أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - العراق ما بعد الأنتخابات ..















المزيد.....

العراق ما بعد الأنتخابات ..


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتبع لما نشر في حلقات ( العراق ما قبل الأنتخابات ) المنشورة في 21 و22 و23 / 02 / 2010 ’ وكما اكدت ’ انها مجرد وجهـات نظر وفي الحالـة العراقيـة الراهنـة ’ تبقى مرتبكـة غير واثقـة لكنها كما يقول المثل " حجارة اعمى وطاحت بأرنب "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس بالأمكان القول ’ ان نظام التحاصص والتوافقات وما ترتب عليـه مـن مازق عراقي ومآساة اجتماعيـة شاملـة ’ سيتعرض بعد الأنتخابات القادمـة الى هزيمـة ستكون فيها نهايتـه ’ فلا زالت بعض القوى التي لا ترغب مغادرة مواقعها على قمـة السلطـة والثروات والتي تتظاهر احياناً بالأنتماء الوطني والألتزام بمباديء التحرر والديموقراطية استغفالاً للجماهير’ سوف ترفع رايته ثانيـة وتحتال على الواقع العراقي من اجل الحفاظ على جوهره ’ لكنها ليس بمستوى التأثير السابق ’ حيث الى جانب مشاريعها الطائفيـة والعرقيـة ’ يتبلور الآن وينضج المشروع الوطني العراقي المدعوم جماهيرياً والذي سيتشكل مـن بعض القوى ذات الهويـة الوطنيـة كأئتلاف دولة القانون وقائمـة اتحاد الشعب وبعض الشخصيات الوطنيـة المستقلـة في مناطق الجنوب وبغداد ومدينـة الثورة الى جانب بعض القوى الكوردستانيـة كقائمـة التغيير وبعض الشخصيات مـن داخل كتلة التحالف الكوردستاني ’ في مثل تلك الحالـة ستكون التحالفات القادمـة توافقيـة المظهر لكنها ذات هوية وطنية وسيتعرض نهـج التحاصصات والتوافقات والمشاركات الفوقية في تقاسم الأسلاب الى هزائم جدية’ حيث سوف لن تتكرر ظاهرة الرئآسات ذات الأضلاع الثلاثة المكلفـة ’ بعكسـه سيكون لكل رئيس نائبـه دون ان يتمتع بحق الفيتو ’ انـه منصب استشاري او ينوب في حالات السفر والمرض اوالموت حتى ينتخب بديلـه ’ وفي هذه الحالـة سوف لن يكون حكراً لهذه الطائفـة او تلك القوميـة ’ بل ستلعب الكفاءة والنزاهـة والحياديـة دوراً ’ وحتى في حالـة التوافق’ فسيكون الأمر بين الكتل وليس بين الطوائف والقوميات’ فلا يمكن للقائمة التي سترشحه كامل الحرية لفرضه على الأخرين’لأن الرأي العام سيكون حاضراً مؤثراً في تلك الأمور’ وهذا سيشمل جميع الوزارات السياديـة والخدميـة ’ اما اذا حدث غير ذلك ــ وهذا لا نتوقعه ــ سيكون انقلاباً اسوداً وردة كريهة ستدمر حلم الناس وأملهم في مستقبلهم مما سيجعل للشارع العراقي كلمته التي لا تكتفي بأستجداء الحقوق هذه المرة لأن الوعي العراقي قد تجاوز فترة نقاهتـه .
ان التراجـع الـذي سيكون كبيراً في رصيد نظـام التحاصص والتوافقات سيسحب مـن يـد المشروعين الطائفي والعرقي الكثير مـن اوراق المناورة وستحجم وتجمد الكثير من المكاسب التي حصل عليها البعض عبر كتابـة الدستور وبعض التشريعات وستحل جميع الأشكالات داخل المجتمع العراقي ضمن اطارها الوطني .
صحيح ان تعديل الدستور سيواجه صعوبات كثيرة ’ حيث سوف لن تتراجع القوى التي تشكل بعض مواد الدستور مكاسباً قومية طائفية لهـا بسهولة’ خاصة اذا ما استعملت فيتو المحافظات الثلاث ’ لكن البرلمان القادم سيبتلع الكثير مـن اوراق ضغوطاتها وترويضها وسحبها الى طاولة التوافقات ذات الأبعاد الوطنيـة .
