أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا نحن مهزومون ...؟؟















المزيد.....

لماذا نحن مهزومون ...؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.......هذه الكلمة في الساحتين الفلسطينية والعربية،نقولها عشرات بل مئات المرات حول واقعنا الفلسطيني والعربي يومياً،فعلى سبيل المثال لا الحصر لماذا نقتتل على سلطة وهمية؟،ولماذا لم ينجز ملف المصالحة الوطنية؟،ولماذا تركنا أسرانا في السجون،والبعض منهم مر عليه في سجون الاحتلال أكثر من ربع قرن،ولماذا ثورة قدمت كل هذه التضحيات لم تنتصر ولم تحقق أهدافها؟،ولماذا نستأسد على بعضنا البعض لأتفه الأسباب؟،ولماذا نعطل الفكر والعقل،ونؤمن بالغيبات والأساطير والشعوذة؟،ولماذا نتعامل مع الإشاعة على أنها حقيقة؟،ولماذا ندعي الورع والتقوى والتسامح،ونحن أبعد ما نكون عنها بسنة ضوئية؟،ولماذا نكفر أو نخون بعضنا البعض لمجرد خلاف في الرأي أو وجهة نظر؟،ولماذا نؤله القادة والزعماء؟،ولماذا الكل عندما يورث الرئيس والملك والأمير وأمين عام التنظيم والحزب؟،ولماذا نمارس النفاق والدجل الإجتماعي؟،ولماذا نحن خبراء في النقد والتجريح؟،ولماذا نجيد البكاء والتشكي والتذمر؟،ولماذا نحن خبراء في الجناس والطباق والسجع والبلاغة؟،وسلحفائيون في الإبداع والإنتاج والفعل،بل لا ننتج لا فكر ولا ثقافة ولا فن ولا حضارة ولا علوم؟،ولماذا تقتتل على متر من الأرض أو اعطاء حق أولوية في السير،أو لمجرد نظرة أو كلمة غير لائقة؟،ولماذا نصر على إلقاء القمامة في الشوارع وبالقرب من الحاويات وليس بداخلها؟،ولماذا نخشى قول الحقائق،رغم أننا من أكثر المرددين لقول الرسول محمد(صلعم)"أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" ولماذا معظم رجال الدين ودور الإفتاء والمثقفين عندنا،خدم عند السلاطين وأصحاب السمو والجلالة والفخامة،يسبحون بحمد أموالهم ويباركون سياساتهم ويمجدون بطولاتهم وانتصاراتهم الكاذبة،ويضرعون الى الله العلي القدير أن يحفظهم ويسدد خطاهم وأن يمد في أعمارهم وتحكمهم وتجبرهم في رقاب الشعب الغلبان،وأن يكثر من نسلهم وذريتهم،وهم يعلمون أنهم يظلمون ويبطشون وغير مؤتمنين،لا على مصالح الشعب ولا مصالح الأمة؟ولماذا عندنا المعارضة في أغلبها وبكل ألوان طيفها مخصية،ولا تريد أن تدفع ثمن معارضتها دماً وسجون وجوع ونفي،ولماذا عندنا المعارضة الحقيقية،مصيرها القبر أو السجن أو الجوع والنفي؟،ولماذا نقلب الحق باطل والباطل حق في القضاء العشائري؟،ولماذا نمارس عكس ما نقوله أو ندعو له أو نؤمن به،فلا نتورع عن سرقة التيار الكهربائي أو الغش في الامتحان أو البضاعة،أو بيع بضاعة أو شحنة دواء فاسدتين؟،ولماذا دائماً نفلسف الأمور،ونختلق الحجج والذرائع لأخطائنا ونكره الاعتذار أو الاعتراف بالخطأ،ونتعامل مع الأمور والوقائع على قاعدة ما يقوله المأثور الشعبي" عنزة ولو طارت"؟،ولماذا نصر على عدم سيادة القانون ومحاسبة الخارجين عليه،ونعتمد سياسة"الطبطبة؟؟،ولماذا عندنا الفساد والفاسدين ينمون ويكبرون،بل ويمأسسون ويهيكلون هذا الفساد،حتى غدا"زلمه الآمرين الحاكمين،ومن يتعرض لهم بالقول أو التشكيك أو الطعن في ذمتهم المالية أو مسلكياتهم الاجتماعية،فكأنما كفر أو شتم الذات الإلهية؟،ورغم كل ذلك نصر على أن من يقوم بذلك-أي الفساد- بكل أشكاله،هم كائنات وهمية قادمة من كواكب أخرى،أما الذين يتكرشون ويمتلكون الملايين وعشرات العقارات وأساطيل السيارات،فهذا لم يجنوه من الفساد والرشوات والسرقات وبيع الضمير،بل من عرق جبينهم ومن فضل ربهم؟،ولماذا نصر على أن فنجان القهوة هو الحل السحري لكل مشاكلنا صغرت أو كبرت،ولماذا نغصب أو نقتتل لمجرد خلاف في الرأي أو خطأ بسيط،ولا نغضب أو نستنفر لضياع أرض وعرض؟،ولماذا النظر إلى أنفسنا وذاتنا بدونية والتغني بالأعداء إنجازاتهم وقدراتهم؟،ولماذا نصر على دخول موسوعة "دينيس للأرقام القياسية من باب الطبايخ والولائم،أكبر قالب حلاوة أو كيك أو صدر كنافة أو هريسة أو غيرها،ولا ندخلها من باب الاختراعات والاكتشافات؟،ولماذا أمة اقرأ لا تقرأ؟،ولماذا نصر على تعميم ثقافة الجهل والتخلف،ولماذا نتبع سياسة "الطبطبطة" وجعل النار تحت الرماد؟،ولماذا نتصرف كالنعامة،نضع رؤوسنا في الرمال وعوراتنا مكشوفة للعلأ والملأ؟،ولماذا ندعي أننا أهل القيم والأخلاق،وممارساتنا وأفعالنا وخروج شبابنا كالقطعان في الشوارع لا يتركون أنثى صغرت أو كبرت من تعليقاتهم وبذاءاتهم،وحتى التحرش بهن في الشوارع والساحات العامة؟،ولماذا نصر على النظر والتعامل مع المرأة من زاوية مفاتنها وفرجها؟،ولا ننظر إليها على أنها نصف المجتمع ،وعلى أنها قادرة على الإنتاج والإبداع في الكثير من الميادين والمجالات؟،ولماذا رجال الدين والمشايخ ودور الإفتاء عندنا شغلهم الشاغل وهمهم الوحيد، فقط الفتاوي حول أحدث الطرق لالتهام النساء وإصدار فتاوي تشرع ذلك،مثل زواج المسيار أو المتعة أو السفر والسياحي وغير ذلك؟،ولماذا نصر على تصوير هزائمنا على أنها انتصارات،ونجند لذلك الفضائيات لعرض تلك الانتصارات والبطولات الكاذبة والمزيفة؟،ولماذا تثقل أكتاف وصدور عساكرنا بالنياشين والرتب والأوسمة،دون معارك أو بطولات أو انتصارات؟،لماذا أجهزة أمننا تعد وتحصي على المواطن حتى أنفاسه،وتتدخل في أدق خصوصياته؟،ولماذا نخصي خيار المقاومة،ونصر على سجن وقتل من ينادي به أو يدعو اليه؟،ولماذا لا نعترف بالفشل أو الهزيمة?.
اذا أصبحنا أمة لماذا،وأصبحنا أمة خارج التاريخ العاقل،وأصبحنا أمة تجنر التاريخ وتعيش على الأمجاد والبطولات الغابرة،أصبحنا أمة متلقية للفعل ولا نساهم في الفعل،وما زلنا نجتر التاريخ والماضي،ولا نستفيد منه من أجل الحاضر والمستقبل،فدائماً نقول بأننا أمة السيف أصدق أنباء من الكتب،وأمة ولقد ذكرتك والرماح مني نواهل،وأمة ولنا أيام غر طوال عصينا الملك فيها أن ندينا،وأمة من دانت له امبرطوريات الفرس والرومان،ومن هزمت جحافل هولاكو وجنكيزخان،ومن هزمت الصليبين وحررت القدس،ومن سيرت جيوشها لنصرة امرأة مظلومة،أما اليوم فغير قادرين على تسير جيوش لا للتحرير ولا للدفاع عن الأوطان،فجيوشنا تعيش كالمخاصي وأسلحتنا تتكدس بالمليارات وتصدأ من عدم الاستعمال،وعواصمنا تغتصب علناً وجهراً في بغداد والقدس،وأقصانا مهدد بالاستيلاء عليه ومنع الأذان من مآذنه،بل ومساجدنا تمنع من بناء المآذن لها في أوروبا،ونحن ليس فقط لا ننصرها بل نسهل ونشارك في اغتصابها،وكأننا ننتقم من ذاتنا ،لتبرير عجزنا وعدم قدرتنا على الفعل.
وأمة لماذا هذه المهزومة من الداخل،والتي قادتها يستدخلون الهزائم ويصورنها على أنها انتصارات،بحاجة إلى ثورة اجتماعية شاملة،ثورة تطال كل المفاهيم والبرامج بدءاً من السياسة وانتهاء بالمعرفة والعلم والتعليم،والتي تضرب الوطن في صميم وحدته،ثورة تعيد للقومية العربية عزتها وكرامتها،ثورة تعلن أن هزائمنا وانكساراتنا السياسية والعسكرية طارئة ومؤقتة،ثورة تعلن أن الإرادة هي أملنا،والتاريخ أثبت أن الشعوب التي تمتلك الإرادة لا ولن تهزم،وحزب الله والثورة الفلسطينية والمقاومة العراقية،يثبتون ذلك ويؤكدون على حتمية انتصار الشعوب ودحر الغزاة والمحتلين.

