أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي سعد - قراءة في المشهد السياسي الشفاعمري














المزيد.....

قراءة في المشهد السياسي الشفاعمري


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الانتخابات المحلية التي شهدتها شفاعمرو في تشرين الثاني من عام 2008 محطة مفصلية هامة في تاريخ المدينة، فلقد كرست نتائجها واقعًا سياسيًا جديدًا لم نعرفه من قبل، ولعل أبرز ما أفرزته هذه الانتخابات هو الانتصار الساحق والمفاجئ الذي حققته قائمة "الفجر" وحصولها على أكبر عدد من الأصوات في أول معركة انتخابية تخوضها، لتكون القوة السياسية الأكبر في شفاعمرو وصاحبة النفوذ الأوسع في أروقة البلدية، ولا شك أن هذا الانتصار شكل نقطة تحول في مسار العمل البلدي الشفاعمري، والذي جاء فوز السيد ناهض خازم برئاسة البلدية ليعطيه المزيد من الدفع والقوة.

صعود "الفجر" ذات التوجهات الإسلامية الأصولية خلق حالة من الفزع والخوف على المصير في الشارعين الدرزي والمسيحي، وأصبح الشعور السائد في صفوفهما هو أن البلد متجه نحو الأسلمة وتشكيل مجلس بلدي تكون فيه الغلبة للفجر التي ستعمل على خرق "الصيغة الشفاعمرية" وتنفيذ مشروع أسلمة المدينة ومؤسساتها. ولقد أثبتت السنة ونيف الماضية صحة هذه الهواجس، حيث أمسكت "الفجر" بأهم مفاصل البلدية ولاسيما قسم المعارف ولجنة التعيينات وشرعت بتنفيذ المراحل الأولى لمشروعها الإسلامي، في ظل صمت وأحيانًا تواطؤ درزي- مسيحي وصل حد التصويت إلى جانب مرشح "الفجر" لتولي منصب مدير المركز الثقافي البلدي.

بروز "الفجر" كقوة أولى في الشارع الإسلامي أوجد حالة من التنافس بينها وبين قائمة "أبناء شفاعمرو الأفضل في الاتجاه الصحيح" التي يمثلها في المجلس البلدي الثنائي زياد الحاج وعلي الناطور، فبدلا من أن يطرح الأخيران بديلا للمشروع الفجراوي ويرفعا لواء "الاعتدال الإسلامي"، أخذا يتسابقان مع الفجر حول من هو "الأكثر إسلامًا" والأفضل تمثيلا لمصالح الطائفة الإسلامية. وفي اعتقادي إن هذا التوجه من قبل الحاج والناطور سيؤدي إلى انتهاء أجلهما السياسي، وذلك لأن الشارع الإسلامي سيختار في الانتخابات القادمة "النسخة الأصلية" التي هي "الفجر" وليس التقليد الذي يمثلانه.

إزاء هذا المشهد يبدو الشارعان المسيحي والدرزي مربكين وليس بمقدورهما المناورة لتحقيق بعض المكاسب هنا وهناك، فهناك حالة من الضعف تنتاب ممثلي الطائفتين المسيحية والدرزية في المجلس البلدي، ولم نلاحظ مبادرة علنية لمواجهة ما تقوم به "الفجر" من مخططات تهدف إلى ضرب النسيج الاجتماعي الشفاعمري. يشذ عن هذه القاعدة عضو البلدية عن قائمة "دروز شفاعمرو" السيد فرج خنيفس، الذي يحاول إعادة خلط الأوراق من جديد عن طريق العمل على تغيير تشكيلة الائتلاف والمعارضة تمهيدًا لاستبدال جريس حنا بعضو البلدية نسيم جروس في منصب القائم بأعمال رئيس البلدية، إلا أن هدف فرج خنيفس النهائي حسب تقديري هو الإطاحة بنائب الرئيس كمال شاهين ليحل مكانه الأمر الذي سيزيد من هامش مناورته وتحكمه بقواعد اللعبة السياسية الشفاعمرية، فهو يحسن اللعب على التناقضات ويعرف كيف يستثمر الأحداث والتطورات في صالحه، وهذا ما يجعل منه "الرقم الصعب" في المعادلة الشفاعمرية.

