولا خطيراً في السلوك الاجتماعي داخل الحزب تمثلت في تكوين فئتين تتناقض مصالحها واهدافها مع بعضها لا يجمعها الا اطار مهلهل فضفاض لا ينطبق اسمه على محتواه...
ـ الفئة الاولى من القياديين الذين استغلوا وسخروا اوضاع الحزب وامكانياته لمصالحهم الذاتية وتحولت الى طبقة بيرقراطية همها الأول والأخير الاستفادة القصوى من الزمالات والعلاج في الدول الاشتراكية السابقة وحضور المهرجانات العالمية.. طبقة تعيش وتعتاش مما وفرته قدرات الحزب المالية في نعيم ثوري وفق مواصفات برجوازية نسجت من حولها علاقات خاصة كانت تختار مريديها وفق سياقات انتهازية وعشائرية والمتبع لتفاصيل ممارساتها يدرك حجم الفساد الاجتماعي والمالي الذي احاط بها، لست مطالباً بتقديم جرد عنها، بقدر ما يهمني سلوكها داخل الحزب وميلها لقمع كافة الآراء والمحاولات التي كانت تسعى لمعالجة حالة الخلل في وضع الحزب، بما فيها مسألة السرقات المالية وتداعياتها الخطيرة والمشاريع الاقتصادية الوهمية وبيع الزمالات التي طرحت في المؤتمر الخامس بحدة..
اجل ما يهمني هنا وانا اسعى لاستقراء ذلك التاريخ وملابساته من اجل التغيير وليس التشهير.. الممارسات القمعية لتلك الفئة التي خنقت الحريات وقضت على كل محاولة للتغيير من خلال هيمنتها على مقاليد الحزب وتمسكها بكل شاردة وورادة فيه، ومن لا يطيعها او يقف منها بالمرصاد كان يواجه بما يعرف بالمصير المجهول على طريقة المافيات بشتى الطرق فمن كان في الخارج يوجه بقرار الزامي للذهاب الى كردستان حتى لو كان مريضاً.. ومن يتواجد في كردستان يقرر ارساله للداخل بحجة مهمات تنظيمية في الداخل.. وفي حالات اخرى تم التخلص من المعارضين بقرارات الطرد التعسفية.. ناهيك عن حياكة قصص واتهامات لا اول لها ولا آخر، ابتداء من الطعن خلف الظهر وتسويق والصاق صفات الجبن والخوف وانتهاء بالعمالة والتعامل مع اجهزة المخابرات والامن للعشرات من الكوادر والمناضلين الشرفاء. ممن لم نسمع بهم فقط، بل شهدنا وعايشنا تفاصيل العشرات من الحالات التي مازال من تعرض لها ينبض بالحياة ويستطيع سرد ما حل بهِ.. ممن كانوا ضحية رفاقهم في قيادة الحزب الذين تحولوا الى طبقة اجتماعية مستبدة مستعدة للفتك بهم.. هكذا نمت وظهرت داخل الحزب لأول مرة امتدادات للصراع الطبقي في المجتمع. امتد لينتقل ويتحول الى صراع داخلي، كرس له مع الزمن المزيد من الجهد والامكانيات، أخذ يفرز المزيد من الحقد والكراهية بين اعضاء الحزب واتباعهم لتحل محل العلاقات الرفاقية..
ـ الفئة الثانية المتكونة من غالبية اعضاء ومؤازي الحزب بمن فيهم عدد من قادة الحزب المخلصين وجلهم من الكادحين والمثقفين ممن كانوا مندفعين بحكم قناعاتهم لتفيذ ما يكلفون به ايماناً منهم بعدالة مشروعهم في التغيير، ممن كانوا يعتقدون بامكانية التخلص من العقبات والممارسات الخاطئة للقيادة والكادر الانتهازي الملتف حولها، يحذوهم الأمل بامكانية فرز المسيئين ومحاسبتهم.. لكنهم مع الزمن اكتشوا بطلان وعدم دقة تصوراتهم وباتوا امام خيارين لا ثالث بينهم اما التوقف او البحث عن بديل.. هذا ما دفع بالعشرات منهم الى الانزواء او التوجه لتشكيل منضمات او حركات واحزاب جديدة، ولأول مرة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي يكون عدد منتسبوه خارج التنظيم اكبر حجماً واكثر عدداً من المنخرطين في صفوفه!!!.. أيْ اصبح الشيوعيون في المجتمع مشتتين بلا حزب شيوعي يوحد قواهم ويجمع طاقاتهم.. والحزب الحامل للشيوعية اسماً بلا جدوى تديره قيادة خاملة وينتسب اليه بدل المناضلين الموظفون المكلفون بالحماية والحراسة ممن يتقاضون الاجور والرواتب من جراء "كفاحهم الثوري" هذا..
