أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - تاريخ العلمانية















المزيد.....


تاريخ العلمانية


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 09:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نسمع كثيرا عن أسماء تيارات مختلفة تقود شعوب العالم وتحكم فيه بين مؤيد ومعارض وديمقراطي ومستبد ومنها.. العلمانية الديمقراطية للبراليه الشيوعية اليسارية المحافظين الديمقراطيين الاصطلاحين الكاثوليك الارثدوكس البروتستانت الشيعة السنة ألوهابيه السلفية البوذية ... ربما يعجز فكر الإنسان في الإلمام في كل هذه التيارات المختلفة وأسمائها الحديثة والقديمة... ويتصور البعض منا من الصعب فهم جميع هذه التيارات وأهدافها السياسية .. ولكن لو تمعنا فيها جيدا.. نجدها لا تخرج عن مفهومين وان اختلفت مسمياتها .. الأول اليسار القومي ..وهو تيار معرض لليمين الديني ... والثاني اليمين الديني المعارض لليسار القومي .. وهذا يعني إن القاعدة الجماهيرية لشعوب العالم محصورة بين القومية والدين.. فمن خلالهما يتحرك السياسيون للمزايدة على القاعدة الجماهيرية حيثما كان اتجاها الفكري... من خلال دراستنا للقران نجد إن شعوب العالم تتراوح القيادات فيه بين الدين والقومية ...حيث يظهر الدينيون بعد فشل القومين .. ويظهر القوميون بعد فشل الدينيين ... وبين هاتين التجربتين تكون الشعوب هي الخاسرة بالدرجة الأولى لأنها ضحية تجارب لم تكن مدروسة من قبل الطرفين.. تاركين ورائهم انقسامات وحروب طاحنة فتكت بالبشرية ... تتخلل بين التيارات الدينية والقومية بعض التيارات الإصلاحية نتيجة فشل احدهما ويظهر ضد اليسار القومي المستبد مثلا تيار معارض .. يطلق على نفسه اليسار القومي الديمقراطي .. ويظهر ضد التيار الديني المستبد تيار إصلاحي ديمقراطي يطلق على نفسه الحزب الديني الديمقراطي .. وهذا يعني تحصل انشقاقات داخل التيار الواحد إلى تيارات عده.. جميع التيارات المتصارعة دينيا أو قوميا تختلف في الإدارة السياسية ولأكنها تتفق مع المبدأ الإمبراطوري وإعادة الأمجاد الدولة الدينية والقومية .. فكلاهما يشن الحروب على البشرية القوميون بالسم الأمن القومي والدينيون باسم الأرض المقدسة .. أو نشر الدين


نأخذ فتره تاريخيه قريبه إلى الأذهان وفيها يكون التاريخ موثق.. لكي نبتعد عن الاشتباكات التاريخية الغير موثقه .... من المعروف إن الإمبراطورية الرمانية الصليبية كانت تسيطر على معظم إرجاء الوطن العربي قبل ظهور الإسلام .. فبعد ظهور الإسلام استطاعت جيوش المسلمين من دحر تلك الإمبراطورية الصليبية وملاحقتها إلى مركزها الديني في ايطاليا ..حيث تمكنت جيوش المسلمين من الوصول إلى حدود فرنسا ..كان لظهور الإسلام السياسي في أوربا احد أسباب سقوط الدولة الإسلامية ..عندما ظهرت فيه الانقسامات المذهبية والطائفية بين المسلمين فكانت صراعاتهم على تولي القيادة ..... مما حدث تفكك في تلك الدولة ... بالمقابل كانت قوى دينيه تعد الجيوش الاستعادة مركز الدولة ألدينيه ألصليبيه (روما).... هذا يعني ستظهر قوى جديدة تقف إمام المسلمين لطردهم من أوربا .. وفعلا ظهرت قوى جديدة في أوربا منها الهولنديين والبرتغاليين وقبائل البربون في فرسنا ..هذا يعني ظهور إمبراطورية دينيه جديدة خلاف الإمبراطورية الرمانية التي سقطت على يد المسلمين .. اتخذت الإمبراطورية الجديدة من فرنسا موقع لها حيث منها بدأت الجيوش الصليبية بدحر المسلمين وطردهم من الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم .. حتى طرد المسلمين من أوربا وسقوط دولتهم في بلاد الأندلس .. وكان أخر معقل من معاقل الدولة الإسلامية في غرناطة تم إسقاطه سنة 1517 ... سبَّبَ ضعف ألدوله الإسلامية في ضل الإسلام السياسي الفاشل وفقدان الستراتيجيه العسكرية إلى تعرض مناطق ألدوله الإسلامية إلى الغزو الصليبي من جديد.. مهما كانت أهداف ذلك الغزو سواء إن كانت دينيه أو اقتصاديه الدمار واحد ...عاد الغزو الصليبي إلى الأرضي الإسلامية من جديد .. بما يسمى الاستعمار القديم


