أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - النظام الديكتاتوري , وإعدام التاريخ والرأي الاّخر - حلم التحدي ؟- 14















المزيد.....

النظام الديكتاتوري , وإعدام التاريخ والرأي الاّخر - حلم التحدي ؟- 14


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 15:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد استراحتنا القصيرة في ربوع الوطن , وبعد فشلنا في زيارة من بقي حياً من الرفاق والأصدقاء والأقارب في الداخل لسببين :
- لأن عسس السلطان في كل مكان والناشطون الوطنيون الديمقراطيون وأصحاب الرأي حتى لوكان نشاطهم منذ ربع قرن مضى وأكثر موضوعون رهائن تحت الرقابة الدائمة في الداخل الحزين , هكذا فهم نظام ( الفوبيا الأسدية ) منذ عهد --- المغفور له المملوك الأب حتى اليوم ----هكذا فهم التنمية المستدامة بأنها رقابة مستدامة على تنفس أحرار سورية وتفسير مخابراتي لكل كلمة تصدر عنهم أمنياً...

والسبب الثاني : هدر دمنا منذ أمد بعيد لكن لاأعلم حتى الاّن كيف بقينا على قيد الحياة ؟؟ يمكن هذا القول يثير الإستغراب لدى القراء الكرام .. ؟ لا .. لكنها الحقيقة التي أسجلها لأول مرة .. لقد سمعهم أستاذنا المرحوم – ( د. مصطفى البارودي ) بنفسه يوم نفذنا أول إضراب للمحامين في سورية بتاريخ 31 اّذار 1980 واعتقلنا من باب القصر العدلي أو قصر العدل بدمشق وكنا ستة مخربين فقط يومها هم السادة : ( هيثم المالح – ميشيل عربش – عدنان عرابي—موفق الكزبري -- جريس الهامس وأستاذنا في كلية الحقوق مصطفى البارودي شقيق شهيد معركة الإستقلال عام 1945 الطبيب مسلم البارودي ) حملونا بشاحنة الشرطة بعد وضع القيود يأيدينا كالمجرمين إلى سجن الشيخ حسن – بدمشق ومنه إلى الشعبة السياسية في مدخل حي الشيخ محيي الدين ,,

وضعت أنا وعدنان عرابي وهيثم المالح وميشيل عربش وموفق الكزبري في زنزانات تحت الأرض , وبقي الدكتور البارودي في مكتب رئيس الشعبة ( العقيد محمد الزعبي ) الذي كان تلميذه في كلية الحقوق فخجل من وضعه في الزنزانة مثلنا ... كماعلمنا فيما بعد ... وأثناء وجوده في المكتب سمع مكالمة من أحد رؤوس النظام مع رئيس الشعبة يقول له فيها المسؤول الكبير حرفياً : ( ألم نقل لكم هؤلاء – مو لازم يبقوا طيبين – ليش ما خلصتونا منهم وخصوصاً .. وذكر إسمي بالذات ..؟ حرفياً ...

