أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبدالله خليفة - انتخابات العراق والاستقطاب














المزيد.....

انتخابات العراق والاستقطاب


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 10:43
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


إن مستويات العامة المحدودة الثقافة التي خرجت من قبضة نظام دموي طويل لا تتيح لها أن تنتخب حكومة ديمقراطية، أو جماعات ديمقراطية حقيقية.
ورطتنا الديمقراطية التسريعية المرتجلة ودفعتنا لمواجهات على مستوى كل بلد وعلى مستوى منطقة الخليج خاصة.
فقد جرت من دون تحضيرات ثقافية وتنويرية طويلة، ومن دون إبعاد تسييس المذاهب، ولكن حتى البلدان الأكثر استقراراً لم تقم بمثل ذلك التحضير العلماني الديمقراطي المطول.
فالدول العربية خلال خمسة عقود نقضت عملية التنوير التي جرت قبل ذلك، وصعدت القوى الشمولية المختلفة نظراً لتخلف الجماهير العربية الاجتماعي.
ولهذا فإن القوى الطائفية في العراق شعرت بالخوف من وجود قائمة تعتمد فصل الدين عن السياسة، فهذا هو مرتكزها لخداع الجماهير واستغلالها.
تترابط هنا القوى الطائفية مع التوجهات العسكرية للنظام الإيراني، فهو لا يريد سلاماً للمنطقة، ولا حلاً لمشكلات الشعوب المأزومة بالفقر والتخلف وبقهر النساء وبتدهور الثقافة، وهيمنة القوى الأجنبية، عسكراً وشركات وعمالاً وإعلاماً.
وهذا التمدد الطائفي العراقي - الإيراني يوجد مواجهة مناطقية، ويعرض الشعوب لأفدح الأخطار، ويجعل الأنظمة الأخرى تبرر نفقاتها العسكرية الهائلة، وتلكؤها في برامج التنمية وحل المشكلات المعيشية المتفاقمة وتخبط المدن وتلوثها الخ.
هذا التمدد مكون من جمهور أكثر إيغالاً في الخضوع الديني اللاعقلاني، جمهور الخوف من الذوبان في الآخر، جمهور نشر الرعب بين المسلمين، مثل نظيره القاعدي المرعوب من الحداثة والديمقراطية.
جمهور لم يتشكل في مدن حرة، وكان دائماً محاصراً من قوى العنف والتعصب، ويوجد الجيتو الخاص به، لكن مثل هذا الجيتو الآن خطير، فهو يرتكز على أسلحة فتاكة، ودولة تنمي ترسانتها العسكرية وتهدد بأكبر الحروب!
ورغم ان مسألة تشكيل الحكومة في العراق مسألةٌ داخلية، وخاضعة لكثير من الاحتمالات فإن انتصار أو هزيمة الطريقة الطائفية في تشكيلها تبقى خطيرة ومهمة وكبيرة.
إن تفكك التحالفات الطائفية ونمو قوى وطنية حرة سيفتح المنطقة لتطور سلمي مهم، أما إذا تغلبت العقلية الطائفية فذلك مقدمة لحرق المنطقة.
لكن جذور الثقافة الشعبية ترتكز على اللاعقلانية والنفعية المباشرة واللامستقبلية، عبر الخضوع الطويل للقوى الطائفية مُولدة مثل هذا الإنتاج المفخخ لتفجير الحياة.
الحرس الإيراني يريد المسرح العراقي معداً للتدخلِ ولإبقاء القوى الطائفية داخل خنادق العداء.
لهذا فإن الاستقطاب مع إيران ككل، وعدم إيجاد التمايزات داخلها، يقوي مسألة العسكرة والخنادق، والشعب الإيراني ليس بحاجة لمزيد من الحصار والعقوبات، بل بحاجة للسلع والعلاقات الثقافية الواسعة، ونشر الفرح والعلوم والإعلام في صفوفه، بحاجة لتوسع القطاعات الخاصة وعدم التضييق على معيشته، بحاجة للسياحة والانفتاح، بحاجة لتبادل العلاقات الاقتصادية المفيدة، بحاجة لدعوات رجال الدين والمثقفين والسياسيين الديمقراطيين، بحاجة لدعم الفضائيات المتبادلة الساعية في التقارب ونشر الوعي الديمقراطي والعيش المشترك والسلام.
بحاجة لإقامة جمعيات الصداقة والسلم بين الجانبين العربي والإيراني، لوضع حد للحروب وعقلية العداء والحذر.
لا بد من مواصلة اختراق الحصار، وإقامة شتى العلاقات مع الشعب الإيراني، من الدول العربية والإسلامية خاصة، وتبقى مسألة التهديد العسكري في مجالها الخاص المحاصر بطبيعة الحال.
إن الشعوب العربية والإسلامية كجسور لتطور إيران يمكن أن تلعب أدواراً أكبر من الدول الغربية وسياسات الحصار والتشدد.
إن القوى الدينية المتشددة من الجانب الآخر مضرة هي الأخرى بالهجوم على العقائد الإمامية، فهي تؤجج هذه العمليات الحصارية العسكرية البغيضة، ومن الضروري قراءات الإسلام بأشكال مختلفة تسامحية ديمقراطية نهضوية، تلغي هذه القراءات الحربية.
هذا ينطبق على الجانب العراقي فكلما زادت العلاقات الاقتصادية والثقافية معه تفتحت سبل العيش لقطاعاته المختلفة، وانجذبت لمناطق الخليج والعرب، وتشكلت قواعد جديدة مختلفة عن أزمنة الدكتاتوريات.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توريط مجتمعنا في انهيارات كلية
- في الوعي النهضوي الأولي (3 - 3)
- في الوعي النهضوي الأولي (2)
- في الوعي النهضوي الأولي (1 - 2)
- هل تظهر طبقةٌ وسطى حرةٌ في العراق؟ (2 - 2)
- هل تظهر طبقةٌ وسطى حرةٌ في العراق؟ (1 - 2)
- فرصة مهمة لأهل الخليج
- المحرمات الهامشية والأصل المنسي
- النساء و-الديمقراطية- الدكتاتورية الذكورية
- ضعف السياسة العربية
- الهجماتُ مستمرةٌ على إخوان مصر
- المبحوح والبلطجة الإسرائيلية العالمية
- الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية
- (القوقعة) أو كيف يتمُ سحل الإنسان؟
- تمهيد الثورة الخضراء الإيرانية ( 2 - 3)
- التحولات السياسية في تركيا (1-2)
- التحليل والتغيير
- خطاب للعامل الذكي
- انتهاء زمن الدولة الأبوية
- الخلاص هو في التحالف مع اليسار الديمقراطي


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبدالله خليفة - انتخابات العراق والاستقطاب