أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي ناصر سعيد الباقر - اليسار والاسلام















المزيد.....


اليسار والاسلام


هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 14:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وانا في سيارة التاكسي .. هذه السيارات الجديده الصفراء .. المستورده من .. الصين .. او ايران .. احب ان استقلها .. بسبب ما فيها من تكييف هواء بارد ينعشني .. فانا اهرب من حر الصيف وشمسه التي تشوي الجلد (( شهر آب يموّع المسمار بالباب )) .. وانا اتمتع بتكييف الهواء البارد المنعش .. اتألم لرؤية اطفال لم يبلغوا سن الحلم بعد .. يمرقون بين السيارات حاسروا الرؤوس .. يتسابقون ويتراكضوا بين السيارات باسلوب حلزوني يتجنبون زحمة الشارع وزحام السيارات .. الذي ليس له مثيل بالعالم ولا مبرر له في عالم المرور .. ولا علم الاجرام ومكافحة الجريمه والارهاب .. فالشوارع الفرعيه والجانبيه مغلقه .. وعلى الشوارع الرئيسيه تكثر نقاط التفتيش .. وسيارات الهمر .. وكل نقطة تفتيش تقطع نصف الشارع لتمر السيارات واحده واحده .. هؤلاء الاطفال لا يأبهون بالشمس ولا بحرها .. وهم ينادون ليبيعوا قناني الماء البارد المستورده من الكويت ؟! والسعوديه ؟! .. عجيب انا اركب سياره مستورده من الخارج ؟! .. وتسير بالبانزين المستورد من الخارج ؟!.. واشرب الماء المستورد من الخارج .... وانظر ان كل ما حولي هو مستورد من الخارج ؟!.. وطفل عراقي :.. تحرقه الشمس العراقيه ؟!.. والعراق .. هو البلد الوحيد في النصف الشمالي من الكرة الارضيه .. الذي يستلم اكبرمقدارا" من الاشعاع الشمسي .. ولكننا بدأنا نستورد الكهرباء من الخارج !.. وكذلك المولدات الكهربائيه .. والشعب يعاني .. حد الموت والعذاب .. من فقدان الكهرباء .. الازمه المفتعله المستورده من الخارج .. بواسطة ستراتيجية الولايات المتحده الامريكيه .. التي تقضي ان يتخلف العراق .. ويعود الى عهد ما قبل الصناعه .. فعدنا الى ماقبل الزراعه .. وما قبل الثقافه .. والطب .. والصحه .. والبناء الاجتماعي للعائله والمجتمع .. .. ولا بد ان اشير الى اننا استوردنا كذلك رجال السياسه .. تم توريدهم الينا على ظهور الدبابات .. ومع المحتل .. عفوا" المحرر .. فاستوردنا كلايش جاهزه من الديمقراطيه جنبا" الى جنب مع الارهاب .. واستوردنا منظمات ( انسانيه ) ! .. جاءت لتعتاش على عذابات الشعب العراقي .. معتمدة على العناصر الطفيليه من اذنابهم العراقيين .. التي تلحس بقايا فضلات اسيادهم .. وكثر استيراد .. الافكار المنحرفه الاخلاقيه .. وورشاة العمل لتثقيف الشعب .. والمرأه .. والشعب يرجع الى الخلف .. والتخلف .. والمعاناة .. ولا بأس فهذا هو المطلوب .. حتى تكون هناك ذريعه لهذه المنظمات الاجنبيه ( الانسانيه ) .. ان تعتاش على عذابات الشعب .. فتسرق اموال المانح .. ولتقوم بخلق طبقه طفيليه فاسده منافقه تعمل على خيانة شعبها ...وتؤدي واجبها الاساسي بالقيام بالعمل الاستخباري ... ان شعبنا يعيش اعجب معادله : ... اغنى بلد .. وافقر شعب .. وهذا الشعب والوطن يمكن ان يتقدم بسرعة وسهوله كما يلي :
1- سن تشريع يضمن ويحقق العداله والمساواة في كل شيء ..
