أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - ديوان حنشيات















المزيد.....



ديوان حنشيات


منصور الريكان

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 19:34
المحور: الادب والفن
    


القرقوزات
(1)
في سركِ القملِ الوطنيْ
إبليسُ تلبّسَ غانيةً وعاثَ بأرضِ الله فسادْ
جلبَ القرقوزاتِ لتُفشي سرَّ الدودِ لحشرِ قُرادْ …….
وطيورٌ مذبوحةُ تحكي عن هجرةِ أسرابِ طيورْ
وأرانبُ مذعورةُ تهويْ بأصابعَ ذئبٍ قناصْ
ذئابٌ تعويْ …. تتقمّصُ دورَ البصاصْ
والغابةُ تلتذُّ رصاصْ
والسبعُ لدماءِ الغابةِ المصّاصْ
فهوَ السبعُ وعلى الكلِّ أن تنقادَ
بأي شهادةْ ………
(2)
قرقوزاتٌ …. قرقوزاتْ
من جيلِ البوحِ الهمجيْ
تتراقصُ عالقةً تبكيْ
لابسةٌ أغلفةَ الموتى بالطرطورْ
وعلى مرآةِ الجمهورْ …..
قد تتشكلْ …… أو تتسلسلْ
موغلةٌ بالسبعِ الجاثمِ نزفِ بحورْ
تتفرجُ عن بطأِ اللفِّ ببطنِ الحوتْ
تتصاعدُ منْ جُحرِ الموتْ ..
كالممقوتْ …..
وأنا الشاهدتُ المقبورْ …
كالمبهورْ …..
لوّعنيْ في أتعسِ دورْ
نبّهَ أبواقاً للغورْ
وبجعبةِ دائخة تَذويْ
بزوايا المسرحِ والغابةْ
منفيٌ من حزنِ الموتى وأضابيرِ دعاةِ اللونْ
ليساهمَ بالوجعِ القادمْ
ويمجُّ تراكيبَ الغلْ
لحماماتِ الألفةِ يقتلْ
هذا شرفٌ منْ سبعِ الغابِ المُنحلْ
(3)
قرقوزاتٌ … قرقوزاتْ
والمأجورونَ يلوبونَ حُفاةْ
بزوايا أطرافِ المسرحْ
والبلبلَ قادتهُ الذئبةُ نحوَ الذبحْ
وعلى السبعِ أنْ يتأرجحَ ،
وعلى السبعِ أنْ يترنحَ ،
وعلى السبعِ أنْ يتصفحَ ،
آخرَ أخبارِ حماماتٍ لا تتألمْ
بدونَ قبورْ ……..
وعلى السبعِ أنْ يتأزمَ ويحاربُ خيطَ العصفورْ
يمسّدُ أُنثى ويغازلُ شيطانَ البورْ
وعلى السبعِ أنْ يتكورَّ في بلّورْ
بقصورِ رخامٍ عاجّيةْ
وقلائدِ فضةِ ذهبيةْ
وعلى السبعِ أنْ يتزوجَ منْ عصفورْ
ويُخفي الموتى بالتنّورْ
ويعلنُ ميلاداً مقبوراً للجمهورْ
(4)
قرقوزاتٌ …. قرقوزاتْ
وعلى الكرسيِّ الهزّازْ
غانيةٌ تبلعُ أرنبةً منْ آهاتْ
موسى الحلاقِ يُداعبني
ويحزُّ الرأسَ الآلمنيْ ….
لا عذرَ بقلبي يُوهمنيْ
لا طيفَ الحبِّ يُبللنيْ …
حتّى الصدغْ
نقّارونْ …..
فالضوءُ منافيَ لللدغْ
والجمرةُ تعبثُ بالعينْ
وكلامُ النفسِ مُحيّاهْ
والخمرةُ تلعبُ بالغينْ
( شُغفاءٌ ) منْ جيلِ الآهْ
قرقوزاتٌ للتكوينْ
قرقوزاتٌ ….. قرقوزاتْ
(5)
وعلى السبعِ أنْ يتوضأَ ويُصلي بإمامِ المسجدْ
حتّى لو كانَ سكرانْ
وعلى البغلِ أنْ يتأقلمَ ويصادرُ أجملَ دافئةٍ ويمازحُ أتعسَ غانيةٍ ضمنَ المشهدْ
منزوياً بالدمِّ النازفِ منْ أحزانْ
لحدِّ الآنْ ….
وعلى السبعِ أنْ يتخفّى كالفئرانْ
(6)
قرقوزاتُ .. قرقوزاتْ
تتنفسُّ أوجاعَ السبعِ وتعمقُّ نزفَ المأساةْ
تمجُّ ركاماً للآهاتْ ….
وعلى النملِ أن يتناسلَ سبعاً أدردَ للتضليلْ
وعلى البلبلِ أن يتدحرجَ بالتقبيلْ
وعلى الأفعى أن تتموجََّّ تصعدُ سلمَّ للآدابِ العشوائيةْ
تنفثُّ غياً ماسونياً وتكرزُّ نوتاتِ الغلْ
وعلى القملِ أن يتقصّعَ برؤوسٍ لا تبغي الذلْ
وعلى السبعِ نزفَ أرانبَ من ( تكساسْ )
للأتراحِ والأعراسْ …
وعلى القردِ أن يتكلمَّ ( بالترباسْ ) …..
والشيطانُ يدسُّ الدودَ بالأكداسْ
يصادرُ زيتاً من دساسْ ……
يلغي حمائمَ للتركاتْ
( وأبو آوى ) قد يتشكّلْ
يمسخُ ذئباً للصلواتْ
قرقوزاتٌ …. قرقوزاتْ
(7)
حرشفةُ الصدفيُّ حزينْ
والقادمُ منْ قملِ الطينْ
أطفالهُ عاثوا بالنملْ
لكنَّ الدورَ إستنسخهُ وكرّرَ منهُ بلابلَ طارتْ للتنفيسْ
قرقوزاتٌ للتسويسْ ….
هذا الغيلْ ……
يرتادهُ بلهاءُ الويلْ
حشرُ قراداتِ التقبيلْ
وقملٌ مقبوضٌ منْ سلْ
يتقمّصُ شخصيةَ غِلْ
وعلى السبعِ أنْ ينحلّ ويبيعُ جميعَ أرانبهِ والقرقوزاتِ الممطوطةِ للمُنسلْ
وعلى السبعِ إنهاءَ الدورِ بالذلْ
(8)
من ضجةٍ وحجةْ
من بلبلٍ فتانْ
يموتُ عاشقانْ …
الأولُّ بنابِ منْ ذئابْ
والآخرُ يلمُّ أنفاسهُ منْ تُرابْ
ويلمحُ الغُرابْ
في المسرحِ المُذابْ
خاطَ على الصدورِ ألفَ رجّةْ
(9)
هلاسونَ منِ ( الجوجِ والممجوجْ )
وزبانيةُ المدقوقِ على المسلوبْ
( دوقيونْ ) ….
غلاصمهمْ صبيرِّ الشعبِ للمغلوبْ
وكتائبُ هاجتْ منْ غلٍّ ظلَّ يلوبْ
عجاجونَ وهمامونَ وممسوخونْ
شماعةُ هذا الإبليسْ
للتغليسْ …..
من غربلةِ المنتفعينَ الصوفيينْ
من عتّالٍّ مخمورٍ ما زالَ يدخنُّ صنفَ الدسِّ والتكديسْ
منْ جيلِ الهمسِ الكذابْ
منْ خنجرِ غدرِ ( الحجاجْ )
وإباحيي صدرِ المُتمسكنِ بالنوحْ
رايتهمْ سورةُ للذبحْ
وأباطيلُ منِ الترويحْ
فلهذا قررتُ العيشَ بعشِّ الغابْ
كأيِّ كتابْ ….
وتسلمتُ مقاصدَ موتيَ منْ سلاّبْ
وعلى القصدِ أنْ أتفرقعَ بالتسبيحْ
وأعوذُ منْ صوتِ القصدِ والتجريحْ
والعنُ كلَّ خطوبٍ تعويْ
كذئابٍ لاهثةٍ تجري
لبشارةِ إبليسَ العفنِ للتدنيسْ
وأنا مازلتُ المُتباكيْ
خلفَ الدمعةِ كأيِّ جليسْ
والشيطانُ بعمقهِ يبكيْ
في الساحةِ مصاصو الدمِّ العبثيينْ
كأيِّ أنيسْ …..
و المبعوثُ منْ أسفلِ فلسفةِ الروحِ للمسموحْ ……
منْ قلقلةٍ لرفضِ النورْ
كأيِّ غيورْ …
أهداني صداً مفقوعاً
عنّفني قملاً مصقوعاً
وأباحَ لضدّي أمواسْ
للدسّاسْ ……
وأنا المرتاحُ ومُعافى
من صدرِ الليلِ وعجيبْ
بالكلاباتِ طوّقنيْ ….
وأباحَ لذئبٍ يَغرزنيْ
ويبوحَ بنفسي للغيبْ
سيافونَ بمدِّ البصرِ وتنابلةٌ من ورمِ البرصِ وقحاحْ
وأنا ابلعُ خيطَ الوهمِ منْ حوذيينَ وصُحاحْ
وأنا ممتنعٌ يا صاحْ
من دودةِ قزٍّ وحطامْ …….
بلاعو النزفِ الشجريْ
بالإمعانِ كالتهويشْ
من بلدِ الرقصِ للعيشْ
ومغاصٌ في القلبِ تكوّرَ نحوَ سكونْ
ويجوسُ بصدري مجنونْ
لهذا في مقهى التجذيرْ …والتخديرْ
(عثُّ العثةِ وبلا حشمةْ )
عانيتُ منْ دسِّ الشفرةْ
وقتلِ الكلمةْ ……
بالتزويرْ …..
ودسِّ الألفاظِ المنهزمةْ
ومداسُ المخبرِ في ظهريْ
حينَ يدورْ …..
قدْ أعرفهُ …. هلْ يعرفني
بالألمِ الدائرِ في فلكيْ
وأنا من جيلِ هزيمتهمْ
مازالتْ نجمةٌ داودْ
وقبيلةُ موسى باحثةً عن تأويلْ
تبحثُ عنْ جيلٍ مقتولٍ يقتلُ جيلْ
لتزيلَ من أثرِ الدمعةِ أيَّ دليلْ
والسبعُ يتقمّصُ دورهُ دونَ بديلْ
والقرقوزاتُ لاهثةً فرّتْ مذعورةَ منْ جيلْ ……..
والقرقوزاتُ منْ قبلُ قتلتْ أحفادكَ ( قابيلْ )
ياللويل …. ياللويلْ

