ملف الثروة السمكية فى مصر __ حكاية بلد إسمها كفر الشيخ -1

محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 19:01
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

حكاية بلد
إسمها كفر الشيخ محافظة كفر الشيخ هى إحدى محافظات جمهورية مصر العربية وإحدى محافظات دلتا مصر حيث تقع فى شمال وسط الدلتا وبالتالى فهى على الحدود الشمالية المصرية حيث يحدها من الشمال البحر المتوسط كما يحدها من الغرب نهر النيل فرع رشيد ويقع أيضا فى شمال المحافظة ثانى أكبر بحيرات مصر وهى بحيرةالبرلس والتى تبلغ مساحتها ( بعد إقتطاع بعض أطرافها الشرقية والغربية بما يقرب من 22 ألف فدان ) ما يزيد قليلا عن 110 ألف فدان
فبلد بحجم محافظة يحدها من الشمال البحر المتوسط بمياهه المالحة ويحدها من الغرب نهر النيل بمياهه العزبة وتحتضن بين جنباتها بحيرة بهذا الحجم هذه العوامل الموضوعية هى التى أهلت هذا البلد أن يكون رائدا فى الإنتاج السمكى كما كان رائدا فى الإنتاج الزراعى وهذا مايرشح هذا البلد بعد إكتمال البنية التحتية به أن يكون رائدا فى الإستثمار الصناعى والسياحى فهذا البلد والذى يتوسط الدلتا المصرية يملك فى الواقع كل هذه المقومات ولا ينقصه إلا لديها القدرة على توظيف هذه المقومات .
وحكايتنا مع هذا البلد فى هذا الموضوع وهو ما يقدمه لمصر فى مجال توفير الغذاء وخاصة فى أهم مصادره وهو البروتين وبخصوصية الثروة السمكية فهذا البلد ينتج ما يزيد عن ثلث الإنتاج المصرى من الأسماك بل مايقارب من 40% من الإنتاج المحلى , وهذا الإنتاج ينتج جزء منه من الصيد الحر فى المصايد الطبيعية والذى أشرنا إليها آنفا فى إستعراض الحد الشمالى والغربى لهذا البلد أما الجزء الأكبر من الإنتاج ينتج من توظيف إمكانيات البلد طبقا للمقومات والإستثمار فى هذا القطاع الحيوى وطالما كان هناك إستثمار فى مجال حيوى يهم توفير الغذاء لشعب مصر فإن هذا الإستثمار هناك من يؤيده وهو من يعمل لصالح هذا البلد وهناك من يعارضه سواء عن علم أو جهل وهم من يعملون فى غير صالح مصر وشعبها فهذا الشعب كما فيه المصلحين فيه أيضا أرباب الفساد الذين يجتثون ثروة هذا الشعب ويكونوا معولا بيد آخرين لإفقار هذا الشعب مع العمل على سوء تغذيته رغم توافر الإمكانات الموضوعية للإنماء فى هذا المجال .
