أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - من ملعب الزهر , إلى روضة العلم ؟ - 8















المزيد.....

من ملعب الزهر , إلى روضة العلم ؟ - 8


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 20:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من ملعب الزهر , إلى روضة العلم ؟ -8
قائمة بأهم المهن والحرف اليدوية ( الصنعة ) في صيدنايا القديمة , وما نعرفه عن الأوائل في القرن الماضي - 2
الطبابة .. والطب الشعبي في صيدنايا , مع قائمة بأسماء أول الأطباء في القرية :

تابع للحلقة الأولى :

الرعي :
تأتي مهنة الرعي في صيدنايا بعد مهنة الزراعة وقد كانت المهنة الثانية بعد الزراعة – وكانت أحياناً تمارس الزراعة والرعي معاً باّن واحد .
تشمل الثروة الحيوانية ثلاث أنواع من الماشية في طليعتها :
1 - الأغنام – 2 – الماعز – 3 – الأبقار ....... البغال والحمير , للركوب والأحمال .

يسهم المدخول و الإنتاج الحيواني قديماً لأهل البلدة بدخل لا بأس به , رغم ما كان يعاني من بعض المشاكل أهمها :
1 - قلة المراعي الطبيعية – أعشاب ونباتات التلال ومناطق الجرود البعيدة عن البلدة – العلف الصناعي لم يكن بعد معروفاً بل كله إنتاج محلي , الحيوانات والمواشي البيتية كانت العائلة الصيدناوية تحاول في فصل الربيع جمع وتموين وتجفيف العلف لفصل الشتاء .
أما العائلات الرعوية أصحاب القطعان الكبيرة فقد كانت تذهب في الشتاء إلى أراضي منطقة المرج والحماد أطراف غوطة دمشق وعتبات البادية السورية حيث الكلأ والدفء متوفران هناك عندما تغطي الثلوج جبال وسهول صيدنايا ..

2 – الأمراض , وموجات الصقيع القاسية التي كانت تصاب بها المواشي وخاصة في فصل الشتاء القارص , حيث لا مأوى يحميهم من الرياح والثلوج والصقيح ولا حظائر حديثة مدفأة , فكان الموت يذهب باّلاف رؤوس الماشية فتحل الكوارث بأصحابها ويذهب الموسم هباء , كما كان يحدث قديماً كما أتذكر تماماً ....



...........................

الطبابة .. والطب الشعبي :

الطب الشعبي هو حصيلة تجارب وملاحظات شعبية متوارثة أباً عن جد ومن جيل إلى جيل , ويعود للإنسان الأول الذي سكن الكهوف والجبال ثم المنحدرات والتلال فاالسهول ومدن الحضارات القديمة
إذا هو وليد حضارات بشرية عمرها اّلاف السنين لا يزال بقاياها شفهياً أو مكتوباً وكثير من العلم الحديث والطب الحديث طور المواد الأولية الشعبية مختبريا وكيميائياً وكان الأساس لطب اليوم , حيث ( بدون قديم لا يوجد جديد ) .

لا بد من تحية وشكر , للمرأة ,, الصيدلانية , والطبيبة الأولى في العالم , والمعلمة الأولى للطب الشعبي ومعرفة خصائص وفائدة كل نبتة وعشبة وزهرة وثمرة .. وشجرة ..

لا بد لنا من الإعتراف أولاً في هذا الموضوع , عن المناعة التي كان الإنسان القديم يمتلكها ويتمتع بها إبن هذه البلدة , التي هي من طبيعة الطعام الطبيعي الصحي , وممارسة الإنسان للعمل والجهد والهواء والماء النظيفين دون تلوث وكان , يمتلك مقاومة طبيعية لا تضاهيها فيتامينات اليوم مهما توسعت وتطورت هذه المنشطات . بالمقابل كانت نسبة الوفيات عند الأطفال عالية جداً , أيضا كانت مرتفعة نسبة وفيات الأمهات أثناء الولادة أو بعدها نتيجة لجهل القابلات أولاً , وعدم توفر المواصلات الدائمة قديماً .. بينها وبين دمشق ومستشفياتها وغيرها من المخاطر والظروف الصعبة .. ثانياً .

لم يكن في الريف والقرى السورية قديماً , وفي قرية صيدنايا أيضاً أطباء , ولا صيدليات ..
كان المريض أو المريضة تتداوى ويعالج المرض بالوصفات الشعبية .. والطب التقليدي الشعبي المتوارث , بواسطة الطبيبات الشعبيات , أو الأطباء الشعبيين –
الوصفات الشعبية هذه قائمة على الإختبار ومبنية على التجربة والملاحظة يرثها المرء وتنتقل عن السلف للخلف ( إسأل مجرّب , ولا تسأل حكيم ) و ( الإنسان طبيب نفسه ما بيتعلم إلا من كيسه ) ,
( وجدوا في الفاكهة غذاء فأكلوه وتناولوه – وفي النبات دواء فشربوه ) .

...........

أهم الأمراض البسيطة التي كانت تداوى شعبياً في بلدتنا :
- النزلات الشعبية , والصدرية – الحميرة ( الحصلة , التشيشة ) – ضغط الدم – إلتهاب اللوزتين – الرمد – الحبوب – البثور – لدغ الحية والعقرب – ألم الأسنان – الكسور والرضوض – وغيرها ..
- ضغط الدم ؟
لم يعرفوا أجدادنا الأقدمون الضغط ( إرتفاع الضغط الشرياني ) , وما كانت هذه الكلمة بين أسماء الأمراض عندهم إنما كانوا إذا ما شعر أحدهم بالصداع الشديد واحمرار الوجه والدوار وجحوظ العينين قالوا : إنه هياج الدم . وإن الدم يهيج خاصة مع بداية فصل الربيع مع تجدد وبعث الحياة في هذا الفصل فيبادر المصاب بهذه الأعراض إلى من يفصده ( أي إخراج الدم منه بالتشطيب ) بشفرة مطهرة أو أي أداة حادة أخرى فينزف الدم من الأذان أو عضلة ( بطة ) الرجلين – ويخفف الضغط وتزول العلة وتهدأ الأعصاب .
وقد شاهدت جدتي ووالدتي ومن حولهم من الأقارب يقومون بهذه العملية , فخروج الدم كان يبعد الدوار والإحمرار والصداع فترة سنة تقريباً .
ومن عاداتهم الحميدة الصحية أيضاً الصيام مدة ثلاثة أيام في بدء فصل الربيع . والصوم معروف أنه يخفف الضغط أيضاً , والرياضة , والحمام ...
..........


نعم ,, , إنني ما زلت أتذكر وأنا في مرحلة الطفولة , عندما كانت أتعرض شهرياً لإلتهاب اللوزتين , أو ( بنات الاّذان ) كما كانوا يسمونها باللغة العامية , أنا وإخوتي أو أبناء الجيران – كانت تأتي لعندنا السيدة ( مهجة نجمة قصقوص ) , إبنة عم والدي , إحدى النساء الخبيرات في الطب الشعبي وفي مداواة هذه الحالة وغيرها من الحالات البسيطة – كانت تضعني على ركبتيها في حضنها , و بشكل أن يكون ظهري بوضعية متكئ على صدرها , وتحاول رفع وتدليك اللوزتين بكفيها وأصابع يديها بحركة ترفعهم من الأسفل للأعلى بلطف ونعومة بعد أن تدهنهما بنوع من الزيوت لا أعرف إسمها وهي تردد هذه المقولة عدة مرات :
" ارتفعي يا بنات الذنان
كما ارتفعت الشمس عالحيطان
بجاه ستنا مريم بنت عمران .. " .

ثم تقوم بدهن اللوزتين عدة مرّات من الداخل بقطعة من القطن الملفوفة على المقص و المغموسة بدواء فيوليت بنفسجي , أو أحمر اللون ( الميكروكروم ) .

أجل كانت البساطة والجهل والبركة هي السائدة – ( الصلاة و التبخير , والحجاب , والرقوة , والذخيرة , وطاسة الرعبة - والنزول لبئر الماء - وكاسات الهواء – النعناع – مناشف الماء الساخن والحار – - الملح – نبات الاّس – العسل .. ) !؟


أتذكر أو يمر أمامي الاّن إسم كان أقدم من السيدة ( مهجة ) كان يتكرر ويرددنه أمام مسمعي والدتي وجداتي وحماتي والعديد من النساء في صيدنايا , عن أول طبيبة شعبية في صيدنايا و ممرضة خبيرة هي :
السيدة ( ...... أسطفان , أم خليل ) المرأة الفلسطينية من عائلة أسطفان زوجة الياس سعادة , الزهر – أذكر كان منزلهم وحديقة بيتهم العامرة قرب منزل جدتي في الوادي قرب كنيسة جاورجيوس والمدرسة الإبتدائية الأولى في القرية قبل هدمها .... كانت تداوي الأطفال والكثير من الأمراض مجاناً و ( النزلات )الشعبية التي يصاب بها أبناء البلدة .
وهناك إسم اّخر لطبيبة شعبية خبيرة وإسمها متداول على لسان العامة عندنا هي السيدة : ( أم جبران ) , من تكون هذه المرأة لا أدري هل هي من بنات البلدة أم من غيرها .. ؟
هذه بالنسبة لأقدم أسماء نسائية .. اختبرتها وسمعت عنها -


التوليد - القابلة الشعبية ( الداية ) وأهم الأسماء :

كثيرات هن النساء اللواتي مارسن هذه المهنة الصعبة والدقيقة الجريئة باّن , وأبرز القابلات الشعبيات اللواتي نتذكرهن في القرن الماضي هن :
السيدة ( أمليا التلي ) والدة السيد عبالله حفيظ التلي – والسيدة ( أم يوسف طلب حنون ) وقد كانت هذه السيدة طبيبة شعبية أيضا إلى جانب مهنة التوليد .. وكانت القابلة تسمى ( الداية ) في اللغة العامية الشعبية ..

* *

------- وقد تشكلت في صيدنايا جمعية بإسم ( جمعية إسعاف المرضى ) أثناء الحرب العالمية الثانية – 1939 – 1945 – في دار السيد درغام الندّاف - وسط البلدة وفتحت ( مستوصف طبي ) لمعالجة مرضى القرية واستضافت عدد من الأأطباء فيه .. كان يشرف على هذه الجمعية والمستوصف طبيب فلسطيني تابع للجيش البريطاني السابع . وبعد الإستقلال أصبح يشرف على المستوصف الدكتور فؤاد غطّاس الخوري , كان صديق العائلة رحمه الله .
وأتذكر إسم إحدى الممرضات التي كانت تعمل معهم ( ماري ) الجميلة , السورية من منطقة القامشلي , كانت لطيفة جداً تعامل أهل البلدة في منتهى اللطف والإبتسامة والتواضع وصديقة لأهلي , كانت تطلب مني بوجود الأطباء الأجانب ماذا تعلمت في المدرسة ؟ كنت طفلة حين ذاك عندما كنت أرافق والدتي للمستوصف فأردد نشيد الكتاب :
( .... أهلي دخلوني المدارس وأنا بحبها كثير كثير , وهو عقلي بعد صغير , حملوني كتاب كبير , وأنا عمري بعد صغير , ربّيت على قلبي دبلة , بطلب منك يا ربي : تبعث لي الفرصة أوام أوام .... ) .
.............




والسيدة ( مريم نقولا الزهر ) : : تعتبر أول قابلة قانونية متخرجة أكاديمياً في صيدنايا .
والسيدة المرحومة زوجة الطبيب عازار التلي الفرنسية , التي كانت من أمهر القابلات والممرضات يذكرها سكان القرية والمنطقة كلها بالخير لما قدمته لهم من خدمات طبية بروح إنسانية وتواضع دون كلل .. فاتني إسمها مع الأسف ..؟؟

وأول طبيبة أمراض عامة : المرحومة ( ناديا الجوجو – أبو سكة ) .

أما الأطباء الشعبيين :

- الطبيب و الممرض الشعبي السيد ابراهيم صوفيا .
كان يعتبر نصف طبيب بخبرته العملية , يستشيره الكثير من أهل البلدة في حال الألم الشديد , ويعطي الحقن , و يصف حبوب الأسبرو – و اللصقة الإنكليزية لألم الظهر – كثيرا ما تداويت أنا على يديه –

- السيد إبراهيم حبيب الخوري - أبو حبيب - ( المجبّر الشعبي ) الشهير بتداوي الرضوض والكسور , كان منزله في الوادي - حارة التحتى - جيران جدتي لوسيا والدة أمي .. وكنا أصدقاء معهم – وخاصة إبنته الأخت ليندا صديقتي الوفية الطيبة .


- السيد عوض الزهر : كان خبيرًا وطبيباً شعبياُ في قلع الأسنان والأضراس في حال الألم الشديد ودون مخدّر وبنج .. كان يستعمل - مشروب العرق – أو كبش القرنفل , للتخدير والألم .

-----------
من أبرز الوسائل والخطوات العملية الشعبية الذاتية التي يقوم بها أهل البلدة إتقاء للمضاعفات من الأمراض هي :

- التشطيب أو الحجامة لتخفيف ضغط الدم من ( الاّذان والأرجل ) – كاسات الهواء للسعال والنزلات الصدرية الملازمة مع الحرارة - ماء الحار والنعناع اليابس – للإلتهابات الصدرية والبرد و ( التشّة ) – لصقات مطبوخ دقيق بذر الكتان , أو لصقات بذر اليقطوني -, للحبوب والدمامل الملتهبة .. وهناك المراهم : دهن الريشة , دهن النسر للكثير من الأوجاع والأمراض , وورق الخبيزة وورق شب الزريف للكي , ,,
- ولأمراض العيون التراخوما , والماء الزرقاء , والسوداء – التداوي في دمشق إذا استطاعوا - ,,,,
- والرمد وخاصة الرمد الصيفي , من العلل التي كانت منتشرة في أيام الأجداد والاّباء كثيراً وحصدت الكثير من نور العيون .. نتيجة لعوامل عديدة الفقر الغبار الذباب الوساخة والجهل , والإهمال الإستهتار ... وقلما كان يسلم منها طفل ؟؟ أما المداواة فكانت محلية بدائية :
كمادات ماء فاتر , كمادات الشاي , والبابونج , شرحات بندورة فوق العيون , للتبريد وامتصاص الإلتهاب !؟

- يا الله كم كانت شعوبنا تتحمل الاّلام والصبر على الوجع والمقاومة الطبيعية !؟
------- الشمس المعتدلة والهواء الصخري النظيف المنعش في هذه البلدة النظيفة الجميلة هما الطبيب الطبيعي لإنسانها الصابر والمحتمل لشتى أنواع الاّلام الجسدية والنفسية والعقلية ..

وأوائل الأطباء الأكاديميين الذين أنتجتهم القرية هم السادة :
موسى رزق بربارة قلبية --- عازار التلي طب عام --- موسى رزق الدريدر طب عام --- فؤاد غطاس الخوري طب عام -- لهم جميعاً الرحمة والتقدير ..

ومن الأوائل أيضاً .. السيد إيليا شاهين - طب حنجرة وأنف .
السيد نبيل جرجي معمر - طب أسنان .
والسيد ابراهيم شحاده نجمه - طب عيون .
....

أما بالنسبة للممرضات الأوائل المختصات علمياُ فهن السيدات الصديقات الوفيات :
عطية حفيظ التلي – ليندا نخلة التلي – ليندا ميخائيل الخوري ( إبنة خالي ) -
.......

أهم الأمراض التي كانت منتشرة في بداية ومنتصف القرن الماضي ( ق , العشرين ) وتداوى محلياً هي :

- الرشوحات ( الكريب – الأنفلونزا ) – السعال – الحصبة ( الحميرة أو التشيشة ) – ألم الأسنان – ألم الظهر – عرق الأنسر ( النسا ) – أمراض الحلق – الحروق – ضغط الدم – الصداع – الرمد – الدمامل – الخرّاج – أبو كعب - الحساسية – الإسهال – الكتم - التاّليل – طفرة السخونة - الجروح – عضة الكلب – لسعة العقرب أو الحية – الكوليرا - ]اّلام العادة الشهرية – النزيف النسائي - الإجهاض - وغيرها –

الأوبئة قديماً :

- الكوليرا , الطاعون
كانت الأسطورة السائدة قديماً نقلاً عن الأمهات والجدات عند حلول الأوبئة مثل – الكوليرا أو الطاعون هي : تسوّير أو تزنير كنيسة ( مار بطرس - أو مبنى الصرنوبة ) من المباني الأثرية في القرية , بالقماش الملون .... وقراءة الصلوات والدعاء لإنقاذ السكان من الموت ..؟
ومن المعتقدات الشعبية القديمة كانت :
- زيارة القديسة مار تقلا ( أم البزيزيات ) لأوجاع صدر المرأة المرضعة وعدم إدرار الحليب –
.............

- الأدوية الشعبية للسعال والرشح : مغطس ماء ساخن مع النعناع لليدين والوجه والقدمين مع استنشاق بخار النعناع - كاسات الهوا على الظهر والصدر للسعال المرافق للحرارة - الزيت الزيتون دهن البطن والصرّة والأنف لألم المعدة – النعنع الحار كشاي للقئ , المراجعة – الزهورات و النباتات الطبية والعطرية : التين الجاف اليابس واللوز شباشيل الذرة الزيزفون البيلسان براعم الورد البلدي الزعتر الخبيزة النعناع البابونج اللافاندر الخزامى الزوفا و الخطمية ... كلها مفيدة للسعال والنزلات الصدرية - كنا وما نزال حتى يومنا هذا نجمعها في فصل الربيع والصيف ونجففها للإستعمال وقت الضرورة ..
------------------------

ومن أوائل الصيادلة الأكاديميين في بلدة صيدنايا :
الصيدلي : السيد نقولا جريس الزهر .

.............
ومن الخمسينيات القرن الماضي وما فوق وعدد الأطباء والصيادلة يزداد في بلدتي في كل الإختصاصات ( نساء ورجالاً ) , حتى أصبحت الأعداد بالمئات , وحالياً منهم من يقيم في البلدة ومنهم في العاصمة دمشق , وقسم كبير في مستشفيات دول أوربا وأميركا ومن أنجح وأمهر الأطباء ...

.......

- العادة الشهرية وتسمياتها العامية واّلامها ومتاعبها :
الطمث , الحيض – كان يقال أو يسأل قديماً للأم عن إبنتها أو للفتاة : .. جاتك العادة ؟ - بدت تغسل ؟ علّمت .. ؟ قطعتك العادة ... الخ ؟
من الأمثال عن العادة بالنسبة للفتيات النحيفات : ( عادة أو دم الرقاق بالحقاق ) –
وكانت العادة تبدأ وتأتي للفتاة كما يقولون عندنا ما بين عمر 8 – 9 سنوات حتى 14 سنة بالكثير – وتستمر حتى عمر الخمسين أو الستين أحياناً . وكانت النساء يقلن كلما تأخرت العادة بالمجئ لدى االفتاة تصبح المرأة أكثر طولاً ... ؟
كانت هذه المواضيع من المحرمات التحدث عنها بالعلن والصراحة ,, معلومات شخصية مهمة , لا أحد يعطيك معلومة أو نصيحة عنها أو يشرحها للفتاة ويهيئها لها مسبقا – ولا فوط صحية حينذاك ولا من يحزنون – كلها صنع يدوي . كل ما يتعلق بجهاز المرأة التناسلي ممنوع التقرب إليه أو الحديث عنه إلا بالسر ,, والهمس ,, مع الأسف هذه العادات والأعراف المتخلفة لا تزال متواجدة عند طبقات وشرائح الكثير من الأوساط الشعبية حتى يومنا هذا !؟؟
وعند الكثير من شعوبنا حتى اليوم لا تزال تابو – عيب – ممنوع الحديث بالعلن عنها و بحرية وجرأة وعلمية , لم يكن الوعي الصحي والعلمي والثقافي متوفراً لدى الناس ..... وإن أخذت الاّن بعض المدارس و برامج الفضائيات حتى الدينية منها , تناقشه علمياً وبجرأة وأسلوب ناجح جداً , كانت أجيالنا والأجيال السابقة من نسائنا وبناتنا قديماُ محرومات منه ..!؟

– الولادة ::
كثيرا ماكانت النساء يتوفين أثناء الولادة , لعوامل عديدة , أو وفاة الأطفال بعد الولادة , أو في السنة الأولى للطفل . ..... نتيجة جهل ( الداية ) بالنظافة والعناية , وتطهير أدوات قص حبل الخلاص والإعتناء بالسرّة , أو أمراض بسيطة عادية كالإسهال أو حمّى , أو نزلات صدرية - حيث لا مستوصفات و مستشفيات ولا أطباء دائمين ..!؟

- يحكى في بلدتي مثالاً : أن عمتي ( وردة عساف نجمه ) أخت أبي كانت تلد في البراري والحقول , وتلتحق للعمل من اليوم الثاني للولادة ..... يا إلهي !؟
كم كانت أجسام نسائنا الريفيات قوية ومقاومة للإرهاق والتعب والأمراض , , وكم كانت حقوقهن في الراحة محترمة ومصانة !!؟؟ وللتذكير أسجل هنا أن عمتي وردة التي كنت أحبها رحمها الله - عاشت ما فوق المئة عام , ولديها عشرة أبناء وبنات !؟

------- أما اليوم وفي الأمس القريب أصبحت القابلات القانونيات المتخصصات والممرضات يقمن في هذه المهمة مهمة التوليد بكل مهارة وارتياح , فهنيئاً للعلم والإجتهاد والتطور العلمي والإنسان المثابر على الخدمة والعطاء الإنساني بكل أمانة وإخلاص .. تحيتي الكبيرة لهم ولهن جميعاً .. لكل الأسماء الأحياء المدرجة في هذا الموضوع .. والرحمة لأرواح الراقدين والراقدات ....
( صفحات من سيرة حياة )
مريم نجمه / ربيع 2010



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسائيات - 5
- على مشارف الفجر - 8
- تعابير عامية صيدناوية ؟ - 6
- من كل حديقة زهرة ؟ - 34
- النوفو ريش .. الأثرياء الجدد ؟
- أيار شهر الأعياد المجيدة ؟
- باقة حب ربيعية للطفولة
- رشة عطر .. كمشة زهر .. باقة نثر .. قطرة دمع ؟ - 2
- ورودنا لم تتفتح بعد ؟
- هدايا : سبع
- فنجان قهوة وتحية للطبقة العاملة ..؟
- رسالة إلى معتقل في سجن تدمر العسكري , من خواطر زوجة سجين سيا ...
- رسالة إلى أم العواصم
- المرأة الأرتيرية عبر الثورة .. مشاهدات وعبر ؟
- اليوم .... ومداياته ؟
- كمشة زهر , رشة عطر , دمعة ألم ؟
- نيسان الجلاء , متى الجلاء الداخلي يا سورية ؟
- نزهة فوق الأديم
- صيدنايا بين القداسة , والتعاسة ؟ صرخة تاريخية .. قانونية .. ...
- الضرائب ..!؟


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - من ملعب الزهر , إلى روضة العلم ؟ - 8