1- الغزو الاسباني للمغرب العرب عقب سقوط دولة الأندلس عام 1510
2- الغزو البرتغالي للوطن العربي عام 1525
3- الغزو الهولندي للدول الإسلامية في جنوب شرق أسيا من عام 1596 إلى 1602
4- الغزو البرتغالي للدول الإسلامية في جنوب شرق أسيا من 1512 إلى 1670



الثورة الفرنسية ملهما للطغاة


http://frenchaffaires.maktoobblog.com/category/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9/

ممدوح الشيخ


منذ ميلادها كانت العلمانية الفرنسية (اللائكية) مرتكزة على الفكر العلماني القومي في صورته الأكثر تشددا قبل أن تخفف الليبرالية السياسية غلوائه بالتدريج، وتعد هذه الصيغة الأكثر تمثيلا في الغرب للموقف العلماني الكلاسيكي في معاداته للدين. وحسبنا هنا أن نشير إلى بعض الأبعاد الملازمة للعلمانية الفرنسية التي لم تكن محايدة إزاء شؤون الدين والمجتمع المدني عامة لأنها كانت من طبيعة جذرية مقاتلة، وذات وجهة معادية للكنيسة الكاثوليكية خاصة وللدين عامة، فقد كان من أول القرارات التي اتخذها رجال الثورة الفرنسية إلحاق الكنيسة بالدولة وتأميم ممتلكاتها، وتحويل رجالاتها إلى موظفين رسميين يتقاضون رواتب معلومة ضمن المهمات الموكولة إليهم رسمياً، بما لا يختلف كثيراً عن أي موظف في أجهزة الدولة.
وهنا أول إخفاق في التعامل مع الأديان بوصفها "الآخر"!
وحتى حينما اضطر نابليون بونابرت إلى إبرام معاهدة وفاقية مع البابوية في روما (معاهدة 1801) التي اعترف بموجبها بكون الكاثوليكية ديناً لغالبية الفرنسيين، فقد كان ذلك مشروطاً بجعل الكنيسة في خدمة الدولة وأجندتها الخاصة. ولحق ذلك شيوع مناخات الرعب ومحاولة اقتلاع الكنيسة من منابتها و"تطهير" المجتمع الفرنسي عامة من المظهر والمؤثرات المسيحية، واتسع ذلك أكثر مع عودة البوربون الذين كانوا يحكمون قبل الثورة وتحويل ما سمي وقتها بالإرهاب الأبيض إلى إرهاب قانوني مؤسسي تقوم على إنفاذه مؤسسات الدولة الرسمية. وقد اقترنت العلمانية الفرنسية بقدر غير قليل من التسلط السياسي والجذرية الجامحة.
وتتأسس العلمانية الفرنسية على وطأة ثقيلة وواسعة النطاق للدولة، وتقوم هذه النزعة التدخلية الواسعة على دعامتين نظريتين:
أولاً: اعتبار الدولة العلمانية ضمانة الوحدة والنظام الاجتماعيين، بحكم قدرتها "الخارقة" على تجاوز الانقسامات الاجتماعية والقيمية التي تنخر الجسم السياسي، ومن ثم قدرتها على التعبير على المصلحة العامة والمجردة، وتتأسس هذه الفكرة بدورها على تقليد من تقاليد فلسفة الأنوار مبكر يشدد على شفافية السياسي، وقدرته على "بلورة" الإرادة الكلية. فقد اعتبر جان جاك روسو الدولة الإطار المعبر والمجسد للإرادة الكلية