2- ان يحصل كل فرد على حقه بنسبه من الموارد الطبيعيه .. البترول ..
3- ان يحصل على حقه في ارض الله ليسكن فيها ويعتاش منها وعليها .. وبناء المستوطنات البشريه المتخصصه التي تعمر الارض وتمتص البطاله ..
4-تشريع قانون للضمان الاجتماعي .. (( الفرد العراقي مضمون من المهد الى اللحد )) ..
شعرت اني مذنب .. ومشارك في عذابات شعبي هذه (( ما جاع فقير الاّ بما متع به غني )) .. شعرت اني مغتصب ومعتدي .. على حق هذا الطفل ,, بان يكون له نصيب بهذا الهواء البارد .. وكان سائق التاكسي الشاب وهو ينصت الى معاناتي وآلامي هذه .. بادرني بالسؤال التالي : .. عمي انت شيوعي .. ؟! .. قلت له : كلاّ .. فانا غير منتمي لاي حزب .. ولكن لماذا سؤالك هذا ؟؟! .. اجابني :.. (( عمي بس الشيوعيون يتكلمون هكذا !! .. هنا عرفت احد معاني (

-2-
اليسار ) .. وهو ان تكون خارجا" على خط اليمين الذي اعتاده المجتمع .. كالاعتياد على استعمال اليد اليمتنى .. فمن غير المألوف استعمال اليد اليسرى ... فنسأله : انت يسراوي ؟! .. واسترسل سائق التاكسي مجيبا" على استفساري :.. لأن الذين يركبون معي من الاحزاب الاسلاميه .. لايتكلمون هكذا .. ولا يتطرقون الى معاناة الشعب وآلآمه وحاجاته ,, بل هم فقط يقولون : .. (( ان الخلاص سيكون على يد المهدي المنتظر (عج) .. وعلينا الانتظار والتمهيد ..)) .. قلت له :.. ان هؤلاء لا يمتون الى الاسلام بصله .. وانما هم مشركون .. فمن لا يؤمن :.. بالعداله والمساواة .. فانه لايؤمن بوحدانية الله سبحانه وتعالى .. فهو مشرك .. لأن العداله والمساواة هما شعبه من التوحيد ..
وهنا انتبهت الى اول معاني ( اليسار ) ..
وانا اقرأ دعوات(( الحوار المتمدن .. )).. الذي حقا" هو متمدن .. وصوته يثير الرعب .. في دول الجوالر (( اليمين )) التقليدي.. لذلك يستخدمون ثرائهم البترولي في استغلال تكنولوجيا الاتصالات .. لمنع صوت (( الحوار المتمدن )) .. من الوصول الى شعوبهم .. ... وانا اتابع دعوات هذا (( الحوار المتمدن )) للدخول في حوار مع المفكر (( الاستاذ ياسين الحاج صالح )) .. حول موضوع .. (( اليسار ــ والاسلام )) .. ... ولماذا لا يكون الحوار :.. اليسار والاديان ؟! .. اليسار والمسيحيه .. ودول امريكا واكثر دول اوربيه دول مسيحيه بموجب دساتيرهم .. او اليسار – واليهوديه .. واسرائيل دوله دينيه عبريه ؟!
وانا اعتقد او اضن ..(( وان سوء الضن من حسن الفطن )) .. (( وان بعض الضن اثم )) .. ولكن البعض الآخر ليس اثما"!! .. ان الغالبية العظمى قد لا يعرفون معنى وتاريخ كلمة (( اليسار )) .. فانا ممن يدققون بالاصطلاحات ومدلولاتها .. ومن اين جاءت ؟ .. .. واصبحت كلمة اليسار مرتبطه بالشيوعيه .. او بالماركسيه .. ويتم تنظيرها بشكل تنظيري ايديولوجي .. اخذ يبتعد عن (( محور الشعب )) .. بالضبط كالاحزاب الاسلاميه السياسيه .. فهم تركوا الشعب ليتم انصافه مستقبلا " على يد (( المنقذ )) .. .. ولا بد ان اطرح استنتاجا" لي وهو : ان كلا" من الماركسيه .. والرأسماليه .. محور اهتمام كلا" منها هو : (( رأس المال )) ,, .. في حين ان الاسلام الحقيقي محوره .. الشعب .. بتوفير العداله والمساواة للشعب ..