وحتى لانذهب بعيدا فلنكن واقعيين ونستعرض :-
أولا : إمكانات هذا البلد فى الإنتاج الحالى
ثانيا : إمكانية التوسع فى الإنتاج
ثالثا : المعوقات التى تواجه هذا الإنتاج
نبدأ الحديث بأولا إمكانات هذا البلد فى الإنتاج الحالى
ونحن عندما نتحدث عن الإنتاج الحالى نود الإشارة إلى ما سوف نعرضه من أرقام غير مبالغ فيها ونحن نجزم أن الأرقام الحقيقية تفوق الأرقام المعروضة وهذه الملاحظة للعلم ودعونا نعرض على ما توافق عليه من أرقام
بداية إنتاج المصادر الطبيعية من الأسماك وهى تشمل البحر المتوسط – بحيرة البرلس – نهر النيل – إنتاج البحر المتوسط وهو يبلغ فى كفر الشيخ 9300 طن أسماك بحرية
- إنتاج بحيرة البرلس يبلغ 53000 طن أسماك مختلطة
- إنتاج نهر النيل يبلغ 38000 طن أسماك نيلية
# مجموع الإنتاج من المصادر الطبيعية 100300 طن أسماك
ثانيا الإنتاج من الإستزراع السمكى
وهنا يجب أن نوضح ما هو المقصود بالإستزراع السمكى لأن هناك الكثير من اللغط والخطأ فى تناول أراضى الإستزراع السمكى فمعظم أراضى الإستزراع السمكى قد تم تحديدها تشريعيا طبقا للقانون 124 لسنة 1983 م وكذلك طبقا للقرار الجمهورى رقم 465 لسنة 1983 م وهذا القرار هو الذى حدد ماهى ولاية هيئة الثروة السمكية بكفر الشيخ وحتى لانبعد عن مسارنا فنحن نحدد أراضى الإستزراع السمكى بالأراضى التى تقع حول بحيرة البرلس والتى كانت فى السابق سياحات وأصبحت الآن أراضى مزارع سمكية وتحديدا هذه الأراضى هى التى يفصلها عن نطاق الأراضى المستزرعة نباتيا المصارف المحيطة حول بحيرة البرلس وهى من الحد الشرقى للبحيرة مصر ناصر أوالبحراوى والذى يلتقى بالحد الجنوبى للبحيرة بمصرف محيط 7-8 ,9 ثم مصرف محيط الزينى الذى يبدأ من مصرف 9 حتى مصرف 11 وهو الذى ينتهى إلى الحد الجنوبى الغربى للبحيرة هذا الحزام الذى يبدأ من شرق بحيرة البرلس إلى جنوب البحيرة حتى جنوبها الغربى تتراوح مساحته ما يفوق ال50000 فدان وقد تم بيع جزء من هذه الأراضى وهى الأراضى فى الحد الجنوبى الغربى من البحيرة والمحصورة بين مصرف محيطالزينى وبحيرةالبرلس إلا أن هذه الأراضى بالكامل مستزرعة سمكيا لا.
بخلاف هذه الأراضى يوجد فى مناطق إستصلاح الأراضى وهى الأراضى التى تبدأ من شمال شرق المحافظة بحدودها مع محافظة الدقهلية حتى أراضى الإستصلاح فى المنطقة المحصورة فى قطاع المنصور بمركز الحامول حتى أراضى الإستزراع فى مركزالرياض ومركز سيدى سالم ومجموع هذه الأراضى حوالى 23 ألف فدان مستزرعة فعلا سمكيا وذلك بسبب إرتفاع نسب الملوحة بها .
يبقى هناك بعض المزارع الخاصة والحكومية وهى لاتتجاوز الخمسةآلاف فدان وإذا رصدنا هذه المزارع بمساحاتها وإنتاجيتها سنجدها كالتالى :-
مزارع حكومية عدد 3 مساحتها 2600 فدان تنتج 5200 طن تقريبا
مزارع تابعةلولاية هيئةالثروةالسمكية 400 مزرعة بمساحة6000 فدان تنتج 15000 طن تقريبا مزارع أهليةمرخصة 89 مزرعةمساحتها 2260 فدان تنتج 6000 طن تقريبا
مزارع أهلية بدون ترخيص 7500 مزرعة مساحتها 67000 فدان تنتج 201000 طن تقريبا
يضاف إلى هذه المساحات
أقفاص عائمة بنهر النيل وهذهالأقفاص تعطى إنتاج 52000 طن تقريبا
مشروع إستزراع الأسماك بحقول الأرز يعطى إنتاج 1600 طن تقريبا
تكون المحصلة النهائية لأراضى الإستزراع السمكى فى هذا البلد
عدد المزارع 7992 مزرعة
مساحةهذه المزارع 77860 فدان تقريبا
مجمل الإنتاج مضافا إليه إنتاج الأقفاص وإنتاج مشروع الأرز 280800 طن سنويا تقريبا
وإذا أضفنا إلى هذا الإنتاج المستزرع الإنتاج المصيد والذى يبلغ 100300 طن سنويا
يكون مجمل إنتاج هذا البد من الأسماك عموما هو 380100 طن تقريبا
وإذا عرفنا أن مجمل الإنتاج السمكى فى مصر هو 980000 طن تقريبا
لعرفنا إسهام هذه البلد وحكايتها فى ما تقدمه لشعب مصر من إنتاج محلى لمصدر من مصادر الغذاء البروتينى وأحد الروافد الثلاث لإنتاج البروتين مع اللحوم الحمراء واللحوم الداجنة
ثانيا : إمكانية التوسع فى الإنتاج :-
بداية التوسع فى المصادر الطبيعية
نبدأ بالمصدر الأول وهو البحر المتوسط فإذا رجعنا إلى إنتاج هذا البلد من البحر المتوسط والذى تبدأ حدوده بالحد الفاصل بين محافظة كفر الشيخ ومحافظة البحيرة وكما أسلفنا أن هذا الحد هونهرالنيل فرع رشيد يمتد هذا الحد من الغرب إلى الشرق حتى الحدود مع محافظة الدقهلية هذا الإمتداد يقرب من 100كم تقريبا هذا الشريط الساحلى تتخلله فتحات مع البحر والنهر والبحيرة ومع مصبات أخرى فهناك مصب فرع النيل بالبحر المتوسط وهناك أيضا بوغاز برج البرلس مع البحر وهنك أيضا مصب مصرف الغربية الرئيسى ( كتشنر ) مع البحر وهناك مصب آخر لمصرف قرى الخريجين على الساحل الشرقى يقع بين مصرفى كتشنر وجمصة هذه المصبات والبوغازلها تأثيرها على زيادة الثروة السمكية من البحر وبالعودةإلى إنتاج البحر المتوسط والذى يبلغ 9300 طن تقريبا نجد أن هذا الإنتاج متواضعا جدا قياسا إلى الإمكانية والمقومات وبمقارنة هذا الإنتاج بالمناطق الأخرى البحرية نجد أن إنتاج المنطقة الغربية والتى تضم محافظات الأسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح نجد أن هذا اإنتاج حوالى 32000طن ولا يوجد إمكانية هنا للمقارنة بين طول الشريط الساحلى هنا ولكن تعود الإمكانية إلى وجود موانئ الصيد ففى الأسكندرية توجد الميناء الشرقى وميناء أبو قير وكذا المكس وفى محافظة البحيرة يوجد ميناء المعدية وهو ميناء تخصصى للصيد إضافة إلى بوغاز أو مصب رشيد مع نهر النيل وهو مصب تتشارك فيه محافظة كفر الشيخ مع محافظةالبحيرة .
وإذا قارنا إنتاج كفر الشيخ بأنتاج المنطقة الشرقية والتى تضم بورسعيد والعريش نجد أن إنتاج هذه المنطقة يزيد عن 16000 طن وكذا ‘نتاج منطقة دمياط يزيد عن 15000 طن هنا تعود المشكلة إلى عدم وجود ميناء صيد فى هذا البلد الأمر الذى تم معالجته بإنشاء ميناء صيد البرلس والذى تم إفتتاحه بداية هذا العام بواسطة السيد رئيس الجمهورية .
هنا يكون قد تم العمل على زيادة أفق الإستثمار البحرى فى كفر الشيخ لتزيد مستقبلا من إنتاجها البحرى خاصة أنها تقابل الرصيف القارى وهى منطقة تعتبر غنية نوعا بالأسماك البحرية .