للمواطنين، وهي إرادة ناظمة ومتعالية في الوقت نفسه عن مجموع المصالح الفردية والجزئية، كما أعاد الفيلسوف الألماني هيغل استلهام هذه الفكرة في مرحلة لاحقة في القرن التاسع عشر من خلال تشديده على فكرة الدولة الكلية المجردة والجامعة للفضائل السياسية والأخلاقية، والقادرة في الوقت نفسه على ضمان وحدة المجتمع المدني المنقسم على نفسه في المصالح والمعايير الأخلاقية.
ثانياً: الدولة عند العلمانيين الفرنسيين ليست مجرد أداة لإدارة الشأن العام بل هي "صوت الأمة"، وموضع حلول العدالة الكاملة والخير الأعظم، ما يعطيها مشروعية التدخل لفرض قيمها وتصوراتها المفترض فيها أن تكون القيم العامة والكلية للمجتمع. هذا ما يفسر فشل رجالات الثورة الفرنسية في ما نجح فيه أقرانهم من رجالات الثورة الأميركية. فبينما عمل الفرنسيون على وضع السلطة - وضمن ذلك في تعبيرها الأكثر كثافة الدولة - وضعها فوق المجتمع، واعتبارها الضامن الأكبر لقيمة الحرية، فإن الأميركيين حافظوا على درجة عالية من التحفز والتحوط من غائلة السلطة، ومن ثم عملوا على وضع أكثر ما يمكن من الحواجز والكوابح أمامها، مع السعي إلى تحويل مركز الثقل من الدولة إلى الوحدات الصغرى للمجتمع المدني، مستفيدين من فكرة مونتسكيو في توزيع السلطات والحد من تمددها أكثر من أقرانهم الفرنسيين.
الثقافة الدهرية
وتراهن العلمانية الفرنسية على إخلاء المجال العام من سيطرة الدين وملئه بالقيم الثقافية "الدهرية"، وتعد المدرسة والمؤسسات التعليمية عامة من أهم أذرعها في إشاعة هذه الثقافة. فالمدرسة عند العلمانيين الفرنسيين ليست مجرد فضاء للتعلم أو لصقل مواهب الطفل وتهذيب حسه المدني، بقدر ما هي الحقل المثالي لإعادة صنع طبيعة ثانية لدى الطفل تقتلعه من المحيط الاجتماعي والأسري، إذ يراهن العلمانيون على تغيير بنية المجتمع من خلال أدوات المدرسة، ولذلك تتوجس العلمانية الفرنسية من كل مظاهر التعبير الديني سواء في شكله المؤسسي أو حتى الفردي.
هذا ما يفسر المعركة الشرسة التي أثارها حدث بسيط – ربما لا يثير مجرد التساؤل في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وبعض البلاد الأوروبية الأخرى – وهو إصرار بعض الفتيات المسلمات على ارتداء الحجاب داخل مدارسهن، فقد نظر إلى هذه الظاهرة باعتبارها تهديداً لقيم العلمانية برمتها، الأمر الذي يستوجب تدخل الدولة بكل ثقلها، وهي ظاهرة ما زالت تشق المؤسسة السياسية والفكرية الفرنسية إلى يومنا هذا، وما زالت تثير معارك ساخنة لا يهدأ لهيبها بعد.
