جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 21:39
المحور:
الادارة و الاقتصاد
نظرا لان كل نشاط تجاري وراءه هدف الربح او ما يتبقى من الربح تحت الخط bottom lines و بسبب الضغط الذي يمارسه اصحاب الاسهم shareholders/stockholders باستمرار على مدراء الشركات management لايبقى حيز كافي للاخلاق و الآداب ethics في عالم التجارة و الاقتصاد. طبعا كل انسان يستثمر ماله في شركة او مشروع هدفه الاول هو الربح لانه في حاجة الى حافز للاستثمار و العمل.
و لكن المشكلة هي ان الطريق من فكرة الى انشاء شركة و الى انتاج سلعة احيانا طويل جدا. على الشركات توظيف اموال طائلة والمجازفة باموالهم وطاقاتهم و اعمالهم و الانتظار طويلا قبل ان تحصل على الربح المنشود. يجب على الشركات ان تتعرف على السوق و احتياجات المستهلكين وتعرف من هم المنافسين الموجودين على الساحة قبل البدء بالعمل . كثير من الشركات تعاني من overtrading اي كثرة البيع و الانتظارالى ان يقوم الزبون بدفع مبلغ القائمة. عدد من الزبائن تنتظر فترة طويلة قبل تسديد المبلغ لان الاموال الموجودة تحت اليد يمكن توظيفها او الحصول على فوائد عليها. و هذا يعني ان الاموال تسيل من الشركة الى الخارج عند التوظيف في انتاج سلعة outflow و لكن لا ترجع inflow اذا لم يسدد الزبون مبلغ الفاتورة في الوقت المحدد ما يؤدي الى عجز في ميزانية النقد السائل cashflow gap اي ان الشركة تعاني من عجز في السيولة لا تستطيع دفع الرواتب او القيام باي نشاط تجاري اي انها في ورطة و مأزق لحاجتها الى المال. هي الآن في حيرة :هل تذهب الى البنك و تقترض الاموال اللازمة و تدفع عليها فوائد ام تشجع الزبائن على تسديد ديونهم بسرعة early settlement motivation عن طريق منحهم على سبيل المثال قطع او خصم 5% من قيمة الفاتورة؟
اما شركات الصيدلة التي تنتج ادوية فهي اضافة الى المشكلة التي ذكرتها في حاجة الى الانتظار سنوات عديدة لكي تثبت ان الادوية الجديدة لا تشكل خطر على صحة و سلامة الناس عن طريق اجراء دراسات و تجارب على الحيوانات و عدد من المرضى المتطوعين و تقديم طلب الى الدولة للموافقة على انتاج الدواء الجديد. هذه المراحل (احيانا اربع مراحل) و الاجراءات قد تستغرق 12 الى 15 سنة قبل البدء بالبيع و ثم انتظارتدفق السيولة النقدية الضرورية inflow الى الميزان.
رغم ذلك هناك بعض الناس لديها رؤيا اخلاقية اضافة الى هدف الربح لانتاج سلع تفيد الناس و الطبيعة ولها ايضا هدف اجتماعي كبير الا وهو القضاء على البطالة. و لكني ارى صعوبة في في اعطاء ثقتي لها و اصدق نياتها كما هو الحال مع منتوجات شركة Body Shop للاسباب التي ذكرتها. رغم ذلك بدأت بعض الجامعات الالمانية بتدريس الاخلاق و آداب المهنة لطالبات و طلاب علم الاقتصاد اخيرا.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