أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعاد الفضلي - الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات














المزيد.....

الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات


سعاد الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 21:09
المحور: المجتمع المدني
    


في مقال نشر في جريدةالخليج تحت عنوان الأخبار السيئة تحطم القلوب.. والقهقهات تقويها” هذا صحيح الى أبعد الحدود مع الاحتفاظ بحديث رسولنا الكريم الذي يقول لا تكثر من الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب. ولو أخذنا بنظر الاعتبار ما قالته الدكتورة فيفان برس-المديرة الطبية لمؤسسة أمراض القلب البريطانية إن الأبحاث الأخيرة لمؤسسة أمراض القلب البريطانية بينت أن خمسة آلاف رجل دون الخامسة والستين من العمر يموتون سنويا في بريطانيا بسبب أمراض القلب الناتجة من التفاوت بين الطبقات الاجتماعية. وقال الدكتور برس إن هذه الدراسة الجديدة تعزز من الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات الاجتماعية المسبب لأمراض القلب والشرايين، وكذلك محاولة فهم الآليات التي تفرز مثل هذا التفاوت .
هو يقول إن هذه الدراسة تعزز الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات الاجتماعية وتطالب بفهم الاليات التي تفرز مثل هذا التفاوت وأنا بدوري اتسال هل يمكن أن نقلص التفاوت بين الطبقات بالفعل ؟ وإذا كان بالامكان ذلك فما هي الوسائل التي تحقق هذا التناغم بين الطبقات ياترى ؟! . تؤكد التجارب التاريخية أن ثمة شرائح يختلف حجمها من بلد لآخر ربما يكون فرضه البالغ الطموح تعزيز الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات عرضة للرفض في حقول عدة وهذا الطرح يظل حيا فقط اذا وضعنا له اهدافا غير قابلة للتحقيق، اهدافا تقع في ما وراء كل آمل بتحقيقها. الفقر والجوع وعدم الشعور بالأمن والأمان أدى إلى تقسيم المجتمع إلى طبقات، ليس بالمفهوم الاقتصادي والاجتماعي للكلمة، أو بمعنى الوجاهة والأغنى، وإنما بما تحصل عليه من أمن جسدي وأمان نفسي واقتصادي تميز طبقة عن أخرى
فالفعل قلص في قاموس اللغة نقول: قلص الثوب:شمره.(تقلص) الشىء: تدانى وانضم.وتقلص الثوب بعد الفسل إنكمش وقصر وتقلص الظل معناه انقبض ونقص.فما المقصود بتقليص التفاوت بين الطبقات؟!فان كان المقصود تقليص الترف والحرمان حتى تكون هناك معادلة تقطع الشك باليقين لدى المؤسسات الطبية فإن هناك مدخلات ومخرجات لا ينطبق عليها التقليص لتجنب أمراض القلب هنا لكن الامور –في الأغلب –تسير على غير ما بسطت له ولا ينطبق هذا الكلام على الجميع طبعا، فالحياة مليئة بالأخيار والأشرار فما أن يجد البعض في كفه فيضا من المال حتى يعيش في راحة كبيرة ولكنها تقتصر على الجانب الجسدي وتهمل الجانب الروحي الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات، حتى ينغمس في ملذات تفسد الخلق وتوهي العزائم وتفلج الضمائر، وتميت الوجدان، ومتى وضع المرء قدمه في أول هذه الطريق الزلقة فلن يقف فيها عند حد، مادام منفتح الجيب بالنقود، فتذوب قواه بأسرع مما تذوب هذه النقود ويضمحل خلقه، وهو كلما امتدت به الأيام يزداد امعانا في الانغماس في الملذات، واسترسالا فيها، ويغرق في الترف ، فتسقط مروءته، وتتلاشى منزلته، وتنهار صحته، وينتهي حاله الى اسوأ الأحوال ، ويكون فريسة للقلق والكآبة والتي تؤدي بحياة الكثير من الناس وخصوصا في الغرب إلى الانتحار إذا لم يجد حلا له غير الحبوب المخدرة لتسكين آلا لام البدن مما يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.كما وجدت آثار القلق والكآبة في بلاد المسلمين عندما اقتصرت حياة البعض منهم على الدنيا وعاشوا بعيدا عن ذكر الله وطاعته. فالجسم إذا ظل محروما من فرص الراحة وانغمس في ملذات الحياة حل به الأذى وانتابه الأسقام، والنفس إذا حرمت من مباهج الصحة وانتابها الغم والهم، وحل بها البوار صدئت وبدأ مفعول الكلسترول والدهون الثلاثية تعمل عملها في تسكير الأوردة والشرايين.
ويرى البعض أن التقلبات في مؤشرات الأحوال الاقتصادية مثل هبوط الأسعار وارتفاعها والخسارة المادية الكبيرة عند الأغنياء يرتبط بها صعودا أو هبوطا بمعدل الوفيات وارتفاع ضغط الدم.
بينما يقول أحدهم:إن الفقر هائل وكثيرا ما يخمد فينا كل عزيمة، ولكنه في الواقع هو الذي يجعل الرجال يندفعون إلى الأمام في سبيل حياة أفضل وأنفع، أما القلب في الحياة اللذيذة الناعمة فإنه يجعل الناس يستغرقون في أحلام الكسل.
كثيرا ما يكون الفقر في أول العمر خيرا وبركة فالمصاعب التي يجدها المرء وهو يكد لتحصيل قوته، وتأمين الضروري من مقومات حياته تكسبه خبرة وتدريبا وشجاعة، تفيده في معاركه المقبلة ضد الفقر والعوز والحرمان. إن بين كبار رجال العالم المعمرين اليوم عددا ليس باليسير، نشأوا على مهاد الفقر، وخاضوا معارك الدهر، غير متكلين إلا على الله وعلى عزائمهم الذاتية ولم تلعب قلة المادة دورا في تسديد الضربات الى قلوبهم. وإذا حلت بفقير مؤمن مصيبة صلى بخشوع وتدبر وحضور قلب ولجوء إلى الله ذهب همه وغمه أدراج الرياح توجه إلى الله الذي بيده ملكوت كل شيء.
هذه النظرة الواقعية المقيدة بحدود تشرح طبيعة التناسق والترتيب في التركيبة الاجتماعية للطبقات فالفقير الذي تهون عليه المشاكل وينشرح صدره وينبعث الآمل والتفاؤل عنده فهذا ربيع القلب ونور الصدر وجلاء الهم والحزن فلا تعرف الأمراض طريقها إلى قلبه .



#سعاد_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تحدد أحلامك
- ونحن أطفال كثيرا ما نحلم بالمستقبل
- طفل من العراق بلا انتماء
- أسباب هروب الفتيات في هذا العصر
- أحلام الطفولة
- دموعي وضوء القمر
- حفلات الطلاق هل هي ظاهرة أم علامة وبادرة لتغير قوانين الزواج ...
- وصف الحاح الذباب للجاحظ
- الجمال منذ الأزل ... بساطة في الماضي وإبداعات في الحاضر
- لا تعتبر المرأة العراقية ضعيفة وقاصرة إذا كُسِر حاجز العالم ...
- عروس الخليج
- شجون الغربة
- ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
- ما أروعك
- الأربعاء الدامي والأحد الحزين
- سبيل المنطق في الوصول إلى الأحكام
- الموضوعية والخرافة وتشويه الحقائق
- كيف تواجه الأزمة النفسية
- أحبك غاضبا
- يقولون لشبعادْ هل تعرفينَ سعادْ ؟؟


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعاد الفضلي - الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات