أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - القاعدة وصناعة الاعداء














المزيد.....

القاعدة وصناعة الاعداء


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من قبيل المصادفة أن نجد بروز تيارات متشددة دينيا في الغرب على غرار التيارات المتشددة في عالمنا الإسلامي والتي تمثل القاعدة واجهتها التي استطاعت وعبر السنوات العشرة الأخيرة من أن تجعل الدين الإسلامي المتسامح في مواجهة محتدمة مع الغرب بسبب تشدد هذه التنظيمات التي تسترت بالدين الإسلامي.
هذا الدين الذي فيه من القيم السماوية والاعتدال ما يكفي لأن يعيش العالم بأمن وسلام وطمأنينة.
وبسبب هذه التيارات الإرهابية وجدنا القس تيري جونز يعلن بكل وقاحة عن عزمه إحراق نسخ من القرآن الكريم في ذكرى أحداث 11 سبتمبر والتي تخلى عنها في آخر اللحظات، وهو بذلك ينتهج نفس النهج الذي سارت عليه الجماعات المتطرفة في تفكيرها العدائي وتطرفها الأعمى الذي لا يرى سوى صور الخراب والدمار تعم أرجاء العالم.
الخطر الحقيقي يكمن في هذه الأفكار التي تتولد منها أفعال، فالفعل لا يأتي من فراغ بل من مجموعة أفكار تتجمع وتتولد منها أفعال لا تحمد عقباها خاصة إذا ما كانت هذه الأفكار شريرة غايتها الأساسية تدمير القيم الروحية في هذا العالم.
فأفكار القس تيري جونز لم تأت من فراغ عبطي بل هي نتيجة لتراكمات عقد كامل مر على أحداث 11 سبتمبر التي هزت أمريكا وبالتأكيد هذا القس وأتباع كنيسته استمعوا جيدا لكل خطب بن لادن ومساعديه التي تترجم لجميع لغات العالم لأن غايتها الأساسية جلب المزيد من الأعداء للدين الإسلامي الحنيف وليس إعلاء كلمة الإسلام كما يدعون، لأن راية الإسلام قبلهم كان مرتفعة وعالية، والمسلم كان حين يمر من مطارات العالم بشرقه وغربه يحترم وينظر إليه على إنه حاملا لرسالة أساسها التسامح والعدل والوسطية، أما الآن وفي ظل “إرهاب القاعدة” فإن المسلم الآن يفتش لساعات طويلة في كل مطارات العالم وتسلط عليه كامرات المراقبة.
ما نريد أن نقوله بأن (إرهاب بن لادن) هو من جعل هذا القس يفكر بحرق القرآن الكريم والتطاول على الدين الإسلامي لسبب ربما غاب عن أذهان الكثيرين وهو إن الإسلام الذي وصل إلى أمريكا في بداية هذه الألفية وصل بطائرات فجرت برجي التجارة وبحقائب تحمل متفجرات قتلت من الأمريكان وغيرهم الكثيرين وبالتالي صنع بن لادن ومن معه أعداء لهذا الدين الحنيف.
لقد تعايش الدين الإسلامي الحنيف مع بقية الأديان قرونا عديدة دون أن نجد ثمة تصارع بل كان دائما هنالك تلاقح أفكار، ولم يكن هنالك ثمة تصادم وحروب وتطرف وغلو.
وأجد بأن تصرفات القس تيري جونز التي أدنها العالم بأسره تضعنا نحن العرب والمسلمين في موقف المسائلة عن مواقفنا تجاه التنظيمات الإرهابية التي يسميها البعض “المتشددة” وهو تعبير يختلف عن الإرهاب لأن التشدد شيء والإرهاب شيء آخر.
إلا إن الصحيح بأن تنظيم القاعدة إرهابي وعلى وسائل إعلام العالمين العربي والإسلامي أن توقف المقالات التي تنظر لهذه الجماعة وتطلق على مجرميها ألقاب “الشيخ والمجاهد” وغيرها، هذه الألقاب المجانية والتي جعلت منهم يعتقدون فعلا بأنهم يدافعون عن الإسلام عبر جرائمهم سواء في أمريكا أو أوربا أو العراق أو الجزائر أو الباكستان، هذه الجرائم التي استندت إلى فتاوي من مدارس فكرية صنعت خصيصا لتدمير وتشويه صورة المسلمين في العالم.
وهذا ما ولد في الطرف الآخر ولادة أفكار متطرفة هي الأخرى تمثلت في أفكار القس تيري جونز هذه الأفكار التي جعلت من هذا القس يتسلق سلم التسليط الإعلامي بين عشية وضحاها كما سبقه إلى ذلك من قبل أسامة بن لادن فكلاهما يفكر بنفس المنطق ويستخدم ذات الآليات.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخبط الإرهاب
- اا سبتمبر الاسباب والتداعيات
- من شجع القس تيرى جونز ؟؟؟
- مستقبل العلمانية في العراق
- المنهج العلمي الاسلامي في التحديث
- حروب الألفية الثالثة
- الجد الخامس
- الإرهاب وسيلة أم غاية ؟
- القرصنة من سواحل الصومال الى خور عبدالله
- المجتمع المدني العراقي
- ملامح الثورة الجديدة
- كيف نقرأ الثاني من آب ؟
- الأجندة العراقية والأجندات الخارجية
- صناعة المجتمع المتسامح
- كيف نكافح الارهاب؟
- العراق ومحيطه الاقليمي
- الجمهورية الأولى
- 91+89 = اغلبية سياسية
- تحديات السيادة العراقية
- المنهج المدرسي وهوية المجتمع


المزيد.....




- القبض على جندي أمريكي في روسيا.. والكرملين لـCNN: يجب أن يحا ...
- بايدن وعاهل الأردن يؤكدان التزامهما بالعمل للتوصل إلى وقف مس ...
- عربة الإنزال المطورة تشارك في عرض النصر بمدينة تولا الروسية ...
- -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية للهجوم على رفح
- -روستيخ- تطور منظومة جديدة لتوجيه الآليات في ظروف انعدام الر ...
- عالم يحل لغز رموز أثرية غامضة في العراق تعود إلى عام 700 قبل ...
- وزارة الصحة الروسية تحذر من آثار جانبية جديدة لـ-إيبوبروفين- ...
- معركة بالأكياس بين الطلاب الأميركيين
- استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة
- إيلون ماسك يتوقع اكتشاف آثار لحضارات فضائية قديمة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - القاعدة وصناعة الاعداء