أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الانتخابات العراقية والدرس الإقليمي المستدام!















المزيد.....

الانتخابات العراقية والدرس الإقليمي المستدام!


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن التجربة العراقية لازالت بحاجة على درس وتمحيص، كما أنها بحاجة أكثر إلى تعلم بالتجربة العملية، علاقة نظرياتنا بالواقع المتحرك. لقد قام العراقيون ولأول مرة بالانتخاب كمواطنين بالمعنى النسبي للعبارة، وهذه قضية على غاية من الأهمية، ولو أن الدستور العراقي، يعيد صلاحية مبدأ المواطنة منقوصا، لأنه جزأ وحدته السيادية، فالمواطن في كوردستان، لا ينتخب من أجل برنامج عراقي، تماما كالمواطن في الجنوب وفي الوسط، فالبرامج السياسية الانتخابية المطروحة، وإن كان فيها تصورا لعراق الغد، ولكنها برامج وضعتها، كتل سياسية ساهمت إلى حد كبير في تعثر التجربة العراقية، ودفع مزيد من الدم العراقي. لا يوجد بين الكتل الرئيسية جديد، سوى ملمح لحركة التغيير الكوردستانية بزعامة أنوسيروان المنشقة عن حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال الطالباني. أما ما تبقى من الكتل فهي ذات الكتل التي وافقت على دستور ينهي أي دور للدولة العراقية، ويعطي كل الوزن للتعبيرات السياسية عن دسترة الجهويات العمودية الكبرى في المجتمع العراقي، شيعة وسنة وكورد، وباقي الأقليات جاءت ملحقة بهذه الجهويات الكبرى وكجهويات صغرى، المسيحيون بطوائفهم الصائبة الفيلية اليزيدية..الخ
لقد ساد العراق لأكثر من ثلاثة عقود نظام ديكتاتوري وتسلطي ولم يكن يعترف بأي حضور اجتماعي خارجه، فمابالك سياسي؟ وهذا ما راكم قهرا مزمنا لذوات دينية وأثنية وطائفية، كان يحتاج لمن يرفع الغطاء عنه، فجاء الغزو الأميركي ورفع الغطاء بطريقة ارتجالية واجتثاثية. فظهرت العصبيات دون روادع وطنية، سواء عند التنظيمات الشيعية وخاصة الموالية لإيران لكي تستولي على السلطة أو غيرها، وواجهتها العصبية السنية، التي ساهمت بإدخال القاعدة والتنظيمات الجهادية المدعومة من إيران ونظام الحكم في سورية، ومن يقف بصفهما في المنظومة الإقليمية المتبعثرة أصلا. وأصبحت العصبيات الدينية والطائفية مسيطرة بوجود القوة الأمريكية، إلى جانب كل هذا خاض التحالف الكوردستاني نضالا مريرا، من أجل التعامل مع باقي العراقيين ككتل دينية، ورفع الصفة العربية عنها، وهذا ما تكرس دستوريا، وساهم إيرانيا أيضا، باستمرار القتال بضرواة من أجل بقاء العراق ثلاث كتل رئيسية" سنة وشيعة وكورد، كان من الصعب على التحالف الكوردستاني أن يقبل بكتلة أكثرية عربية أي بمواجهة كتل سياسية ما فوق دينية وطائفية، أي كتلة سياسية قومية- كعرب- ويصبح الأمر أقرب لتكريس دولة- أمة ذات سيادة مركزية موحدة. وهنا كي توضع الأمور في نصابها" الموضوع ليس مؤامرت، بل فوى تتقاتل وتتنازع على الأرض، دون ازدواجية، فالتحالف الكوردي رفض رفضا قاطعا، التعامل مع بقية العراقيين كعرب، لأن قسم من كتلهم السياسية رفض ولازال يرفض ذلك أيضا، وبالتالي رفض اعتبار العراق دولة عربية بحكم الأكثرية العربية. كان التحالف واضحا جدا في صراعه من أجل هذه النقطة، والذي لم يكن واضحا هم الطرف المقابل، من شيعة وسنة. ولنلاحظ أن هنالك دعاية مزيفة يمارسها بعض اتباع السلطات العربية" ان هنالك فسم كبير من الشيعة هم قادمون من إيران" وهذا وإن كان صحيحا إلا أنه لا يلغي الأكثرية العربية في العراق. وقبل أن انتقل لنقطة أخرى أقول أن الدرس الإقليمي العربي – الإيراني درس واضح" لا أمل لنا كشعوب في أن نعيش ديمقراطية طبيعية كبقية شعوب العالم، داءنا ودواؤنا هو الاستبداد المزمن" هذا درس أول. والدرس الأعمق هو أن الديكتاتوريات المزمنة في العالم العربي نتيجتها إن لم تتحول سلميا نحو الديمقراطية، هي" انقسامات جهوية في مجتمعاتها، فالصومال لم يكن منقسم دينيا أو أثنيا، وشمال السودان أيضا كذلك، ونزاع الصحراء الغربية، واليمن بين شماله وجنوبه...." وهذا درس لا تكرسه ثقافة، ولا طبيعة شعوب، وفق نظرة استشراقية أو خلاف ذلك، بل تكرسه جملة من المصالح بات لديها قوى مخيفة لتأبيد الاستبداد في الشرق الأوسط.