8/7/2003


اغتيال شارع المتنبي
( نزولُ الشاعرُ الرصافي من تمثالهِ وبكاءهُ ليلةَ محاولةِ أغتيالِ الشاعر المتنبي في شارعهِ وحوارهُ مع المتنبي )
(1)
من زمنٍ رخوٍ ممسوخْ
يتغاوى فيه الفئرانْ
أمامَ خليطٍ من ديدانْ
صباغو الأوهامِ العوجِ قياديونْ
أصحابُ الصوتِ المسلوخْ
ينزلقونَ منتفخينَ بلا يافوخْ
أما قدْ لبسوا ( الخاكيْ )
ولما بعدُ يعودوا فرادى منكسرينَ بجبهةِ حربْ ….
إذ يرسلهمْ ذاكَ ( الجاكيْ )
بمراسيم للترقينِ صوبَ الربْ ……
(2)
أبتيْ … يا متنبّي العَصرِ أغثنيْ
مازالَ الشارعُ مقبوضاً بالأدرانْ
وبقايا قملِ التيزابِ لنسفِ القلبْ
يتسرّبْ …
مازالَ المرفوضُ حصانْ
( حرشفةُ ) الصدفيّ ( اللُقطةْ )
قائدُ جرذانِ التشكيكْ
رمزُ الأمةِ للتفكيكْ …….
يتأرجحُ ويطنُّ ذبابةْ
يموءُ كقطةْ ……
وبأنيابٍ مستوردةٍ لرؤى ذئبْ
يلعقُ ذيلاً يستنسخُ أدوارَ الكلبْ
وتراهُ كذئبٍ مغثوثْ
يلهو بعجائزِ أرنبةٍ يتقمصُّ دورَ البرغوثْ
يتمسّدُ بالنارِ قميئاً … ويصادرُ أردافَ القلبْ
يرمي بالسلكِ الوطني
يذبحُ مكتبةً للربْ … يذبحُ تاريخاً للربْ
يرمي تيزابهُ في الحضرةْ
يذبحُ آلافَ حماماتْ
وأنا أبتي … أتوجّسهمْ ….
وقصيدي يقتلها قرفُ ………….
( علمٌ ودستورٌ ومجلسُ أمةٍ
كلُّ عن المعنى الصحيحِ محرفُّ )
(3)
أبتي ….
بعضُ القمصانِ موزعةٌ وبقايا كتبٍ منكسرةْ
وكتيباتٍ مستنسخةٍ ضدَّ الحربْ
تراقبُ خَطوي وترافقني في ذاكرتي
أبتي ….. بصباحاتِ الجمعِ المرةْ
تظهرُ جمرةْ ……….
ينزلقُ المخطوطُ السرّي بينَ صفوفِ المرتشفينَ للقطةِ شايْ
يتعمقُّ دورَ المتأقلمِ ذو الأكمامْ
والقلمُ الذهبيُّ الفاقعِ بالأوهامْ
ليرثي أقزامَ الأقزامْ ……..
وناءَ بعيداً وجهُ الأدبِِ
( والخيرُ قدْ ضاعَ حتى أنّ طالبهُ
لم يلقَ منهُ سوى المسطورِ في الكتبِ )
(4)
أبتي .. يومياً أنزلقُ لأدنو وأراكَ بلا وجلٍ تمضي ….
تتلصّصُ بعضَ عباراتٍ وقراراتْ
للبطلِ المهزومِ الأولْ ……
وأراكَ على مضضِ تبكيْ
تتذكّرُ أخبارَ الدولةْ ..
وسيفَ الدولةْ …..
والرومانْ …
ووجهكَ يسألني عن وطنٍ ظلَّ يراقصُ قملَ الجانْ
ومقتلِ كتّابِ الأحزانْ ……………
ويخامرُني أن أسألكَ : - من أيِّ الأنفاسِ أراكْ
وسأشكوكَ من ضجةِ ( ترسِ الدبابةْ )
والكلماتِ ذاتَ اللكناتِ المرتابةْ ………..
وسأشكوكَ من وجعِ الخمّارِ القادمِ من ( مشخابََ )
والشرطيِّ المتأنقِ بالبصلِ اليوميْ
وسأشكوكَ للملتفِّ اللائذِ خَلفيْ
( بالعرقِ ) المغشوشِ الصيفيْ
ضايقني بعضُ الشعراءِ والنقادْ
بمسحِ الدمعةِ عن أوغادْ ……….
آهٍ ربي … يا أبتي أبُّ الشعراءِ ( المتنّبيْ )
(5)
يومياً من خلفِ الدكةِ حمالونْ
وعلى مدِّ البصرِ شتائمَ من مجنونْ
وعند الفجرِ تمسخُني بعضُ العجلاتِ البيزنطيةْ
والوطنيةْ …
وعليَّ أنْ أحملَ حُزني وأسيّرُ بوصلةَ الأرضِ نحوَ الذنبْ
آهٍ أبتيْ …
ما زلنا نتنابزُ سرّاً بالألقابْ
وننفضُ عريَ قصائدَ موتٍ للأغرابْ
ونمجُّ بقايانا كتباً لائذةً صمتاً كذّابْ
لتُلقي أتعابَ بقاياها خمراً يتنفسّهُ الغابْ
آهٍ أبتيْ ……… آهٍ أبتيْ
(6)
يومياً قُبالةَ صوتيْ …
يظهرُ موتيْ …….
في عصرِ النهضةِ للريشْ
وبدايةِ تنفيسِ الدبكةِ للدرويشْ
وقديماً قالوا يا ولدي لا تهتمْ للترتيشْ
فالمعنى يبدأُ من غيمٍ يتقطرُ من ضنكِ العيشْ
ليفجرَّ غيباً مغلوباً من تهميشْ
هذا يُلغي سفسطةَ النفعِ وخفايا
وأساليبُ القملِ كثيرةْ
منها ملتفٌُ كظفيرةْ
منها قد يدخلُ مبتسماً أنفَ بعيرةْ
وبعضٌ منها قدْ يتخفّى للإنعاشْ
يُقلقني ( تي – في - كشكاشْ )
( بالإفلاشْ ) ……
وهذا المخمورُ المتأزمُّ بالتشويشْ
وقميصهُ مدموغٌ فيهِ علامةُ ديكٍ لنفضِ الريشْ
من اكبرِ تركاتِ العالمِ ( ببابِ الشرقيْ )
تحتَ النصبْ … نصبُ التحريرِ المحتلْ
وتحتَ التزويرِ المجّاني لباعةِ أعناقٍ للرِقّْ
ورشِّ البقْ …….. وجلدهُ مصبوغٌ بالدقّْ
قايضَهُ قتلاً ( نشّالْ )
بعد رحيلِ الطلقةِ فضَّ بقايا الحالْ
آه بلديْ ….
قد ضيعتَ كلَّ ( نيوناتِ ) السعدونْ
ونؤاسٌ مازالَ يحنُّ ( للمسكوفْ )
وأسقفُ روما …
مصاصو دماءِ الوطنيةْ
والأحذيةُ الأولمبيةْ
منتشرونَ بداخلِ جسديْ
والبغضُ توجّهَ للكاظمْ …
وأنا كاتمْ .. كاتمُ كاتمْ
وأسقفُ روما ( بالجنزِ ) الأصفرِ مطليةْ
( والمايوهاتِ ) الصدفيةْ
ولحمُ الخنزيرِ بخاصرتهْ
يتوضأُ مبهوراً منهُ في الأسواقْ
علّقهُ ( حرشفةُ ) الصدفيْ
وتبوأَ كلَّ الأعناقْ
أسقفُ روما في مقهى ( العجميِّ ) تجولْ
( والشابندرْ ) ……
وعلى رأسي البلبلُ يسكرْ
ويغوصُ بأذنابِ النعجةِ ( والمسعولْ )
يفترُّ كجرادةِ تُسبى …
وتصادرُ من باحةِ عاقْ …
نفاقُ نفاقْ ………
بلهاءٌ من جيلِ النقمةِ والأطواقْ
من قُبلةِ راويةٍ زانيْ بقتلِ الدمعةِ في الأحداقْ
ودسَّ الضجةَِ للأعماقْ
(7)
ما ذا يفعلُ هذا المقليُّ بقذيفةْ
وأبي ما زالَ بسقيفةْ
ويهزُّ يديهُ مبتهلاً ……
أنقذنا يا ربُّ أنقذنا من عارينْ
عارُ الوطنِ النازفِ وهناً منَ تنّينْ
وعارُ القملِ هذا المتفشيِّ بالسرِّ للشفتينْ
إنقذنا ….... يا ربُّ إنقذنا
ويفزُّ الصوتُ المفجوعْ …………………
- ما عادَ الوطنُ يحملنا … -ما عادَ الوطنُ يا ولديْ
وأبي أعرفهُ لا ينسى …. وكلامهُ لبنٌ معسولْ
-لا تتركْ يا ولدي وطناً لحفنةِ غولْ
-لا تتركْ نزفاً مقتولْ
- حتى لو تُنسى في وطنكْ …………..
12/3/2005
الأبكم
في حضرة الإمام العباس ( عليه السلام )
(1)
سيفورُ دمَكْ …..
وتظنُّ بأنكَ أبكمْ
يا مَنْ تَعلمْ ؟؟؟؟
سترى سيافاً بالقصرِ يقطّعُ مِعصَمْ
وتسيرُ بِلا أنفاسٍ لألمْ
تشحذُ سكيناً معمياً وقلمْ
تتمنى الموتُ ولا تكتمْ
كحمامةِ صحنِ (العباسْ)
تطيرُ تحطُّ وبلا رأسْ
وتغازلُ خيطاً ممتداً للحوذيْ
ونياشيناً للــــــــيهذيْ ......
ونساءٌ نمنَ في الحضرةِ ملتفعاتْ
ورجالٌ بعباءاتٍ .. يشماغاتْ
يدعونَ ولا يَدعونْ …..
ويقيمونَ صلاةً بالهمسْ
- أنقِذنا يا ربَّ أنقذنا
- فالغلُّ ممتدٌ فينا ………
وأنا ممتدٌ من وجعٍ مثلُ الأبكمْ
(2)
في حضرةِ صحنِ العباسْ
أجناسٌ تلثمُ أجناسْ
والجدةُ عمياءٌ تبكي
مسّدَها بابُ الإفلاسْ
وببطءٍ تثّاقلَ فيها جمرُ الأهلْ
ورفضُ الوصلْ
وكيفَ التهمتْ ذاكرةً من وجع الضدِّ
ماذا يفعل شيخٌ جدّيْ ؟؟؟
إنْ كانتْ منْ زمنٍ بَلديْ
لا تعرفُ أحلامَ الوردِ
آهٍ جدي … آهٍ جديْ
يا قداسَ الحضرةِ يا ..
… يا ممتدَّ بكلِّ الناسْ
والآنَ لا صبرَ لديهِ سيبوحُ بآخرِ أنفاسْ
في حضرةِ تلكَ الكفينْ
المقطوعينْ ……..
حتماً سيرانا (العباسْ)
ويلمُّ الوجعَ الممتدَّ من أولِّ حوذيٍّ غابْ
مندسٌ في الحضرةِ يشكوْ
لآخرِ طفلٍ قدْ لا يَلهوْ ………
بيديهِ التمرُ المنقوعْ
والأمًّ تمسكُ في البابْ
بالهمسِ تعوذُ الوسواسْ
من خيمةِ حزنٍ راودَها
قمرٌ ليرى ليلاً محفوراً بحرابْ
(3)
قامَ القيمُ بلمِّ بقايا منْ وسواسْ
وتملّى بالحضرةِ صلّّى
وأباحَ لنفسهِ وتجلّّى
ليلمَّ حكاياتِ الناسْ
ماذا يفعلُ رجلٌ مثليْ
قَبَليْ ….
جاءَ من الكوفةِ منهوكاً بلا أضلاعْ
عانى التركَ وسلاجقةً وبنى آلافَ الأوضاعْ
حتى جاعْ……
أهلهُ سموهُ الرقّاعْ
لأنهُ رتّقَ طيرَ الدمْ
وروضَّ مأساةٍ للهَمْ
أحياناً يدعوهُ القاعْ
ماذا يفعلُ رجلٌ مثلي
شاركَ في نارينِ ليجليْ
بركاتُ الربِّ من الدمْ
فالقيّمُ ما زالَ يهذيْ ……
والقيّمُ حقّهُ أنْ يَهذيْ
والجرحُ بحضرةِ مولانا
مدفونٌ آهٍ مدفونْ
والوهمُ خرابٌ يُؤذينا
والحقُّ فينا قدْ ضاعْ

2-1-2001

حنشيات
1- السيرة الذاتية لحنش بن شلش
(1)
هذا ( الحنشْ ….
…… أبن شلشْ )
صعلوكُ من ( لكشْ )
بومضةٍ من عينْ ….
يصيرُ دستورينْ
ورائداً لثورةِ الدبَشْ
هو المفكــرُ حامـل الأسطورةِ العمياءْ
وصاحبُ الوصايةِ المبجّلةْ
للقتلةْ ……..
وراويَ الكتابَ والخبرْ
مدبّرُ المصائبِ ومهلكُ البشرْ
مفجّرُ الأحلام للغوانيْ
وقاتلُ العذارى بالنمَشْ
قائدُ جيلٍ مُنتحرْ……
هو ( الحنشْ )
يا أيّها السادةَ يا حضورْ
قولوا يَعشْ ……………………
وليُّ هذا الأمرْ
نعلنهُ حاكـم بالإجماعْ
داعيةُ ( الرصّاعْ ) …..
لأنّهُ عند سـويعةِ غفوتهْ
يذبـحُ بالأحـلامِ ما يُذاعْ
ينامُ بالمقلاعْ …….
أميرُ مِنْ خَزفْ
أميرُ مِنْ قَرفْ
أصابهُ الجنونْ
شعارهُ المطربُ حينَ قالْ …….
-((من أكونْ !
……. أنا من حبَّ بســـــكـونْ))
(2)
أيتها البلابلُ ……
( حنـشْ ….حنـشْ
أبن شـــــلــــــشْ )
- الآباءُ أنكروهْ .....
وريشهُ نفشْ
وبدأتْ تلوحُ منْ عوالمَ الغياهبِ الملفقةْ
المشنقةْ ……
فاحترسوا يا أيها الوزراءَ والأباطرةْ
يا زمرَ القنابرةْ ……..
يا خطباً مدسترةْ
يا ماحقي الأجيالِ بالعناترةْ
يا أيها الضياطرةْ
فالفقراءُ عندنا أمواتْ
صعلوكنا حافٍ بلا أصواتْ
يلتحفُ المأساةْ
ويحيا في بلادنا الجبابرةْ
قصورهم فارهةٌ عجيبةْ
قرودهُم قضاةْ
وغلّهم بداخلِ الرواةْ
ولأنّهُ ( الحنشْ )
سيحكمُ البرابرةْ
ويحكمُ البلابلَ ودمعةً لما تزلْ بصدركم مزورةْ
وزمراً مُدمّرةْ
وينسفُ الصحراءَ من آشـورَ نحو بابلَ إلى جرشْ!!!
ويحكمُ بمهزلةْ
…………. ( طليطلةْ ) …..

