أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا رجل على البَرَكه














المزيد.....

أنا رجل على البَرَكه


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 14:44
المحور: كتابات ساخرة
    


اسمي جهاد علاونه وغالبية الناس يقولون عني بَرَكه والرجال الكبار في السن ينادونني بنداء : تعال يا بركتنا وروح يا بركتنا وأي شخص يعرف أنني لا أُصلي يستنكر كل نداءاته لي ولا أصبح عنده بَرَكه وأي شخص أقابله في حياتي ولو مرة واحدة لا ينساني , وما دخلتُ منزلاً للزيارة أو للعمل إلا وتركتُ به نفحاً من ذكرياتي يتذكرها أهل المنزل أينما جلسوا بنواحيه المتعددة والذين يعرفونني حق المعرفة يقولون أنني على البركة وبسيط جدا لا أسعى إلى امتلاك ثروة أو تأسيس ثورة , والذين لا يعرفوني جيدا يقولون أنني طائش أو أهبل , وبعض المهتمين بالنشاطات الأمنية يعتبرونني داهية العرب بل وأدهى من معاوية أو عمرو بن العاص,وتأتيني رسائل على الفيس بوك تتهمني بالجنون أو الشعور بجنون العظمة أما أنا فإني مؤمن ببساطتي وسذاجتي ومقتنعٌ بهما وأتمنى أن أبقى هكذا على البَرَكة , والمهنيون الزملاء لا يصدقون أنني كاتب ومؤلف للكتب ويقولون بأنني على البَرَكه فحين يسمعون من الناس يندهشون وتصابُ عقولهم وقلوبهم بالدهشة وتتسع أحداقهم من شدّة دهشتهم ويقولون بأن أصابع يدي تُلف بالحرير أو يجب أن تُلفَ بالحرير لِما أتقنه من مهارات مهنية يدوية الصنع وأشعرُ فعلاً أن يدي من ذهب أو مصنوعة من الذهب أو أي معدن آخر ثمين جداً ,أمّا زملائي الكُتاب وأعضاء رابطة الكتاب يندهشون أكثر حين يسمعون من الناس أنني رجلٌ لا يحمل شهادة جامعية وأعملُ مهنياً , وما لامستُ شيئاً بيدي الكريمة أو الممدودة على البركة إلا واستحال من جمادات إلى أرواح وأنفس تتحرك مثل الرسوم الكرتونية هنا وهناك , أما صاحب السوبر ماركت الذي في حارتنا والحارة المجاورة فإنه لا يعرفُ شيئاً عن يدي الذهبية أو كتاباتي وإنه يُعزي ما ينعكس عن تصرفاتي إلى رجلي اليمين فيقول لي رجلك علينا بركة أو إجريك الثنتين(الاثنتين) علينا خير وبَركة وعملتك النقدية أفضل من الذهب وسمعتك أفضل من سمعة الجنيه الإسترليني , لأنني كلما دخلتُ محله التجاري تتدافعُ الناس خلفي ويصطفون بانتظامٍ مثل صفوف النمل وقد شكوتُ له مرة عن سبب تأخيره المتعمد لي في محله التجاري فقال لي يوماً هو وزوجته أننا نتعمد تأخيرك في محلنا التجاري لأننا نلاحظ في رجلك بركة الصالحين فكلما حضرت إلينا كلما شعرنا ببركة قدومك وأضحك عليهم وأكابر وأُنفي عن نفسي تلك الصفة مدعياً أنها خزعبلات وخرافات ومرة طلبتُ منهم أن يحسبوا لي (بونص-كومنشن) على بركة يدي أو رجلي كما يزعمون فابتسموا وقالوا البونص يا أبو علي هذا حرام والكومنشن رشوة والراشي والمرتشي في النار ونسأل الله أن يزيد لنا من بركاتك بدون خزعبلات أو تحريف للدين وأنت يا أبو علي بركتنا.

أنا لم أنتبه في يوم من الأيام بأن يدي بركة أو رجلي بركة ويدي من ذهب إلا حينما أخبرني مرة أخرى صاحب متجر صغير لبيع الكتب فقد مال على أذني ليلة الأمس وقال لي : أنا بلاحظ شيء مهم وهو بس تيجي على مكتبي يكثر عندي البيع والشراء وتتدافع الناس خلفك , فقلت له : انأ لا أومن بهذه الخرافات فضحك وقال وأنا مثلك ولكن يا أبو علي هذه حقيقة ألاحظها منذ تعرفتُ عليك قبل 5 سنوات , فقلتُ له : إذاً أمنحني كُتباً بالمجان , فقال لي : لاتكن امبريالي انتهازي توسعي استعماري استيطاني.

