أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - الاسلام والبلشفية مصدران للاصولية في العراق الجريح















المزيد.....

الاسلام والبلشفية مصدران للاصولية في العراق الجريح


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 901 - 2004 / 7 / 21 - 03:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة :
الشرق شرق الروح , شرق إعلاء سلطة النقل على سلطة العقل ، شرق الواحد الأحد الفرد الصمد , شرق الزعيم الخالد حيث تندغم الأمة في رجل ويصبح الرجل هو الأمة , ولذلك كان زعماؤه الخالدون يتركون مسافة كبيرة بينهم وبين من يليهم في الأهمية داخل السلطة حتى يستقيم التوحيد , دائما كان الرجل الثاني في الشرق, الثاني في الاعلام فقط , أما في الحقيقة والمرتبة الفعلية, فهو الرجل بعد المائة ولكنه الثاني في الترتيب , ونتيجة خصوصية الشرق, يظل أبناؤه مشدودين الى الماضي بدلا من التطلع الى المستقبل , بهذا المعني يفرخ الشرق الآن أعتى انواع الأصولية والتي تستمد أصوليتها من ظاهرتين شرقيتن اصيلتين هما الاسلام والبلشفية . ولفهم هذه الأصولية ودورها الآن في العراق تحديدا لابد من المقارنة بين تلك الظاهرتين أولا ولو بإيجاذ .
الاسلام والبلشفية , أوجه الشبه وأوجه الاختلاف .
من جهتي كنت دائما وما أزال أرى بالاسلام ثورة في حينه, تفوق في أصالتها الثورة الفرنسية والثورة البلشفية , ربما كان صحيحا الاعتراض علي بكون شرط الثورة هو الانتفاض, والاسلام دين والدين لا يدعو الى ذلك , هنا تكمن خصوصية الاسلام بجمعه بين الدين والثورة .
من الثابت تاريخيا أن الاسلام بدأ بين قبائل عربية متنافرة فيما بينها وموزعة بين امبراطوريتين قويتين هما الروم والفرس , فكان الوعاء الذي احتضن الملامح القومية العربية من عادات وتقاليد وآلام وآمال وتاريخ وتراث مشترك ليخرجها الى الوجود في دولة مركزية قوية انطلق منها الى العالم وشكل امبراطوريه جديدة وصلت فتوحاتها الى بواتييه في أوروبا والصين في آسيا , لن أدخل هنا بجدال مع القائلين بأن الثورة يجب أن تأتي بنظام إنتاج جديد , فهذا ما يحتاج الى سجال نظري معمق حول أنماط الانتاج في التاريخ , صحيح أن الثورة البورجوازية الفرنسية قد أحلت النظام الرأسمالي محل الاقطاعي, ولكن الثورة الروسية عمقت الرأسمالية ولم تدشن ولادة النظام الاشتراكي كما هو باد لأي مراقب حيادي في التاريخ , وهذا لايقلل من أهمية الثورة الروسية في حينها على ما أعتقد . ربما قدم الإسلام في حينه دفعة قوية للانتاج والمجتمع على صعيد المنطقة والعالم ما يفوق اثر كل منهما في الزمان والمكان .
كان من المفروض أن تكون الثورة البلشفية أقرب الى الثورة الفرنسية من حيث المنطق وتكمل تعميق ما بدأت به الثورات الأوروبية من مهام ديمقراطية على قاعدة توزيع أكثر عدلا للثروة, ولكن الثورة البلشفية كانت أقرب الى الاسلام بكثير, رغم كل بعدها الزمني عنه والتاريخ لا يحكم على ظاهرة أو شخص بما يقوله عن نفسه, بل بما يمثله على أرض الواقع ,
تقف الثورة البلشفية من الناحية النظرية على أرضية شيوعية كما يقف الاسلام على أرضية الدين, وكما أن الاسلام تميز عن بقية الأديان بكونه دين ودولة كما يعبر المسلمون , فقد كان للبلاشفة منطقهم الخاص في فهم الشيوعية والذي جاء أقرب للاسلام منه للشيوعية الأوروبية والحقائق التاريخية باتت واضحة لكل من يريد أن يستعمل عقله
1- أول اوجه التشابه بين الاسلام والبلشفية هو في دور الذات قياسا بدور الموضوع في صنع الثورتين . دور الحركة السياسية قياسا بدور الحركة العفوية, دور الفرد المتجسد بالنهاية في شخصية محمد ولينين , وجه الشبه بين الرجلين في السمات الشخصية يكاد يكون مذهلا
الصلابة , الشجاعة , الايمان الامتناهي بعدالة وحتمية انتصار قضية كل منهما ,
محمد يقول لعمه والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا ما فعلت حتى أهلك دونه .