كانت نقابة المحامين المنتخبة ديمقراطياً لاتزال بجرأتها وحيويتها يومها , هددت باستمرار الإضراب إذا لم يطلق سراحنا .. واستنجدت باتحاد المحامين العرب الذي كان على رأسه فارسين متعاطفين مع حرية وحقوق الشعب السوري هما الأستاذان : أحمد الخواجةمن نقابة مصر وفاروق أبو عيسى من نقابة السودان ..أستنكرا فوراً إعتقالنا واتصلا بالمنظمات الدولية للمحامين وحقوق الإنسان .. أسقط في يدهم وأطلقوا سراحنا فوراً قبل منتصف الليل بقليل ,," هل علمتم لماذا أخشى على حياة هيثم المالح بين أيدي أوائك القتلة الذين لم يفرّخوا منذ ثلاثين عاماً ونيف من مدجنتهم البوليسية سوى لصوصاً وقتلة .."
........
بعد خروجنا دعاني الدكتور البارودي للذهاب معه ليخبرني ما سمعه ورجاني عدم العودة للمنزل وتكفل هو بإعلام عائلتي ....وهكذا كان قبل أيام قليلة من الإعتقالات الشاملة وحل النقابة بأيام قليلة ...
استعدت ذلك الشريط المؤلم والناصع معاً من نضال شعبنا ونقابتنا العتيدة ضد هذا الطاغوت الهمجي الطائفي الذي شردنا و حرمنا وطننا ورفاقنا وأهلنا منذ ثلاثين عاماً ونيف ,,
.......
المهم لم يبق أمامي سوى التخفي و زيارة أضرحة الوطنيين والمناضلين الأحباء الذين إفتقدناهم , وافتقدهم الوطن ,., طفت متخفياً أحمل سلة بائع زهور في عيد الحب لأضع وردة على كل ضريح مع التحية والإنحناء بخشوع أمام كل من الأحباء الذين افتقدناهم مع حفظ الألقاب وهم كثر لكن صديقين قديمين مثلي التقيتهما بالصدفة في حديقة الأرسوزي ... لم يعرفاني إلا بعد عناء ولم يصدق مصعب وسعيد أن أهبط بالمظلة هكذا لكنهما حملا عكازتيهما وتبعاني لندردش قليلأ حول عناوين الأضرحة كان مصعب أنشطهما لأنه إبن حماة كما عهدته أصيل لم يتغيرقادني إلى ضريح أبويوسف وأبو أسامة وأبومحمود في سفح الجبل وغيرهم .من االأحبة الذين رحلوا ...
كما قادني سعيد بسيارته الهرمة وقد تركت هموم وماّسي العقود الخمسة التي مرت على حكم العسكر اّثارها اللئيمة على وجهه الجميل - الذي كان يجذب الكثير من فراشات دمشق المزركشة في شبابه --, وانحناءته وعلى سيارته حتى بدا بها مع شيخ ولحية صغيرة ونظارات عصملية قاتمة اللون كأنه قادم من عالم اّخر لمساعدتي مجازفاً متحدياً إرهاباً نازياً عمره أربعة عقود وثلاث سنين بالتمام . يخيم على الشام رافقني ضاحكاً لأضرحة الأهل والأصدقاء في صيدنايا دون أن ننسى ضريح شيخ المناضلين ( أبوخليل ).... ومنها لأضرحة دمشق للأحبة : نصوح ومصباح وميشيل وأسعد وتيسيرومنذر والشقيقين إيليا ,, وويلسن ويوسف وفارس وفائز وأحمد والشاغوري وبجانبه منذر وجورج الأعرج وأم المناضلين وطارق النول ويوسف والنقابة أيضاً وغيرهم القائمة طويلة طويلة دون أن أنسى وضع وردة في شق صخرة عند مدخل قلعة دمشق لذكرى الشهداء الذين أعدمهم الطاغية فيها يوم كا نت سجناً عام 1975 وأخفى جثثهم عن أهلهم ...... ولم يذبل الورد حتى اّخر وردة ....
وكما كانت تقول أمي كلما ودعتها في سفرة بعيدة ( الله يبعد عنك الظلاّم وأولاد الحرام --- الله يعميهم عنك ) ...لاأعلم هل أعماهم الله حقاً لأشكره ؟ , أم أعماهم المال والمسروقات والجواري المحليات والمستوردات ؟؟ أم أعماهم شر أعمالهم وخياناتهم ؟؟ أم أعمتهم فيلة كسرى ومرزباناتها الهرمزية لا أدري ...... ؟؟؟. المهم أنني عدت سالماً وصدق دعاء أمي ...؟...
أيقظتني العزيزة أم حنين صباحاً على هديل طيور النورس البيضاء والرمادية التي تملأ الفضاء دعابةً وصخباُ حول منزلنا هذه الطيور الوفية الحبيبة التي تشارك أهل حينا في لاهاي طعامهم وأحلامهم كل صباح ... وكم كنا نحملها رسائلنا السرية والعلنية إلى الوطن وأطراف المعمورة لكل الرفاق والأصدقاء المحبين من سواحل بحر البلطيق في الماضي ومن سواحل بحر الشمال اليوم ,,, هكذا أصبحنا كما تقول زوجتي العزيزة نعيش في النهار في هولاندا وأثناء النوم بين ربوع الوطن الحبيب ....