وأمي تقول عني أنني رجل بركة أو بَرَكة الدار ,أما بالنسبة لزوجتي فإنها تنفي عني كل تلك التهم وتعتبر نفسها هي وأولادها أنهم بركة وأن الله يرزقني لأجل بَركتها وبرَكة الأولاد , وأنا طبعاً لا أسأل عن مثل تلك الأمور وأقول مين ما كان بركة البيت يكون أهم شيء أن في منزلي بَرَكة تعادل بركة الصوفيين والأنبياء والرسل وهنالك مثل صيني يقول : البيت السعيد هو الذي يوجد بت رجل أو امرأة من مواليد برج (القرد-الثور) وأنا فعلاً من مواليد برج الثور وأعتقد أن البركة تحلُ علينا من الثور أو القرد وهذا مرة أخرى لا يهمني في شيء والذي يهمني هو أن أجد بيتاً في هذا الزمان تشعُ منه البركات , وبعض الناس يقولون عني أنني عايش على البركة وساذج وبسيط في حياتي وتعاملاتي مع الناس , طبعاً هؤلاء الناس لا يعرفون كتاباتي , ومنهم معلم العمار الذي أعمل معه فهو يدعي أنني حين أترك العمل لديه تتوقف كل أعماله وقال لي قبل يومين : ابتعرف يا أبو علي من أربعة أشهر لم أدق ولا أي مسمار بيدي ولم يأتن أي عمل جديد وحين عدت للعمل عندي جاءني حتى اليوم ما يقرب من أربع ورش كلها فلل وإسكانيات ؟ فقلت له إذاً أحسب لي بونص وعمولة على البركة , فتبسم وقال : أنت صدقت يا رجل هذا رزق من الله كاتبه علينا كلنا وبعدين كيف بدها تيجي منك البركات وأنت لا تصلي ولا تصوم ؟.

يدي من ذهب أو رجلي من ذهب أو أنني رجل بركة كما يقولون , ولستُ أدري ما هو السر الذي يجعل من حضوري بركة ربما لأنني أُوذيتُ كثيراً في فكري وجسدي وما زلتُ أتعرض للأذى أينما أذهب وصدقوني أنني لا أمزح ولا أسخر لا منكم ولا من الناس.

وهنالك من يؤمن ببركتي حين أحلُ عليهم ويكرموني بأنواعٍ شتى من الهدايا وخصوصاً لأطفالي ولكن حين يوشي بي واشي إليهم أنني أكتب ضد الإسلام كما يزعمون فوراً تنتفي عني صفة البركة وأصبحُ رجلاً مطروداً من رحمة ربي وتحل عليَّ لعنات ليست بالقليلة فأقول لهم : انتوا ليش زعلانين ربما أنني رجل بركة بسبب كتاباتي ونضالي وكفاحي من أجل تنوير العقول فينظرون لي نظرة شزرا وهم يقولون لي : شو الدعارة بتسميها فن وانتقاد الإسلام حرية فكر ؟أنت عندك حرية كفر وليس فكر , فأقسمُ لهم أنني غيور على الإسلام أكثر منهم ولكنهم لا يصدقوني فأرفع يدي إلى السماء قائلاً: اللهم اغفر لقومي فإنهم ملاعين حُرسي.
وما آذاني رجلٌ ولا امرأة إلا وكان الانتقام منهما عاجلاً وكيف يحدث الانتقام ومن الذي يرسله في الحقيقة لا أدري فأنا كما قلتُ لكم رجل عايش على البركة أقولُ ما بنفسي ولا أكذب ولا أداهن ولا أغدر أعدائي من الخلف ولا حتى من الأمام والذي بقلبي على رأس لساني , ومع كل ذلك يقطعون رزقي ويسعون لقطع يدي البركة ويسعون إلى خراب بيتي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازدواجية أو تجزئة الاسلام
- اللمسة الذهبية
- ازدواجية الفكر الاسلامي1
- الاسلام ضدنا جميعاً
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة
- المرأة المُستعمَلة
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية
- هكذا يجب أن تكون الخُطب
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا رجل على البَرَكه