ولينين يتحدى جلادي القيصر المعروفين بوحشيتهم وخشونتهم ويجيبهم وهو بين أيديهم وهم يخاطبونه . إنكم تنطحون حائطا برؤوسكم
- ولكنه حائط نخره السوس وتكفيه دفعة واحدة حتى ينهار.
وجه التشابه تجلى أيضا ببراغماتية كلا الزعيمين الثورية . محمد لجأ الى الوحي من اجل ان يسوق وراءه جماهير جاهلة لا تعرف مصلحتها , ولينين لوى عنق النظرية الشيوعية برمتها حتى تخدم مآربه في روسيا .
ترى لو أن المشركين قد قتلو ا محمدا ووزعوا ديته على القبائل , هل كانت الدعوة الاسلامية قد نجحت ؟ ترى لو أن تلك العنكبوته لم تنسج شباكها على غار حراء وبالتالي دخل المشركون الى الغار وقتلوا محمدا فيه . ماذا كان مصير الاسلام بعده ؟
ترى لو أن قرميدة وقعت على رأس لينين وهو يخطب في الجماهير المحتشدة لتحيته بعد عودته من المنفى , هل كان البلاشفة استلموا السلطة؟ المعروف أن لينين استقال من المركزية للحزب اثر وصوله وغّير خطة الحزب واكتسب الأغلبية في نضاله بين القواعد وعمل من اجل الانتفاضة وحددها بدقة وقال ان تأخير او تقديم يوم قد يحرمنا من النصر.
2- وثاني أوجه التشابه هو توجه الثورتين الى المستضعفين في الأرض , الى الانسان في كل زمان . الاسلام يقول: ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) ( ولا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى ) والبلشفية ( ياعمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا) مع فارق أن الاسلام ابتدأ قوميا وانتهى أمميا, في حين ابتدأت البلشفية بالأممية وانتهت بالقومية .
3 - وجه الشبه الأهم في صيرورة الثورتين المتشابهة والصراع المباشر بعد غياب القائدين وتمكن الأعداء الطبقيين من حرف الثورتين عن مسارهما لتخدم مصالح الطرف الأخر وما تبع ذلك من انقسام أتباع القائدين الى فرق ومذاهب كل فرقة تعتقد أنها على صواب والبقية على خطأ
الاسلام انقسم الى فرقتين رئيسيتين في البداية , السنة والشيعة , شكلت الشيعة المعارضة للنموذج الرسمي. والبلشفية انقسمت الى ستالينية وتروتسكية , كان التروتسكيون يمثلون المعارضة, وفي الحالتين لم تكن المعارضة متقدمة عن النموذج الرسمي , فالشيعة قالت بالإمامة وحصرت الخلافة بآل البيت والامام يستمد قوته من الله تعالى وليس من الشعب , والتروتسكية شعارها الأساسي حزب يستند الى جبهة وليس تحالفات حقيقية ديمقراطية تتنافس فيما بينها لتكون الزعامة لمن هو أكر التصاقا بالجماهير ,
وإذا كانت فرق الاسلام قد وصلت الى سبعين فرقة ويزيد فقد تشظت البلشفية الى فرق عديدة جميعها مثل فرق الاسلام تتفق على عصمة النبي وتختلف على من بعده, فهذا حزب بلشفي يتبع تعاليم لينين , تروتسكي , وذاك لينين ستالين ماو, وذاك لينين غيفارا ...الخ والغريب ان فرق الاسلام عرفت بمضمون وجوهر فلسفة تلك الحركة اكثر ما ارتبطت بشخص واحد , شيعة, دروز, دهرية, صابئة , مرتجئة , خوارج . في حين ارتبطت الفرق البلشفية بالأشخاص أكثر مما ارتبطت بالفكر . ستالينية , ماوية , غيفارية, تروتسكية , بريجينيفية بكداشية .............. الخ .