التحالفات القادمـة ستاخذ في بداياتها الحذروالحيطـة وكذلك الأبتزازات والمساومات غير الموفقـة دائماً ’ لكنها ستتخذ منحاً سيفاجيء الكثيرين حيث ستلعب حكومـة المركز التي ستمثل بدايات المشروع الوطني والطفرة النوعيـة والكميـة في الأقتصاد العراقي والتحسن الأمني والخدمي ومختلف التحولات التي ستكون هائلة على اصعدة الأقتصاد والثقافة الوطنية والرفاهية الشاملة دوراً كبيراً في تعزيز الثقـة بين مكونات الشعب العراقي وتتجاوز الكثير مـن الأسباب التي يستغلها البعض لتأجيج نوازع الكراهيـة والأحقاد والأتجار بتضخيم مصادر الخوف من الآخر وتمتص الكثير مـن سؤ الفهم وافتعال الأشكالات وتعيد للثقـة مكانتها في قلوب المكونات .
في اعتقادي ان اغلب النخب الكوردستانية ’ سياسية وثقافية ستقتنع ’ ان حلول القضيـة الكوردية ستجد ارضيتهـا داخـل الأطار الوطني بعـد دمقرطـة المجتمع الكوردستاني ضمن عـراق ديموقراطي ’ وتقتنع ايضاً ’ ان الحل الأمثل يجب ان يكون على طاولـة الجماهير المليونيـة ــ صاحبـة المصلحـة بالسلم الأجتماعي والتقدم ــ عربيـة كانت ام كورديـة وتركمانيـة ومكونات اخرى وليس على طاولـة النخب ذات التوجهات والأيديولوجيات القوميـة والطائفيـة المتزمتـة ’ انها ستبحث عن القوى الخيرة داخل المجتمع العراقي المتغير لتجد في وعيها ومرونتها الحلول الأنجع والأكثر سلاسـة وثباتاً وموضوعيـة في التعامل مع الحقوق المشروعـة للشعب الكوردي وتفهماً واعياً للحقيقـة القوميـة للأمـة الكوردستانيـة بشكل عام ’ وكذلك خصوصيات المكونات العراقيـة الأخرى ’ واتوقع لممثلي الشعب الكوردي خاصـة على صعيدي السياسة والثقافـة ’ ان يبحثوا عن حلفاء امناء في مرحلة ما بعـد الأنتخابات من بين صفوف المشروع الوطني العراقي ممثلاً بأئتلاف دولـة القانون والقوى والأطراف والشخصيات الوطنيـة لتتحـد معها في ائتلاف حكومي وطني يعيد صياغة الحالـة العراقيـة بمجملها عبر تشكيل حكومـة وطنيـة منسجمـة كفؤة قادرة على تحقيق الأهداف الوطنيـة والأنسانيـة المشتركـة لجميع المكونات العراقيـة .
في اعتقادي ايضاً ’ ان الأئتلاف الوطني العراقي سينقسم من داخلـه وسيكون المجلس الأسلامي الأعلى ( السيد عمار الحكيم ) وبعض الشخصيات المستقلـة فيـه ’ هي الأقرب الى المشروع الوطني العراقي وستجد ائتلاف دولة القانون والقائمة الكوردستانية وقائمة التغيير واتحاد الشعب وبعض الأطراف والشخصيات الوطنيـة المستقلـة ’ هي حليفها المستقبلي لأعادة بناء الدولـة والمجتمع على اسس مدنيـة وطنيـة سليمـة ’ ولا استبعد ان هناك اطراف لا تستطيع التخلص من طائفيتها وعنصريتها وتبعيتها ’ ستقف مدعومـة بقوى خارجيـة بوجـه المشروع الوطني العراقي مـن داخل البرلمان وخارجـه وستمارس دورها كمعارضـة ذات تصرفات وسلوكيات مؤذيـة في اغلبهـا ’ ولا نستبعد ايضاً ’ ان الكثير مـن القوى المؤثرة سلبـاً ومنها فلول البعث والبعض من قطعان ما يسمى بالمقاومة (الشريفة !!! ) ’ ستصبح وجهاً لوجه امام الحقيقـة ’ كون العراق ورغم كل الأذى الذي سببته له ’ قـد تجاوز ازمته معها ومن العبث محاولة ايقاف تقدمـه او مجرد العودة خطوة الى الوراء ’ وستستسلم اغلب قواها الى الواقع العراقي الجديد بعد ان يأخذ الأحباط مأخذه منها ’ كذلك فالعراق الذي سيتشكل على المدى المنظور قوة اقتصادية وعسكرية ونقطـة تحول ديموقراطي على عموم المنطقة ’ سيجد الأحترام والدعم الكبير مـن الدول الكبرى وخاصـة الأوربيـة والولايات المتحدة الأمريكية بحكم تداخل المصالح والمنافع المتبادلـة وسيصبح بمكانتـه الدوليـة والأقليميـة قادر على تأديب ـــ اقتصادياً ومنافعـاً ـــ بعض الدول الشريرة التي تتدخل الآن في شؤونـه وخاصة من دول الجوار ويرغمها على احترام سيادتـه وامنـه واستقراره عبر تجفيف منابع بقايا النظام البعثي المقبور والأرهابيين والتكفيريين على اراضيها ’ بهذا والى جانب تلاحم صفوف القوى الخيرة في الداخل العراقي ’ ستطوى صفحـة البعث والبعثيين وجميع الأرهابيين والمرتزقـة والوكلاء وتصبح تاريخـاً لا تستسيغه الذاكرة العراقية تماماً كما عليه الآن في حال النازية في المانيا والفاشية في ايطاليا .