فالعلمانية الفرنسية لا تكتفي بتحرير السياسي من سيطرة الكنيسة بل تراهن على مقارعة الدين عامة وطرده من الفضاء العام لتحل محله "القيم العلمانية الصلبة"، وهنا تحل المدرسة محل الكنيسة في إعادة صوغ الوعي الفردي والجماعي. فقد كتب فردينان بويسون في معرض دفاعه عن مشروعية المدرسة العلمانية بديلاً عن المدرسة الكنسية زمن الجمهورية الثالثة سنة 1912 ما يلي:
"إن للكنيسة معقوليتها الخاصة، ومن ثم ليس أمام المرء إلا أن يكون معها أو ضدها، كما أن المدرسة العلمانية هي الأخرى ليست شيئاً بلا اسم أو شخوص محددة، وبالتالي على المرء أن يختار بين المدرسة العقلانية أو المدرسة الإكليروسية لأن لا توجد منطقة وسطى بينهما".
والثقافة السياسية الفرنسية – على نحو ما – تشكلت في مبدأ العلمانية ومرادفها الجمهورية وقامت على نزوعات جذرية مدمرة لا تعرف معاني التوسط والوفاق، ويبرز ذلك جلياً من خلال صعود اليعاقبة وتحويلهم الساحة السياسية والثقافية الفرنسية الى ساحة حرب مفتوحة في إطار ما سمي وقتها سنوات الرعب أو ما سماه روبسبيير "إرهاب الحرية"، وحال الرعب هنا لا تعني مجرد حقبة من حقب الثورة الفرنسية – خصوصاً تلك التي تمتد بين مجازر ايلول (سبتمبر) 1792 حتى سقوط روبسبيير في تموز (يوليو) 1794 – بقدر ما هي نمط كامل في إدارة الحكم وفي تصور السياسي لازم الثورة، أي نمط الحكم الذي يستدعي القوة والحسم الجذري باسم ادعاءات حداثوية وتنويرية.
وفعلاً كانت مخاوف الفيلسوف الإنكليزي المحافظ ادموند بورك في محلها حينما كتب في وقت مبكر وقبل أن يكتمل مشهد الثورة على صورته النهائية (سنة 1790) قائلاً إنه "يتوقع للفرنسيين رحلة طويلة وشاقة في عالم الفوضى وحلكة الظلمة".
ويجب التنبيه هنا إلى أن العلمانية الفرنسية تعتبر حالاً خاصة وفريدة من نوعها حتى مقارنة بالتاريخ السياسي الأوروبي والأميركي، خصوصية تستمد ملامحها العامة من سياقات التجربة الفرنسية ذاتها، فلا ننسى هنا أن هذا الدور المركزي الموكول للدولة الجمهورية ليس إلا استمراراً وتكثيفاً لدور هذه الدولة في صنع الأمة، خلافاً لكثير من البلدان الأوروبية الأخرى التي كانت فيها الدولة استجابة لاحقة لتشكل الأمة، إلى حد القول بأن تاريخ فرنسا الحديث هو بدرجة أولى تاريخ الدولة الصاهرة الصانعة للأمة القومية. وفي بوتقة الصهر هذه احترقت أقليات مذهبية ودينية بلا رحمة تحت شعار "الإخاء والحرية والمساواة"!
فكل ما فعلته الثورة الفرنسية كان تعميق هذه الأبعاد التسلطية المختزنة في التاريخ السياسي الفرنسي، ففرنسا مثلاً حاولت أن ترأب التصدعات التي خلفتها الحروب الدينية للقرن السادس عشر عبر إقامة ملكية مطلقة ومركزية غير مسبوقة، في حين أن الإنكليز حاولوا تجاوز مخلفات الحروب الدينية، وثورتي 1640 و 1688 عبر توسيع سلطة البرلمان والمؤسسات الوسيطة، مع تخفيف