ان الماركسيه والنظريه الشيوعيه بدأت ومضة تبنتها اقلية المجتمع اليميني .. معارضة" لتيار اليمين الرأسمالي .. لرفع المعاناة والظلم والاستغلال والمعاناة عن الاكثريه المسحوقه الكادحه من الشعب .. فهي اذا" موقعها على يسار يمين المجتمع السائد .. وهنا نستنتج :.. ان اليسار هو خروج الاقليه معارضة" ليمين المجتمع .. بمعنى (( المعارضه )) .... وعندما قامة ثورة اكتوبر البلشفيه في روسيا ,, كان اول من ايدها هم علماء الدين الشيعه في لبنان .. لانها تتكلم عن العداله والمساواة .. وتقف ضد الاستغلال والمستغلين .. ثم عندما سيطرة البلشفيه كنظام شيوعي اكثريه .. انتقلت الى اليمين .. فاتجهت الى الاعدامات والتصفيات .. فظهر لها معارضين اصلاحيين .. وهنا يمكن ان نسمي (( حركة تروتسكي )).. بانها حركة (( يساريه )) بالمجتمع الشيوعي .. معارضة لاسلوب نظام اليمين الشيوعي ..
فاليسار في التاريخ اخذ صورا" متعدده .. واخذ معاني مختلفه ومتعارضه في مفاهيمه الآيديولوجيه ...
اول ظهور اصطلاح (( اليسار ))
ان اول ظهور لكلمة او اصطلاح اليسار .. جاءت عندما اتخذت جماعه من المعارضين في الجمعيه الوطنيه : بعد قيام الثورة الفرنسيه ... فكان مكان جلوس هذه الجماعة المعارضه على يسار قاعة الجمعيه الوطنيه .. فكانت تسميتهم ب (( اصحاب اليسار )) ..
وارتبط هذا اليسار بالانسان كونه مركزا" للحقيقه الماديه .. اما مواضيع آيديولوجية الجدل البيزنطي الميتافيزيقي .. فهو لايغني من فقر ولا يسمن من جوع .. وهذه من نظريه قديمه ظهرت في عهد الاغريق ... في الحكمه والديمقر اطيه (Sophia ) )).. وكان اكثر انتشارها في مدينة اثينا .. حيث كان الناس هناك حلقات من النقاش في كل مكان .. قبل مجيء الفيلسوف (( سقراط )) ... حيث انتشرت نظرية (( الحكمه )) النسبيه والمسماة (( سوفستك Sophistic )) او السفسطائيه .. التي اعتبرت.. ان الانسان هو(( مركز الحقيقه ) .. والحقيقه هي نسبيه .. وان كل انسان هو محق ومصيب في الحقيقه التي يراها .. استنادا" الى ما يحمله من خلفيات اساسيه .. كبرمجة الكومبيوتر .. وهو محق فيما يراه .. اي لا يوجد انسان مخطىء .. فالصح والصواب نسبي ..