2- ظهور( الحنش ) في طليطلة
( 1)
أولّها …
يظهرُ بالقبعةِ ( الكابويْ )
قميصهُ مرصعٌ بالذهبِ
والشعبُ بعدُ لمْ يثبْ من تعبِ
يا عجبي ….
آخرها …..
يظهرُ بالجبّةِ والعمامةْْ
وفي يديهِ مسبحةْ
يقرأُ في الدفاترِ المنقحةْ
عن مشرحةْْ
وجعجعةْ ……. وموقعةْْ
يا مربحةْ ….
تلك التي يقودُها …
يا وجعاً لأنه أعلنَ عن وساوس مرقعةْ
يقودنا من مذبحةْْ
لمذبحةْْ ............
(2)
مذبحةٌ (حنشيةُ) الوجدانْ
أدركَها مهرجٌ تعبانْ
سمّوهُ في ( طليطلةْ ) …
إنسانْ ……..
أنفهُ كالغرابْ
عيناهُ غائرتانِ من صِعابْ
وجههُ قد تجعدتْ شعابْ
مهرجٌ ….. مهرجٌ …… إنسانْ
أضحكَ كلَّ طفلةٍ وأضحكَ الهراءَ والأشياءْ
أضحكَ في ( طليطلةْ )
(بُليبُلةْ) ….
ومرَّغَ الساسةَ والقوادْ
أصابَ في خواطرهْ
مناهجَ الأسيادْ
أضحكَ (طرطوراً) على الرصيفْ
وصرصرةْ
ونملةٌ تعبثُ بالنزيفْ
ومقبرةْ
أضحكَ (حنجنونْ)
ونسوةً أصابَها الجنونْ
ضحكهُ كالبكاءْ
يُسمَعُ في سويعةٍ متعبةِ الأنباءْ
( بُليبُلةْ ) ………
إغتالَها الحنشْ
وعاثَ في رفاتِها ….
وخاطَها
وداسَ في مرافئِ العشاقْ
وأحرقَ الأشواقْ
وأدعّى بأن في خواصِها أسماءْ
وأدعّى بأن فيها لعنةُ السماءْ
وأدعّى أشياءْ ……
(3)
لكنَّ في طليطلةْ
( حُنيجلةْ ) ….
إمرأةٌ عرافةٌ تدركُ معنى صوتها
ووجهُها الندوبُ قد تداركتْ سنواتها
آلامُها …..أحزانُها
كقمرِ بليلةِ الخسوفْ
محاطةٌ بنوبةِ العزوفْ
فمنذُ أنْ أصابَها بزوجِها ( حنشوفْ )
قد أدركتْ خرابةٌ تلفّّها
وأدركتْ مساوءاً عمياءْ
وأدركت كذا ……. كذا أشياءْ
(4)
( طليطلةْ ) كمهزلةْ
أصابَها الخرابْ
وعاثَ في فنائِها الحنشْ
(حنش … حنشْ
إبن شلشْ )
أميرُ من قصبْ
تعضّدَ بعصبةِ الغضبْ
أدركَ للمهرجِ أمنية التعبْ
( طليطلةْ ) ستحترقْ
وتحترقْ أواصرُ الشغبْ
بليلةٍ قميئةٍ غافيةِ اللهبْ
أحرقَهمْ وداسَ في منافذِ الشعبْ
عاشَ (الحنشْ …..
ابن شلشْ )
أميرُ من ( طليطلةْ )
للمهزلةْ ……..
(5)
صورهُ علقّها الشحّاذُ في الرواقْ
وداسَها الحفاةُ في الأسواقْ
أصابَها احتراقُ وانزلاقْ
الأجنةُ الآن بكوا
وحركّوا ….. وفبركوا
وعلقّوا قصائدَ لمدحهِ في ساحةٍ حمراءْ
وصادروا النساءْ
الرجالُ قدْ تراصفوا
وخرفّوا ….. ونزَفوا
وهاجوا كالثيرانْ
لأجلِ منْ ؟؟؟؟
لصولةِ الشيطانْ
(6)
يضحكُ في ( طليطلةْ ) ……
عن مهزلةْ …
في مزبلةْ ….
يراقب عن كثبٍ فئرانهُ المعطلةْ
والحنشُ ينتابهُ القلقْ
من آخر التنابلةْ
وأرنباً يغازلهْ
فدسَّ خنجرهْ
بأسفلِ العنقْ ….

3- أحلام ملك الروم
في ليلٍ قمريٍّ مذبوحٍ بالتنّينْ
يجلبُ ملكُ الرومِ العرّافينْ
ويجلبُ كهانَ التأبينْ
والسحرةْ ….
وموالي موسى البررةْ …
ليفسروا حلماً ومفادهْ
- أنّ الربَّ دعاهُ دعاهْ
كي ينقذَ أمَّ البشرية
منْ ( حنشَ ) أبنِ الجنيةْ
لهذا قرّرَ والعهدةُ للمقتولْ
إنقاذُ بقايا حريةْ …..



4- اختفاء حنش خلال حرب الروم
(1)
مملكةُ الحروبْ
مملكةُ الأرانبِ المهاجرةْ
مملكة البلابلِ المغامرةْ
مملكةُ الذئابِ والخرفانَ والعناترةْ
مملكةُ الفقراءِ والعجائبِ المليونَ للمقابرِ المؤجرةْ
(2)
رومٌ على أبوابنا ……
الحِرابُ في صدورنا
الخَرابُ في ظهورنا …
يسري كما الديدانْ ……
مختلطٌ يغوصُ في الأمعاءِ كالأدرانْ
و( الحنشُ ) معلقٌ بكفّنا
ممددٌ على رؤوسِ الجانْ
يجلبُ عرافيهِ في ( طليطلةْ )
وقارئي الكفوفْ
وناقري الدفوفْ
ومبخرةْ …….
يحرقُ ما تذرّهُ الرياحُ من غلمانهِ في مقبرةْ
يبحثُ عن تنابلةْ
ويطردُ الجهابذةْ
دعاتهُ الممسوخُ والطرطورْ
وراقصونَ من عصورٍ زورْ
ويجلبُ الخنافسَ المعاصرةْ
يحضّرُ الأرواحَ والأشباحْ
من لعنةِ القبورْ
والدمُّ في عروقهِ يفورْ
يلعقُ صوتاً ذاوياً
غرابهُ ينوحُ في شواطئِ البلادْ
على مسارِ لعنةٍ تُعادْ
وغيمةٌ تجسُّ نبضَ معضلةْ
( طليطلةْ ) ….ستحترقْ
يحرقُها مليكُها
وصاحبُ الولايةِ ( الحنشْ )
(3)
طليطلةْ …. طليطلةْ
تبحثُ عن منقذها
تبحثُ عن دعاتها
تبحثُ عن عيونْ
فالليلُ فيها شبحٌ زنجّيْ
و( الحنشُ ) يلبسُ زيَّ امرأةٍ مراهقةْ
تعودُ للعشيقِ كلّما
تظنّهُ يحبّها
لكنّهُ يكرهُ فيها لعبةَ المراوغةْ
وقتلهُ للجارْ
القبائلُ تتحدُ وتفسخُ الولايةَ ( لحنشَ ) المكّارْ
واستدعتْ الرومَ وهذا حقّها
لأنّها لا تملكَ الخيارْ …..
(4)
رومٌ كما المطرْ …
و( الحنشُ ) يوزّعُ النذورْ
ويخلطُ الأورامَ بالبخورْ
يدورُ في بيوتِ عاهراتْ
ويلعنُ الأمواتْ …..
( طليطلةْ ) ….. تخورُ بالحرابِ والسيوفْ
و( الحنشُ ) محاربٌ قديمُ من قصبْ
لكنّهُ يحسُّ في داخلهِ كمُغتصبْ
يجلبُ فانوسَ علاءَ الدينْ
ليفركهْ …
جنيّهُ تَعبْ
عانى من الحروبْ
ودسَّ في عيونهِ رمادْ
ونامَ في تؤدةٍ ليرقبَ البلادْ
ويمسكُ بكفّهِ مراقصاً ومكنسةْ
حجابهُ من اكبر الطغاةْ
يصادروا البهلولَ والرواةْ
ويحرقوا المَشيمةَ لطفلةٍ مُسيّسةْ
يجمّعُ القوادَ في المدينةِ المُهدّدةْ
ويحرفُ المسارَ للشعبْ
بخطبٍ تتلو خطبْ
فمرةً يظهرُ كالأوغادْ
ومرةً يظهرُ فوقَ بغلةٍ بخرقٍ مرقّعةْ
عجائزُ التنابلةْ
تُغازلهْ ……..
وآخرُ الندمانَ في طريقهِ ملوحاً للمقصلةْ
والحنشُ يحبُّ ما بنفسهِ أكثرُ من طليطلةْ ……
(5)
حروبنا لا تنتهيْ
يداه يا أحبّتي قتيلةْ
وربما أضلاعهُ ليستْ على أحوالها
وربما القملُ الذي برأسهِ ستارةٌ تزوغُ عن مسارِها
لتوقدَ الخرابَ في المحاصنِ البديلةْ
آخرها تجهبذَ ودسَّ في أنوفنا المزوّقةْ
أراملَ معوقةْ ….
وبعدَ أنْ تساقطتْ قلاعْ
وجمعَ القوادَ في البقاعْ
والحنشُ لا يعرفَ الوعودْ
ويعرفُ العجائبَ المليونَ قد تنتهيْ
بموتهِ ……..
والحنشُ يخصُّ ذئباً هائجاً تحيّتهْ
لأنّهُ قد مزقَّ البلابلَ الوديعةَ وحرّفَ المسارْ
وقطعَّ الورودَ والأزهارْ
( والحنشُ ) مكّارْ….
تخفّى في جحورهِ كفأرْ
والقططُ الشقراءُ بانتظارهِ تلوبْ
هل تنتهي يا حنشَ الحروبْ
بلابُلي مُبعثرةْ
تبحثُ عن أعشاشها
والنملُ ما يزالُ في سلالنا
والعشقُ في قلوبِنا مقلوبْ
هل تنتهيْ يا حنشَ الحروبْ
هل تنتهي ……..

