أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - مأزق العملية السياسية في العراق















المزيد.....

مأزق العملية السياسية في العراق


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ احتلال العراق من قبل الامريكان عام 2003وحتى اليوم .. لم تعر امريكا اهتماماً لشيء في هذا البلد التعس سوى تركيزها على اجراء انتخابات دورية ومتعددة المستويات لانها تريد ان تقول انها تبني تجربة ديمقراطية وسط امواج عاتية من الدكتاتوريات الشمولية التي تجتاح البلاد العربية والاسلامية منذ ان خلق الله هذه البلاد المنكودة !!! ومما عزز شروخ الوعي العربي واركسه في التناقضات انه يرى ان حكوماته الوطنية تحكم شعوبها بالحديد والنار وهو يرى الى قوى الاحتلال تدع الشعوب المحتلة تجري انتخابات على اسس مقبولة من الاختيار كما في العراق و فلسطين .. رغم ما تقوم به قوى الاحتلال من خراب حقيقي في تلك البلدان ينتج عنه صعود قوى الى سدة السلطة وهي مثقلة بقيم وفلسفات رثة قد تعيد تلك البلدان الى عصور ما قبل الدولة الحديثة .. وكل ذلك يمكن ان يمر من خلال النظام الديمقراطي الذي فرضه الاحتلال !!!
فصور الانتخابات التي جرت في العراق هي صور مستنسخة من نظام مجلس الحكم الذي شكّل على اسس اثنية طائفية وعرقية .. فكل التغيرات والتشكلات التي افززتها تلك الانتخابات ما هي سوى تلميعات وترقيعات اساسها واحد ، سوى ما جرى في الانتخابات الاخيرة والتي لا تختلف عن سابقاتها الا ببروز التيار الوطني الليبرالي كقوة ندية وان كان لا يضارع تلك القوى مجتمعة .. الامر الذي شكل صدمة قاسية للقوى الفئوية والتي تصر اصراراً عجيباً على التمسك بالسلطة وبأي ثمن ولسان حالها يقول (( لو ألعب لو أخرب الملعب )) .. وكأن سنوات حكمها التي خلت والتي لم تحقق سوى نجاحات محدودة رافقتها فشولات كبيرة قادت البلد الى كوارث معروفة .. لم تجعلها تتعظ الا بالمزيد من السياسات الفئوية التي قصمت ظهر العراق .
حيث لم تستطع تلك القوى من بناء دولة المواطنة الحقة .. اذ حولت العراق الى حكومة بلا دولة ولا مؤسسات حيث سيست الادارة وسحقت الطبقة الوسطى وجردت الكفاءات التكنوقراط .. واقامت نظاماً سياسياً رثاً مبتناه الطائفية والعرقية والفئوية كبديل للنظام الدكتاتوري البغيض وهكذا اقامت نظاماً سياسياً شائهاً يقوم على اعراف ما قبل الدولة الحديثة ويعتاش من قيم ما قبل دولة المواطنة والمساواة وحقوق الانسان .
ومن اعجب الاعاجيب ان هكذا نظاماً رثاً اقامته اعظم امبراطورية للعلم والديمقراطية وهي الولايات المتحدة الامريكية .. لكن (( اذا عرف السبب بطل العجب )) .. لان امريكا اداة طيعة بيد الصهيونية العالمية وهي تسارع في هوى اسرائيل وتعمل على ان تكون نتائج سياستها في خدمة هذا الكيان المسخ .. وتفتيت البلاد العربية والاسلامية واضعافها من اكبر ما تسعى اليه اسرائيل .
والنتيجة الواضحة لكل ذلك ان تتراجع القوى الوطنية و الليبرالية وتتنافس القوى الطائفية والعرقية بل وتفرض اجندتها بقوة المال والسلطة والايديولوجية .. لذلك كانت الحرب الاهلية ضرورة ملحة لترسيخ سلطة القوى الفئوية وابقائها لاطول فترة ممكنة في دفة السلطة والهيمنة على المجتمع .. لكن على حساب دماء الشعب الذي دفع الثمن غالياً قتلاً وتهجيراً وتيتماً وترملاً وخراباً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً .. وكان رد فعل الشعب واضحاً للخلاص من المأزق الذي وجد نفسه اسيراً له جراء احتطاب كل من هب ودب بحبل السياسة الامريكية التي ارادت للعراق ان يكون محرقة الارهاب لتجنب الغرب لهبها وتصلي العراقيين بأوارها .. فكانت رد فعل الشعب العراقي مجتزءاً نتيجة للفعل الشرس ولاختلاط الاوراق ..
لذلك ظهرت حركة الصحوة ضمن مكون واحد وكان المفروض ان تكون ضمن الاطار الوطني ولكنها على اية حال حققت بالتعاون مع الاجهزة الامنية استقراراً امنياً نسبياً رغم الخروقات الخطيرة الاخيرة بسبب القصور السياسي والامني للحكومة . كذلك ظهرت حركة التغيير في كردستان وهي ايضاً حركة اصلاحية ولكنها مع الاسف ضمن اطار مكون واحد فقط .. ويبدو ان المفاجأة الشعبية الكبرى جاءت من خلال انتصار المشروع الوطني والذي يمثله التيار العلماني الليبرالي في الانتخابات الاخيرة وتبوئه المركز الاول فيها ..