ولكن (( سقراط )) جاء ثائرا" معارضا" مبدلا" لهذه النظريه .. وسقراط هو استاذ (( ارسطو )) .. المعلّم الاول .. فقد عارض سقراط نظرية ((السفسطه )) هذه ... وكان سقراط مع تلامذته .. يمثلون الجانب المعارض الاقليه .. فكانوا يمثلون ((اليسار )) المعارض .. حتى قضى على فلسفة (( السفسطه )) هذه .. (( وهناك من يقول ان موت نظرية السفسطه قد أخّر

-3-
البشريه آلاف السنين )).. وجاء سقراط بفلسفة (( محب الحكمه Philosophy )) .. اي الفلسفه .. وقال سقراط (( ان الانسان هو ليس مركز الحقيقه .. وانما الحقيقه مركزها السماء ما وراء الطبيعه .. فالحقيقه هي ميتافيزيقيه .. وكل ما هو موجود على الارض يمثل انعكاسا" لما وراء الطبيعه .. والحقيقه هناك تحتاج الى من يحملها من السماء الى الارض .. فكان هناك تعدد للآلهه لكل ظاهرةاو حقيقة على الارض يتولى هذا الاله عكسها من السماء الى الارض .. فتعددت الالهه واصبح لكل عبيدا" .. فكان الشرك .. وانتفت العداله والمساواة ... وكان سقراط وتلامذته اول الامر معارضا" موقعه يسار المجتمع وسط اغلبية المجتمع .. فهو (( يساريا")) .. وان كانت يساريته اضرت بمسيرة الانسانيه .. ثم وبعد ان انقرضت حركة السفسطه .. واصبحت نظرية وحركة (( الفلسفه )) السقراطيه.. هي فكر المجتمع واغلبيته .. فاصبحت بموقع (( اليمين )) .. المتداول بالاكثريه ..
كذلك في موطن نزول الاسلام .. حيث كان المجتمع المكّي الجاهلي .. هو اليمين الذي كان يمثل ابشع انواع العبوديه .. والعنصريه .. والتفسخ الاجتماعي والاخلاقي .. السرقه والغزو ... والبقاء للاقوى .. وكان وأد البنات موضع تقدير المجتمع وفخره لمن يأد اكبر عدد من بناته .. وكانت الدعاره وبيوتها وتجارة الرقيق الابيض لعلية القوم يتفاخر بها كبار قريش .. بذوي الرايات الحمر .. كل شخصيه من قريش له مجموعه من بيوت الدعاره يرفعون الرايات الحمر .. وهو يقوم بجباية ثمن الدعاره كل يوم .. واختلطت الانساب حيث كانت البغي هي التي تقوم بنسبة وليدها لمن تختاره من الاترياء ممن وطؤوها .. والخيانة والغدر كانا سنّة سائده .. وفي قصة (( جهينه )) المصداق على ما اقول ..
في وسط هذا المجتمع المكّي (( اليمين)) الذي كان يسود .. جاء الاسلام .. اقلية من المستضعفين .. معارضه ء الاسلام يمثل(( حركة اليسار )) .. المعارض ضد التيار السائد بالمجتمع .. .. وكان ولا زال اساس الدعوه في الاسلام .. هو (( التوحيد )) .. وينبثق عن التوحيد :.. العداله .. والمساواة .. وهما شعبه من التوحيد .. والاسلام الحقيقي لديه تصورا" متكاملا" عن الكون وخلقه .. وعن المجتمع المتكامل بجزئياته .. واعتبر ان ملكية كل شيء .. الارض والمال .. هي لله .. ارض الله .. ومال الله ... (( .. قل اللهم مالك الملك .. )) .. وعمل الاسلام على تفتيت الثروه .. لكي (( لا يكون المال دولة .. )) .. لان تضخم الملكيه الفرديه .. هو اداة للظلم والتسلط والاستبداد .. واعتبر الاسلام :.. الفطره الانسانيه هي الاساس في النظر الى الحياة .. (( كل ابن انثى يولد على الفطره وانما ابواه يهودانه او ينصرانه )) ... واعتبر الاسلام الحقيقي الانسان حرا" بالولاده (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهو امهاتهم احرارا)) .. .. وان الالتزام والتضحيه قي سبيل العقيده هي (( شهاده )) .. واعتبر العقل والعلم .. هما من صفاة الله الخالق .. (( فالله عالم يحب التعلماء )) .. والحريه بالعقيده .. والحوار .. والمجادله بالتي هي احسن .. : .. هي من اساسيات العلاقات في المجتمع .. وان الاصلاح بالامّه .. هو هدف وواجب ..
فانتصر (( اليسار )) الاسلامي .. واصبح دولة ومجتمع العداله والمساواة بين افراد الشعب .. اي ان الانسان .. الشعب .. هو المحور لعقيدة اليسار الاسلامي ... وبعد موت النبي محمد (ص) .. انقلبت قريش .. وهم من قاوم الاسلام سابقا" .. انقلبت على اليسار الاسلام الحقيقي .. وقضت على كل هذه المبادىء ..واصبح الاسلام اداة" بيد المرتزقه من وعّاض السلاطين.. الذين يبيعون الفتاوي لمن يدفع اكثر في صالح السلطان .. واصبح الاسلام اداة" للغزو وليس للتحرير ودفع العدوان ولسلب ثرواة الشعوب لترف الخليفه وبطانته .. والذي كان يستعجل السحاب ان يمطر في مملكته ليعود بالخراج اليه .. فاصبح (( اليمين الاسلامي )) .. على مانراه اليوم .. بعيدا" عن الاسلام الحقيقي .. بعيدا" عن حقيقة الانسان ... فلا يمكنني ان اسمي كل مذاهب الاسلام اسلاما" حقيقيا" .. فقد عمل السلطان .. وثرواته على تحريف الاسلام.. واصبح اسلاما" سياسيا" .. وابعاده عن منبعه .. والذي لازال هذا المنبع .. لم يتمكنوا من التأثير على هذا المنبع .. وهو (( القرآن الكريم )) .. الذي بقي هو ملهم (( ثورات اليسار )) .. ضد الظلم .. ويتعرض القرآن للعديد من اجتهادات التفسير .. .. واذكر انه كان في الاربعينيات في مدينة الحله .. ضابط المخابرات البريطانيه .. واسمه المستر ((كوك )) .. وكان في مجلسه احد المعممين .. فسأله المستر كوك : .. تقو لون ان كلّ شيء مذكور في القرآن ؟ فهل ان اسمي مذكور في القرآن ؟.. فاجابه المعمم :.. نعم ان اسمك مذكور في القرآن .. ... (( .. وتر كوك وحيدا" .. )) ... والقرآن كتاب عجيب .. فيه اعجاز واضح .. ولا يمكن ان يكون الاّ من السماء .. ,, فالثوره الجزائريه استمت مائة عام .. وخرجت اساسا" من كتاتيب تعليم القرآن .. . ومرة" شكى وزير المستعمرات البريطانيه في مجلس العموم ... : بأنّ بريطانيا تجد صعوبه في اخضاع البلدان الافريقيه المسلمه .. بسبب القرآن .. فصاح احد اعضاء مجلس العموم ...:.. اقتلوا القرآن .. فاجابه .. : انه كتاب المسلمين السماوي .. فهو يمثل العقيده التي تتبناها الشعوب المسلم.. وهو مصدر اليسار الاسلامي المعارض للظلم والاستعباد .. وعندي هو المعارض للاسلام السياسي ... وان ما نسمعه الآن عن الضجه التي افتعلتها مختبرات بحوث المخابرات الامريكيه .. حول موضوع دعوة احد الكنائس لحرق القرآن .. وهي تهدف بالدرجه الاولى الى تحويل حرب افغانستان من حرب (( الطالبانيه )) .. الى حرب محورها القرآن .. وبعد ذلك ستقف السياسه الامريكيه ضد هذه الدعوه .. كي يكون الموقف الاقغاني متوحد مع القرآن .. ويميل الرأي مع امريكا ثم وبالتدريج ستمهد امريكا لانسحابها من افغانستان مع احتفاظها بماء الوجه لهزيمتها في افغانستان ..في افغانستان انهزمت بريطانيا العظمى .. والاتحاد السوفيتي وكانت سببا" لانهياره .. وهزيمة امريكا والاتحاد الاوربي .. وذلك كله كان سببه القرآن .. واحيانا" يتجه (( اليسار
في الاسلام )) .. حركه معارضه مثيره للفتن تحمل في طياتها الانحراف عن الاسلام .. ففي الحركه (( الوهابيه )) .. اتجاه نحو (( اليسار )) ,, الاقليه المعارضه الهادفه الى زعزعة وتهديم اركان الاسلام .. ففي اواخر الاربعينيات اجتمع زعيم (( الغطغط ))
.. اي المرجعيه الوهابيه .. كان قد اجتمع بالبابا (( بيوس الرابع عشر )) .. وتداولوا موضوع توحيد الاديان .. وذلك على الاقتصار على والتركيز على الله سبحانه وتعالى .. دون ذكر الانبياء والاوصياء وازالة رموزهم .. والمسيحيه تعتبر عيسي عليه السلام .. هو الله او ابنه .. لذلك بدأت الوهابيه حركتها بالدعوه الى ان .. (( ان عصايا هذه تنفعني .. ولا ينفعني محمد لأن محمد مات وغير موجود )) .. وهذه من الحركات القريبه من الوجوديه .. ثم ان الوهابيه تسعى الآن الى الغاء ذكر محمد من الاذان والصلاة .. وبالتدريج .. وهناك دعوات لازالت بالمهد .. الى تغيير الصلاة الاسلاميه لجعلها شبيهه بصلاة المسيحيين .. كما دعى الى ذلك :.. اغا خان الاب .. زعيم الحركه الاسماعيليه .. واتباعه يطبقوها .. وبوضع صورته معلقة امامهم ..