القدس- فلسطين
6/12/2009
[email protected]
0524533879




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة الإتحاد الأوروبي خطوة الى الأمام ولكن ..؟؟
- هل تحتفل الجبهة الشعبية بإنطلاقتها بوجود أمينها العام ...؟؟
- العيد لم يحمل أي بجديد..
- في العيد نتنياهو مستمر في مناوراته ....وصفقة التبادل لم تنجز ...
- مباراة الجزائر ...مصر/ عصر ما بعد الإنحطاط
- القدس بحاجة الى استراتيجية ومرجعية موحدتين ..
- هل تبادر اسرائيل الى شن حرب محدودة ..؟؟
- عن الجهل والتخلف والأوطان والإنتصارات ..
- أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...
- هل تتكحل عيون عائلات أسرانا برؤيتهم قريباً ...؟؟
- من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...
- من وين أجيب هوية ...؟؟؟
- صمود تتمرد على القمع والحواجز ...
- سعدات وأسرى العزل ....
- إنطباعات من الجولان/ خلال زيارة الوزير لأسرى الحرية..
- بريطانيا وفرنسا-ذاب الثلج وبان المرج - ..
- جولة مع الوزير قراقع ....
- جاء ميتشل ذهب ميتشل ...
- القدس هجمات اسرائيلية متلاحقة وعجز فلسطينيوعربي واسلامي شمول ...
- سعدات والبرغوثي ...مرة أخرى ..


المزيد.....




- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
- كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
- غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
- إسرائيل تنفذ ضربات على أهداف في إيران
- -أكسيوس-: ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا نحن مهزومون ...؟؟