الامر الذي حفز التيارات الفئوية المتنفذة على توسل شتى السبل بغية تفكيك التيار الفائز والعمل على تسقيطه وابقائه كما هو مهمشاً مقصياً تارة بأسم فهم جديد للكتلة الاكبر واخرى باسم تشكيل حكومة شراكة وطنية تحت يافطة لاتوجد قائمة فائزة والدعوة لمائدة مستديرة للحوار الوطني لتشكيل الحكومة الجديدة لسحب البساط من القائمة الفائزة ووسمها ببعد طائفي من خلال القول بأشراك كل المكونات أي تشكيل الحكومة على اسس المكونات الطائفية والعرقية وليس على اساس الاستحقاق الانتخابي السياسي .. وامعاناً في عملية التسقيط السياسي تعرض اتباع وقيادي التيار الوطني الليبرالي الى عديد الاغتيالات والاعتقالات وتوجيه التهم المرعبة لهم .. فيما عادت الحكومة الى تشغيل مكننة الاجتثاث لتطال هذه المرة الفائزين من هذا التيار ضمن سياسة التهميش والتسقيط السياسي والفئوي .. ولعل اسلوب الطعون الرامية الى تأخير المصادقة على الانتخابات والبقاء مدة اطول في سدة الحكم احد اهم اساليب الالتفاف على العملية الديمقراطية وكسب الوقت لترتيب الاوراق بغية البقاء في السلطة لكن المؤلم في الامر ان القضاء يسارع في هوى الحكومة وباتت قراراته بهذا الصدد تتماشى مع هوى السياسة النافذة .
ولعل اعلان التحالف الجديد يشكل ايذاناً بالعودة الى مربع التخندق الطائفي الذي ذاق منه العراقيون الامرين وقد حاول منظرو هذا التحالف ايجاد مسوغ او مبرر مرجعي له لكن المراجع الكبار ولا سيما مرجعية السيد السيستاني اعلنت موقفها الوطني المسؤول وهو انها تقف على مسافة واحدة من جميع شركاء العملية السياسية ولا تريد الا الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة والعمل على تمتين الوحدة الوطنية والحفاظ على وحدة وسيادة العراق وان تكون الحكومة القادمة خادمة لا مخدومة .
لقد كان التحالف الجديد يأمل ايقاف المد الليبرالي بدعم اقليمي معروف لذلك سارعت القوى القومية الكردية لدعم ومساندة هذه التحالف بغية تقاسم السلطة واقصاء او تحجيم التيار الليبرالي على الأقل.. وبعد ان تبين لهذا التيار الاخير ان حشداً من القوى الفئوية يواجهه ويحاول تهميشه دعا الى شكل من اشكال التدويل من خلال تدخل المنظمات الاقليمية والدولية للاحتكام اليها في عملية تشكيل الحكومة طالما ان العراق لازال ناقص السيادة ويرزح تحت البند السابع .. خاصة وان اللاعب الامريكي بصفته اللاعب الاكبر في العراق لازال يتفرج ويتراجع امام المد الاقليمي المتعاظم في نفوذه في السياسة العراقية .. وبعد الفشل الذي اتسم به سير الحوار في التحالف الجديد باتت العملية تسير في طريق مسدود الامر الذي انعكس على الشارع العراقي امتعاضاً وخيبةً .. بل ان تعاظم هذا المأزق في ظل انعدام الرقابة البرلمانية على الحكومة قد فاقم من هول الفساد الاداري والمالي وعودة اعمال الارهاب وتعالت صيحات التقسيم وتحفز امراء الطوائف للانقضاض على زمام الامور وبات يتلاشى حلم اقامة دولة المواطنة الحق .. وراحت وحدة العراق عرضة للتمزق والتقسيم وباتت الخيارات محدودة امام التيار العلماني الليبرالي ..
وصارت الامور تتجه نحو تشكيل حكومة اجترار تعيد ما حصل في الفترة السابقة من مآسي وكوارث وتمعن في تمزيق البلد .. او حكومة اضطرار مفروضة وضعيفة لاتقوى على قيادة البلد وتعجز في خلاصه من مأزقه التاريخي الذي وضعه فيه الامريكان ودول الاقليم والقوى السياسية الحاكمة منها والمعارضة والرافضة للعملية السياسة على حد سواء !!!



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمال بين العلم والفن
- قرابين الفوز
- العراق .. والديمقراطية
- الانتخابات العراقية
- هذا العراق
- أسرار الوردة
- ثنائية الفلسفة والعلم 2
- ثنائية الفلسفة والعلم ( 1-2 )
- صمت العدم
- الوردة البيضاء
- البداوة السياسية
- نقد الثقافة العربية
- عطر القرنفلة
- آيديولوجيا العولمة / من التوحيد التقني الى التشظي الثقافي
- نقد المنطق التحويلي
- ينام في الهوى قلبي
- شيم الملاح
- أبابيل شوق
- الأمن المائي
- تنهيدة العذر


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - مأزق العملية السياسية في العراق