تعال معي الى (( يسار )) حزب البعث العربي الاشتراكي .. فهو حركه يساريه ترقيعيه .. تقوم على .. او مأخوذه .. من نظرية الانقلابيه التي جاء بها (( ميشيل عفلق )) ... وهو قد انتحلها من محاضرات الفيلسوف الفرنسي (( ريمون هارون )) .. بمحاضراته التي القاها عام 1947 في جامعة السوربون .. حول موضوع .. (( المجتمع الصناعي )) .. اذ قال في الانقلابيه .. (( .. هي ان يكون الانسان متأصلا" في مجتمعه .. وله القدره ان ينسلخ وينقلب عليه وينظر اليه نظرة غريب .. )) .. فاتجه حزب البعث العربي الاشتراكي .. الى .. تطبيق حركه عنصريه الى فرز من يراهم من اصول غير عربيه وعربيه .. واستأصالهم ومعارضيه .. واقلب على المجتمع انقلابا" عنصريا" ومذهبيا " وعلى الاسلام .. فكانت الابادات الجماعيه والسجن .. والعزل الاجتماعي .. ودعى الى العوده الى منبع الاسلام حسب تنضير عفلق (( كان محمدا" كل العرب فليكن كل العرب محمدا" .. )) .. وهي دعوه لنقض نبوة مجمد .. وكان هذا الانقلاب دعوه الى التصفيه الجسديه للكثير من العروق .. والجنسيات .. واتجاه للقضاء على الاسلام ..
فاليسار هو معارضة الواقع السائد والتجديد والتغيير .. قد تكون نحو الافضل .. عندما يكون محورها الانسان .. او نحو الاسوء عندما لا تكون مصلحة الانسان هي المحور .. فهو يبدأ حركة ضد الاكثريه التقليديه (( اليمين )) ... لأن لان الواقع التقليدي هو ان تستعمل اليد اليمنى (( فانت يميني )).. وعندما ترى من يستخدم يده اليسرى تنتبه له وتسأله انت (( يسراوي )) .. فاليسار هو الاتجاه ضد المألوف ..
ان التكلم عن موضوع اليسار وحسب فهمي واستنتاجاتي قد يكون واسع ومتشعب ويحتاج الى بحوث واسعه ومتنوعه .. ولكني اريد ان اختم هذا البحث ... بالتطرق الى موضوع (( اليسار )) .. في الفن .. اوتطور مسيرة الحركه الفنيه .. عبر التاريخ .. وساقتصر على الفن في الرسم والنحت .. فالرسم بدلأه الانسان كبدايه للتعبير عمّا يحصل في حياته .. وكبدايه للكتابه والتعبير .. فكان يرسم ما يراه ويقوم به في الطبيعه .. وسأبقى في موضوع الرسم .. ولن اتطرق الى كيفية تطور السم الى كتابه .. لان في هذانوع من التطوير والرمزيه ..