جميع القوى والأئتلافات يمكن الحدس حـول ميولها وبوصلـة اتجاههـا بعد العمليـة الأنتخابيـة بأستثناء ائتلاف وحدة العراق ــ البولاني ــ فلا استطيع ــ بالنسبـة لي شخصياً في الأقل ــ فهمها ومن يمولها وقربها او بعدها ايجاباً او سلباً من المشروع الوطني فكل شيء محتمل ’ بهذه الحالة تبقى مسئلة تماسكها من داخلها موضع شك ’ لأن جميع الأطراف سيؤثـر عليها الشارع العراقي الذي سيخرج عـن صمتـه بعـد الأنتخابات وأن وحـدة الكيانات ستتأثـر بالحراك الشعبي الـذي سيحدث خارجها وهذا هو الشيء الأهم والأكثر ايجابيـة في مرحلـة ما بعـد الأنتخابات ’ كما اني على ثقـة عاليـة ’ على ان القوى الكوردستانية ’ سوف لـن ترمي قضيـة شعبها في سلـة بعثيي الأمس كقائمة علاوي الهاشمي النجيفي ( العراقيـة )’ انها عملية انتحار سوف لـن يشارك فيهـا الشعب الكوردي .
قـد تستغرق عملية تشكيل حكومة ما بعد الأنتخابات وقتـاً ’ لكن ذلك سوف لن يكون سببـاً لتردي الأوضاع وتراجعها ’ خاصـة سيرافق الحالـة القادمـة تطورات كميـة ونوعيـة كبيرة في الحركـة الجماهيريـة العراقيـة وبشكل خاص منظمات المجتمع المدني المستقلـة ويتحول الشارع العراقي الى قوة ضاغطة لتقويم السلوك الحكومي والمسيرة السياسية للسنوات الأربعـة القادمة .
هناك اكثر من سبب يدعونا الى التفائل بحدوث تغييرات ايجابية هائلـة على الأصعدة الأقتصادية والأجتماعيـة والثقافيـة ’ واهمها التحولات النوعيـة على مستوى الوعي الجمعي الذي سيساعد الشارع العراقي على الخروج نهاءياً من حالـة الترقب السلبي الراهنـة ودخول العمليـة السياسية وتهذيبها مـن شوائب نظام التحاصص التوافقات والمشاركـة في فرهدة الحق العام ’ كذلك سوف لن تكتفي العمليـة الأنتخابيـة في 07 / 03 / 2010 بتكرار هذا او استبدالـه بذاك ’ انها مطاردة نشيطـة لكل اشكال المشاريع غير الوطنيـة ’ وسوف لن تتوقف انجازاتها في حدود اعادة بناء الدولـة المدنيـة على اسس القانون والعدل والمساواة بل ستأخذ بالعراق الديموقراطي الحر نهجاً وممارسـة حتى شواطيء انتخابات عام 2014 .
01 / 03 / 2010



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاوي : بقايا من ازمنة القهر ...
- العراق ما قبل الأنتخابات ( 3 )
- العراق ما قبل الأنتخابات ..
- العراق ما قبل وبعد الأنتخابات ...
- اعلان انتخابي ...
- خواطر بطران 2
- خواطر يطران...
- لا يعرف البعث الا ضحاياه ..
- 08 / شباط ... تحت عباءة العملية السياسية ...
- معسكر اشرف والأنتفاضة الأيرانية ...
- ثقافة الأجتثاث
- الحق والباطل على سطح المسائلة والعدالة ...
- الألتفاف على المشروع الوطني
- عراقيو الخارج : واجبات نافذة وحقوق مؤجلة ...
- المقاوم الشريف والمطلك غير الصدامي !!!
- كاكه حمه : خذ قلبي ...
- ثلاثي الأبتزاز البعثي ...
- الأختراقات البعثية : شر لا بد منه ...
- المأزق العراقي : صدفة ام حتمية ... ؟
- النظام الأيراني على طريق الهاوية ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - العراق ما بعد الأنتخابات ..