أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأختراقات البعثية : شر لا بد منه ...















المزيد.....

الأختراقات البعثية : شر لا بد منه ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نستذكر البعث ’ نشعر وكأننـا نتغرغر بفضلاتنا ’ مفردة كريهـة كالنازيـة والفاشيـة والتي لـم يكتمل اجتثاثها في المانيا وايطاليـا على امتداد اكثر مـن خمسـة وستون عاماً ’ فكيف سيكون الأمر في العراق الذي لم يمض على سقوطها فيـه اكثر من ستة اعوام فقط ’ انها خلايا خبيثـة تصاب بها المجتمعات’ اما خلايا البعث في الجسد العراقي’ فهي النموذج الأكثر سوءً من بينها .
حقق الشارع العراقي نجاحاً مقبولاً في اجتثاث الظاهرة البعثيـة فكراً وتنظيماً ’ واختفت معضم مظاهرهـا داخل صفوف الحركة الجماهيريـة ’ لكن قـد خذلته اطراف العملية السياسية ’ حيث اعادت للبعث عافيتـه بأمصال وضمادات المصالحـة الوطنيـة .
لا يعرف البعث الا مـن ذاق مرارتـه داخل المعتقلات والسجون واوكار التعذيب والتصفيات الجسديـة والفكريـة والسياسيـة ’ ان البعثيين مشوهين اخلاقياً واجتماعياً وعقائدياً ولا يوجد بينهم مـن هو ليس صدامياً او نظيف اليدين من دماء ضحايا العراقيين ’ فقط هناك من ارتكبت بحقهم جريمـة التبعيث الألزامي ويجب ان يتعامل معهـم المجتمع كضحايـا بعد تقديمهم الأعتذار عبر الممارسات الوطنيـة الصادقـة .
اخطر ما فـي البعث هي اجهزته المخابراتيـة والأستخباراتيـة ’ تلك التي تتمتع بأعلى قدرات التنظيم والكفاءة والسرية والمناورة وحرفـة الأختراق ’ فأضافـة الى تجاربها المحليـة اكتسبت الكثير مـن خبرات دول اوربا الشرقيـة والغربيـة وتدربت على اجهزتها .
قبل السقوط مباشرة اخفت اوأتلفت كل ما يتعلق بشبكاتها وعلاقاتها واختراقاتها ’ بعده تراجعت كأجهزة وخلايا شبـه نائمـة ’ وبعد ان امتصت هول الضربـة والأنهيار رفعت رأسها ورتبت اوضاعها واصدرت توجيهاتها وتعليماتها ومارست فعلها الدموي .
اجزم واثقاً ’ لا توجد منظمـة او حزب او تكتل وجبهـة او كيان قومي او ديني او مذهبي كان معارضاً سواءً داخل الوطن او خارجـه الا وتـم اختراقـه من قبل المخابرات والأستخبارات البعثيـة خاصـة على مستـوى القيادات والكوادر المهمـة ’ وهناك امثلـة كثيرة لا يتسع المقال لشرحها ’ وما امتلكـه البعث فيهـا ’ ابتداءً مـن الخطوط المائلـة وكتبـة التقارير وكمائن الغدر والمشاركـة بأرتكاب بعض الجرائم او التمهيد لهـا ’ تلك وكثير غيرها تشكل نقاط ضعف لا يمكن التخلص منها بسهولـة وسيستغلها البعث ويوظفها ادواراً مختلفـة متى اراد .
ليس الخطر في ان يعاد الى الخدمـة العسكريـة ضابط مسلكي مهما كانت رتبتـه ’ يكفي ان يراجع تاريخـه ويراقب ايداءه وسلوكـه ’ لكن الخطر القاتل يأتي مـن تلك الزمر والخلايا نصف النائمـة داخل المؤسسـة الحكوميـة واجهزتها الأمنيـة والأستخباراتيـة وقيادات فاعلـة تسللت الى صميم العمليـة السياسيـة ’ انها تتحكم بأمن المواطنين واستقرارهم وسلامـة وطنهم وتملك اوراقاً مؤثرة داخلياً واقليمياً ودولياً .
هل هناك من يستطيع ان يقنعنا ’ ان السيد وفيق السامرائي مديـر الأستخبارات العسكريـة في النظام البعثي السابق مثلاً وكثيرين غيره ’ ان التحاقه بالمعارضـة العراقيـة في الخارج لم يكن في حينه واجباً واختراقاً استخباراتياً مكلفاً بأيداءه من قبل حزب البعث ولا زال يمارسه بأشكال مختلفـة الى يومنا هذا ... ؟ ان سلوكـه الأخير يشير الى ذلك .