فحركة الرسم والنحت .. كانت قد بدأت ومنذ عهد الاغريق .. ثم الرومان .. وبدايات النهضه الاوربيه .. كان فنا" كلاسيكيا" ينقل صورة الجمال في الانسان والطبيعه .. ونرى ذلك في التمثال الاغريقي لربة الحسن والجمال (( افرودايت )) ... وفي عهد النهضه في البندقيه .. في تمثال النبي موسى .. حتى وكأنه سينطق للنحات (( مايكل انجلو)) .. ولوحة العشاء الاخير .. لمايكل انجلو كذلك .. وكان هذا الفن مفهوما" لأي انسان لا يحتاج الى شرح او تفسير .. وهذا ما يسمى بالفن الكلاسيكي التقليدي ( اي اليميني ) .. ثم تطور هذا الفن الكلاسيكي لتدخل فيه لمحات من الغموض الانطباعي .. وهذا واضح في لوحة (( الموناليزا)) المشهوره .. لدافنشي .. والسحر الذي تحمله ابتسامتها الغامضه لمئات من السنين والتي قد تعبر عن الانطباع الذي تبلور في ضمير .. دافنشي .. وهنا بدأت مرحله نحو الانتقال نحو الحركه (( الانطباعيه )) .. وهذا يمثا البدايه في حركة اليسار فيفن الرسم .. .. ثم بدأت بوادر التعبير اليساريه بحركة فن الرسم .. الى الانطباعيه .. وكان رائدها الفنان (( فان كوخ ))الهولندي .. فانك تنظر الى لوحاته .. وكأنه يرسم من خلال نظاره كل مرّه ذات لون معين .. وهذا يمثل رؤية وانطباع الرسام .. وكان هذا الفن مفهوما" لدى كل انسان .. .. ثم بدأت حركه (( يساريه )) تغييريه في فن الرسم والنحت .. وهو ما يسمى بالفن (( التشكيلي )) .. وهو يمثل انتقاله وثوره ((يساريه )) في فن الرسم .. عباره عن خطوط وتكعيبات .. وخلط في الالوان .. لا يفهمها اي شخص دون ان يكون هناك رسّامها ليشرحها .. ولعله يشرحها بشكل مغاير في كل مرّه .. حتى ليقال ان احد الفنانين كانت لوحاته لا تلى الرواج .. فما كان منه الاّ ان جاء بعدد من الاوعيه في كل واحد احد الالوان .. ووضع في كل وعاء قطعة قماش .. ثم وضع امامه لوحة الرسم .. واخذ يغمس قطعة القماش في كل وعاء ويقدفها على لوحة الرسم .. فكانت عنده لوحة" فيها الالوان متداخله مع تناثر الالوان ببقع وخه طوط ونقاط .. وقد حازت هذه اللوح على الجائزة الاولى .. وكان النقاد في اعجاب وحيره من غموض ومعاني هذه اللوحه .. .. ثم كان نهاية تطور حركة (( اليسار )) الفني في الرسم .. على يد الفنان الاسباني (( بيكاسو)) .. بفن الرسم المسمى بالسرياليه الرمزيه .. وقبله (( سلفادور دالي )) .. ولم يكن بامكان اي كان
بتفسير خطوط ولوحات بيكاسو غير بيكاسو نفسه .. ومرة" دخل ساعي البريد برسائل الى بيت بيكاسو .. وهو يرى اللوحات السرياليه على الجدران .. فتعجب قائلا" :.. عجيب هذا البيت حتى الاطفال يرسمون فيه .. وفاحشوا الثراء يتهافتون على شراء لوحات بيكاسوا .. لأن توقيعه عليها .. ولو جئنا باية لوحه لغير بيكاسو ووضعنا عليها توقيعه لتو شرائها باغلى الاثمان .. وبالعكس .. .. وهذا يذكرني بحادثة .. مرّة" كلفتنا وزارة الصحه .. نحن مدرسوامعهد الصحه العالي..