5- خراب طليطلة
تظهرُ في طليطلةْ
عناكبُ صفراءْ
جنادبُ حمراءْ
ويسقطً ( الحنشْ )
وتظهرُ البُغيلةُ بوشمةِ الحصانْ
تدورُ في الخرائبِ تبحثُ عن خناجرَ ورقعٍ مُشرنقةْ
تزفّها بالشارعِ الممطوطْ
بغيلةً الخليفةِ تغوطْ
تلثغُ نزفَ دودةٍ
ويظهرُ الفلاسفةْ
الحراشفةْ
المفكرُ الرومّيْ
بخبزنا اليومّيْ
يغتالنا ….
يهزنا……
كما الدمى
ونحنُ في خرابنا
نبحثُ عن منقذنا
وبغلةُ الخليفةِ وقملُها تكرّزُ الحروبْ
تزحفُ في الأزقةِ تلتهمُ الكتابَ والأثرْ
والوحشةُ تقرفصتْ
تساقطت قلاعْ
وانزلقت قبابْ
وانزلقَ المفكرُّ الطليطليْ
يعزفُ في تمهلِّ
ويغرقُ بلجّةِ الحروبْ
يزنُّ ما صودرَ من أحبابْ
بلثغةِ الأغرابْ …
الصورُ تلاطمتْ
وانزلقتْ
بلعبةِ التنفيسِ بالمقلوبْ
هل تنتهي يا أيّها المفكرُ الحروبْ
هل تنتهي ………

بين 1999-2003

القشمر
الضبابُ يلفُّ القرى ….
والمدينةُ نازفةٌ من خُراجْ
والأمانيُ ( سيمفونّيةٌ ) من الموتِ أصرخُ لا
فملءُ فميْ ..
أعجمي ……..
ولا يعّوضُ عنّي سوى
تهدّجتُ غرتُ ببوحي
وأسفيتُ كالنملِ أُذريْ مساراتِ عهدٍ لما
روتْ من عيونِ وما شدّها
غيرُ موتٍ يسرُّ التجذّرَ للبوحِ والخراتيتُ موغلةٌ بالتعجبِّ منْ طَرقِ طبلٍ عَلى
( هُبَلَ ) وها
قدْ أرى …..
سوى ( بُنيّاتيَ ) وطيفٍ من الخمرِ أرّقنيْ
وخمسينَ دهراً وبَلبَلةً من قِنانْ ….
وغافيةُ الحيِّ درأ الدنانْ ….
هائجاتٌ مناكبنا
وانزلاقاتنا …..
والحسانْ
تأججنَ بي فورةً …. وانزونْ
وما شدّني ….. غير إنّيْ
سأحكي لما خامرتهُ الشكوكَ إذا أسبلَتْ جفنَها ……..
لتطلقَ بعضَ انزلاقاتِ مزمارها
لتذري سفوفاً ألمَّ بها
قلقٌ منهمرْ ……
شُجيراتنا تحتضرْ
يا طيورَ الكناري التي لا تطيرْ
تسفّينَ من غيمةِ الصحوِ أتعابنا
وجمرُ التعاويذِ أوجاعنا
خفايا تباريحِ أنفاسنا
وبَوحٌ لغيمِ التصحرِّ جُلبابنا …….
يا طيورَ الكناريَ تملّينَ من ضيمِ بعضِ التواردِ أو
من تعجّلِ الانزواءْ
جعجعاتُ المرازبِ نزفٌ وإخصاءُ حزنِ الشتاءْ
هُنا للمراجيحِ ألوانها
وبوحُ التسامي زيفُ البكاءْ
يا غرامَ الديوكْ ………..
وبعضُ ما باحهُ من بيوضٍ مخاتلةٍ للملوكْ
هنا يا ترابَ التأزّمِ من نخلةٍ غافيةْ
المراثيُ مبهورةٌ حولنا ……..
( تكتكاتُ ) العقاربِ أنفاسنا
الخرائبُ عجّتْ وما
حملقَتها التراتيلُ من هولها
التأزّمُ بيْ …..
وهذا الذي فرَّ من طلقةٍ باحَ سرّاً لنا عنكبوتْ
الخرابُ ببروازهِ ماكرا بالقنوتْ
وموتُ التوسّدِ بالذكرياتْ ……..
عجاجٌ عجاجْ …..
الشوارعُ مطليّةٌ بالأساورِ والتعرّجِ والتماثلِ مرفوض ها
من هنيهاتِ جاءوا على وجهها
البندقيةُ نحوي مصوبةٌ وكيفَ يموتُ الصبايا هنا
لعبةٌ عليكمْ حواجزُها ……
فسيروا ببطءٍ حيارى ومن لحظةٍ عازفينْ
لنرقص معاً ……
ويا كلكمْ …..
إرقصوا جاءكمْ
( قشمرُ اليعربيّ الـيلوكَ العلوكَ ) وبعضَ اتصالاتهِ ….
جاءكمْ …..
واحفظوا ما خفا من تواريخهِ ……..
كانَ من طنةٍ من سلالاتِ روما
وإنّي أربّتُ بعضَ التواريخِ في جسديْ
وأقنصُ روحي من الغمغماتِ هنا
يا خرابَ الشناشيلِ في الشارعِ السرمديْ ……
العصافيرُ ما هادنتْ ….
أو هوتْ ….
غيومُ القرى كرّزتْ صوتها
شجيراتنا والعيونُ ترى لفحها
من لفيفِ التأجّجِ ممهورةٌ لا تلينْ …..
علّقوني ودَسّوا مرايا التأزمِّ في غفلتينْ
وباحوا مناسبَ من لُعبَتينْ
الزريبةُ تبكي …..
( وقشمرُ ) الضاعَ بينَ الأنينْ
ويا حسرتي ……
أحنُّ إليها وأدنو من القلقلةْ
وسيفي تجذّرَ من خلخلةْ
البيوتُ تدسُّ أسىً واستلابْ
صُحبتي جذّروا ما يُطابْ
كمكموا كُفأَ بعضي
وبعضُ التشظّي نَوحُ ارتيابْ
حاذروا الطيفَ منهُ انزفوا
ما بقى من لقىً أو كِتابْ
الهوى ماجنٌ والحراشفُ ممهورةٌ بالغيابْ
يا سرابَ الطيورِ التي غادرتْ
وبعضُ الأماني التي لا تجابْ
( قشمرُ ) الآنَ فينا ومنّا يجوسْ
ويغرسُ ما باحهُ عرقُ سوسْ
القرى …… لا تُرى
والشوارعُ مجّتْ خطايا وجمراً وغابْ
وبعضُ انزلاقاتِ نزفِ الكلابْ

23-5-‏2004‏

أقنعة
سقطتْ جميعُ الأقنعةْ
والشاعرُ الـمـجنونُ نامَ على الرصيفْ
وظـلَّ يحلمُ بالحماماتِ الذبيحةِ والنزيفْ
حـلـمٌ مخيفْ …………
قدْ راودَ الشعراءُ في أنفاسِهمْ
قدْ يصبغونَ الدمَّ بالكلماتِ قد يتفتَتّونْ
حجراً على كـلّ المـواقـدْ
يا أيُّـهـا الدركيُّ قـدني نحـوَ زاويةِ الـعـيونْ
أنـا قـدْ أكـونْ … أو لا أكـونْ !
الثلجُ يملأُ رأسـيَ المـوبوءِ بالأحلامِ أوهاماً
تدوسُ حوافـرُ الخيلِ افتراضاتِ الـسكـونْ!
منـفىً من الكلماتِ خاتمتي السكوتْ
في غربتي الأنـباءُ تأسُرني ويأسِرُني المـكانْ
هذا أوانُ العاشقِِ المجنونِ فوق الأرصفةْ
ويـداهُ عالقتانِ بالأدرانِ حـدّ النزفِ أو حدّ التــرقبْ !
هـيَ خـطـوتـانْ………….
الخطوةُ الأولى اتجاهَ المقصلةْ
الخطوةُ الأخرى المساوئُ كلُّها
وربيعُ عمرهُ قادهُ للمهزلةْ …….
فلتسقطِ الكلماتُ مثلَ الأقنعةْ
ويدورُ وجهي شاحباً كالأشرعةْ
عانتْ زمانَ العابثينْ
فلهذهِ الكـلماتِ سطوتُها
ولـَهـا الأوانْ !
فلتحترقْ أحلامٌنا
وتـدورُ دورتها السنونْ
لنعيشَ في زمنِ الهواجسِ صاحبيْ
يا شاعراً ………………….
قالوا بأنّكَ عشتَ لحظتـَهـا الجنونْ !

27-8-1998 بغداد

تعب الشاعر ( تعبان)
تعبانُ منْ تعبْ
عانى وما يزالْ……….
أيا عجبْ !!!!
أخوتهُ تصوروهُ غرفةً مؤصدةَ الأبوابْ
أبناؤهُ توسدوهُ أفردوا منابراً منْ الغضبْ
سلالتُهْ ….
وهميةٌ جراحهُ مخاضُ عصرٍ مستلبْ
دماغهُ أوعيةٌ مرتقةْ
شفاههُ مساحةٌ لعمقِها أفقْ
من قوظَّ القصيدِ في دمـهْ ؟
أسالَها على رتاجِ النورْ
مبللةْ …. مهادنةْ …
محاصرةْ ….
كغفلةِ الطرطورْ
منْ أسدلَ الأفقْ ؟
مهادنٌ مأجورْ ……..
تعبانُ من تعبْ
أغلقَ بابَ قلبهُ دماغهُ ونامَ كالقصبْ
تهّزّّهُ الرياحْ
يهزّهُ المطرْ
يهزّه الإعصارْ ……………
لكنهُ مازالَ منْ تعبْ
يقرأُ وجهَ قاتلهْ
ويعرفُ القتيلْ
يبكي على موّالـِّهِ غناءهُ في الليلْ
وحشتهُ مرافئاً ......
صرختهُ موائد الأدبْ
يا ليتهُ ما قالَ في أمسيةٍ قصيدةَ الشعبْ !
تعبانُ منْ تعبْ …………
تعبانُ منْ تعبْ …………

16-10-1989

تداعيات
( شنول ) المغلول

(1)

ماذا يفعلُ هذا ( الشنشولُ ) المغلولْ
لو قابلَ في عتمةِ ليلٍ سفاحُ الشعبِ المسؤولْ
حلمٌ راودهُ من زمنٍ يا للهولْ
ليلُ مغولْ
غثّاثونْ …..
مصّاصو دماءِ الشعبِ دِمامْ
تركيبةُ ( مكشوفُ ) المخصيْ …
أمامَ جميلاتٍ من طيْ
يا للهولْ …..
فالحنجرةُ ما عادتْ لاهثة تبكيْ
والصوتُ يُبعث مقلوبْ
ماذا يُقرَأْ في غيبٍ هاجرهُ الفرحُ يا ( أيوبْ )
يومياً تمثالٌ أعمى تلمحهُ صورة ( مغلوبْ )
رئيسُ الدولةِ ضدَّ الشعبِ وضدَّ الكلّْ
….… وربّ الغلّْ ……………
(2)
يا هذا ( الشنشولُ ) المتعبْ
سُتصادرُ في الشارعِ أرنبْ
وتُصادرُ أعضائكَ حتّى
أدنى أشيائكَ للبولْ ……
وتباعُ مأسورَ الحالْ …
بسوقِ ( مريديْ ) …..
منحطُّ الشيءِ بلا ذمّةِ للمخبولْ
أيُّ بلادٍ … أيّ بلادْ
فالجلادُ هو الجلادْ
ومقامُ ( عليٍّ ) باعوهُ للأوغادْ
(3)
ماذا يفعلُ هذا ( الشنشولُ ) المعلولْ
لو قابلَ تمثالاً يبكي للسلطانْ
حتماً سيقولُ ويقولْ ……
ويعاتبهُ
ويؤنّبهُ …. ويُسائلهُ ؟؟؟؟؟؟
- لماذا أبحتَ بجماجمِ كلِّ الأطفالْ ....
- لماذا تركتَ عتاةَ القومِ كالأوحالْ …
- لماذا تسربَّ بغلكَ أبكمَ للمثّالْ ؟؟
- لماذا تركتّ ( البرنو ) عمداً للعتالْ ؟؟
- ولماذا سيّدتً جاموساً …… جاسوساً
وأبدت الشعبَ الطيّبَ ( بالديتولْ ) ..
ودستَ على الحريةْ ……
وكسَرتَ قانونَ المليونْ
ملعونُ أبو الدولارِ هو الملعونْ
تتركني وحدي يا ضدّيْ
يا بلغمُ حمقى الشعراءْ
(4)
هل تلمحُ يا مبكي الدمعةِ هذي المجزرةَ البشريةَ والجزارْ
نحن كُثارْ …….
لا تهتمْ …
فقصوركَ ضاعَت مولايْ
كشربةِ شايْ …….
وبنوكَ صاروا أصفارْ
والقملةُ تبحثُ عن قاصِفْ
والنملةُ تبحثُ عن دارْ …..
والبغلُ مازال يئنُّ ويدندنُ في حضنِ السيفْ
زيفُ بزيفْ …..
هل تذكرُ مولانا العسكرْ
حين يزمّرْ
وبقايا قوادِ القومْ
حشرجةٌ وبغايا لوطْ
وعيونٌ تهربُ من سوطْ
وأنا لا املك أشيائي
أهربُ منكمْ نحوَ المُنكرْ
عانيتُ حروبكَ أجمعَها
وهربتُ إلى مربطِ فأرْ
وتعلمتُ فنونَ الرشوةِ نصّبتُ نفسي ( مسؤولاً ) لصعاليكَ عُتاةِ الساحْ
فأنا الآنَ أمثّلُ ( ياهو ) .. و( الستلايتْ )
أحدّ نُسخي النعجةُ ( دولي ) …..
وأمثلُّ عصرَ ( الطقطقةِ ) وأقودُ حزبَ ( الأشباحْ )
مرتاحٌ جداً مرتاحْ
أما أنتَ يا هذا الجلفَ المخفيْ
أغربْ عنّي …..
لا شئَ بذاكرتي صاحْ
ومزاجي منبعجٌ تشكيكيْ
… لا أمريكيْ ……
أرقصُ في كلِّ الساحاتْ
بالأفراحِ والأتراحْ …..
مرتاحٌ جداً مرتاحْ ……
فأنا ( شنشولُ ) البهلولْ
من ضجّةِ شوكٍ ونساءْ
من دفءِ الشعرِ تراتيلي والشعراءْ
من وجعٍ يستنفذُ عمقي في الغبراءْ
عانيتُ من القطِّ التتريْ …
والمحفورُ بذاكرةِ الخمّارينْ
عانيتُ من لُعبِ القادةِ والقوّادْ
ستراني باللحيةِ كثّةْ
والنظاراتِ المكسورةْ
والسترةُ مازالتْ تعويْ
من ألمٍ ظلَّ يراقصُها
ويخاصمُها …
فأنا مرتاحٌ ….. مرتاحْ
أصفحُ للغيرِ ويديَّ كاتمةٌ غضبي لتهامةْْ
تتركني وحدي بالحمى ……
لأعاودُ تقنيةَ البولْ
أتجاهلُ أشياءً عدةْ
وأعودُ لوضعِ مجهولْ

