أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمير الحلو - حركة القوميين العرب في العراق















المزيد.....



حركة القوميين العرب في العراق


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 13:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



أميرالحلو /بغداد

بداية التنظيم

تقرر خلال مؤتمر عمان اوائل عام 1954 تأسيس فروع للحركة في الاقطار العربية ترتبط بالتنظيم القومي المركزي. وكلف حامد الجبوري ( عراقي من عشائر الجبور في الفرات الاوسط وخريج الجامعة الامريكية في بيروت ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية واحد اعضاء الخلية المؤسسة للحركة في بيروت ) ، وصالح شبل ( فلسطيني يزاول الاعمال التجارية ) بتأسيس فرع بشكل جنيني للحركة في العراق عام 1955 وقد استثمرا علاقاتهما الشخصية في تكوين عدة خلايا بسيطة ضمت بعض العراقيين والفلسطينين . وعندما حضر الشهيد باسل الكبيسي الى بغداد عام 1956 بعد انهاء دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الامريكية تعزز وضع الحركة التنظيمي بحكم سعة دائرة علاقات باسل الاجتماعية . وكان ابنا لاحد الشخصيات المعروفة في العهد الملكي وهو المرحوم رؤوف الكبيسي مدير الاوقاف العام في العراق ، وكما ان عائلته ترتبط بعلاقات المصاهرة والقرابة بعدد من العوائل العربية والكردية المعروفة ، ومع ان باسل كان رافضا لكل ما قد يرتب عليه هذا الوضع الاجتماعي من ( امتيازات ) وكانت شخصيته من النوع الثوري والمناضل العنيد ، الا ان معارفه من الشباب القومي آنذاك كانوا مادة صالحة للتنظيم في الحركة كــغازي القصاب وزهير رايح العطية وعدنان الكيلاني وموسى الجلبي ، كما ان علاقاته الواسعة وخصوصا في منطقة الاعظمية تمخضت عن تكوين عدة خلايا تنظيمية ، وامتد نشاطه الى بعض ضباط الجيش العراقي واستطاع تنظيم بعضهم.
ويمكن القول ان اوضاع الحركة التنظيمية في الفترة التي سبقت 14/ تموز / 1958 كانت بسيطة ومحدودة تعتمد على العلاقات الاجتماعية لاعضائها ، لذلك لم يكن اسمها بارزا في الشارع بالرغم من بعض المشاركات الجماهيرية التي ساهم فيها المنتظمون كالمظاهرات التي صاحبت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، والاعتصام في كلية الاداب ، حيث كان باسل الكبيسي عضوا في اللجنة المشرفة على الفعاليات الجماهيرية المعارضة ، ويظهر انه اراد تطوير تلك الفعاليات ، فقد تحطمت سيــــــــارة باسل في 18 آذار / 1956 في باحة قصر الزهور الملكي بسبب متفجرات وضعت في السيارة التي كانت معدة لمرافقة الوفدين الاردني والعراقي الى المطار بعد الاتحاد الهاشمي ، وكان باسل موظفا في وزارة الخارجية. ولكنه استطاع ابعاد التهمة عنه ، وقد تم ابعاد صالح شبل من العراق وبقي حامد الجبوري وباسل الكبيسي قطبي الحركة في تلك الفترة.

