أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - المستوطنون ....عربدات .....وانفلات/ والعرب ....شجب .....استنكار.....وصمت















المزيد.....

المستوطنون ....عربدات .....وانفلات/ والعرب ....شجب .....استنكار.....وصمت


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 19:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يكاد يمر يوم واحد على شعبنا الفلسطيني،إلا ونسمع فيه عن سلسلة من زعرنات وعربدات المستوطنين المتطرفين والمنفلتين من عقالهم بحقه،عربدات وزعرنات وجدت في المستوى السياسي حاضنة وداعمة لكل ممارساتها وعربداتها وزعرناتها،ناهيك عن فتاوي الحاخامات،والتي تبارك تلك الأعمال والجرائم،وتدعو وتحث على قتل العرب وطردهم،وهذه الزعرنات والعربدات،تجاوزت إطار العمل الفردي والعفوي والنخبوي،بل أصبحت جزء من عملية تنظيمية شاملة،لها هياكلها ومؤسساتها الرسمية والشعبية،وكذلك وجودها وحضورها الفاعل في قمة الهرم السياسي والاجتماعي والديني،وكل من شاهد ويشاهد ما يقوم به المستوطنون من اعتداءات وجرائم بحق شعبنا،يدرك أن هذه الهجمة الشاملة ليس الهدف منها القتل والتدمير والتخريب فقط،بل طرد شعبنا وتهجيره،والغريب أن مثل هذه الجرائم تجري،ليس فقط تحت سمع وبصر الحكومة الإسرائيلية،وتكون عادة تحت حراسة وحماية جيشها وشرطتها،بل ما يسمى بالرأي العام العالمي ودعاة الحرية والديمقراطية الغربيين،يشاهدون تلك الجرائم ويصمتون عليها ويصابون بالعمى والخرس والطرش،وكأن تلك الاعتداءات والجرائم لا تركب بحق بشر وشعب أعزل،وأنها انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق والقيم والمبادئ الدولية التي يصدعون بها روؤسنا ليل نهار،ويتخلون عنها أو يتجاهلونها عندما تتعلق بنا كعرب وفلسطينيين،فالجريمة التي ارتكبها أحد المستوطنين في الخليل بحق المواطن مسودة،وهي القيام بالصعود عليه وهو جريح بالسيارة أكثر من مرة،تحت سمع وبصر كل العالم،يثبت مدى خطر وحقد وعنصرية هؤلاء المستوطنين،وما يؤمنون ويتسلحون به من تعاليم وأفكار توراتية تدعو إلى قتل الفلسطينيين وطردهم وتهجيرهم،وهذه الجريمة لو أقدم على ارتكابها أي فلسطيني،لملئت إسرائيل الدنيا ضجيجاً وصراخاً حول كره اليهود والحقد عليهم واللا سامية و"الإرهاب" الفلسطيني،وكذلك لربما دعت جوقة الرداحين من أمريكا وأوروبا الغربية إلى عقد جلسة طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث تلك الجريمة،وقد تدعو إلى اتخاذ عقوبات بحق الفاعلين تحت بند الفصل السابع،أما والجريمة المرتكبة بحق فلسطيني أو عربي فها هذا شيء عادي،فما دام الدم العربي والفلسطيني رخيصاً والعرب والمسلمين يجري التعامل معهم على أنهم خارج البشرية العاقلة، فلا بأس من قتل العرب والفلسطينيين،ولم تمضي فترة قصيرة على تلك الجريمة حتى أقدم مستوطنو مستعمرة"يتسهار" في نابلس على حرق مركبات وممتلكات قرية بورين واقتلاع وحرق أشجارهم،ومن ثم تمادي المستوطنين في جرائمهم،وقاموا بعد ذلك بحق مسجد ياسوف في محافظة سلفيت،وترافقت تلك الجرائم والاعتداءات،بحملة شاملة ومسعورة على مدينة القدس،حيث اقتحمت مجموعات من المستوطنين بيت المواطنة رفقة الكرد في منطقة الشيخ جراح واستولت عليه،وتبع ذلك سلسلة من العربدات والطقوس الاحتفالية في تلك المنطقة،احتفاءً بالاستيلاء على المنازل العربية هناك،ولم يكتفي المستوطنون بذلك بل يمارسون ضغوطاً على المستوى السياسي من أجل حظر آذان الفجر في مساجد القدس،وكذلك تستعد بلدية القدس ووزارة الداخلية الإسرائيلية لتنفيذ أوامر هدم بحق أكثر من مائتي منزل فلسطيني في القدس،وإجبار التجار الفلسطينيين على إضافة اللغة العربية على أسماء محلاتهم التجارية،بهدف تعزيز السيطرة والسيادة الإسرائيلية على مدينة القدس،كما أن قيادات وزعامات المستوطنين في إطار ردهم على خدعة وتكتيك "نتنياهو" بوضع قيود على تصاريح البناء في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية لمدة عشرة شهور،كان بتسريع وزيادة البناء في تلك المستوطنات وإقامة بؤر استيطانية جديدة،وبما يثبت أن هناك حالة من توزيع وتقسيم الأدوار