وطأة الملكية، ففي الوقت الذي ألغى فيه لويس الرابع عشر اتفاقية نانت سنة 1685 (الاتفاقية التي تم بموجبها الاعتراف بحقوق البروتستانت) صادق البرلمان الإنكليزي وبعد أربع سنوات فقط على مرسوم التسامح الديني. وقد يقول البعض إن ما فعلته الثورة الفرنسية هو الضريبة الضرورية لدخول عالم الحداثة السياسية لكن مما يسفه هذه الدعوى قدرة شعوب أخرى كثيرة في العالم الغربي نفسه على نهج مغاير وأكثر هدوءاً وتوازناً، وتقدم التجربة الأميركية مثالاً على ذلك في هذا الصدد، من جهة المكانة المهمة التي يشغلها الدين في الحياة الخاصة، والروح العامة للمجتمع، أو من جهة مستوى التسامح مع الأقليات الدينية والعرقية.
والثابت في كل ذلك أن التجربة الفرنسية التي كانت نتاج ثورة صاخبة وإرث كنسي كاثوليكي ثقيل تمثل الاستثناء لا القاعدة. بل إن النموذج العلماني الفرنسي ولد مأزوماً ومتوتراً منذ البداية بسبب الوهم الذي لازم هذه الثورة، وهو وهم البداية الجذرية والعام الصفر بحيث يخيل لأصحاب الثورات أن بمقدورهم تغيير وجه العالم وإعادة بناء طبيعة إنسانية جديدة، وأنهم خلف بلا سلف وأبناء بلا آباء.
ويبدو أن الكاتبة الألمانية حنة ارندت كانت محقة حينما بينت في معرض مقارناتها بين الثورات الحديثة أن سر نجاح الثورة الأميركية في إقامة حياة مدنية مستقرة وهادئة خلافاً للثورة الفرنسية إنما يعود إلى تخلص الآباء المؤسسين للثورة الأميركية من فكرة القطيعة الجذرية والبداية من صفر، فقد تصور هؤلاء مهمتهم عبارة عن استئناف وإحياء لروما القديمة وأثينا اليونانية الأمر الذي مكّنهم من الإفادة من الخزان التاريخي وتجنب أخطاء ومطبات سابقيهم، وكذلك إقامة علاقة متوازنة بالمخزون الديني المسيحي، في حين أن أقرانهم الفرنسيين أرادوا شن حرب لا هوادة فيها على ما سموه: "مملكة الظلام" فحولوا السياسة تبعاً لذلك إلى ساحة حرب واستقطاب بين الخيارات القاطعة والجذرية.
إن جذور الانحراف الإرهابي الذي لازم الثورة الفرنسية يكمن في تصور رجالاتها للزمن ولحركة التاريخ الذي تقع فيه حادثة الثورة ولعالم السياسة عامة، فقد نظروا إلى الثورة باعتبارها تمزقاً مطلقاً في نسيج الزمن، كما راهنوا على إقامة نظام اجتماعي من الصفر على أنقاض النظام القديم، وهكذا حولوا السياسة من مجال ادارة الممكن إلى حقل تجريبي خيالي للتطلعات والأحلام من خلال تقاطع نزعة بنائية وإرادية لا علاقة لها بالواقع وممكناته.
وتلك من سمات المنهج الفكري المؤدي لرفض الآخر وهو "التأله".
ويواجه النموذج العلماني التدخلي ضربين من الضغط الفكري متأتيين من التقليد الأنغلوسكسوني الذي بدأ يلقي بثقله على الكثير من رجال الفكر والساسة الفرنسيين:

