أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - دانا جلال - المهمل والمنسي في محاكمة صدام














المزيد.....

المهمل والمنسي في محاكمة صدام


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:39
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لم تكشف لائحة الاتهامات الموجهة بحق الدكتاتور عن اصول لعبة التوازنات السياسية وصراعاتها الخفية في الشأن العراقي فحسب ، بل اكدت تراجع الاحزاب السياسية بهذا القدر او ذاك عن خطابها السياسي قبل سقوط الصنم وبعد استلامها لشبيه السلطة . فبعد اعادة البعض لقراءتها لمفهوم الديموقراطية والفيدرالية بدأ التوجه الجديد في موضوع سياسي حساس وان اتخذ الشكل القانوني الا وهو محاكمة رأس النظام. فبحجة تحديد وادراج العموميات ومن اجل انهاء ملف الدكتاتور بفترة وجيزة تم اختزال عشرات الجرائم لاسباب سياسية هدفها تثيبت اركان الجريمة ونتائجها،لان ماقام به صدام يخدم مصالح بعض الاطراف السياسية التي اعادت انتاج خطابها السياسي لتكشفت عمق المسافة مابين تكتيكها الانتهازي واستراتيجياتها النابعة من ايدولوجيات شوفوينية وظلامية . ان تلك القوى تعمل على تحويل المحكمة الى وسيلة لانهاء ملف رأس السلطة وابعادها عن مسارها المطلوب جماهيريا بجعلها اداة سياسية مدعومة جماهيريا ومؤطرة قانونيا لكشف الكم الهائل من الجرائم التي ارتكبت بحق اطياف الشعب العراقي .
ان تحويل المحكمة لمحاكمة الفكر التي انتجت السلطة الفاشية والاسس الايديولوجية والاجتماعية والاطراف الاقليمية والدولية التي شاركت علنا اوضمنا بتوفير الغطاء السياسي والفني والتقني لتلك الجرائم يبقى المطلب الجماهيري والمسار الحقيقي لبناء عراق جديد ، ولايمكن بناءه الا بالغاء فكرة المواطن الاول والشهيد الاول والضحية الاولى والجريمة المدانة والجريمة التي ارتكبت وصارت امرا واقعا .
ان الاعتراف بالامر الواقع الذي تركه النظام وخاصة بالنسبة لقضيتي كركوك والكورد الفيليين يعتبر استمرارا لسياسات النظام الفاشي المقبور فبدون ادراج الملفين في قائمة جرائم النظام اضافة الى الجريمة المرتكبة بحق البيئة من خلال تجفيف الاهوار وتدمير بيئة نادرة الوجود يجعل من لائحة الاتهامات المعلنه غير ملبية لمطاليب العراقيين
فبدون ادراج ملف التطهير العرقي في مدينة كركوك والذي تعرض له الكورد والتركمان عبر استخدام القوة لتغيير ديموغرافية المدينة فأن المحكمة تعتبر بداية غير صائبة لعراق نحلم به موحدا وديموقراطيا، فالذي جرى في كركوك ووفق كل القوانين والقرارات الدولية يعتبر عملية تطهير عرقي، فقد عرفت مفوضية خبراء الامم المتحدة في تقرير لها الى مجلس الامن سنة 1993( بانها جعل منطقة ما متجانسة عرقيا باستخدام القوة او الوعيد لاقتلاع اشخاص ينتمون الى جماعات معينة من المنطقة وان منفذيها يكونون عرضة لتهمة الابادة والجرائم ضد الانسانية )
وتحظر اتفاقية جنيف الرابعة النقل الجبري للسكان اضافة الى المادة 49 من القانون الدولي.
ان عدم ادراج ملف كركوك فى لائحة الاتهامات استمرار لجريمة ارتكبها النظام المقبوروالسكوت عنها اعتراف بالتركة الفاشية وتمهيد الطريق لتهديد الوحدة الوطنية المعمدة بدماء شهداء الحركة الوطنية العراقية المجتمعة حول شعار الديموقراطية والفيدرالية ، ففي كركوك نكون او لانكون ، ولكي نكون يجب ان نعترف بان جريمة ارتكبت وان ندرجها في لائحة الاتهامات لنمهد الطريق لاعادة الكورد والتركمان العراقيين الى مدينتهم
( ان من يرفض عودة عراقيين الى مدينتهم لكونهم كوردا او تركمانا لهو اكثر شوفينية من اركان النظام الفاشي المقبور ، فلنجعلها اخر المحاكمات السياسية وبدون اكتمال لائحة الاتهامات فان محاكم اخرى ولوائح اخرى في الطريق ولكن طريق سيكون اكثر الما من الطريق الذي اوصلنا الى هذه المحكمة
دانا جلال / استوكهولم



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من استوكهولم الى بغداد رموز وبقايا صور
- - انتصار الكلمة على الرصاصة - لروح الشهيد قاسم عبد الامير عج ...
- حدود الحق بين مشترك التاريخ وحجم التضحيات
- المقتديات علوجيات القوى الظلامية
- اليسار والعمل النقابي في ظل العولمة
- ثنائية البطل في تاريخنا السياسي
- العراق .. تراجع نماذج واحلال نماذج جديدة
- وحدة الخنادق رغم تقاطعاتها
- قزح خلف الراية الحمراء ... وما قدمه شيوعيو العراق
- جمهوريتي طورانستان ومقتدستان والاصطفاف السياسي المقبل في الع ...
- شرعنة الاغتصاب الجنسي بالنص الديني
- السودان - قوة الحضارة وحضارة القوة
- النص والثورة - تحليل لاستراتيجية العمل السياسي الكوردي
- الكورد والاخربعد احداث 1 شباط
- العمامة المعقوفة
- من اجل برلمان وحكومة كوردستانية
- جمهورية الحجاب
- قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج 2
- قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج1
- قاسم لم يقتل وصدام لم يعتقل


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - دانا جلال - المهمل والمنسي في محاكمة صدام