ان نقوم بوضع كتب نلقيها .. وكنت ممن ادلى بدلوه في هذا المضمار لأني كنت ممن يقوم بتدريس مواضع عديده وواضع مناهجها بمولفقة الوزاره .. ولكني لست بطبيب .. ولأني على درايه بتعصب الاطباء لمهنتهم وعدم قبول غيرهم فيها .. ويعتقدون ان لا غيرهم ادرى بالشؤون الصحيه .. في حين ان الطبيب اختصاصه المرض .. والصحه مجال الكثير من الاختصاصات .. فقدمت كتابي : الجزء الاول من (( المدخل لدراسة الصحه والبيئه )) .. وكنت اضع في هوامش الكتاب استشهاد بآراء علماء عالميين على انها آرائي ... واضع آرائي على انها :.. آراء لهؤلاء العلماء .. فما حدث ؟ !! : .. جوبهت بحمله عنيفه وسيل من الشتائم بكتاب من المديريه العامه للتعليم الصحي .. وهم يستسخفون آرائي .. التي هي آراء العلماء .. ومستحسنين آرائي على انها آراء لعلماء .. ثم وقعت وزارة الصحه في مأ آازق مضحك .. ثم سرق مسودة الكتاب المقدمه .. سرقها سكرتير مكتب وزير الصحه في حينه المرحوم (( الدكتور رياض ابراهيم الحاج حسين )) .. وهذا السكرتير له قصه طويله .. يقبع الآن في وكر الوكالات الامريكيه في بغداد )) ..
ترى ان اليسار قد يأخذ صورا" شتى واتجاهات تغييريه نحو الاحسن .. عندما يكون الشعب هو المحور لهذه الحركات .. او نحو الاسوء اذا كان العكس .. فاليسار يجب ان تكون حركة تجديديه محورها الانسان وما يراه ويفهمه .. ومدى وعيه للحياة التي يعيشها .. وارجو ان لا يكون في موضوع (( اليسار )) .. والاسلام .. ما يتجه نحو الهدم .. وليس بلور نقاءه وصفاءه وتخليصه من الشوائب والدجل والخرافات والجهل .. والوصول وفهم اصل المنبع .. وسيصل الانسان حتما" الى تطبيق جنة السعاده والعداله والمساواة على الارض .. فقد خلقها الله لهذا الهدف .. ولن تنقطع الحياة .. وهكذا يخبرنا القرآن :.. ان الحياة قدّرها الله منذ حدوث الانفجار الكبير .. (( اولم ير اللذين كفروا ان الارض ولسماء كانتا رتقا" ففتقناهما .. وجعلنا من الماء كل شيء حي )) ..



#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( يد الله مع الجماعه ومن شذ شذ الى النار )) والعولمه
- (( تحسين معيشه ؟؟!! )) ومؤتمرات المنظمات غير الحكوميه
- منظمات المجتمع المدني غير الحكوميه هي المرحله النهائيه لتطور ...
- منظمات المجتمع المدني غير الحكوميه .. نكون او لانكون ؟؟!!
- العراق واهليته لعضوية هيئة الامم المتحده
- هيئه للتخفيف من الفقر في العراق؟؟!!
- مسؤولية الحكم والمالكي
- التدخين آفة العصر
- الايكولوجيا البشريه في النظريه والتطبيق والقياس ( محاضره ال ...
- جون فوستر دالاس ---------في مطبخ الانتخابات العراقي (( اوبام ...
- تحليل الوضع العراقي والبرنامج الانتخابي
- الانتخابات والديمقراطيه
- على هامش : محاضرة .. الجندر والمعيار الادبي والبطرياركي
- يوم الطفل العالمي والطفل العراقي (( المحاضره التي القيت في م ...
- العوامل الايكولوجيه في بناء مدينة بغداد (( محاضره القيت في م ...
- والله جووووعان
- اليوم العالي ... للفقر
- الى الماء يمضي من يغص بلقمة الى اين يمضي من يغص بماء
- (( دوروله عنده علوج و عجيب امور غريب قضيه ))
- النقد والانتقاد __ بين الحرية والعلمية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي ناصر سعيد الباقر - اليسار والاسلام