تعليق

هنا نريد أن نبطل مزاعم العلمانيين الذين قالوا إن العلمانية ظهرت على اثر صراعات دينيه حدثت في أوربا.. أوربا لم تشهد أي صراعات دينيه في تلك الفترة .. إنما ظهر القوميين في فرنسا على اثر ضعف الدين السياسي الكاثوليكي .. عندما أصبح غير قادر على إعادة أمجاد الدولة الفرنسية وفضلها كقوة شاركت في دحر المسلمين في أوربا ولذلك كانت الأفضلية لقبائل البربون على الكاثوليكيين في ظل العلمانيين القوميين .. كانت نظرت القومين ابعد من الدينين في إنشاء قوى استعماريه على غرار ما حصل في هولندا والبرتغال .. فكان الانقلاب السياسي في الثورة الفرنسية هو اخذ السيف من الدينيين الكاثوليكيين ليكون بيد القوميين العلمانيين ... وهذا يعني مجرد تغير في ستراتيجية السلب والنهب من اللصوص الدينيين إلى اللصوص العلمانيين القوميين .. كانت بريطانيا أول من تأثر بالثورة الفرنسية .. لذلك تزامن ظهور البريطانيين والفرنسيين كقوى استعماريه في آن واحد .. وهذا يعني إن القوى الاستعمارية البريطانية والفرنسية سيتوجهان إلى مستعمرات الغزو الديني الاقتصادي البرتغالي والهولندي تحت راية العلمانيين

إلى أين يا علمانيين

1- الغزو الفرنسي لمصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798

قدمت الجيوش الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت عام 1798 م، بغرض جعل مصر قاعدة استراتيجية تكون نواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق، وبعد فشل أهدافهم وإنهزامهم أمام الجيوش الإنجليزية وبعد تحطيم أسطولهم في معركة أبو قير البحرية، رحلوا عن مصر عام 1801م بعد قضاء حوالي ثلاث سنوات.

وبعد فترة قليلة من مجيئ الحملة سرعان ما رحل نابليون بونابرت عن مصر تاركاً الجنرال كليبر على رأس الحملة. وبعد مقتل كليبر على يد سليمان الحلبي تسلم الجنرال جاك فرانسوا مينو (أو عبد الله جاك مينو) بعد أن أظهر أنه أسلم ليتزوج من امرأة مسلمة كانت تسمى زبيدة ابنة أحد أعيان رشيد. وبعد هزيمة الفرنسيين وتحطيم أسطولهم وقع الفرنسيون معاهدة لتسليم مصر والعودة لفرنسا على متن السفن البريطانية، لتنتهي بذلك فترة من أهم الفترات التي شهدتها مصر.


2- الغزو البريطاني للخليج العربي وشبه جزيرة العرب

بعد نجاح بريطانيا في القضاء على النفوذين البرتغالي والهولندي في منطقة الخليج العربي, عقدت أول معاهدة ذات طابع سياسي مع سلطان أحمد (سلطان مسقط) سنة 1798 م, ولم يكد القرن التاسع عشر ينتهي حتى كانت بريطانيا قد أحكمت سيطرتها على إمارات الخليج العربية, فأصبحت إمارات الساحل والبحرين وقطر والكويت مرتبطة بمعاهدات الحماية مع بريطانيا, كما أخضعت الساحل العماني لنفوذها عام 1820 م.


بدأت بريطانيا نفوذها في جنوب الجزيرة العربية باحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر سنة 1799 م, ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر قامت عام 1839 م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان.

3- الغزو البريطاني لمصر

كانت أول محاولة لبريطانيا في احتلال مصر عام 1807 م, عندما أرسلت حملة فريزر. إلا أنها هزمت أمام مقاومة الشعب المصري, وفي سنة 1882 م انتهزت بريطانيا فرصة أحداث الثورة العرابية واحتلت مصر عسكريا لفترة أنتهت في 1923 بصدور دستور 1923 ثم دخلت مصر

4-الغزو البريطاني للسودان

دخلت القوات البريطانية السودان الذي كان يتبع مصر إداريا منذ ايام محمد علي باشا، بقيادة الجنرال كتشنر، الذي واجه مقاومة كبيرة من رجال القبائل بقيادة محمد المهدي عام 1898.