لقد غيروا الحزب بدلاً من تغيير المجتمع!!.. هذا ما فلحوا به!!.. هذه هي الحقيقة المؤلمة التي وصل اليها الحال في التنظيم المشوه الحامل لإسم ولقب الحزب الشيوعي العراقي في بغداد وكردستان اليوم.
هذا التشخيص يدفعني بقوة للتأكيد على دقة ما توصل اليه الاستاذ فؤاد النمري وتعليقه الوارد في الحلقة الثانية.. (يشكل الشيوعيون الحقيقيون عصب الحياة للإنسانية وما أطرحه أنا هو الحفاظ على الشيوعيين من التلاشي كما يحدث اليوم في أحزابهم إذ يتحولون إلى لاشيوعيين).
واؤكد ان هذا التشخيص الدقيق والصائب لا ينطبق على وضع الحزب الشيوعي العراقي وحده ويطال بقية الاحزاب الشيوعية ايضاً.. لهذا لم استغرب من النتائج المؤلمة التي حصل عليها الحزب الشيوعي بشقيه العراقي والكردستاني في الانتخابات وشهدت بنفسي عشرات الحالات من عوائل وابناء شهداء للحزب واعضائه يؤكدون مسبقاً انهم لن ينتخبوا قائمة الحزب لأنه خذلهم، ولمن يرغب في التدقيق في هذا الموضوع استطيع ان اعطيه عشرات الاسماء للاستفسار منهم عن سبب عدم تصويتهم لقائمة حزبهم!!!!...
ان فقدان الحزب الشيوعي لرصيده الجماهيري وعدم فوزه في الانتخابات يعكس جانباً من طبيعة الأزمة البنيوية الحادة التي يمر بها التنظيم المشوه للشيوعيين.. ينبغي أن لايدفعنا لليأس والقنوط .. ولا ينطبق مع حجم ووزن الشيوعيين الحقيقي في المجتمع وامكانياتهم الذاتية والكامنة.. والحل يكمن في اعادة الثقة بالنفس والتوجه الجاد للبحث والتقصي عن الاسباب الفكرية والتنظيمية والنهج السياسي الخاطيء، التي تشكل جوهر العلة، برؤية نقدية ماركسية لا تهاب من النقاش والجدال العلني وليس هناك ما يمكن ان نخفيه عن جمهور الكادحين الذين نكافح لتحقيق التغيير من أجلهم... ومن لا يقر هذه الحقيقة ويلجأ للنفي والتسفيه والتبرير لا يمكن ان يكون في عداد الماركسيين الذين يحملون لواء التغيير ..
صباح كنجي



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنادق وقرى يوسف أبو الفوز *
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..3
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..2
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!
- لقاء مع هوشنك بروكا..
- من أجل تعميق وترسيخ مفهومنا لحقوق الإنسان
- وداعاً أبا جنان فوجئنا برحيلك..
- فيصل الفؤادي في كتابه الحزب الشيوعي العراقي والكفاح المسلح
- توفيق الحريري...
- مرة أخرى حول الطلبة.. إلحاقاً بالرسالة المستعجلة!!
- العراق من الوحشية إلى الانتخابات الحرة
- وردة في البرلمان العراقي القادم..
- رسالة مستعجلة الى..
- لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!
- حيونة الأنسان!
- الكيمياوي في ذمة الشيطان..
- حكاية شقيقين تناثرت أشلاؤهم
- الرجل المخيف
- لا يا العراقية.. اوقفوا هذا المعتوه!
- الدليل الموعود


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صباح كنجي - هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!.. 4