16/9/2003


القناص الأحول
في مقهى التجذيرْ
للإيرادِ والتصديرْ
وأنا ملتذٌّ بالشايْ ….
وكديكٍ منفوشٍ الريشْ
وأمامَ صديقي القصاصْ
إذ وشوشنيْ :
هل ترغبُ يا صاحَ المتعبَ بنشرِ قصيدةْ
بصحيفة حزبٍ مشهورْ
ولكوني شاعرُ مذبوحْ
من جيلِ الدمعةِ والنوحْ
وأكرهُ بعضَ إذاعاتٍ للدسِّ أو للبوحْ
والمخفيِّ للمقبورِ والمسموحْ
والصحفِ الظاهرةِ الحرةِ والمأجورةْ
وأخافُ منْ ( ت في - أي أمْ أنْ )
ولسانيَ قدْ يفلتُ منّي …. يتأينْ
ويعجُّ برجرجةِ المخْ
لبقايا أدمغةٍ تعبى أو منخورةْ
بادرني الصحفيُ الأحولُ كالقناصْ
آسفْ …
بادرَ صاحبيَ القفاصْ ….
ودسَّ بجيبهِ نصفَ ورقةْ
ومن الجعبةِ أظهرتُ ما لذَّ وراقْ
من الأوراقْ
بعضٌ قد يفهمُها العاقْ
وبعضٌ يفهمُها العشاقْ
وبعضٌ لا تفهمْ وتطاقْ
وبعدَ عذابْ
دسستُ ( ضبابْ )
قصيدةُ عمريْ
تحكي عنْ صبرٍ لكتابْ
وخفايا ذئبٍ مسعورٍ وكلابْ
حدّقها مرتعباً منّيْ
بوصّيةِ مدسوسٍ ناثرْ
ولكونيَ اكتبُ تفعيلةْ
وجيلي ليسَ كجيلةْ
وقصيدتيَ فالتةٌ جداً
برتوشٍ تلتفُّ طويلةْ
لا تحملها أعتى أذناب الصفحاتْ
تحتاجُ بلابلَ قدْ تبكي
ومواويلَ من ( نوتاتٍ ) أو آهاتْ
ولكونَ الصحفيُ الاحولْ
مشغولاً بالهزِّ وكنسِ مقالاتِ نصف الأدباءْ
والعهدة كما قال الراويْ
يشربُ نثرْ ….. ويأكلُ نشرْ
ويشبهُ ( واويْ )
ولأنهُ فوجئَ من قبليْ
ولكيْ لا يظهرَ إحراجاً
أشعلَ ( سيكاراً ) مغشوشاً
بغلافٍ من صنعِ أمريكا
حدقَّ بيْ …
من خلفَ زجاجاتٍ عوجْ
إذْ أحرجنيْ
أو جرجرنيْ بالمنلوجْ
قالَ :
صحيفتُنا رائعةٌ بالبترِ وحتى النثرْ
وتمثلُ مجموعَ الشعبْ
ولكيْ لا نقلقْ أرنبةً حتّى كلبْ
ونداهنُ أنصافَ الشعرِ والقفاصةْ
ورواةَ الدجلِ القناصةْ
بعضٌ منهمْ رجعيونَ وبعضٌ ساسةْ
ونُطلي الصفحةَ بالملكِ الأولِ ( لعلوجْ )
وصحيفتنا لا تتفشى ( بطويريجَ والغماسةْ )
ولأني المسؤولُ الأدبيْ
للفرفشةِ حتى الكذبِ
ورئيسُ التحريرِ لطيفٌ من تكساسَ
ورماني بقصيدةِ عمريْ
وأمامَ صديقي الرقاصْ
وسكرتُ بأقداحِ الشايْ
وبلعتُ المقهى والشارعْ
وتقيأتُ بعضَ صحافةْ
2/4/2004

اعترافات لص سريالي
(1)
أحتاجُ لشيءٍ يُقلقني كنهيقِِ حمارْ
أحتاجُ لخطبةِ صعلوكٍ ألثغً خمّارْ
أحتاجُ لقملٍ يُؤويني وعويلاً في الدارْ
أحتاجُ لعصفٍ وقنابلْ
وبقايا ثوارِ تنابلْ
أحتاجُ لسرٍّ يفضحُني
وشيخُ قبائلْ
أحتاجُ قلماً معمياً …..
ودفاتر نزفٍ من ( دولارْ )
ومطابعَ تزويرِ العملةِ بالدينارْ
أحتاجُ ألوفَ القناصينْ
القفاصّينْ ...........
وسماسرةَ الجنسِ المخفي الرقاصّينْ
ودودةَ عثّةْ
أشياءً رثّةْ
وغوانيَ مُدمنةً تلهثٌ خلفَ فصوصْ
وتعاويذَ مشعوذِ أدردَ أو مخبوصْ
بلحيةِ كثّةْ ….
ومساميرَ لدقِّ الناسْ
بالأكداسْ
وخصوصاً أحبابي منهم والسواقْ
بأخرِ موديلاتِ الشتمِ ودسِّ الاستنطاقْ
أحتاجُ حبوباً للتخديرْ
وأباحياتِ الأقراصْ ….
وخموراً زورّها الأشقرَ للقراصْ
ومدفعَ ليزرْ
طلقاتٍ منْ رشاشاتْ
ومدافعَ هاونَ روميةْ
وكتيبةُ قملٍ همجيةْ
( للكوناتْ ) ........
سياراتٍ بالتيزابِ لقتلِ الذاتْ
أحتاجُ قصائدَ بتارْ
ولنقادٍ مُنتفعينْ
كتّابَ صحفِ مقبورةْ
لامرئيةِ ولا مقروءةْ
سرّاقَ نصوصٍ شُعّارْ
أحتاجُ لتشويشٍ وطني
ولكوني لا أملكُ كرشْ
قررتُ أن أبلعَ ( دشْ )
لأغانيَ منْ ( كشِّ الكشْ )
ومواويلَ ( لطمةِ خريزةْ )
لقراصنةِ الدجلِ العاشوا مفروضينْ
بدعمِ الغشْ
وبلابلَ ماتتْ بجدارةْ
تحتَ التسليبِ العلني بنفضِ ( البارةْ )
بكل جسارةْ
شهداء السرق الوطنيْ
أحتاجُ لتمثالٍ مخفي قد يُرثينيْ ….
وقلاداتٍ نُهبتْ عمداً ( يا بو ثوينيْ )
ولقىً هاربةً لا تبكيْ
آشوريةْ ….
أحتاجُ لمرجعِ تاريخٍ من مسلوبْ
وكُتيباً نازفَ مقلوبْ
وعجائبَ بابلَ زائفةً أووثنيةْ
أحتاجُ قميصاً دموياً
منْ أقربَ مذبوحٍ عاديْ
ببلاديْ ….
وأمامَ أحبتنا الموتى
والأضدادِ ….
أحتاجُ لبارجةٍ عظمى من بترولَ إلى ( الويلاديْ )
(2)
تعجبني قاعدةَ السعدونِْ
وعيونُ المتخفيّ سرّاً بالفردوسْ
أحتاجُ أساورَ شبعادْ
منْ بنكِ المتحفِ مسبيّةْ
وهذا حقُّ للأحفادِ على الأجدادْ
أحتاج لنارٍ و دمارْ ….
لحرقِ بناياتِ الأسوارْ
هذا ما أوصاني عمي بأخذ الثارْ
(3)
أحتاجُ لوضعِ الألغامْ
في حافلةِ ( التاتا ) التحفةْ
لقتلِ حمامْ
العلماءُ في وطني عثةْ
وليحيى في وطني ( أمريدي )
والسلابةْ ..
والدبابةْ
والجندية ( أم بريديْ )
وأبو خنجرْ
رفيقَ المحضرْ
وقميص الجندي الأشقرْ
أهلاً …. أهلاً بالحريةْ
( أم ثويني ) ْتركبُ سياراتِ البيجو والمخفيةْ
مستوردةٍ للاحزابِ اللامرئيةْ
وأحيّي من قلبي الأشقرْ
وأيّ كروشْ ........
تصادرُ قصراً تضعً الصورَ بالساحات بلا بروازْ
وأنا فرحانٌ منحازْ
سأرشحُ نفسي كرازْ
وأقودُ وزارات ( الكازْ )
وأدخنُ غليوني الكوبيْ
وأعينّ حرساً أثيوبيْ
وهذا ثوبيْ …..
(4)
أحتاجُ دعاءاً ودعاءْ
لأسفرّكمْ …… بدون جوازْ
بدمغةِ غازْ …..
كي أقطعَ مصدرَ عيشتكمْ
وهو النفطْ
هذا اللغطْ ……..
مصدرُ ( بهذلةِ ) المجنونِ نحوَ حروبْ
وأنا السيدُّ والممتدْ
من أنفِ الذئبةِ للخدْ
لا يلويني غيرَ الشدْ
أخرجني بالعامِ الماضيْ
وبلا دمعةْ ……
محشوا منْ سجنِ القلعةْ
أبنُ القيحِ والندابةْ
( حنشُ ) القاضيْ
وأنا القاتلْ …. كي أقتلكمْ …
وأعودُ عليكمُ كالأفعى وكلّي ذنوبْ
واخلصُّ ذمةَ بعضكمُ ….أكرهكمْ
وأعوذُ من المرتاحينْ
عجَبيْ ما زلتُمْ تمشونْ
لا تلوونَ ولا تبكونْ
عجَبيْ فأنا أتضوّرُ من عطشٍ لقتلِ الكونْ
دميَ مصبوغُ خياناتْ
وعلى رأسي صورةُ شيشةْ
وخباءٌ منْ ندبِ العيشةْ
وخفايايَ قملٌ يتهاوى كالجيفةْ
(5)
هذا ما يحتاجهُ قملٌ سرياليْ
للأجيالِِ …..
في زمنِ الفرحِ المهزومِ من الحريةْ
وعلانيةْ ......................
18/5/2004