بقي ملاحظة هنا" أن ما أوردناه بشأن التحالف الكوردستاني هو من حقه كقوى تريد البقاء في العراق، أن تعمل من أجل أن يكون لها أكبر حصة في السلطة والسيادة والثروة، فهذه ليست شتيمة، بل توصيف واقع" بتنا نخاف من الأشقاء والأصدقاء الأكراد، لأنه كلما ذكرت كلمة عربي، يتحسسون. أما تستطيع أن تقول كوردي وكوردستاني، وكأن النظام السياسي في سورية والعراق من قبل كان نظاما تمثيليا للأكثريات العربية! وهي انتخبته على برنامج يقضي باضطهاد الكورد! فهل الأكثرية العربية في العراق هي من انتخبت الرئيس الراحل صدام حسين، أو الأكثرية العربية في سورية هي من انتخبت الرئيس الراحل حافظ الأسد؟
وبالعودة إلى الانتخابات العراقية الأخيرة، هنالك درس بدا واضحا ومهما كانت التوصيفات الأديولوجية المعادية للحرية، أن الشعوب لا تتعلم الديمقراطية ولا تعي ذاتها كمجموعة مواطنيين إلا في ظل الحرية العامة والفردية. هذا درس تخافه نظم المنطقة وتحاول وستحاول إجهاضه كلما استطاعت إلى ذلك سبيلا، سواء بالقوة أو عبر منابرها الثقافية والإعلامية، ولكن الشعب العراقي بكل أطيافه، فد أعطى درسا حتى ولو كان صغيرا وغير كاف " أن شعوبنا تستطيع تعلم الحرية والعيش فيها في ظل دولة قانون ومؤسسات وحقوق إنسان" غيركاف لأن المخاطر الإقليمية والدولية، لازالت محيقة ومحيطة بهذه التجربة الواعدة ديمقراطيا.
ثم نقطة أخرى حدثت في هذه الانتخابات" أن الشيعة والسنة تبعثروا في كتل سياسية رئيسية ثلاث، كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والقائمة العراقية بزعامة إياد علاوي وكتلة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم، ولم يكن في هذه الانتخابات كتلة سنية ذات وزن، وهذا أمر ربما يكون ذو بداية إيجابية، على المستوى الديمقراطي"
ولكن لفت انتباهي تصريح للسيد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي، هذا اليوم13.03.2010 لقناة العربية، حيث قال" أن الكتل الخمس الأساسية التي خاضت ثلاثة انتخابات في العراق هى التي ستكون وتشكل الحكومة المقبلة. وقال زيباري: "هذا لا يعني إهمال الآخرين أو عدم الاعتراف بالاستحقاق الانتخابي لأي جهة وممكن مشاركة القوائم الأخرى أيضاً مثل جبهة "التوافق" أي السنة العرب لأن تمثلهم في الدولة وفي الحكومة ضروري والقائمة العراقية "بزعامة إياد علاوي"
هذا التصريح يستدعي سؤالا على المنوال اللبناني"إذا كانت كل الكتل ستمثل في الحكومة العتيدة المقبلة، فلماذا جرت الانتخابات إذا؟ هنا تبدو معضلة الدولة العراقية التي يسعد بها النظام الإقليمي وقسم من الكتل السياسية العراقية، لأنه وضع قابل للتفجير في أية لحظة، وقابل للنقض الكتلوي السياسوي العراقي أيضا في أي ظرف سياسي، وهذا ما يجعل مكتسبات المواطن العراقي من هذه الحرية صغيرة، وغير ثابتة ولا حتى قابلة لتراكم الحرية في وعيه وممارسته لحقوقه.
يتبع.....
غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كما النوروز تعتقل تهامة ورغد وفداء. إلى الطفلة طل الملوحي.
- روح الأمة دولتها وروح الدولة اجتماعها. لذة السلطة.
- ل...ماري تجمع كل الأسماء..
- تحرر المرأة ثقافة الرجل.
- السلطة والمعرفة سوريا
- ليس لي بالماضي أو الحاضر أية ضمانة.
- ليس دفاعا عن جورج بوش!
- الحوار مع ياسين الحاج صالح 2
- الحوار مع ياسين الحاج صالح.
- بين إيران وامريكا؟
- مراجعة أم تقرير؟ رد على الكاتب محمد سيد رصاص.
- اعتقال د. تهامة معروف، طرفة أم استهتار؟
- العلاقة السورية الإسرائيلية.
- العلاقات الفرنسية السورية
- المسألة الكردية- استمرار الحوار3. مع الصديق زيور العمر.
- المسألة الكردية مرة أخرى- تساؤلات.
- تركيا بين منطقين.
- سورية أمنا...جميعا. إلى A-Nأطيح بكل ولاءتي...ولكن لماذا؟
- لماذا مصر؟ الحدث القبطي.
- المسألة الكردية في سورية- تساؤلات.


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الانتخابات العراقية والدرس الإقليمي المستدام!