أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - بلغوا عني














المزيد.....

بلغوا عني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 15:05
المحور: كتابات ساخرة
    


بلغوا عني آياتي ومعجزاتي وإسرائي من أرض الدكتاتوريات إلى سماء الحُريات, وبلغوا عني وقوفي في الفضاء بين الشفتين الناعمتين والنهدين الملتحمين ببعضهما كالتحامي بالثقافة وبالأدب, وبلغوا عني رسالتي إلى العالم الحر والديمقراطي ومؤسسات المجتمع المدنية.
وبلغوا عني أعيادنا الرسمية وأعياد الاستقلال العربية وكيف أصبحنا بعد الاستقلال دولاً رجعية متخلفة, وبلغوا عني أبطالنا الشرقيين وشوارعنا النائمة والتي تخلوا من مظاهرات الاحتجاج على أوضاعنا المزرية, وبلغوا عني ولو نقطة فوق الحرف أو فاصلة بين الكلمات المتقاطعة.

وبلغوا عني أنني محتاجٌ لمؤسسات ثقافية واتحادات ثقافية وعمالية ونسائية , وبلغوا عني أنني أعاني من نقصٍ عام في فيتامين الحب والرومانسية والمنتزهات الترفيهية , وبلغوا عني أنني لم أشاهد منذ طفولتي إلى اليوم أي نادي من النوادي الليلية وقولوا للناس كافة أن المشروبات الروحية تباعُ في قريتي سراً تحت ظلام الليل وأن السلاح الناري يباعُ في وضح النهار , وبلغوا عني أن بلادي الحزينة بحاجة إلى نوادي نرقصُ فيها ونلهو ونلعبُ مع اللاعبين .

وبلغوا عني أنني محتاجٌ إلى السهر والمجون فمدينتنا مَيتَة ينامُ أهلنا قبل أن ينام الدجاج ويصحون والشمس فوق رؤوسهن عالية , وبلغوا عني أنني محتاجٌ إلى طيش الشباب وجهل الشباب وولع الشباب بالحياة القُرمزية , بلغوا عني أهلكم وجيرانكم ونساءكم وأصدقائكم والدول المجاورة لدولكم , وبلغوا عني المسارح التي من الصعب مشاهدتها في مدينتنا .

وبلغوا عني انكسار الوجد بداخلي حين تبتزنا الثقافات الغربية بتفوقها علينا بكل المجالات الإنسانية , وبلغوا عني أن الحرية رحمة للعالمين وأن التعايش مع الآخرين خروجٌ من العصر الجاهلي والظلمات إلى فضاء الحريات والنور... وبلغوا عني... بلغوا عني كلماتي المؤلمة واحكوا لأطفالكم عند النوم كل الحكايات التي رويتها لكم عن طفولتي البائسة والحزينة وعن أيامي العصيبة, وفي الصباح أغسلوا وجوهكم بدمائي بدل أن تغسلوها بمياه المطر , بلغوا عني كل قصيدة كتبتها وكل كلمة نزفت من بين ضلوعي احكوا عني في المطارات العربية للمسافرين قولوا لهم عن بلادي التي لا تشبه أي بلدٍ في العالم ولا حتى بلاد ألواق ألواق , وانثروا صورتي على وسائدكم حين تتوشحون نسائكم المعطرات أثناء النوم وألبسوني معطفاً شتويا واحملوني إلى آخرتي في يوم شديد المطر , وإذا رحلتم فإنني أرجوكم أن تجدوا لي مكانا أو زاوية في حقائب السفر أو أجعلوني تحت أغطية النوم فراشاً وافراً وإسفنجاً مضغوطاً .. بلغوا عني ولو حرفاً واحدا وانشروا كل مقالاتي الكبيرة والصغيرة في العواصم الأوروبية , والسخيفة فقط لا تنشروها إلا في الصحف العربية وبالذات الأردنية وأي مقال لي لا أتحدث فيه لا عن الجنس ولا عن الدين ولا عن السياسة انشروه في المناهج التربوية العربية , بلغوا عني ولو مسطرة أو قلماً أو براية أو مقلمة أو فرجاراً , انثروني واحرقوني فوق الأهداب المخملية وزرعوني نخلة على الأرصفة العربية وسافروا في معدة ولا تخرجوا منها أبدا.

بلغوا عني كل نقطة عرقٍ نزلت من جبيني بلغوا عني كل تنهيدة تنهدتها وأنا أتمنى أن أجد يوماً مكاناً أجلسُ فيه في فصل الصيف باردا ومثلجاً ومعتقا, بلغوا عني كل ما حملته من أثقال ومن مواجع, بلغوا عني ولو أغنية للأطفال أو للكبار ,بلغوا عني كل غانية وكل عاشق محروم من لمس وجه محبوبته , بلغوا عني اشتياقي لكفها الطرية وأناملها الطويلة بلغوا عني الشمس والقمر والنجم الثاقب.

بلغوا عني أنني ما كنتُ يوما ضعيفاً ولا بائعا لقضيتي وبلغوا عني أنني كنتُ متمردا حتى على نفسي وبلغوا عني أنني كنتُ عاصيا ومذنبا وفاسقاً بحق كل الإيديولوجيات وبلغوا عني أنني كنتُ أطير بستماية 600 جناح وأن الريش الذي كان يغطي جسدي كان بوزن كل ذنوب العرب , بلغوا عني الخيول والفراشات الجميلة وبلغوا عن الفضاءات ورمال الصحارى , بلغوا عني الطيور حين تعود إلى أعشاشها وأوكارها وبلغوا عني أنني عشتُ قويا وذهبتُ قويا لم أضعف في يوم من الأيام إلا أمام العيون الجميلة وبلغوا عني أنني كنتُ عنيدا وكان إصراري كبيرا على الحياة وقولوا عني لأبطالكم القادمون أنني لم أكن سقفاً هابطاً ولا طريقاً منحدرا ولم أكن مطية للانتهازيين ولا دمي كان صافياً للدر كولات وبلغوا عني المساكين أنني كنتُ مسكيناً ثم آمنت بربٍ قوي يحميني وأحمي نفسي به من اللصوص.

بلغوا عني أنني كنتُ بصيراً وكان سمعي قوياً وكان دائماً رأسي في السماء.

بلغوا عني ما استطعتم من التبليغ أن تُبلغوا , وبلغوا عني غانيتي التي كتبتُ بسببها أجمل ما كتبتُ عن النساء المضطهدات , بلغوا عني ينابيع الماء التي تشربون منها , بلغوا عني بساتينكم التي تقطفوا منها زهوركم وورود الصباح , بلغوا عن أشجار الزيتون الأردنية , بلغوا عني كل كلمة حرة قد قلتها .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الإفك الثاني
- نعمة النسيان
- أنا رجل على البَرَكه
- الازدواجية أو تجزئة الاسلام
- اللمسة الذهبية
- ازدواجية الفكر الاسلامي1
- الاسلام ضدنا جميعاً
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة
- المرأة المُستعمَلة
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - بلغوا عني