ما رواه الرأس
(1)
كهانٌ وأباطرةٌ وسيوفْ
راقصةٌ تتلوى …..
ومغنٍ ألثغَ مكفوفْ
زمّارٌ يلهثُ في الساحةِ خاوٍ ينزفُ وجعاً ويئنُّ ضجيجاً محفوفْ
طرقٌ ودفوفْ ….
عرسٌ لا عرسْ …
لا مأتمَ سلطانٌ معروفْ
لا صوتاً باحَ بشيءٍ مستورٍ أو مكشوفْ
فالساحةُ ما زالتْ تعوي كالذئبِ الملتذِّ وحيداً بنزفِ خروفْ
وغانيةٌ تمسكُ زمّاراً وتهزُّ أمامَ المكتوفْ
كيمامةِ حزنٍ راقصها
ذيَّل فيها سجعٌ ووصايا منْ خوفْ …..
لا شئَ بحضرتِها غيري
لا شئَ سوى هذا الحصرمْ
وآنيةِ اللبنِ المغشوشْ
بحضرةِ سيافٍ منفوشْ
(2)
جاريةُ المولى في المعبدْ
بضّةْ …..
تلمحُ كلباً يلعقُ آنيةً من فضةْ
ويراهنُ جاريةَ المولى
أنْ تمضغَ سيفاً ودفوفْ
كي تذبحَ أحلامَ الكاهنْ
(3)
لفوا الكاهنَ بالسيفِ ودسّوا في جعبتهِ السمْ
حزّوا رأسَهُ وأهالوا الضجةَ بالغمْ
أحاطوهُ بجاريةٍ ومغنٍ وراقصةٍ روميةْ
وحفنةِ حوذيين وشرذمةٍ همجيةْ
قالّ الذباحُ نسِينا أنْ نسألهُ :
- كيفَ يموتُ الدمْ ؟
- وكيفَ يموتُ البوحُ لأميرةِ ( أوروكَ ) الشاهدةُ لهذا الكمْ
- وكيفَ يعيشُ الغلمانَ العورِ بالزمنِ المُعتمْ
ونسِينا أنْ نسألهُ :
- عنْ موتِ الجاريةِ المعشوقةْ
- وعن أشياءٍ مشنوقةْ
قالَ القاضي :
واستلَّ الرأسَ المذبوحْ
- مَنْ يجلبَ آنيةَ الروحْ
- سنبوحُ إليهِ ونبوحْ
(4)
مَنْ يدركَ مَنْ ؟؟؟
في هذا الزمنْ ……………….
فالخيطُ سيوصلُ مصلَ الكاهنِ نحوَ الجنْ
ويعيدُ الليلَ القَمريِّ للأشباحْ
أرواحٌ نزلتْ ……صَعدتْ أرواحْ
وروحُ الكاهنُ جالسَها طيفٌ من أُنسْ
يُهسهِسُ هَسْ
والغيمةُ لا تنفثُ غيرَ بقايا نزفِ الجَسْ
(5)
تتلوّى جاريةُ المعبِدْ
لتعيدَ ذاكرةَ المشهَدْ
طبّالونَ كثيرونَ كثيرونْ
يهيلونَ الندبَ المحفورَ من الخدْ
جاريةُ المعبدِ لا تبكي
تستلُّ شناشيلَ الساحةْ
تصلبُ غيماً ومرافئَ أصحابَ الدمْ
جَمّرَها طيفٌ ومرايا
وخفاياها …..
لبَدتْ ما بينَ الألواحْ
عاجَلَها طيفٌ وخِطابْ
أودَعَها سجانٌ القاضي خلفَ البابْ
(6)
رأسُ الكاهنِ مِنْ خلفَ السيافِ الدائخْ
يروي كيفَ انتفضَ المسلوخُ مِنَ السالِخْ
وكيفَ أميرةُ ( أوروكَ ) المعشوقةْ
عاريةٌ بقميصِ النومِ فاجَأها الواشي المهزومْ
أمامَ القومْ ……
أرداها ذاويةً تبكي تنزفُ أحزانَ المخمورْ
وأمالَ المثقالَ كثيراً
وأشهرَ تعويذةَ مِنْ شائِخْ
لا خمراً شاربهُ …. لكنَّ العاشقَ شاهدهُ
يملأُ كأساً يرويهُ لجاريةِ المولى ….
هذا ما يرويهُ الرأسْ …. للمندسْ
27/4/2001


لحظة فزع
( 1 )
خربشني قطٌّ تتريّْ ….
أغرزَ أنيابهُ في صدريْ
دوخنيْ …..
وبلحظةِ فزعٍ فاجأنيْ
فقّأَ عينيَّ وغادرنيْ
وهماً أهداني …. طياراتٍ وقراراتْ
أسدلَ تأريخي القمريّْ
وناءَ بعيداً كالسماواتْ
(2)
في الظلمةِ … أتوسّدُ منفايَ وأخرجُ من كهنوتيْ
نحو سكوتيْ ……
أتضرّجُ بالدمِّ النازلِ من شفتيَّ
وأمزجُ أنفاسَ العاشقةِ في رئتيَّ
منزويٌ بالويلِ القادمْ
وأنا مبهورٌ من نارْ
أوصدُ أبوابكِ يا حكمةْ
وأحرقُ تأريخي بالثأرْ
فلتبدأُ لعنتكِ الأخرى
وكلُّ حكاياتكِ عابثةٌ …..
يا قادمةً منْ ( زاخو ) نحوَ ( العشارْ )
( 3 )
لنسافرُ مصلوبينْ
بدونَ عيونِ خرافيينْ
لا نمسكُ رجلَ النملةِ لا نحسبُ ظلَّ التاريخْ
لا نرقى صوبَ المريخْ
لهذا نحنُ .. حاولنا نسيانَ الماضيْ
قرّرْنا أنْ نسحقَ قاضيْ
ونحررُ أشورَ وأورَ وبابلَ و الأكديينْ
ونسلمُها بأمانٍ ومودةْ
كباقةِ تدميرٍ للوردةْ
لاخوتِنا المحتلينْ ….
6/9/1984
في قرطاجة
(1)
ديكٌ أعورُ في ( قرطاجةْ )
ظلَّ يراقصُ ألفَ دجاجةْ
ألا دجاجةْ ……
الديكُ يغنّي …. (( قيقٌ ـ قاقْ ))
ودجاجاتُ الحيِّ رقصنَ بالأسواقْ ……
قامَ خواجةْ …
وأمامَ المسؤولِ البلديْ
راهنَ كلَّ بطونِ الحيِّ والأسيادِ والمهراجةْ
ـ يا أصحابي …. يا أعدائي …….
أنَّ لهذا الديكِ صفاتْ …
حاوٍ يغلبُ كل حواةْ
فتق أوزانَ الشعراءْ
وصعاليكَ الزمنِ الأغبرْ
سموهُ بالشاعرِ (( قنبرْ ))
حين يُتأتأْ … يقلبُ راءاتهِ غَيناتْ
ويصادرُ همزاتِ الوصلِ ويسافرُ نحوَ الشيناتْ ………
داهيةُ العصرِ المتكبرْ
غازلَ كلَّ بناتِ العصرْ
أهداهُ السلطانُ وثيقةْ
وصلاحياتْ ……...
حين يمرُّ أمامَ المسجدْ
سيصلونَ رجالِ الحيّْ
وحين يمرُّ بالحاناتْ
كلُّ الحيِّ سكارى .. سكارى في الساحاتْ
سموهُ أناني الكلماتْ …
نعتوهُ ملكاً للأرضِ والظلماتْ
جنيٌّ ازرقُ ممسوخْ
بيديهِ القرميدُ نحاسْ
يضحكُ من كلِّ الأجناسْ
لاهٍ … ساهٍ …
منبعجُ الخطوِ متباهٍ
فجّرَ أحلامَ عذارانا
أشعلَ مأساةِ البيضاتْ
دقّقَ في أحداقِ العينْ
أعطى أمراً بالترقينْ
لدجاجاتِ الحيِّ اللائي يتراقصنَ بالتلقينْ
أسدلَ أبوابَ التلحينْ
وأغلقَ أفواهَ الشعراءْ
أصدرَ منشوراً وكتابْ
سماهُ (ملكَ الأتعابْ)
هذا الديكُ عجيبُ عجيبْ
يعرفُ كلَّ أصولِ ( البوبْ )
وأغاني الحشمةِ والعيبْ
فلسفَ ، عبسَّ رفسَّ كلَّ ضباعِ الحيّْ
أنشأ داراً باعَ الماءْ
وحتى الداءْ ……
قادَ أبناءاً لعوانسْ
دقَّقَ في أحوالِ عرائسْ
كان دجاجيْ
أو قرطاجيْ
أبٌ عن جدٍ متمرّسْ
لا عيبَ فيهِ سوى انهُ أعورْ
يحلمُ بالقنديلِ الأزرقْ
جنيٌّ من أهلِ المظهرْ
هذا الديكُ وهذا وهذا ….
قال خواجةْ ..
وأمامَ جميع الحراسْ
- من يوقفهُ ........
- من يدفع ثمناً سأبيعْ
قامَ الناسْ ….. قعدَ الناسْ
حيرهُم هذا الإحساسْ
لكنْ .. لكنْ
من بينَ دجاجاتِ الحيّْ
( عرجاءُ ) لا ترقصُ أبداُ
تنزفُ وجداُ ….
الديكُ يغني
- (قيقٌ – قاقْ )
وتلكَ تلوبُ كالعشاقْ
تتملى في وجهِ حبيبْ
كانَ قريبْ ……
ديكٌ آخرْ ……
أسدلَها بالقبلِ وراحْ
قالَ (سراجةْ)
- إنْ كانَ الأعورُ راقصَها
- العرجاءُ …. العرجاءْ
- فأنا الشاريْ
فانتفضَ المجلسُ عن وضعهْ
وتدافعَ غلمانُ الساحةْ
الديكُ الأعورُ مبتسماً نحوَ العرجاءْ
معتنقاً إيّاها عنوهْ
ثارتْ حافظةُ المحبوبْ
قام يلوبْ ….
وانتفضَ الريشُ المسلوبْ
تدافعَ نحوَ الديكِ الأعورْ
وقام ينقّرْ ….
والحربُ ظلتْ تفترّْ
(2)
لكنّ العرجاءَ تثورْ
تمسكُ بالديكِ المغرورْ
تبحثُ عن أصحابِ الجاهْ
والأفواهْ ….
ومزاميرِ البوقِ المخفيْ
ودعاةِ الفوضى والنارْ
وسماسرةِ الجوعِ الأبديْ
والأسرارْ …
وديوكٍ فرت هاربةً من أشباهْ
تبحثُ عن آخرِ تقليعةْ
لثعالبَ ماكرةٍ شُقرْ
كيْ تُهديها الديكَ ( الأعورْ )
المتجبّرْ ……
هذا ما دونهُ المُخبِرْ
لكنْ أسفي إحترقَ المحضَرْ
لإفاداتِ شهودِ عيانٍ وصعاليكْ …
لمَحوا الأعورْ ….
بسوقِ نخاسةْ
كأي نجاسةْ …
ترمى في مزبلةِ الساسةْ ….
5/3/2004


حيرة
(1)
تَحيّرتُ بينَ الغزاةِ ،
وبينَ الذيْ قادَني للحروبْ
تحيّرتُ أينَ الهروبْ
تحيرت بين ( حجاجنا ) ويزيدْ
فهل من مزيدْ
تحيّرتُ منْ حيرتيْ …
تَضرّعتُ لللّهِ والصالحينْ
وقبّلتُ وجهَ الحسينْ
بأنْ يحفظَ القلبَ منْ غادرينْ
تكومتُ في خانةِ السوقِ أُخفيْ
تجاعيدَ وجهيْ وكلَّ الندوبْ
فأينَ الهروبْ …..
فلا سيفَ عنديْ ….
ولا عقلَ عندهْ
ولا وجعاً يزدريهْ ..
ولا السيفُ هُزَّ ولا فكرةً من لعوبْ
تخَفّى بضحكِ القُرىْ ….
وأسدلَ الغيمَ بالمعصياتْ
تَستّرَ بالجرحِ والموبقاتْ …..
فيا وطنيْ ….
تحمّلتَ ثقلَ الكبائرِ حتّى وسايرتَ كلَّ الغزاةْ
(2)
تَقيّأتَ في حضرةِ الموتِ لا عروةً في يديْ
وكلُّ الذيْ …
تَملّكَ الروحَ حزنٌ يُمسدّهُ جسديْ
فهاكُمْ خذوهُ ودقّوا الطبولْ
على دكّةِ البابِ سيفُ المغولْ
وغانيةٌ هاجرَتْ
وأعطتْ تراتيلَ أبنائنا
فالسيوفُ التي صَدئَتْ
إشتكتْ …
ولا عربدتْ منْ كُماةْ
أهذي الحياةْ ………
(3)
فلا كنتُ منْ ذيْ …
ولا كنتُ منْ ذيولِ الطواحينِ والأحجيةْ
(4)
رأيتُ المغنّي ينوحُ على ضفةٍ في الخليجْ
ولاطمةً للخدودْ
ويطربُ عشاقَ مذبحِنا بالضجيجْ
ويبني تجاعيدَنا بالصدودْ
وعاشقُ النفطِ يلهثُ بلَمِّ البقايا وشقِّ الحدودْ
فأيُّ بلادٍ تفرُّ وأيُّ بلادٍ تذودْ
فلو كانَ سلطانُنا عادلاً
لما ولَجوا لحظةً ولا فَكّروا
ولكننا نُذكّرهمْ بالجدودْ
وسرِّ القبائلِ حينَ تثورْ
ومنفذِ الدمِّ منْ لاطماتِ الخدودْ

25-4-2003
ماذا يجري
(1)
ماذا يجريْ ؟؟؟
يا مختلَّ الشرقِ بقبريْ
يا معتوهاً مخلوعاً منْ صدرِ السيفِ والسيفُ مازالَ بصَدريْ ……
قسريْ ………
مشتعلٌ بالنزفِ الجذريْ
حاجَجَنيْ عتاةُ القومِ ومالوا فوقيْ
مثلُ الطوقِِ …..
ليْ عاشقةٌ وبقايا تمرٍ وشعيرْ
وأصابعُ منْ وجعٍ ماتتْ
وقصائدُ عمريْ في ظهريْ
فأنا ممتدٌ منْ صَبريْ
منْ عصرِ ديوكٍ وملوكْ
مشكوكٌ في أمرِ الحاكمِ والمملوكْ
شرذمةٌ وعصاباتٌ وشكوكْ
والحيرةُ تبدأُ للكلْ
بعضٌ قالْ :
- ملايينُ المحتلينَ ولا مُختّلْ
وبعضٌ قالْ :
- ملايينُ المختلينَ ولا مُحتّلْ
وأنا ألمَحَهُم منْ قبريْ
منسلخٌ وحدي بالغلْ
صدعَتْني كلُّ الأقدارْ
جمجمةٌ غازلَها العارْ
يا للعارْ ……..
ماذا يجريْ ….
في الأولِّ منْ عامِ الفيلْ
غانيةٌ تبلعُ أهداباُ للتَقبيلْ
تتشهّى الجرذَ المسلوخْ
منْ جُحرِ القبرِ المنسوفْ
وتَمسخُ أعباءً منْ خوفْ
فأنا بالوعةُ أحزانْ
(2)
وأنا مندملٌ بالوجعِ ،
لا ناقةَ عندي تَحملُنيْ
ربَطتْني أمّي بمصيرْ
أحتاجُ لضحكٍ وصفيرْ
أو غضبٍ وبقايا فلسفةٍ أو تفسيرْ
ماذا يجريْ ….
فالدفانُ بلّلَ شاهدتي وتَستّرْ
ماذا يجريْ ..
فالحفارُ سيحفرُ بئرَ النفطِ بصدريْ
وأنا أدريْ …..
قدْ أسمَعَهُمْ ….
فالسيفُ قدْ حزَّ الرقبةْ
وأنا قصبةْ …..
يا ما عانيتُ المُختّلْ
والمدعومُ منَ المحتّلْ
بنفخِ البوقْ
ولعنةُ منبوذٍ في السوقْ
لهذا جلبوني للمذبحْ
لأبوحَ بسرٍ لا أبغيْ
وأقولُ مديحاُ للمخصيْ
وسبَّ عتاةَ البقالينْ
يا ما …. يا ما
فالدساسونَ بأوردتيْ وشرايينيْ
ورواةُ الساحةِ قدْ لاطوا
بحفاةِ البرصِ العميانْ
ومشايخُ قومٍ مهزلةٍ منْ ( عدنانْ )
(3)
أتمنّى أنْ أحكي يوماً خلفَ السوقْ
عنْ وطنٍ حاصرهُ الحزنْ …
وغريماً أسفَكهُ الموتُ وظلَّ يسوقْ
ماذا يُحكى في بلدٍ كانَ المشنوقْ
عنْ مختلِّ الشرقِ المتعالي فوقَ النوقْ
يا ما كانَ بهذا السيفْ
كلُّ الزيفْ ..
ضحاكونَ وبكاءونَ وهزازونْ
فاجعةٌ يملأُها البَونْ
يا ما كانَ المعتوهُ في الخوفِ أسيرْ
وضاحكةً دنّسَها الغيرْ
آه يا بلديْ .. يا بلديْ
طيّبْ ….. طيّبْ ….
أطيبُ من رأسِ ( الخَسْ )
عندَ الممسوخِ المُندسْ
أما عنديْ …..
فالبلدُ سَفرُ التكوينْ
وحزنُ مراثٍ والشوقُ بصدريْ مُتعانقْ
وأنا عالقْ …..
منْ تلكَ النخلةِ مُشتقْ
والمختلُّ بهذا الشرقْ
يبني مملكةً ومَشانقْ
وعلى قبريْ يَحفرُ شَقْ
ليسجلَ ذاكرتيْ قسراً
ويصادرُ كلَّ الأشعارْ
(4)
حاولَ قتلَ النفسِ بكأسيْ
وانتزَعَ الجثةَ منْ سُكريْ
أحْرَقَها وأمالَ الطينْ
ورثاني وحديَ يا وحديْ
بالنقادِ الموهومينْ …..
والشعراءِ المهزومينْ
يا ما ….. صادرَنيْ منْ قَبريْ
جمعُ شراذمةٍ للشرِّ
يا ما وجعَ الريحِ دفينْ
يزفُّ الصبرَ وأنتَ حزينْ

14 -5-2003

كابوس
أحسَّ أنهُ كملكٍ من بابلَ أدارَ ذكرياتهُ وفرّ منْ جحيمِ حربِ النارْ
محاط بالأوباشِ والأوغادِ والأشرارْ
يغوصُ في منافذِ الخرابِ والدماْر
تصحو على أكتافهِ النسورْ
وسعفتانِ هزّها الحِصارْ
(( نير ونَ )) قربَ بابِنا
معفراً بذكرياتِ حزنهِ القديمْ
- لتـحترقْ ….
وشاعَ في البلاطِ إنَّ هاجساً يطوفُ كالسديمْ
معلقٌاً فوقَ وشاحِ النورْ
أسطورتهْ ….
أنْ يهتدي العرافُ نحو نجمةٍ تصعدُ من زقورةٍ في بابلَ أو يصعدُ المسيحُ منْ أكتافهِ المنمّقةْ
لم تخجلِ الكلماتُ فيهِ يا …..
شـفتاهُ يا عمومتي تـشـتُمنــا
والحزنُ في أهدابِنا ...
أضلاعِنا …. والنومَ قدْ يلفّنا
لكنّ في عيونِنا مسـاوئُ الحياةْ
أسطورتهْ ………
يمزقُّ الخرائطَ المرتبةْ
ويعلنُ الموتَ على الأمواتْ
ويرسـمُ البكاءَ للأطفالِ في السجونْ
ونحنُ يا عمومتيْ
محاصرونْ …
16-8-1995

مرثية عشق حربية
(1)
كجذوعِ النخلِ المتيبّسْ
تقلصَّ وجهيْ …..
قادَتْني سنواتُ الحربِ وراءَ وراءْ
وأنا الساكنُ عمقَ النارِْ
أتوسدُ تأريخاً مرّا ومآسي شعبٍ وعناءْ
(2)
سكنَتْني الريحْ …..
وأنا منبلجٌ في الفوضى
وبراكينيْ دفأُ الموتى
صوتُ جَريحْ …
دونَ دلالاتٍ لكتابْ
أمّا ( قارونُ ) التتريّْ….
عنيداً يبكي خلفَ البابْ
أعطى مفتاحَ البشريةِ للأغرابْ
ودَعانا نحنُ الأذنابْ
لمراثٍ عشقٍ حربّيهْْ
صادرَ منْ ذاكرةِ القلبِ صورة يوسفْ …
وصورةَ أيوبَ المغلوبْ
وقبلةَ آدمْ ….
مزقَّ ديواني ورثانيْْ ……
صوبَّ نحوي خيطاً سريّاً وحِرابْ
داسَني في الظلمةِ أيقظَنيْ
نمراً منزوعَ الأنيابْ
حاورَ جسداً فيهِ عذابْ
أيّ عذابْ !
لكنــّي منزلقٌ وحدي
قادتْني هاويةٌ مجّةْ
حطّمتُ زجاجاتِ المقهى
وبكى آلافُ الشعراءْ …
ولمحتكَ يا عاراً تشكوْ
لضغينةِ موتٍ قدْ تبدوْ
وتركتُ كَميني للضجّةْ
جمجمةٌ حاصرَها تبغٌ ونزيفُ دمٍ آهاتْ
مَنْ أسكنَني عُمقَ الفوضى ؟؟
حورنــّـــي مثلَ المأساةْ
يا تلكَ اللحظةََ يا تلكَ ودّعتُ بقايا أُنثايْ …
وصعـدتُ نمراً مهزوماً مِنْ غاباتٍ للصحراءْ
وشربتُ السمَّ تقيأتُ فوقَ عتاةْ
وليس بيديْ ……
غيرُ الحكمةِ ونزيفِ دمٍ مصبوغْ
لكنّـي أنزعُ جُمجمتي
وأصادرُها مِنْ تأريخي ……
وأدوسُ صوراً ماجنةً وأواصرَ فرحٍ مكبوتْ
فدعيني أُنثايَ أبوحْ
وأحايلُ موتي في موتيْ
وأمجُّ غلاصمَ للصوتِ ……
يا حبلى في زمنِ التترِ والأنجاسْ
مازلتُ أبحثُ عنْ رأسْ
وبلادي يذبُحها الخوفُ وبقايا الحبلِّ السريّْ
فحفاةُ التاريخِ الآنْ …
ناموا في كنفِ الأغلاسْ
فلنوقظُ ذاكرةَ القطِّ ولننزعَ كلَّ أظافرَهُ ونُقلّبُ تأريخكِ ( سومرْ )
يا أمَّ التاريخِ الأبديْ ….
هل تسمعُ يا جذعَ النخلةْ
عمّا دارَ بهذا البلدِ
حتما ستَرى ..
ويرى ولَديْ …….
12/9/1984


صراع
عمالقةْ …. أقزامْ ……………..
أحـلامهُمْ خرافةٌ جـراحُهمْ غيبوبةٌ منافقةْ
هـلْ أوقَدوا مرافئَ العيونْ !
هـلْ أمعَنوا النَظَرْ
في أعمقِِ الأيامْ
أيا تُرى !
بلابلٌ تطيرُ في سواحلِ المرافئِ المتعبةِ تنزعُ عنْ خَواصِها
تغتسلُ عوراتُها …
وحلمُها سَواءْ !
من كوّنّ الأشياءْ ؟
مصيرُ كلُّ غربَتي إبتلاءْ
أيا تُرى !
فاختةٌ تطيرُ قربَ ساحةٍ تحطُّ فوقَ وجهِها
منْ حملَ التاجَ إلى نقيضِها
صورتُها مُعلقّهْ ….
فوقَ وشاحِ النورْ
مصبوغةٌ منْ دمِها لفمِها المأسورْ
علقّها الشرطةُ فوقَ ذاتِها
وداسَها الطريقْ !
7-8-1987