جبهة شفاعمرو الديمقراطية والتي علقت عليها آمال كبيرة في أن تكون "صمام أمان" لمدينتنا الغالية من خلال تواجدها في الائتلاف وإدارة البلدية، يظهر لي بأنها تركت الساحة للقوى الطائفية لتتصارع فيما بينها وهي تقف موقف المتفرج الذي لا حول له ولا قوة، ويبرز ذلك من خلال اهتمام كتلة الجبهة بأمور وقضايا غير سياسية مثل الثقافة والفنون والبيئة واحتفالات المئوية. إنني لا أقلل من أهمية العمل المميز الذي تقوم به الجبهة في المجالات المذكورة، لكن هذا لا يعفيها من الدور الأساس المناط بها والذي هو طرح الموقف السياسي العقلاني الذي يصب في مصلحة المدينة ومواطنيها. أما بالنسبة للتجمع الذي يجلس في صفوف المعارضة فالسمة البارزة لأدائه في البلدية هي إطلاق المزايدات الوطنجية الفارغة بحق إدارة البلدية والائتلاف.

ولا بد من كلمة بحق رئيس البلدية ناهض خازم الذي خاص الانتخابات على أساس برنامج عمل شهد أغلب المواطنين على عصريته وحداثة مضامينه، ووعدنا بتحقيق نقلة نوعية ونهضة حقيقية في كافة المجالات. لا شك أن هناك بعض ملامح للتغيير برزت من خلال زيادة الاهتمام بالرياضة والشباب وإعادة فتح المركز الثقافي وتشكيل المجلس النسائي وغيرها من الاستحداثات، إلا أن نقطة ضعف رئيس البلدية تكمن بعدم إدراكه الصحيح لطبيعة النسيج الاجتماعي الشفاعمري والتوازنات الطائفية القائمة في المدينة، فرغم حديثه المتكرر عن "وحدة أهالي شفاعمرو" إلا أن سياسة التعيينات التي يتبعها لا تصب في خانة "الوحدة الشفاعمرية" لأنها تقتصر على طائفة واحدة هي الطائفة الإسلامية، وكذلك المشاريع وأعمال الترميم نفذت حتى الآن في الأحياء الإسلامية فقط. هذا الأمر يخلق نوعًا من الاحتقان في الشارعين الدرزي والمسيحي ويؤدي إلى توتير العلاقات بين أبناء البلد الواحد.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الوطنية والمقاومة والإسلام السياسي
- لنجعل من احتفالات المئوية تظاهرة ثقافية مميزة
- لا بد من إرساء معادلة شفاعمرية جديدة
- الخلاف حول العطلة الأسبوعية هو نتاج لواقع طائفي مرير!
- حينما يتحول العنف إلى سلوك مبرر!!
- نحو تنشيط الحراك الثقافي الشفاعمري
- حول العلاقات المسيحية- الدرزية
- عن المسألة الطائفية مرة أخرى!
- في نقد اليسار الدرزي!
- نبني يسارًا جديدًا مع الجبهة
- الليبرمانية تشكل خطرًا على الديمقراطية الإسرائيلية!
- حمد عمار وخيانة الذات!
- ثقافة الحذاء!!
- نحو نهضة شفاعمرية حقيقية
- قائمة - دروز شفاعمرو- تستغل الدين لأهدافها السياسية !!
- الوحدة من أجل حشر قائمة -المستقبل- في الزاوية!
- لا مكان للمشاريع الأصولية الإسلامية في شفاعمرو!
- قائمة -مستقبلية- بمفعول رجعي !!
- ماذا بعد -إسقاط عرسان- ؟!
- الإسلام الأصولي والتدين الغوغائي!!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي سعد - قراءة في المشهد السياسي الشفاعمري