الطريف في الأمر ان بعض الفرق خرجت كليا عن تعاليم الجهتين وبقيت محسوبة عليهما , عبدة الشيطان في الاسلام وتقديسهم لكل ماهو مكور كالملفوف , وعبدة سليمان المرشد في سوريا, مازالوا محسوبين على الاسلام, كذلك ا نصار بول بوت في كمبوديا هم شيوعيون يودون تحقيق العدل والمساواة بين الناس, ولكن اذا لم يكن في دولتهم من المؤونة مايكفي فيمكنهم ان يحذفوا ما ذاد من البشر ويوزعوا الخيرات الموجودة عندهم على الناس بالتساوي .
لقد كان الاسلام أقرب الى الثورة الفرنسية من البلشفية في موضوع الديمقراطية السياسية وحقوق الانسان الفردية مع انه يفترض أن يكون العكس
منطق الاسلام في هذا المجال الآية الكريمة ( وامرهم شورى بينهم ) والشورى وإن لم تكن الاحتكام التام الى صناديق الاقتراع, بل الاحتكام للنخبة المثقفة, ما تزال حتى الآن في عديد من الأماكن هي الديمقراطية الصحيحة حيت النخبة المثقفة الواعية الملتزمة بقضايا شعبها تفهم مصلحته أكثر, وكثيرا ما تصوت الجماهير ضد مصلحتها .
وقد حرص الاسلام الأول وقياداته ورموزه على مبدأ الشورى, وذهب النبي دون ان يوصي بالخلافة لأحد . وعجز كل فريق من ايجاد نص صريح يخدمه , والخليفة عمر مؤسس مجلس الشورى , اشترط على ابنه عبد الله بداخله عدم ترشيح نفسه للخلافة , وعندما سئل عن ذلك اجاب بانه لا يود تحويل الاسلام الى سلالات حاكمة مثل الأمبراطوريات القديمة التي جاء الاسلام ليحاربها . اما علي بن ابي طالب الوجه المبدأي في الاسلام فهو بريئ من شيعته التي قالت بعده بالإمامة وانتظرت ظهور المهدي , لقد حرص الامام على تكريس مبدا الشورى مثل الخليفة عمر, ولعله فضل خسارة الحكم وضرب المثال لتكريس هذا المبدا في الاسلام . كان يعرف الا مام في معركة صفين , أن رفع المصاحف حيلة انطلت على أتباعه ولكنه ارتضى نتيجة التحكيم التزاما برأي الأغلبية وعندما خرج نفر منهم وطعنوه بخنجر, حاول أنصاره جاهدين ان يوصي بالخلافة لابنه ورفض , وعندما الحوا عليه أجابهم وهو على فراش الموت . لا آ مركم ولا أنهاكم .
اما بالنسبة لحقوق الانسان , فالآية الكريمة واضحة ( لا تزر وازرة و اخرى ) وعندما خطب ذياد ابن ابيه في جموع العراق خطبته الشهيرة وقال فيها- لآخذن البريئ منكم بالمسيئ - حاججه رجل من الحاضرين بالأية , ولم يتمكن من قتله , ولكنه حقد عليه وقتله بعد ستتة اشهر بذريعة أخرى هو رفضه شتم الامام علي .
وهكذا عندما حول معاوية الخلافة الى وراثة بدا واضحا أنه خرج عن الاسلام في هذا الركن .
اما بالنسبة للبلشفية فا الديمقراطية السياسية هي ديمقراطية صبيانية تستهدف اثارة غرائز الغرور الرديئة في الجموع وحرمان الحركة من متانتها وثباتها عن طريق تقويض الثقة الجماهيرية بدستةالأذكياء المجربين والمتفقين بالرأي أروع الاتفاق , والمخضرمين مهنيا واللذين حنكتهم تجارب الايام وصقلتهم وأكسبتهم خبرة لا يستغنى عنها في خدمة المجتمع .