ما بين الحكومة الإسرائيلية وبين المستوطنين وقياداتهم،فحكومة يقوم برنامجها على الاستيطان،لا يمكن لها أن تقف ضد الاستيطان،فهي تدرك تماماً أن ذلك بمثابة انتحار سياسي لها،وهي ليست مستعدة للقيام بمثل هذه الخطوة،ورفضت كل الضغوط الأمريكية والأوروبية التي مورست عليها،من أجل الاستجابة لخطة الرئيس الأمريكي"أوباما" بوقف الأنشطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية مقابل التطبيع مع العالم العربي،لكي يتراجع "أوباما" لاحقاً عن خطته لصالح التطابق والتماثل مع المواقف الإسرائيلية،وقد عبرت الإدارة الأمريكية عن ذلك صراحة،عندما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية:هيلاري كلينتون" بأن إصرار الفلسطينيين على ربط العودة إلى المفاوضات بوقف الاستيطان هو شرط مسبق،كما واعتبرت نية "نتنياهو" تجميد الاستيطان بشكل مؤقت وبما لا يشمل القدس والمشاريع الاستيطانية غير المكتملة والمستعمرات الكبرى خطوة غير مسبوقة وتطور مهم من أجل العودة إلى المفاوضات.
والشيء اللافت هنا أن العربدة والزعرنة الإسرائيلية شاملة،من قمة الهرم السياسي وحتى أصغر مستوطن،وهم كل يوم يثبتون من خلال الوقائع على الأرض أنهم غير مستعدين بالمطلق لدفع أية استحقاقات جدية من أجل السلام،بل هم يستغلون الحالة الراهنة،من أجل كسب الوقت وتنفيذ خططهم وبرامجهم،ونحن عرباً وفلسطينيين،نسلم مقادير أمورنا إلى أمريكا والغرب،ننتظر الفرج تارة من خطة"أوباما" وتارة أخرى بيان أو وثيقة من الإتحاد الأوروبي،ومثل هذه الخطط والوثائق أو البيانات والمشاريع ندرك جيداً أن مصيرها الأدراج والأرشيف،ما دمنا نحن فاقدين الإرادة،ولا نمتلك أي رؤية أو إستراتيجية موحدة،ولا نتعامل مع هؤلاء على قاعدة المصالح،واستخدام أوراق قوتنا وتفعيلها والتهديد والتلويح بها،وكذلك احترام ذاتنا حتى يحترمنا الآخرين،فلا يعقل أن تستمر إسرائيل على سبيل المثال،في رفض مبادرة السلام العربية،ونستمر في ترحيلها من قمة إلى أخرى ونهبط في سقفها،ونستجدي إسرائيل أن تقبلها وتوافق عليها وبشروطها وتحفظاتها،ولا يعقل أن نستمر رداً على تعنت إسرائيل وبقاءها فوق القانون الدولي،وما يقوم به مستوطنيها من عربدات وزعرنات بحق الشعب الفلسطيني،بما في ذلك محاولة الاستيلاء على المسجد الأقصى وتقسيمه أو هدمه،بزعم أنه مقام فوق هيكلهم المزعوم ،أن نستمر في اجترار تلك اللازمة والأسطوانة المشروخة،من بيانات الشجب والاستنكار،أو القيام بمسيرة أو مظاهرة مدجنة هنا أو هناك،فهذه الجرائم والاعتداءات تجاوزت كل الخطوط الحمر،وهي جرائم خطيرة ونوعية،وهي بحاجة إلى ردود وأفعال نوعية،تخرج عن إطار تلك اللازمة والأسطوانة،ولا بد من مواقف وأفعال نوعية،تعيد إلى الأمة شيء من هيبتها وكرامتها،ويكفي مراهنة على المفاوضات وما يسمى بالمجتمع الدولي،فالعالم والمجتمع الدولي لا يسمع ولا يحترم الضعيف.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذاري من صفقة تبادا بدون أسرى 48 ...
- لماذا نحن مهزومون ...؟؟
- وثيقة الإتحاد الأوروبي خطوة الى الأمام ولكن ..؟؟
- هل تحتفل الجبهة الشعبية بإنطلاقتها بوجود أمينها العام ...؟؟
- العيد لم يحمل أي بجديد..
- في العيد نتنياهو مستمر في مناوراته ....وصفقة التبادل لم تنجز ...
- مباراة الجزائر ...مصر/ عصر ما بعد الإنحطاط
- القدس بحاجة الى استراتيجية ومرجعية موحدتين ..
- هل تبادر اسرائيل الى شن حرب محدودة ..؟؟
- عن الجهل والتخلف والأوطان والإنتصارات ..
- أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...
- هل تتكحل عيون عائلات أسرانا برؤيتهم قريباً ...؟؟
- من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...
- من وين أجيب هوية ...؟؟؟
- صمود تتمرد على القمع والحواجز ...
- سعدات وأسرى العزل ....
- إنطباعات من الجولان/ خلال زيارة الوزير لأسرى الحرية..
- بريطانيا وفرنسا-ذاب الثلج وبان المرج - ..
- جولة مع الوزير قراقع ....
- جاء ميتشل ذهب ميتشل ...


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - المستوطنون ....عربدات .....وانفلات/ والعرب ....شجب .....استنكار.....وصمت