5- الغزو البريطاني للصومال

كان البدء مع قدوم قوافل الاحتلال البريطاني للجزء الشمالي من الصومال المعروف حاليا ب جمهورية أرض الصومال الغير معترف بها في الأوساط العالمية سنة 1884 م والتي استقلت في 1960. هاجمت قوات الاحتلال البريطاني سنة 1904 قوات الدراويش التابعة للزعيم الصومالي "سيد محمد بن عبد الله" الذي كان يلقبه البريطانيون ب"الملا المجنون"، وتوقع إصابات بالغة بين قواته. وقد استمر الملا في محاربة الاستعمار البريطاني للصومال حتى سنة 1920 عندما لجأت بريطانيا إلى الطيران لقصف مواقع الثوار، ثم جاءت وفاة الملا لتضع حدا لثورته الإسلامية.

6- الغزو البريطاني للعراق

أدركت بريطانيا أهمية العراق بالنسبة لمواصلاتها إلى الهند، وزاد اهتمامها به بعد اكتشاف النفط فيه، فدخلت قواتها العراق واحتلت مدينة البصرة سنة 1914م، ثم دخلت قواتها مدينة الكوت سنة 1916م، واستطاعت دخول بغداد واحتلالها سنة 1917م بقيادة الجنرال ستانلي مود، ودخلت فيما بعد الموصل عام 1918 بدون قتال. ظلت بريطانيا تسيطر على العراق تحت اسم الإنتداب البريطاني. حدثت في العراق عدة ثورات ضد الإنكليز ومنها ثورة العشرين سنة 1920م، وثورة مايس سنة 1941م. ظل التواجد البريطاني مهيمناً على العراق في ظل الحكم الملكي حتى اندلاع ثورة 14 تموز 1958 حيث ألغيت الملكية في البلاد، واُعلنت الجمهورية بقيادة عبد الكريم قاسم.

6- الغزو البريطاني لفلسطين

نظرا لأهمية فلسطين الدينية ولما لها من موقع جغرافي مميز تربط فيه القارة الاسيوية بالأفريقية بالإضافة لأطلالها على البحر المتوسط ووجود موانئ كبيرة فيها مثل حيفا لتصدير النفط من الحقول العراقية، قامت بريطانيا باحتلال فلسطين، ودخلت مدينة غزة في بادئ الأمر عبر مصر، بعد معارك مع القوات العثمانية، ثم بئر السبع و يافا، الى أن دخلت القدس عام 1917 بقيادة الجنرال اللنبي. وأعلن الانتداب البريطاني رسميا على فلسطين في مايو 1921 والذي استمر لغاية مايو 1948، وضمت له منطقة شرق الأردن (لكنها لم تُشمل بمادئ الانتداب أو وعد بلفور). ثار الشعب الفلسطيني ضد كل من الإنجليز وموجات المهاجرين اليهود، وقامت عدة ثورات كبرى كان من أهمها ثورة وإضراب عام 1936 والذي استمر ثلاث سنوات متتالية. انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين بأعلان دولة إسرائيل في 14 مايو 1948، والذي كان يهيئ لولادة هذا الكيان على أرض فلسطين طيلة سنوات الانتداب وماقبلها.

7- الغزو البريطاني لإمارة شرق الأردن

حرصت بريطانيا على أن يكون شرق الأردن من نصيبها عند تقسيم مناطق النفوذ في ((مؤتمر سان ريمو)) عام 1920 م, فأقامت بها إمارة شرق الأردن وعلى رأسها الأمير عبد الله بن الحسين سنة 1921 ودخلت بوتقة الانتداب البريطاني سنة 1923....