بدا الإرهاق والتعب على وجهي صباحاً قبل أن أحتسي قهوة الصباح وأستمع لبرنامج قالت الصحف الصباحي من التلفاز لذلك قررت ان أبوح لكم بما فعلت في رحلتي السرية الليلية ؟؟؟.... أليس من حقنا ان نحلم بالوطن الذي يسكننا , بعد أن حرمنا الطاغوت وحرم اولادنا منه منذ ثلاثين عاماً.. أليس من حقنا أن نستعيده من الغاصب الصهيوني والفارسي – القرداحي المدبلج بكل الوسائل..؟؟؟ أليس من حقنا زيارة أضرحة الأحبة الذين رحلوا عنا ولم نودعهم بكلمة أو بباقة ورد , وخصوصاً المناضلين والمناضلات الذين وهبوا حياتهم لبناء وطن سعيد ؟؟؟,, أليس من حقنا أن نعمل مع المناضلين الصادقين المجربين ونطا لب دوماً بفرز الثعالب والمنافقين عن المناضلين الصادقين في صفوف المعارضة وتطهير سا حتها من الألغام التي زرعها الطاغوت بين صفوفها ,, وتطهير جسدها من البثور السامة ؟؟؟
...........
لذلك قررت متابعة حلقات " النظام الديكتاتوري " الفاشي وما فعله في أرضنا وشعبنا المظلوم في سورية ولبنان بعد انتهائنا من نكبة أرض الكنانة بهذا النظام .. تحت نفس الشعارات القومية الكاذبة ...
كما أعد الأصدقاء والصديقات الذين ألحوا على ضرورة توثيق هذه الحلقات في كتاب , منتظر بالإضافة لكل ماصدر – القليل - حتى الاّن ..., أعدهم بتحقيق ذلك فور الإنجاز التام , أملاً أن يسهم الأصدقاء في الإنجاز بما لديهم من وثائق تنقصنا طبعاً نظراً لندرة المصادر- باستثناء مصادر المديح والتبجيل -- في نظام مصادرة الكلمة والرأي والحريات العامة .. وليتنا نرى إنتاجاً جماعياً لمعارضة جادة ومتواضعة ومنتجة يتبلور في إصدار مجلة أوصحيفة تمثل الصوت المعارض كله دعونا لإصدارها منذ عقود دون جدوى مع الأسف - دون تمييز عصبوي بعيداً عن عقلية العداوة السخيفة في المعسكر الواحد التي جسدتها الدكاكين الحزبية المتناحرة حول طبيعة الملائكة في بيزنطة والعدو يجلد ويقتل كل من جاء في طريقه دون رحمة ويطرق أبواب المدينة كلها ليدمر ماتبقى ...
لاهاي – 13 / 3



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة التناقض - القسم الثاني
- ملحمة التناقض
- هل هذا عفو عام , أم تطبيق عكسي للقانون ؟؟ أم هدية من كسرى ؟
- نداءإلى الضمير العالمي لإنقاذ حياة معتقلي الرأي والضمير في س ...
- طبول الحرب وأسطورة ال - سين - سين ؟؟
- النظام الديكتاتوري وإعدام التاريخ والرأي الاّخر ..؟ - 13
- النظام الديكتاتوري وإعدام التاريخ والرأي الاّخر ..؟؟ - 12
- النظام الديكتاتوري وإعدام التاريخ والرأي الاّخر ؟ - 11
- المناضل الوطني الأمين والإشتراكي العربي الصادق عبد الغني عيا ...
- لقد تشابه بقر الإستبداد والعبودية في اليمن وسورية وإيران ؟ - ...
- لقد تشابه بقر الإستبداد والعبودية في اليمن وسورية وإيران ..؟ ...
- مازلنا على الشاطئ الموجوع في سنوات الجمر..؟
- ذكريات مع الثورة الجزائرية ونضال الشعب الأردني , في عهد القل ...
- أمنيات صغيرة مشروعة للعام الجديد ..؟
- إلى أرض التين والنبيذ الحزين... في عيد السلام .؟
- القدس عروس عروبتكم , ودمشق عرينها .. وستبقى ..؟؟
- النظام الديكتاتوري وإعدام التاريخ . والرأي الاّخر .؟ --10
- ثمان شمعات مشعة في سماء الإعلام الحر الديمقراطي ..
- النظام الديكتاتوري ,, وإعدام التاريخ .. والرأي الاّخر ..؟ - ...
- نعم , نحن متطرفون .. أيها المعارضون المعتدلون ؟ مع شئ من الت ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - النظام الديكتاتوري , وإعدام التاريخ والرأي الاّخر - حلم التحدي ؟- 14