أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوحنا بيداويد - متى يظهر غاندي جديد في العراق؟ّ














المزيد.....

متى يظهر غاندي جديد في العراق؟ّ


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 10:19
المحور: حقوق الانسان
    


كثر الضجيج الكلامي في العراق في هذه الايام، كأنه ضجيج السيوف ورماح الحروب في القرون الوسطى، انها ايام قليلة وتحصل الانتخابات البرلمانية لاختيار ممثلي اعلى سلطة في الوطن، التي تشرع القوانيين وتشكل الحكومة وتختار رئيس وزرائها وتختار هيئة الرئاسة الجمهورية من ثم هيئة رئاسة القضاة ورئيس البرلمان . في وصف وجيز يتم اختيار 325 شخصا ويتم وضع خارطة العراق وكل ما فيها ومتعلق بها في اياديهم لمدة اربعة سنوات.

لكن لحد الان السياسين والمرشحين لهذه الانتخبات لم يقولوا لنا ماذا وكيف سينجزوه خلال دورتهم، الى اي شاطيء سيقودون العراق؟ الى حرب اكثر دامية ام الى مصالحة وطنية حقيقية؟ هل سيلتزمون بمصالح طوائفهم التي جعلت العراق يدخل في حرب اهلية لم يكن هناك ضرورة لها ام سينسلخون من جلدهم القديم ويتخلون عن اسباب التي تفرقهم عن اخوتهم في الوطن التي هي احد اسباب الصراع الحالي؟ .

لا يخفى على احد ان الاحزاب الكبيرة لحد الان لم يغيروا شيء مهماً من افكارهم، وان الالهام الذي يسيرون وراءه منبعث من النظرية الدينية الضيقة في مذاهبهم التي لا تسع لشمل كل ابناء الوطن، والتي اثبتت فشل تجربتها خلال السنوات السبعة الماضية بدليل حدوث فضائح وتشقق بين اركانها. اما الاحزاب القومية لم نرى منها لحد الان اي تغير في مفاهيم الوطنية غير الدفاع عن الديمقراطية التي تحمي قوميتهم بدرجة الاساس وتزيد من نفوذها . الاحزاب العلمانية والصغيرة هي كالاسماك الصغيرة لا تستطيع السباحة في كل مكان، خوفا من ابتلاع الاسماك الكبيرة لها. لحد الان اصواتها بعيدة عن مسماع الكثيرين، ربما لان معظم العراقيين لازالت اثار وجروح النظام الدكتاتوري السابق على جسدهم.

العراقييون اليوم يدخلون الانتخابات الديمقراطية وهم في مشكلة كبيرة بالاخص المبعدين الذين شملتهم عملية الاجتثاث التي ظهرت وكأنها عملية تصفية عن طريق الفضائح بعد صدور قرارين متناقضين من محكمة واحدة في قضيتهم. الصراع بين اقطاب السياسية كبير والشعارات الرنانة تملء اركان الوطن ولكن الى اي حد يستطيع حاملوها تطبيقها؟ وهل سينخدع المصوت من جديد بهذه الشعارات الرنانة.؟

لهذا عيوننا على الطريق منذ زمن بعيد، منتظرين ظهور غاندي (1) جديد في العراق كي يقوده من حالة الحرب الداخلية الطائفية المذهبية الى مرحلة السلم والامان والمصالحة الحقيقة بعد الاتفاق على مبادئ سامية تحافظ على الوطن وحماية حقوق ابنائه بدون تمييز. متى يأتي غاندي جديد يزرع مفاهيم الحرية والعدالة والاخاء والمساواة (2) بين ابناء الشعب العراقي الذي انهكته المفاهيم العنصرية الضيقة البعيدة عن روح الانسانية الشمولية ، المفاهيم الذاتية المغلقة البعيدة عن روح العصر.

املنا ان يفهم الناخب انها الفرصة الوحيدة التي تتاح له ان يقول كلمته كل اربعة سنوات ، لذلك يجب ان يصوت للوطن والمخلصين له فقط، بخلاف ذلك لا احد يعرف ما سيحصل، هل يستمر اللصوص بسرقته وتستمر دماء ابنائه بالجريان ولا يهم الحلفاء من الاصدقاء والاعداء غير مصالحه كالعادة؟.

يجب ان يعرف ايضا الناخب انها فرصة نادرة ربما لن تكرر في وقوفه بجانب الوطن حينما يسلمه الى ايادي وطنية امينة لا تؤمن بالمذهبية والطائفية والقومية بل تجعل المواطنة حق يتمتع به كل عراقي بغض النظر عن التقسيمات والتسميات الضيقة.

..............
1- مهاتما غاندي هو الاب الروحي والسياسي للهند الحالي، قادها الى الاستقلال عن طريق الاعتصام السلمي في مسيرة الملح الشهيرة ضد الانكليز سنة 1947-1948م.
2- الحرية والعدالة والاخاء المساواة هي شعار الثورة الفرنسية في سنة 1798م



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلسوف الكبير افلوطين والافلاطونية الحديثة
- من هو فوق القانون هيئة المساءلة والعدالة ام البعثيين؟
- اثيل النجيفي والمحكمة الدولية بشأن جرائم الحرب في الموصل
- من يقلع الزوان الذي زرعه اللصوص في العراق ؟
- جرائم حرب دولية ضد المسيحيين في الموصل
- لماذا احتلت ايران حقل الفكة الان ؟!
- بطافة تهنئة بمناسبة اعياد الميلاد
- عيد بأي حال عدتَ على مسيحيي مدينة الموصل يا عيدُ ؟!
- عندما تبلع الذات الصغيرة انا الكبيرة
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة:دعوة للمناقشة حول دور الفلسفة ...
- منع عراقيي المهجر من التصويت عمل غير وطني ؟!
- يوحنا بيداويد يلقي محاضرة عن تاريخ ظهور الفكر الديني في وادي ...
- لو كنت في محل نوري المالكي؟!!
- الاصطفاف السني والكردي والشيعي مع انفسهم علامة لهزيمة الديمق ...
- القديس اوغسطينوس هل هو فيلسوف ام لاهوتي؟
- مقابلة مع الاستاذ الكبير بنيامين حداد
- المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي ومعضلة تهميش الكلدان
- حاكم قرقوش يطبق الدستور في الحمدانية!!
- كم دولة في العراق اليوم؟!!
- اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين س ...


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوحنا بيداويد - متى يظهر غاندي جديد في العراق؟ّ