المصدر الثانى للصيد الحر وهو بحيرة البرلس
لقد أسلفنا فى القول إن إنتاج بحيرة البرلس والتى تعتبر ثانى أكبر بحيرات مصر الشمالية بعد بحيرة المنزلة يبلغ 53000 طن سنويا وهذه الكمية هى الإنتاج الأكبر فى إلإنتاج البحيرات المصرية حيث يبلغ إنتاج بحيرةالمنزلةالبحيرةالأكبر مساحة 41000 طن سنويا وإذا قيمنا إنتاج بحيرة البرلس نسبة إلى الإنتاج العام للمصايد البحرية نجد أن إنتاج بحيرة البرلس يساهم بنسبة 5.5% من إنتاج الصيد العام فى حين تمثل بحيرةالمنزلة 4.3 % من الإنتاج العام فى حين يمثل إنتاج البحر الأحمر نسبة 5% والبحر المتوسط نسبة 7.5 % من الإنتاج العام للمصايد بهذه الأرقام تعتبر بحيرة البرلس البحيرة الأعلى إنتاجا فى مصر والسؤال هنا هل هناك إمكانية لزيادةكفاءة البحيرة ؟ دوما الإجابة نعم خاصة أن بحيرة البرلس هى من البحيرات الضحلة ويغطى نبات البوص منها ما يقرب من 40% من المساحة المائية وتعتبر هذه المساحة مفقودة من البحيرة وأن أى عمل من شأنه تقليل مساحة البوص هوعمل يرفع من كفاءةالبحيرة .
إضافة إلى أن رفع كفاءةالبحيرة وهذا الأمر الذى سنورده على مستوى عالى من الخطورة والذى يتمثل فى الحفاظ على بوغازبرج البرلس من ناحية تطهير فتحةالبوغاز إضافة وهذا الأخطر الحفاظ على أمن البوغاز من ناحية البحر حيث دخول زريعة الأسماك البحرية والتى تساهم مساهمة حيوية فى زيادة المخزون السمكى للبحيرة ومن ناحية البحيرة حيث يقوم الصيادالمخالف بتكثيف الصيد المخالف بحرفةالدورة والتى تصيد ثعبان السمك وقت هجرته وكذلك أمهات الأسماك البحرية حين عودتها للبحر لغرض التفريخ .
عامل آخر لرفع كفاءة البحيرة وهو الموازنة بين مساحة البحيرة وعدد الصيادين حتى لايحدث إستنزاف للمخزونالسمكى للبحيرة .
عامل أخير لرفع كفاءة البحيرة وهوالمحافظة على المسطح المائى للبحيرة لمنع اللتعدى على المسطح المائى وأستطيع القول هنا أن بحيرةالبرلس هى أقل بحيرات مصر الشمالية فى التعدى على مسطحهاى المائى والدليل الحى أن بعدما قامت الدولة بإقتطاع مساحة ما يقرب من 22000 فدان فإن المساحةالحالية تزيدقليلا عن 110000فدان .
ربما تحدثنا تفصيلا عن هذه العوامل فى المعوقات .
المصدر الثالث للصيد الحر وهو نهر النيل فرع رشيد :
يكفينا القول هنا أن رفع كفاءةنهر النيل فرع رشيد لاتكون فقط لرفع كفاءة الصيد منه بل هى أيضا لرفع كفاءة الإنسان المصرى للحفاظ على الصحة العامة من التلوث
إمكانية التوسع فى الإنتاج من الإستزراع :-
إن الإمكانية هنا ليست فى إضافة أراضى جديدة على حساب الإستزراع النباتى بل فى الأراضى التى تقع على البحر المتوسط مباشرة وتصلح للإستزراع البحرى هذا إضافة إلى الأراضى التى تقع بين البحر والبحيرة ومن ضمنها مشروع ال 1800 فدان والتى تقوم محافظة كفر الشيخ بإستثماره وهناك مساحة أخرى فى حدود 7000 فدان فى خطة المحافظة وهذه المساحة تقع على الشريط الساحلى .
الإمكانية الأخرى فى التوسع الرأسى فى الأراضى المستزرعة وذلك بإستخدام تكنولوجيا متقدمة وإدارة واعية ومستلزمات إنتاج أفضل وسوف نتحدث فى هذا الأمر عندالحديث عن المعوقات .

#محمود_حافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات