أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - مسكين ، ومسكينة ، ومساكين















المزيد.....

مسكين ، ومسكينة ، ومساكين


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسكين أنت يا عراق ، ومساكين انتم يا أيها العراقيون ،وقبل هذا كله مسكينة أنت يا ارض العراق .مسكينة أنت يا هبة الرافدين ، يا بلاد سومر واكد وبابل وآشور لأن قدرك وضعك على بقعة ارض تحدها من الشمال دولة من بقايا الرجل المريض ،وماذا يصيب السليم من المريض؟ وتحدها من الشرق دولة ُ مَن كان أجدادهم يعبدون النارَ، وما الذي تجنيه من النار سوى اللظى والسعير. وتحدها من الغرب الجنوبي دولة آل سعود القوم الذين اختلفت الآراء في أصلهم، وأيا كان اصلهم عربيا ،أو خيبريا ،أو تركيا ،فيكفي أن نقول عنهم انهم بدوٌ وصلوا إلى العرش بالحديد والنار، وسجلوا الدولة مملكة باسم جدهم سعود ،والعرش باسم أبنائه لا يقرون الخلافة ولا يعترفون بالديمقراطية ،فالحكم عندهم ملك عضوض وهو ارث لهم أبا عن جد . ،ولم يُصبنا منها سَعدا ولا سعادة .وتحد ارض الرافدين من الغرب الشمالي مملكة بني هاشم التي أسسها جدهم الماسوني طلال ابن الحسين الهاشمي .وما الذي نرجوه من هؤلاء الأحفاد الذين يرون في حكم العراق حقا لهم وتركة ورثوها عن ابن عمهم فيصل الثاني، ولأن أحرار العراق اسقطوا النظام الملكي الهاشمي وأقاموا جمهوريتهم فلابد من الثأر من العراق والعراقيين، وقد نسوا بان عمهم فيصل الأول أُدخلَ العراق مستورداً من قبل الاستعمار البريطاني .وتحدها بجوار دولة الهاشميين دولة عربية أخرى هي دولة (النصيرية) وهي جمهورية وراثية اجتمع نوابها وعدلوا الدستور وفصّلوه على مقاس ابن الأسد ليكون ستة وثلاثين عاما بدلا عن الأربعين ليرث الأبن كرسي الرئاسة خلفا لوالده ،وقد نسي قادة حزب هذه الدولة الكثير من شعاراته الداعية إلى الديمقراطية، وهل لك يا ارض العراق التي مورست عليك الديمقراطية قبل ما يزيد على الخمسة آلاف سنة أن تنالي برا وإحسانا ممن تصوروا ان الديمقراطية تعني تعديل الدستور بقرار يصدره مجلس الشعب المعين بقرار من الحزب القائد الواحد؟ وقدّرَ لك يا بلاد الرافدين أن يكون حدُك من الجنوب جزؤك المقتطع وأحد أقضية بصرتك الشماء ،وهو ما يعرف لرفع قيمتها بـ (دولة) الكويت وهي دويلة محكومة بنظام حكم هجيني لا مثيل له في العالم فلا هو إسلامي ولا هو علماني، والتي لا يسمح دستورها بتشكيل الأحزاب ،ويتقاسم عرش حكمها أبناء الأخوين سالم وجابر الصباح ،هؤلاء المشايخ والأمراء الذين يحملون من الحقد والبغض والكراهية لكل ما هو عراقي أرضا وشعبا ،تاريخا وحضارة لا لشيء سوى لأن زعيم العراق الخالد عبد الكريم قاسم طالب بضم هذا الجزء السليب إلى العراق بعد حصوله على الاستقلال ، واللعنة كل اللعنة على من وقف بوجه الزعيم وعارضه حينما أعلن رغبته بضم هذا الجزء المغتصب . واللعنة على شيوخ هذه الدولة العربية المسلمة التي لم تقف موقفا مشرفا كما وقفت الدول (الأجنبية الكافرة) التي أطفأت كل أو بعض ديونها المترتبة على العراق ،هذه الدويلة التي يتبجح حكامها وأهلها بانهم فتحوا الطريق سهلا لاحتلال العراق، و التي لا يستطيع أميرها أن يقرأ سورة الفاتحة قراءة سليمة حتى لو كتبت له بماء الذهب. بالله عليك يا تاريخ ،وبالله عليك ِ يا أمة كانت خير أمة أخرجت للناس، هل لكما ان تأمنا على (شرف ،وعفاف ، وُطهر) أرض العراق من ستة رجال: عثماني ،وفارسي، ونصيري، وماسوني، ووهابي، وخليجي عاق .