بعيداً عن التفصيلات ’ فهناك معلومات كثيرة منها على طاولـة الحكومـة يجب عدم تجاهلهـا ’ تشير الى ان الكثير من اجهزة النظام السابق ومنها الأمنية والأستخباراتيـة بشكل خاص ’ سلمت شبكاتها وخيوط علاقاتها الى بعض الواجهات البعثيـة الجديدة الفاعلـة داخل العمليـة السياسيـة ’ وقد تم اعادة الكثير مـن كوادرها الى المؤسسات الأمنيـة الحديثـة التكوين خاصـة اثناء ولايـة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ايـاد علاوي ’ ورغـم اجراءات التطهيـر الخجولـة ’ فأغلبهـا وأخطرها لا زالت في حمايـة وزارة الداخليـة المتمردة حد عصيان التوجيهات والأجراءات التي يتخذها القائد العام للقوات المسلحـة ’ انها حالـة انفلات امني مبرمجـة ’ وغطـاء لقوى الأختراق ان تحدد مكان وزمان عملياتها ’ انها تملك الآن المبادرة في اغتصاب امن المواطنين وسفك دمائهم اما التصريحات المضحكة والبليدة احياناً وخاصـة لوزير الداخليـة ’ فأنها اوهام انشائيـة وعنجهيات غير متماسكة لا تتعدى اهدافها ابعد من محاولة ترقيع حالة التدهورالأمني ومزايدات غبيـة للحصول على مكاسب انتخابيـة على حساب النزيف العراقي .
صحيح ان البعث كتنظيم وفكر ومرحلـة قد تجاوزه الواقع العراقي ولا يمكن للتاريخ ان يعيد نفسـه بتلك الصفاقة ’ وانه وفي افضل حالاته تحول الى زمر ومجاميع وفلول دمويـة تم استئجار اغلبها مـن قبل دول الجوار والعالم وبعض الكتل العاملـة في الساحـة العراقيـة ’ لكننا هنا بصدد مقدار الأذى وحجم الدمار الذي ستلحقه تلك الشلل بالشعب العراقي ووطنه’ وهـل بالأمكان تقليل حجـم الخسار ... ؟
هناك ثغرات يفتحها البعض عبر تصريحات غير مسؤولة وليس متزنة حول عودة البعثيين غير الصداميين وغير الملطخة اياديهم بدماء العراقيين ’ انها دعوات مدانة لتبرئة المجرمين ومحاولة غسل ماضيهـم القذر .
المبادرة المدعومـة شعبياً والتي اطلقها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بطرح ملف الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي على مجلس الأمن ودعوتـه لتشكيل محكمـة جنائيـة دوليـة للكشف عن المجرمين والمتورطين معهم محلياً واقليمياً ودولياً’ الى جانب النشاط الوطني المميز لوزير الخارجيـة العراقي السيد هوشيار زيباري ’ كانت كفيلـة بكشف جميع الملفات الخطيرة وفضح المتورطين فيها ومعاقبتهم وتحقيق مكاسباً امنية ملموسـة والحد مـن اندفاع عجلـة الموت والدمار اليومي ’ غير ان الأرادة البعثيـة وقوى الأختراقات من داخل العملية السياسية وخارجها تصدت لتلك المبادرة الوطنيـة وسدت الطريـق بوجههـا واجهضتهـا تقريباً ’ لكن ذات المبادرة ورغم تحجيمها قـد كشفت عـن حقائق مذهلـة جعلت الشعب العراقي يتحسس مكامن الأخطار التي تهدد حاضره ومستقبل اجياله وجعل الخيرين من داخل الحكومـة وخارجها يشخصون الثقوب التي تتسرب منها رياح المخاطر البعثيـة .
سؤال : ان البعثيين ورغم كل اختراقاتهم سيتسللون في الأنتخابات القادمـة على ظهر القائمـة الفلانيـة والأتحاد العلاني الى صميم العملية السياسية عبر مقاعد داخل السلطـة التشريعيـة ’ فهل مـن الحكمـة والقيم الوطنيـة والديموقراطيـة وحتى الأخلاقيـة ناهيك عن ادعاء الحرص على حاضر ومستقبل الناس وسلامة ووحدة وطنهم ’ السماح لتلك الزمر المجرمـة ان تجد لها غطـاء رسمياً وشرعيـة قانونية واعلامية تمهد لها ارتكاب المزيد مـن جرائم سفك دم العراقيين وتدمير وطنهم ... والى متى سيستمر العراق خردة على طاولـة قمار يتنافس عليها فرقاء السؤ...؟ .
صحيح ان الخيرين والوطنيين مـن داخل المؤسسة الحكومية مكبلين بقيود ديموقراطيـة ودستور نظام التحاصص والتوافقات ومحكومين بشروط المصالحات والمشاركات السياسيـة المفروضـة داخلياً واقليمياً ودولياً والتي استنزفت العراق كثيراً ’ لكن متى سيستعيدوا ثقتهم بأنفسهم وبشعبهم ويخلعـوا عنهم القيود العوائق ويتوجهـوا بثقة وايمان وأرادة نحو شعبهم لمصالحته ورفع المظالم المتراكمة عن ضحاياه ابتداءً مـن مجازر انقلاب 08 / شباط / 1963 الدموي وحتى يومنـا هـذا ويسمحوا للمخلصين مـن بنات وابناء الشهداء والمغيبين والمهجرين والمهاجرين ان يمارسوا دورهـم في تنظيف دوائر ومؤسسات الدولـة مـن المفسديـن والفاسديـن والمرتشيـن والمخربين بعثيين كانوا او غير بعثيين عبر احتلال مواقعهم ’ ومن ايتام المقابر الجماعية وضحايا الأرهاب البعثي ان يخلقوا جيلاً جديداً مـن ضباط وفنيين واختصاصيين ياخذ دوره داخل القوات المسلحة والشرطـة الوطنيـة والأجهزة الأمنيـة والأستخباراتيـة المهنيـة لتقطع الطريق على تسلل البعثيين والأرهابيين ووكلاء المخابرات الأقليمية والدولية ودفن احلامهم في المغامرات الأنقلابية بيضاء كانت ام حمراء’ كذلك اعطاء الفرصة عبر الدعم المادي والمعنوي للمخلصين من كتاب وفنانين وباحثين واعلاميين واكاديميين وكل رود المعرفـة والأبداع والتنوير بغيـة اخذ دورهم اللائق في اعادة احيـاء المشروع الوطني الأنساني للثقافة العراقية ’ واعادة اعمار ما دمره النظام البعثي المقبور في بنية القيـم والأخلاق والأعراف والتقاليـد الحميـدة والمثل الوطنيـة والأنسانيـة داخل المجتمع العراقي .... ؟
في جميع الحالات يبقى دور ومبادرة الجماهير المليونيـة الواعيـة حاسمـاً في تلك المواجهـة المصيريـة ’ وستكون صناديق الأقتراع للأنتخابات التشريعيـة في 07 / 03 / 2010 المواجهة الأكثر حسماً مـع قوى الظلام والردة ’ فأمام بصيرتها تعرت الوجوه وطفحت النوايا وانكشفت الأدوار .
البعثيون ولكثرة وبشاعـة جرائمهم ’ ليس لديهم خيار الا طريق الفوضى والخراب اما قاتل او مقتولاً ’ وسوف لن يكونوا طرفاً مقبولاً في المصالحـة الوطنيـة لأنهم غير واثقون مـن مستقبلهم اذا ما استقرت الأوضاع ويكون القانون سيداً وللجماهير كلمتها ’ ان مواجهتم مـع اهـل الضحايا قصاصاً لا يمكن ان يفلتوا منـها ’ وليس لدا الشعب خياراً غير المواجهة ودفع ضريبة فوضى الأختراقات البعثيـة مهما كانت مكلفـة ’ لأن الأمر يتعلق بمصير وطـن ومستقبل اجيال ’ وعلى حكومات الدورة والدورات الأنتخابية القادمة ان تختار طريق الأمة العراقية’ اما دعاة المصالحة وبشروطها البعثيـة محلياً واقليمياً وحتى دولياً ’ فستكشف الأيام القادمة عـن مفاجئآت دامغـة واختراقات مذهلة ’ وأن الصبر والثبات والعمل دائمـاً مفتاحاً للفـرج .
03 / 01 / 2010 .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأزق العراقي : صدفة ام حتمية ... ؟
- النظام الأيراني على طريق الهاوية ...
- ميلادك مبارك علينا سيدي عبد الكريم ..
- مجلس رئآسة لتفريخ الأزمات ...
- اما لهذا المجلس ان ينجلي ... ؟
- من يصنع الأيام السوداء ... ؟
- بين ضحايا البعث ... وحثالاته ...
- عيديه الكمر علباب
- انهم يبتلعون الديموقراطية ...
- استجواب في مجلس اللانزاهة ...
- ماذا ( لو ) ابتلع الأئتلاف ... الأئتلاف ... ؟
- البعثيون يلعبونها على المكشوف ..
- المصارحة والمصالحة بين مكونات المجتمع العراقي ...
- حركة الردة تستعرض عضلاتها في نادي الصيد ...
- العراقيون الى جانب مشروعهم الوطني ...
- تفجير برلماني وسط بغداد ...
- مليشيات التسقيط : بقايا من التراث البعثي ...
- نخشاكم سيدنا الرئيس ...
- البعث يتحرك في رحم العملية السياسية ...
- نظريات القائد في عراقية تقي صادق !!! ؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأختراقات البعثية : شر لا بد منه ...