وبناء على هذا التنظير يسهل اتهام كل من يعمل لتغيير الأمين العام بانه زنديق مرتد لا يريد للطبقة العاملة الخير ويعمل ضد مصلحتها لأنه يحرمها من القيادة المجربة والمحنكة والتي تمرست في النضال من خلال المعارك الطبقية , ويريد كلما اكتسب أمين عام هذه الخبرة ان يغيره, وربما دافع بعضهم عن توريث الأمانة العامة للأبناء وفائدة ذلك للطبقة العاملة , لأن الأبناء يعيشون في نفس البيئة والمحيط ويراقبون المعارك الطبقية التي تخوضها الطبقة العاملة بقيادة آبائهم فيكتسبون هذه الخبرة ويصبحون أجدر بالمنصب , وهذا ما حصل قي كوريا الشمالية
اما بالنسبة لحقوق الإنسان, فأخذ المسيئ بالمذنب مشروع هنا, والمهم هو مصلحة المجتمع وليس الأفراد, وظلم البعض جائز هنا لأنه يخدم استمرارية الثورة . لقد وافق كل قادة الثورة البلشفية بمن فيهم لينين وتروتسكي على قانون الرهائن وبرروا اعتقال أقارب المطلوبين والضغط عليهم ليدلوا بمزيد من المعلومات تسهل الوصول الى الفارين من أقاربهم اللذين يعملون ضد الثورة .
صدر الاسلام كان أرحب بكثير من صدر البلشفية بالنسبة للمعارضين .
معاوية مؤسس الدولة المركزية الإسلامية يقول : لن استعمل سيفي على شخص لم يستعمل علي سوى لسانه
وستالين باني الدولة الروسية القوية يعدم حتى رفاقه لمجرد الشك بأنهم لايمنحونه ولاءهم الخالص
وتيرة القمع في صدر الاسلام كانت اخف بكثير تجاه الشعب والقوى السياسية المعارضة مقارنة بقمع الدولة الروسية الذي سد كل السبل أمام الشعب , فلم يجد متنفسا الافي الفودكا والحشيش والمخدرات, في حين وجد في الاسلام طريقا آخر هو طريق التصوف والفارق كبير بين النوعين من الهروب , التصوف كان حركة فلسفية مقلوبة مركزها الإنسان العادي والفقير والدرويش بمواجهة إنسان السلطة والممالئين لها والذين انصرفوا الى ملذاتهم وفسقهم ومجونهم , الانسان العادي عندهم اذا امتنع عن تلك الموبقات يمكن ان يرتقي الى مرتبة الله او يحل ويتحد به .
الصراع الفكري في الاسلام طور الثقافة العالمية وأغناها , فقد ظهر أفلاطون وأفلوطين وغيرهم بحلة شرقية على يد ابن سينا والفارابي وغيرهم .
اما بالنسبة للبلشفية فقد بدا وكان العقل أخذ إجازة . لم يكن هناك أي درجة من الحرية تسمح بحوار الاراء لتذدهر الثقافة , كان هناك بعدا أحاديا للتاريخ لا يسمح لمن لا يتطابق معه أن ترى فلسفته النور . كان انحطاط تلك المرحلة واضح في حقل الأدب , هذا النوع من الثقافة الذي يعشق الحرية اكثر من غيرها , ولذلك خلت تلك المرحلة من أي عمل فني ذو قيمة قياسا بأعمال أدباء روس مشهورين مثل تولوستوي ودستوفسكي وغوغول وتشيخوف وغيرهم .
4- أخيرا وليس آخرا النهاية المأساوية لتلك الثورتين
خير أمة أخرجت للناس , أصبحت حثالة الأمم في النهاية برغم تاريخها العريق وامكانيتها الاقتصادية الهائلة , وقد غلبتها أمة أضعف منها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا , وجثمت على صدرها خمسة قرون , والدولة العربة المركزية في صدر الاسلام تفتت الى دويلات متنافرة متناحرة فيما بينها عاجزة أن تجتمع ضد العدو الصهيوني الذي يحتل أجزاء كبيرة من أرضها , والجزيرة العربية مهد الرسالة والقيم الإنسانية التابعة لها , تحكمها سلالات وسلاطين مثل سلالات الحكام في امبراطورية الروم والفرس , وهي تحكم باسم الإسلام الذي أمر بالشورى وحارب نبيه وخلفاؤه من بعده ضد تلك العادة المرزولة علىحد تعبير الخليفة عمر عادة حكم السلالات بالوراثة ,
اما دولة لينين العتيدة فقد سقطت من الداخل ولصالح الغرب دون ان يطلق رصاصة من اجل ذلك, مع ان الغرب انكسر على أبوابها بكل جحافله في الماضي ولم يستطع ان يركعها .
الاتحاد السوفياتي تفكك الى دويلات تشهد صراعا مريرا داخلها وفيما بينها , وبلد القيم والمبادئ يتحول الى مركز لعصابات المافيا والاجرام والمتاجرة بالإنسان وتجارة الجنس والرقيق الأبيض أنشط تجارة فيه .
الأصولية في العراق
من نافل القول: إن المقصود بالأصولية . هي القوى التي تستلهم النموذج الأصلي , ولكل تيار فيها رؤيته لأسباب الانحراف وطريقة العودة الى ذلك النموذج . وهي ظاهرة عالمية لا تقتصر على الإسلام والبلشفية , ولكن أقواها وأشدها خطرا الآن هي الاصولية الاسلامية الحالية التي تعتمد الإرهاب الدولي كما جرى في 11 ايلول , وتتجسد في العراق الآن بجماعة ابو مصعب الزرقاوي وشركاه في الفلوجا والذين يمثلون في جثث ضحاياهم بعد قتلها ويقطعون
رؤوس رهائنهم وينحرونهم كالخراف ويعرضونها على الشاشات ,كل ذلك بسم الإسلام . الدين السمح ذو التراث الإنسانين الكبير ومن آياته (( من قتل نفسا بريئة بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا ))
ان الرد على هؤلاء يجب أن يكون على يد قوى اسلامية متنورة وهو ما يتم فعلا . حصتي هنا الرد على قوى شيوعية عربية أصولية هي الأخرى , تنسق فيما بينها داخل وخارج العراق .
أن يتحول كثير من المسلمين الى اصوليين , شيئ مفهوم , فالدين بشكل عام له طقوس وعادات تورث من الآباء الى الأبناء كونها مسلمات لا يرقى العقل لفهمها , الدين عند كثير من فقهائه دائرة فوق دائرة العقل .
أما أن يتعطل عقل الشيوعي والشيوعية تأخذ بالفهم المادي للتاريخ وبالديالكتيك والجدل وتربط نفسها بالعلم , فتلك مصيبة حقا .
الشيوعيون العرب وخاصة السوريين والأردنيين منهم يناشدون الحزب الشيوعي العراقي ومعهم الكثير من المنظمات الشيوعية العراقية كي يقاطع الحكومة الجديدة ويعمل لدحر الاحتلال الأمريكي كما فعل الفيتناميون , أي أنهم يفكرون بعقلية الحرب الباردة وكأن لاجديد تحت الشمس , ولا وجود لنظام عالمي جديد وتطور للبشرية يحتم علينا استنباط أشكال جدبدة من النضال تنسجم معه , المقاومة المسلحة عندهم غاية لا وسيلة .