عثماني طامع بالموصل. وفارسي يريد البصرة والنجف والكوفة. ونصيري لا يعرف ما يُريد ولا يُريد ان يعرف ما يُريد، فهو شقيق ٌعربي ٌعروبي، ولكنه إيراني الصداقة والولاء ورفيق الفقيه في حزب الله. وماسوني يسعى لتحقيق أهداف منظمته الداعية إلى إقامة دولة إسرائيل الكبرى ،والى جعل الماسونية سيدة الأحزاب. ووهابي غايته تأجيج الصراعات المذهبية وزرع بذور التفرقة بين المسلمين وتشويه الدين بممارسات مشبوهة باسم الإسلام، لا يهمه ان يعيش العراقيون أو أن يموتوا . وأبن خليجي عاق لقيط لا تاريخ له ضائع بين الحضارة والبداوة ،حاقد على كل ما هو عراقي جميل، خائف مرعوب من يوم يصحو فيه العراقيون، فيأخذون حقهم منه بطريقة حضارية ديمقراطية لا بالطريقة التي اتبعها صدام عندما أراد ضم (الفرع إلى الأصل ) بالحديد والنار، والقتل والسبي والنهب. هؤلاء الستة المتربصون لانتهاك (عرضك وشرفك) يا ارض العراق، هم ستة مختلفون متشابهون، طامعون، فمن ردته أصوله إلى العروبة اختلف مع شقيقه فيها بالدين ،ومن جمعه مع الآخر دين اختلف معه بالطائفة ،ومن اجتمع مع غيره بالإنسانية اختلف معه بالبداوة والحضارة. مسكينة انت يا ارض العراق لأن فيك كل الطيبات ولأن عليك كل المتناقضات التي لم تجتمع في أي إقليم من أقاليم الأرض ،فعليك من الجبال شواهقها ،وعندك ما لم تضمه ارض في الكرة كلها عندك أهوار الجنوب الحانيات ، وعندك صحراء تضم في باطنها من المعادن مالم تضمه ارض بلدة في الشرق، وتحتك أيتها الأرض المسكينة ثالث اضخم احتياطي نفطي في العالم. وعندك دجلة والفرات الرافدان الخالدان، وكنت يا ارض السواد سيدة العالم الأولى فيما تملكين من (اشرف الشجر النخيلا ).ومسكينة انت يا ارض الرافدين لأن أول حضارة في العالم ولدت عليك في سومر، وأول إمبراطورية فيه قامت عليك في اكد, وأول شريعة سنت للبشرية كانت في بابل، واضخم مكتبة في التاريخ القديم كانت في نينوى .وان أول اجتماع في التاريخ لمجلسي الشيوخ والنواب تمثلت فيه الديمقراطية انعقد عليك قبل اكثر من خمسة آلاف سنة .مسكينة أيتها الأرض العراقية لأن أبناءك اذكى الأبناء ،ولأنك أنجبت من الشعراء فطاحلهم، ووضعت للعرب والمسلمين في مدرستي البصرة والكوفة قواعد لغتهم. ومسكين انت يا عراق لأنك ابتليت بأولي امر ليس لهم همٌ سوى الكراسي والمناصب ،فمن ذلك الذي أدخلك في حروب لا ناقة لشعبك فيها ولا جمل سوى ناقة من أراد ان يكون زعيما للأمة ،فباع الشعب واحتقر الناس ودخل ساحة الوغى في القادسية اللعينة ورصيد الدولة ثمانين مليار دولار وخرج منها مدينا للأشقاء العرب والأصدقاء غير العرب بثمانين مليار دولار فضلا عن استشهاد وفقدان وإصابة ما يقارب المليون شاب عراقي، ومثله من اليتامى والأرامل، كل هذا ليدافع عن البوابة الشرقية لتظل ملاهي شارع الهرم راقصة، وإنخاب شيوخ الخليج مملوءة ،وليالهم الحمراء صاخبة عامرة بالجواري الحسان. ومن اجل أن يظل العقال العربي سامٍ ٍعلى رؤوس أمراء الفساد والرذيلة، ولتبقى عباءة الشيوخ ساترة لعوراتهم .وكان عليك يا عراق أن تدفع الثمن غاليا لأن فارس الأمة يحمل جنسيتك ولأنه كان حامي الحمى وبطل التحرير القومي فقد أدخلك وشبابك حربا كانت (أم المهالك ) لشعبك ولاقتصادك ،وحسم أمره وأمرك بان سلمك للمحتل بمعركة (الهوازم ) فكان الاحتلال اللعين الذي حمل لنا على ظهور دباباته قادة وساسة لا ولاء عندهم لك ،ولا لشعبك ،بل ولاؤهم لمن والوُه حينما كانوا مرتزقة على موائده. فدخلوك ولم يكن لديهم أي همًّ سوى تقسيم ارث الأوقاف، فقسموا وزارة الأوقاف إلى ثلاثة دواوين طائفية ، فبدلا عن وزارة الأوقاف الإسلامية الواحدة الموحدة على دين محمد صارت لنا ثلاثة دواوين الأول للسنة ،والثاني للشيعة ،والثالث للديانات الأخرى .بالله عليك أليس هذا تخريبا للدين وللوطن ؟ وكأن كل مصائب العراق والعراقيين هي في فصل أوقافهم. وانتظر العراقيون حاملين الهمّ بانتظار الفرج علًهم يجيدون في الديمقراطية الموعودة بصيص نور ولو في نهاية النفق، ولكنهم لم يروا فيمن نَصّبوا انفسهم ولاة امر لهم سوى العمائم الملونة، واللحى المشذبة وغير المشذبة، وكثرة المحابس، وطول الألسنة ،وقلة الفهم والوعي السياسيين ،فكثرت الكتل، والأحزاب، والمنظمات ،والجمعيات بمسميات ما انزل الله بها من سلطان دون وجود لقانون ينظمها ويحكم أعمالها. وسن الدستور وقال المتفائلون: لقد جاء الفرج .وقال غيرهم ربما سيجيئ الفرج بعد الانتخابات، وقال المتشائمون - وهم الواعون لحقيقة ساسة عهد الاحتلال - بأنْ لا فرج يرتجى ممن جعل التوافق، والتحالف، والائتلاف ،والوفاق، والعراقية ،والوطني، والحوار إسماءً براقة كاذبة لكتلهم التي اخفوا تحت شعارتها كل ارتباطاتهم وعلاقاتهم المشبوهة بدول الجوار .فالتوافق بلا وفاق، والوطن بلا عراقية ، والعراقية بلا وطن، والتحالف بلا ائتلاف، والكل بلا تفاهم ولا حوار. وسُجلت في تاريخك المعاصر فترات حكم لم تسجل في تاريخ أي بلد ،فكان عندك حاكم مدني ،ومجلس حكم، وجمعية تأسيسية، ومجلس نواب، ومجلس وزراء ،ووزراء، ومفتشون عامون ونزاهة ورقابة. ومرت السبع العجاف بشدتها ، واستبشر شعبك خيرا بانتخابات جديدة قد تأتي بالفرج ،وها هي ستة شهور تمر دون أن يأتي الفرج ،ولن يأتي الفرج ، ومن أين يأتي الفرج ووجوه قادتك عابسة، واجمة، كالحة، كاسفة، مكفهرة. فمن رأى غير الطالباني ضاحكا ضحكة ربما هي علينا وليست لنا؟ من رأى الهاشمي باسما ،والمالكي منشرحا، وعلاوي هاشا باشا، والحكيم ضاحكا؟ ومن رأى البارزاني مستبشرا، والنجيفي متفائلا، والعامري فرحا ، والصغير مهللا ، والمطلك مرتاحا؟ ألست مسكينا يا عراق كما هي مسكينة أرضك؟ واذا ما كان الوطن مسكينا والأرض مسكينة ،فلابد أن يكون الشعب مسكينا. ألستم مساكين يا أيها العراقيون، لأنكم وضعتم ثقتكم فيمن لا يستحق الثقة ولأنكم تنتظرون الفرج من ساسة غايتهم البحث عن الشدة في الموقف والعمل. مساكين انتم يا عراقيون لأن قادتكم مشبوهون، متعصبون، منافقون، كذابون، مصلحيون ، انتهازيون. ومساكين انتم لأن أيا من أمهاتكم لم تلد رجلا مثل غاندي ونلسون مانديلا ومهاتير محمد، مساكين يا عراقيون لأن أرضكم طيبة، ووطنكم طيب ،وانتم طيبون، وعلى هذا سيبقى العراق ،وارض العراق، والعراقيون ،مسكين، ومسكينة، ومساكين والله ارحم الراحمين.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استبرق
- هيت، والنجاح ،ومدني صالح
- لماذا قتلوا عبد الكريم ؟ وما الذي سيكون لو عاش الزعيم؟
- سندس
- قتلوا عبد العليم ، قتلوا الشيخ المعتدل
- شفق
- إيمان
- ازهار
- الى غزة
- البطاقة الثالثة الى أهل هيت
- مات النصير... ومات السند
- هكذا قال مدني صالح: الغلبة للأقوى ، للأغنى، للأذكى
- الرأي والرأي الآخر واشياء اخرى
- وادي الرافدين ووادي النيل- الأسم والحضارة
- في الأنبار .... للعراق علمان
- المثقف والسياسي بين بناء الحضارة وكتابة التاريخ
- هيت في رحلة إلى المشرق
- رسالة المس بيل إلى أبيها (1 )
- الفاشلون الفائزون
- ألفية وأمنيات


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - مسكين ، ومسكينة ، ومساكين