أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي السعيد - شارع الوطني في البصرة ....عندما كان حي يرزق














المزيد.....

شارع الوطني في البصرة ....عندما كان حي يرزق


علي السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 16:39
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس بالبعيد عندما كان الشارع الوطني يرفل بالنشاط والحياة والحيوية ,عندما كان لاينام حتى الصباح , عندما كان لايعرف ولا يفقه شيئا من إنقطاع كهرباء أو ماء أو غاز , عندما كانت تشق زحامه الراقصات من كل البلدان والاجناس والامصار , عندما كانت محلاته ومطاعمه لاتغلق ليلا كان أم نهارا , عندما تتنوع أكلاته من حلبية وشامية وبيروتية ,عراقية بصرية كانت ام بغدادية أو مصلاوية .فيه (الباجة) المحشية على الطريقة المصلاوية والثريدية على الطريقة البغدادية .عندما كانت السيدة ماري العراقية تدير بارها وفيه أحلى الاغاني وأعذب الالحان.فيه ملهى النصر والفارابي وعشرات محلات بيع الراح وشراب السباع ,ومن ملاهيه تصدح الحان غربية وشرقية ,وراقصات عربيات وآسيويات وأوربيات ,وفي ملاهيه أنواع الاغاني والرقصات و(الستربتيزات )والوناسات .
فيه الشارب والمحتسي فقيرا كان أم غنيا , كلفة السهرة مع الراح ومزاته مابين دولارا الى عشرة دولارات .
فيه الفنادق والأوتيلات والمسافر خانة .
فيه الطلاب باقسامهم الداخلية يذاكرون ويقيمون .
فيه أروع دور السينمات وعليها تعرض أقوى الافلام ,عليها عرض سبارتكوس ,الشيخ والبحر ,هرقل الجبار ,وأفلام جون واين والفيس بريسلي ويول براين وصوفيا لورين وآفا كاردنر ومارلين مونرو وغيرهم كثار .
فيه يلتقي الدائن والمديون يلتقوا بلا لوم أو عتاب .
في نهاره يلتقوا ويتواعدوا الاحباب والعشاق .
فيه كل الاديان واصناف الرفاق من بعثية وقومية وشيوعية ودينية متخفية في جنح الظلام .
فيه العاشق والمعشوق ,السعيد والمهموم ,الفائز والخاسرعلى موائد القمار ,والموظف عندما تأتيه العلاوة أو الترفيع .
فيه تمر الاعراس وزفات العرسان .
فيه كل مايحلوا ويلذ ويطيب .
*********************
يوم جائنا الغراب حاكما مستبدا لاعنا من يلهوا ويفرح ويمرح , إشتعلت القادسية بقصفها ونارها وقذائفها ودخل الساهر والشارب والراقص في أفواج القتال , هامت الراقصات وفرقهن الى بلدانهن وأقطارهن , فسكتت الانغام وحلت أصوات المدافع والراجمات , هربت ماري وقصف مشربها وتحطمت اسطوانات الاغاني والقناني والكؤس , هرب الجميع بما فيهم الطلاب والرفاق وحل الدمار .
وعندما , وبعد صبر وعناء , سكتت المدافع والراجمات فأستبشرنا خيرا بعودة الايام والليالي والامسيات , لكن الغراب بدلا أن ينسى الخراب راح بفتح دوراته وحملاته الايمانية, فأستمر الخراب وعم الحزن والسواد ,وتفرق الاحباب ,وفقدنا الرفاق والاصدقاء .
ثم جاء الاحتلال ...بحثنا عن ابناء ماري وأحفادها فقد أوغل من جاء مع الاحتلال بالظلم والاضطهاد , أياما معدودات التقيت بمرقص وحنا وزلخا وبطرس وغيرهم من الاسماء , إلا أن الغراب لازال يسعى في العراق بالوان ومسميات وأشكال , فلا مهدي قادم ولا مفسق ولا منقذ . فأستمر الخراب والدمار والشارع الوطني يصرخ ليل نهار....سقط الرفاق ...بعد أن حللوا الشقاق والنفاق ...مامر عام والعراق ليس فيه عراك .



#علي_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع بدوي من صحراء الربع الخالي
- شباط ..شهر الحب والوفاء والتفاؤل
- المازوخية..الوليد المحسن للاسلام السياسي
- الرجل عندما يفقد عضوه...!
- أخجل منكم جميعا..لكنني أقولها
- اليمين يتعرى ويترنح
- الفنان والشاعر فلاح هاشم وذاكرة نصف قرن
- من بارات أم البروم خطة مقترحة لحكومة أم القانون
- منشور أسقط جوا قبل الاحتلال بساعات -ماأشبه اليوم بالبارحة
- غياب الحرية وتألق الحوار المتمدن
- قصة الحي العراقي _ حي يحيى زكريا في البصرة القديمة _نموذجا
- أكاذيب الاعلام الموجه مابين دارون وقائمة الحزب الشيوعي العرا ...
- من الذي يحتضر..؟الاسلام أم أتباعه ؟ ومن سيطلق رصاصة الرحمة.. ...
- الماء غير مبذول...ولن يرويكم غير دماء الشعب ..!
- الناشطة والكاتبة وجيهه الحويدر...شمعة في ظلام دامس
- العصامي الهندوسي شويترام باجراني(قصة حياته من يوم هروبه من ا ...
- البوذي الذي كاد أن يفقد ظله ...
- أقزام عملاء ..وعمالقة فقراء
- السيكارة والطبيب والثورة والجنس
- الدكتور علي الوردي وحليب السباع


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي السعيد - شارع الوطني في البصرة ....عندما كان حي يرزق