8- الغزو البريطاني للمغرب العربي

قامت بريطانيا باحتلال مدينة طنجة الاستراتيجية شمال المغرب ومنطقة جبل طارق لتمكينها من السيطرة على المنفذ الغربي للبحر الأبيض المتوسط



9-الغزو الفرنسي للجزائر


اتخذ الفرنسيون من حادثة المروحة حجة لاحتلال الجزائر, فأرسلوا حملة حاصرت العاصمة الجزائرية وامطرتها بالقنابل واضطر ((الداي)) للتسليم في 1830 م. وبذلك وقعت الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي. استمر هذا الاحتلال الاستيطاني إلى غاية 1962.

10-الغزو الفرنسي لتونس


ادعت فرنسا أن بعض القبائل التونسية تغير على الحدود الجزائرية, فاحتلت تونس وأجبرت ((الباي)) على توقيع معاهدة باردو سنة 1881 م, وبعدها معاهدة المرسى.و كان الاستقلال عام 1956.


11- الغزو الفرنسي للمغرب العربي

انتهزت فرنسا فرصة قيام بعض القبائل بالثورة على السلطان عبد الحفيظ فأرسلت قوة عسكرية دخلت فاس عاصمة المغرب آنذاك وفي عام 1912 م, عقدت معاهدة مع السلطان أصبحت بموجبها المغرب تحت الحماية الفرنسية باستثناء منطقة الريف. وكان الاستقلال عام 1956.

12-الغزو الفرنسي لجبوتي

تسللت فرنسا إلى جيبوتي تحت ستار التجارة وكانت البداية عندما اشترت ميناء أوبوك سنة 1862 م ليكون مركزا تجاريا لها, لكنها لم تلبث أن استولت على ميناء جيبوتي عام 1884. وكان الاستقلال عام 1977.

13- الغزو الفرنسي لسوريا

بعد أن صدرت قرارات مؤتمر سان ريمو وجهت فرنسا إنذارا إلى الملك فيصل بن الحسين ملك سوريا تطلب فيه قبول الانتداب الفرنسي وتسريح الجيش السوري خلال 48 ساعة, وقبل أن تنتهي المدة اندفعت القوات الفرنسية وهزمت القوات السورية التي كان يقودها يوسف العظمة في معركة ميسلون واحتلت دمشق سنة 1920 م, ثم بقية المدن السورية.

جميع المناطق التي سيطر عليها الاستعمار الحديث هي نفسها كانت واقعه تحت سيطرة القوى الدينية الصليبية قبل الإسلام .. وهذا يعني إن العلمانية لم تأتي بشيء جديد ... تعددت الأسباب وللص واحد

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D9%85%D8%B5%D8%B1




#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي(4) الأخيرة
- الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي (3)
- الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي (2)
- رد على فسفسة على السوري
- رد على مقالة سعد علم الدين ..في نظرة تحليليه لموضوع الكذب في ...
- رد على مقالة كامل علي في... الملائكة كتبة الإعمال
- الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي(1)
- ضيف إبراهيم بين الكتاب المقدس والتنزيل
- رد على مقالة كامل النجار في...كيف خسر المسلمون بإلغاء العبود ...
- عهد إبراهيم بين الكتاب المقدس والتنزيل
- رد على مقالة رعد الحافظ مناظره رمضانيه
- سارة وهاجر بين الكتاب المقدس والتنزيل
- رد على تخاريف كامل النجار وتخاريف الأزهر (الأخيرة )
- إبراهيم وذريته بين الإسلام السياسي والتنزيل
- رد على مقالة كامل النجار في ...تخاريف رجال الأزهر 3
- رد على مقالة كامل النجار في... تخريف رجال الازهر2
- رد على مقالة عهد صوفا في.. لماذا نجح اليهود وتخلف المسلمون
- رد على مقالة كامل النجار في تخاريف رجال الأزهر
- رد على مقالة طريف سردست.. في ..هل شهادة لا اله الا الله ؟ شه ...
- العاديات ضبحا ...بين العلمانية وبول البعير


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - تاريخ العلمانية