أدران معاصرة
1- جرثومة معاصرةْ
إمتلئي يا رئَتي المومس منْ أدرانِهمْ
فهُم كثيرٌ هاهُنا ……..
يحاولونَ حرقَنا
ويوقدونَ ظلَّنا …………
ويشربونَ ماءَنا بكأسِنا
فامتلئي يا رئَتي المحاصرةْ
جرثومةٌ معاصرةْ
تنامُ في أفياءِنا
وتبعثُ الملَلْ
منْ داسَ فوقَ نارِنا
وأهدرَ الخَجلْ
وأسقطَ الحمامةَ الوديعةَ بآخرِ القبلْ
فامتلئي يا رئَتي المراهقةْ
بظلِّ منْ أوعيةٍ منافقةْ
تَحَطّّميْ ……
تَهافَتيْ …..
توارَثي مأساةِ عصرٍ عاهرٍ ودوسي فوقَ هاجسِ الخرابْ
فالليلةَ ما نمتُ يا حَبيبتي السمراءْ
شربتُ سماً علقماً وهجتُ في مرافئِ الأغرابْ
ألوبُ كالملسوعِ في مساوئيْ ……..
رتبتُ فوقَ موقدِ الأقبيةِ المحاصرةْ
لرئتي شوارعٌ منْ ظلّهمْ …………….
فامتلئي يا رئَتي وانتحريْ
ودمّريْ مواطئَ المنافقَ الخنزيرْ
وناميْ يا جميلتيْ …
مفتوحةَ الساقينْ
كمتعبٍ مراهقٍ ضريرْ

2- جمجمة
فالليلةَ تدورُ في الجمجمةِ أوعيةٌ فارغةٌ ونارُ منْ ندمْ
أحدّهمْ يحملُ في نوازِعهْ
أحجيةً منْ خرزٍ وآخرونَ صعّدوا البكاءَ للسماءْ
صدورهُمْ قدْ حمَلتْ أوسمةً فارغةً لكنّهُمْ واأسفيْ …
قدْ حرَقوا العلمْ
يا ضحكةَ المهاجرِ الغريبِ يا ……
قُدْ هاجسَكْ ……
ودَعْ هواءَ نَجمَتَكْ
تراقصُ البكاءَ والنحيبْ
ويوقظكْ ………..
خرابُكَ الملفقَّ لهاجسِ الأسى ……..
أنتَ الذي ابتدأتَ بالرياءْ
وقدتَ نارَ ظلّكَ تكوينةً مراوغةْ
وشاهدةْ ……………………
للغةٍ مُبالغةْ
إفترشتَ رملَ صحوكَ منتحراً بذاتكَ كمتعبٍ يغوصُ في الألمْ
عشرونَ عاماً والحرائقُ في دمَكْ !
منْ سألكْ ؟
منْ حاورَكْ ؟
منْ أحرقَ الأفعالَ والأسماءَ والكلماتِ فوقَ شفَتكْ
منْ صيّرَ القصيد في مواقدكْ ؟
يا غربَتكْ؟
فالليلةُ تدورُ في الجمجمةِْ أوعيةٌ فارغةٌ ونارُ منْ ندمْ

3-بركة آسنة
في بركةٍ آسنةٍ خلّفتُ وجهي كلّهُ وغصتُ في منافذِ الضفادعِ العريانةِ ودستُ فوقَ شكلِها
أتعَبَني نقيقُها ……………………………
إختزلتُ نارَ وجَعيْ
وقمتُ أخطو داخليْ
مضمخاً…………
تختلطُ رائحةُ التيزابِ بالأمعاءْ
يوقظُني النعاسْ ……………..
يا أيـّها المراهقَ الشريدْ
منْ أفرغَ التيزابَ في دمَكْ ؟
منْ حاورَ الطحالبَ المومسةْ ؟
منْ داسَ وجهَ شاهدِ العصورِ في تَكونّكْ
يا أيّها القديمْ ………
فنحوَ شاطئِ الأمانِ عُدْ
رتـّلْ وجوهَ ظلـّهمْ
وأخترقْ جبهةَ تلكَ النارْ

4- أموات
فجاءةً تحملُني الخَطواتْ
لمرفأٍ مناهضٍ مراهقٍ تغوصُ في أفيائِها النساءْ
عَبرتُ خلفَ مُتعتي مهادناً سلالةَ الأمواتْ
لا بيتَ ليْ ……لا ذُكرياتْ ……
كلُّ الذيْ وضعوهُ ليْ أطباقَ منْ كعكٍ منَمَّقَ بالدماءْ
وأُشيعَ أنّي قدتَ آدمَ للبكاءْ
وإنَّ خاتمتيْ ………………..
إحترافَ خريطة التكوينِ في لغةِ السماءْ
يا وهجَ هذا النورِ ساعدْني ودَعْني كيْ أرى
خطواتُهم ………….
فهُمْ كثيرٌ صاحبيْ
أفهَلْ تَرى ؟؟؟؟

5- أدران
إمتلئي يا رئَتي المومس منْ أدرانِهمْ
إخترقي مساوئَ المرافئِ المتعبةِ وأختفيْ كذكرياتِ العصرْ
فعندَ ( بارَ النجمةِ ) الصعلوكُ والغلمانْ
يرتّقونَ جرحُنا
ويمسحونَ ذكرياتِ عمرنا
فأيّنا ينامُ فيْ العراءْ
فعندنا الهواءُ لا يذوبْ
والشاعرُ المراهقُ يموتُ في المقلوبْ
والضجةُ ماسكةٌ خيوطَ مأساتي من الصميمْ
والرهبةُ موغلةٌ بحدِّ وجعِ السيفْ
رأيتُ في المنامِ مرفأيْ
محلقاً فوقَ فضاءِ عينها
ودمعًها محاصرٌ بالتبغِ والأفيونْ
((مُسيلمَةْ)) ………..
يقودُ ظلَّ وجهها ….
ويرسمُ الصراعَ بالدمارْ
مواقدٌ ونارْ
منْ أوقدَ الحِصارْ ؟
منْ أحرقَ المنائرَ العتيقةَ منْ قادَها نحوَ خطوطِ ظلِّ نخلةٍ تموتُ في منافذ العشّارْ ؟
فامتلئي يا رئَتي المومس منْ أدرانِهمْ

8/10/1996


النفق
(1)
في داخلِ النفقْ
أختارني منْ دونَ خلقِ اللهْ
وسلـطّ الضوءَ على جبهتي المثخنةِ بالحزنِ والتَعبْ
وقادَني منْ نفقٍ إلى نفقْ
أنا الوحيدُ هاهنا ………………
كلّمني ودسَّ في جمجمتي الصراعْ
وقالَ يا تُرى ؟
- منْ نزفِ تأريخُك قدْ ……………
لكنهُ حاورَني بلهجةِ المُحاربِ القديمْ
ودسَّ في جيوبي الضياعْ
ولفّني بطوقِ منْ حديدْ
وقال ليْ ……
- تموتُ في المساءْ
(2)
منْ يحفرَ القبرَ إذا متَّ هنا ؟
فبعدُ ساعةٍ يجيئني
يحملُ ليْ مواعضَ البشريةِ الحَمقاءْ
تأريخَ أهلِ الكهفِ والمسيحْ
ولغةَ السلاجقةْ ……..
منْ يحفرَ القبرَ إذا متّ على الرصيفْ
فامرأتي في زمنِ المغولِ أُسرّتْ
وأبني الصغيرُ من شوارعِ الهولاكو للتترْ
ونيفَ عامٍ إبنتي تنامُ خلفَ هذهِ الأسوارْ
أسوارُ مَنْ ؟
أسوارُ بابلَ العتيقةِ أمْ قُرطبةْ
فشاعرُ الأسبانِ معدومٌ على الرصيفْ
وشاعرُ العربْ ………….
……… ينامُ في الشتاءْ
ويَبتدأْ كتابةَ القصيدِ في الخريفْ
أما أنا مَنْ يحفرَ القبرَ ليَ
فالموتُ صارَ أغنيةْ
تَجتثُّنا ………
تقطعُ هذا الفرحَ الوهميَّ مِنْ مواطنِ الجذورْ
فالتترُ يا أبنتيْ ………………
سَيحرقونَ هذهِ القبورْ
يُدمّرونَ ضحكةَ الجماجمِ العريانة يشوّهونَ عَصرنا
ويمزجونَ لعبةَ التأريخِ بالدمارْ
يا أبنتيْ ………
المأساةُ في بلادنا
أنْ نجدَ لقبرِنا حفّارْ
12-6-1980


قاذورات حبلى
(1)
في الماءِ الآسنِ والزمنِ المحصورْ
كنتُ أدورْ ……..
أبحثُ عنْ نَفسيْ
في كأسيْ …….
علّّيَ ألقى بعضاً منّيْ
لكنّي سلّمتُ الرايةَ لابنِ الزاني والأوغادْ
إبنُ الملتذِّ بقتلِ الملحِ حتّى ( الزادْ )
وأنا الموقنُ إنهُ يوماً سيبيعُ البلدَ مأسوراُ للعوّادْ
وأنا موقنُ في آخرِ ألعابِ الحربْ
سيسلّمُ مفتاحَ القصرِ والحيواناتِ البشريةْ
هذا ما صورهُ العالم في القنواتِ ( الفِضفاضيةْ )
(2)
يتحدّانِ وأخرجُ عبرَ خطوطِ الفوضى
كالتنورْ …..
أسقطُ قاذوراتٍ حبلى
يحملُني كناسو العصرِ المنسيينْ ….
يرموني منْ خلفِ السورِ بلا أمجادْ
أتماسكُ إذْ أنمو وحديْ
كالأجدادْ …
ويدايَ يمرّغُها الوحلْ
لا أملكُ في هذا العالمِ غيرَ رصيفْ
وكلامٌ مطَّ منْ شفةٍ كلّ الزيفْ
وبقايا أنفاسِ بكاءْ
أينَ الحريةْ … الحريةْ
9-5-2003

دبابيس
لعنةُ الله على بغلِ الخليفةْ
وعلى بعضِ المرابينَ لتشذيبِ السفيفةْ
وعلى نعلٍ تشظى واستشاطْ
وعلى معتوهِ يعبثُ بالقماطْ
وعلى خمارِ ممطوط بأسواقِ النخاسةْ
وعلى كلب الحراسةْ
لعنةُ الله على سيفِ المغولْ
وبقايا للغلاسةْ
عثةٌ صفراءُ تنزفُ بالعقولْ
وعلى من مسَّ أو دسَّ النجاسةْ
في الزوايا بينَ أوداجِ الذهولْ
وعلى صمتِ الوزيرْ
والطراطيرِ التطيرْ
والصعاليكِ دبابيسِ الملوكْ
والبيوضِ الفاسدةْ
من رحى غيمِ الشكوكِ الحاقدةْ
لعنةُ اللهِ على فاصلِ سهلي عن جباليْ ……
وعلى كلِّ مواويلِ انحلاليْ
لعنةُ اللهِ على ندبِ الغلالِِ
وحكوماتكَ آغا
يا خياليْ
يبنَ باغةْ
أورثوا شقَّ الصياغةْ
ثم غاموا بُعدَ أفلاكٍ ودسوا ما يلوكْ
للفتافيتِ وجرذانِ الملوكْ
آهِ …. آهْ
قد تبثونَ بجذري عصبةَ المسخِ وأوجاعِ البلاغةْ
وترومونَ بصدري للتناسلْ
آهِ يا وجعَ الدماملْ
آهِ يا نزفَ السلالِْ
ورواسي المستعيرينَ لأضلاعٍ ستكبو للتجلّيْ
يا ملاذيْ …..
يا رؤايَ يا بكاءْ
لعنةُ اللهِ على طيبةِ قلبيْ
وعلى بلبلِ نامْ
وغفا بينَ الحطامْ
وعلى وجعِ يفزّ كجاهليْ
رحمةُ اللهِ على قولِ الحقيقةْ
وعليكم يا دعاةً بالسليقةْ
رحمةُ اللهِ على نجمٍ يدورْ
كي يشعَّ ماحقاً وجهَ الظلامْ
رحمةُ اللهِ على ما يُستطارْ
وبقايا الأنتشارْ
وعلى وجه أبي …..
وعليكم يا نزيف الكلمةْ
وبقايا من تشظّى بالديارْ
ألفُ عارْ ……….
ألفُ عارْ ……….
للغبارْ ……………

31-7-2004

















#منصور_الريكان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهج البنفسج
- أيام في برلين
- بوابات التاريخ
- التسامي
- ما وراء الجدار العتيق
- الاهداب
- ديوان سيدة الجنائن المعلقة رقم 1
- الزنوج
- الحرس العبثي
- الطوائف
- الرهان
- قمر النعاس
- أزمنة جاحدة
- طفلة الحي
- اصناف واصداف
- صور عتيقة
- صرخة من ندم
- لأنها القمر
- هالا والعصفور
- العزوف


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - ديوان حنشيات