ترى ماذا يأمل هؤلاء من المقاومة المسلحة ؟ لنفترض أن تحرير العراق قد تم واندحر المحتل الأمريكي كما اندحر في فيتنام وبقيادتهم . ماذا بعد ؟! . هل يأمل هؤلاء أن يتم اختراق الرأسمالية من العراق والبدء بالطور الاشتراكي من هناك حيث يتحولون الى طليعة يجرون أمريكا خلفهم ؟
لماذا هذا العداء لكل ماهو غربي وأمريكي على طريقة المسلمين . بدلا من اختيار الشكل المناسب للنضال كما يفعل الحزب الشيوعي العراقي , أي المقاومة السلمية للاحتلال المدعومة شعبيا ورسميا من داخل وخارج العراق , من الملايين التي نزلت تهتف لا للحر ب في أوروبا, من منظمات حقوق الانسان , من الهيئات العالمية وفي مقدمتها الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال , نعطي مبررا لأمريكا واسرائيل بإطالة تواجدهما في العراق بسبب مقاومتنا الحمقاء التي تخدم أمريكا والزرقاوي معا
ان قراءة التاريخ برؤيا جدلية يوجهنا كي نبذل جهودنا من أجل دولة حديثة مستقرة في العراق تستند الى القانون ومؤسسات المجتمع المدني , ويتم فيها تداول للسلطة , وإذا كانت امريكا تامل من هذا النموذج الديمقراطي أن يكون خادما لإمتيازاتها واستثمار رأس مالها ومال شريكتها الصهيونية , فإن العمل على قطع هذا الطريق يتم بدعم الحزب الشيوعي العراقي وغيره من القوى الذين يعملون لتعديل موازين القوى على الأرض كي تكو ن تلك اليمقراطية مقدمة لتنمية اقتصادية وشعبية عامة تكون لمصلحة المجتمع ككل
أين وجه الخطأ اذا التقى الشرق والغرب في العراق على قاعدة حقوق الإنسان ولخدمة الجنس البشري ككل ؟ . أين الخلل اذا عملنا من أجل أن يكون العراق بوابة جديدة لأنظمة عربية واسلامية جديدة تستمد قوتها من شعوبها ؟
أم ان هؤلاء يفضلون العودة الى أنظمة شمولية على شاكلة نظام صدام حسين يقف فيها الشعب صفا واحدا يناضل ضد الامبرياليةوالصهيونية, هل يعلم هؤلاء بأنهم بذلك يؤمنون انتقالا هادئا لما تبقى من جمهوريات عربية الى أنظمة تحكم بالوراثة مثل بقية الاشقاء العرب , أليس هذا ما يريده حسني مبارك في مصر الذي يهيئ ابنه لخلافته ومعمر القذافي في ليبيا وعلي عبد الله صالح في اليمن الذي احتل ابنه مركزا جديدا في الدولة اليمنية
ايهما أفضل أنظمة تقف صفا واحدا خلف القائد الملهم تناضل بالشعارات ضد الامبريالية والصهيونية وتقمع شعوبها بحجة خطر العامل الخارجي, أم انظمة تعتمد فصل السلطات وتداول السلطة ولا مكان فيها لزعيم خالد ؟؟



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترخيص بحمل السلاح مرتين
- سأضرب في هذا المقال عصفورين بحجر واحد
- هل هذا المال حلال أم حرام ؟
- مهيار وحيدا على قارعة الطريق - قصة قصيرة مهداة الى الصديق أك ...
- متى نتحول نحن السوريين من رعايا إلى مواطنين ؟
- من الذي أتى بالدب الأمريكي إلى كرم العراق ؟؟ ومن الذي يقوده ...
- الهم بارك وزد في شهادات البعثيين السوريين القدامى
- دفاعا عن المعارضة السورية
- لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟!م
- السياسة والأفيون
- تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بل ...
- مدرسة الواقعية الاشتراكية وتجليها في - داغستان بلدي -
- القيادة الفلسطينية لا ترقى الى مستوى نضالات شعبها
- عن أي تحديث وتطوير يتكلمون ؟؟!!
- لماذا تحول العقل البشري من نعمة للإنسان الى نقمة عليه ؟؟!!
- رابطة العمل الشيوعي في سوريا - عرض – تحليل - نقد
- قراءة ثانية في كتاب صدام الحضارلت
- التروتسكية والستالينية داخل سوريا في خندق واحد ضد الامبريالي ...
- حزب لكل الطبقات الاجتماعية أ م حزب لطبقة بعينها ؟؟
- نحو حزب شيوعي سوري من طراز جديد


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - الاسلام والبلشفية مصدران للاصولية في العراق الجريح