بعد 14 تموز 1958

كان من الواضح من تشكيلة مجلس السيادة والوزراء التي اعلنت يوم 14 تموز 1958 ان العسكريين الذين نفذوا الحركة العسكرية ، قد اشركوا القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية في الحكم ، وهي حزب الاستقلال وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الوطني الديمقراطي وشخصيات كردية معروفة ، وعناصر محسوبة على الحزب الشيوعي . وبعد فترة قليلة ارسلت قيادة الحركة السيد هاني الهندي الى بغداد ليساعد القيادة المحلية على رسم خطة عمل جديدة في العراق .ويقول باسل الكبيسي في اطروحته عن حركة القوميين العرب ان وجود هاني كان مفيدا في دفع هذا التنظيم الى امام ، فنمن ناحية وافق على توجيه القيادة المحلية بالظهور باسم محدد ، وهكذا اطلق اسم حركة القوميين العرب لاول مرة على القوميين العرب الذين طالما اعتبروا خطأ من اتباع حزب الاستقلال ، وكانت هذه هي الخطوة العملية الاولى التي ساعدت الحركة الناشئة على اظهار وجودها كتنظيم سياسي مستقل ، كما قام هاني الهندي بالتخطيط من اجل قيام التجمع التقدمي الذي حقق تحالف كافة القوى القومية الموجودة على الساحة ، ووافق هاني على توصية القيادة المحلية الداعية الى السماح لها بالعمل في صفوف الجيش . وتشير التقديرات الى ان حجم التنظيم يوم قيام ثورة 14 تموز 1958 كان عشرين عضوا في اقل التقديرات وسبعة وعشرين عضوا في اقصاها ، كان البعض منهم لما يزل مقيما في بيروت . وقد جرى تعزيز القيادة المحلية بشكل كبير ومؤثر من قبل المركز فقد التحق بالقيادة السيد سلام احمد بعد ان انهى دراسته في الجامعة الامريكية في بيروت
( علوم سياسية ) وتفرغ للعمل التنظيمي واستلم مسؤوليات قيادية هامة منها مسؤولية الموصل ، كما التحق بالقيادة الاقليمية السيد نايف حواتمة ( اردني ) ، ولما يملكه من خصائص نضالية وتنظيمية فقد مثّل وجوده في القيادة الاقليمية ثقلا كبيرا ساعد على تركيز القواعد التنظيمية ومن ثم التوسع في التنظيم والقيام بممارسات نضالية على الساحة والتعريف بالحركة بشكل واضح وواسع وقد استلم مسؤوليات تنظيمية متعددة منها في بغداد والموصل والفرات الاوسط . وللواقع نقول ان نايف حواتمة قد لعب دورا كبيرا في بروز فرع العراق تنظيميا ونضاليا ، وعلى الرغم من وجوده غير القانوني في العراق فقد كان يشارك اعضاء الحركة في الجلوس في مقاهيهم ومناطقهم الشعبية ، كما قاد عدة مضاهرات بنفسه ولم يتوان عن الصعود فوق الايدي للهتاف وترديد الاناشيد القومية بلهجته غير العراقية .
والتحق بقيادة الاقليم كذلك السيد عمر فاضل الذي استلم مسؤوليات تنظيمية في الكرخ في بغداد ، وفي النجف وكان شخصية هادئة ومحبوبة من الجميع ، وجرى تعزيز القيادات الوسطية بعناصر كفؤة وديناميكية ومنهم السيد عبد الحليم حربي ( لبناني ) والسيد ابراهيم قبعة ( فلسطيني ) . فعملوا مع القيادات الوسطية العراقية التي نضجت وامتدت وتوسعت تنظيماتها ومنهم السادة كامل الجزائري وكاظم كلو ومحمد علي الرماحي وعبد الامير الوكيل . وكانت اغلبية القيادات العراقية الجديدة وتنظيماتها قد جاءت من اوساط شعبية خلافا للحلقة الاولى التي مثلت ابناء بعض العوائل العراقية الراقية والثرية .
لابد من تأشير حقيقتين في الاوضاع السياسية العراقية والعربية ساعدتا على توسيع دائرة العمل التنظيمي وبروز اسم الحركة في الساحة :
الاولى : التطورات السياسية في العراق واحتدام الصراع الشديد بين التيار اليساري الذي مثله الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وبدعم مباشر من عبد الكريم قاسم ، والتيار القومي الذي مثله حزب البعث العربي الاشتراكي ، وحزب الاستقلال وحركة القوميين العرب وبعض التنظيمات القومية الصغيرة . وقد اصبح ذلك الصراع دمويا وقاسيا وحادا وخصوصا بعد اقالة عبد السلام عارف من مناصبه ومحاكمة رشيد عالي الكيلاني ثم فشل ثورة الشواف في الموصل واعدام عـــدد كبير من الضباط القوميين ، واستقالة القوميين والبعثيين من مجلس السيادة ومجلس الوزراء مع اعتقالات واسعة لمختلف عناصر التيار القومي . هذه الحالة مثلت تحديا كبيرا امام الفئات القومية واصبحت بحاجة الى وسائل عمل سرية ونضالية في آن واحد لتفادي المواجهة والحماية ، وكان وضع القوميين المنتمين الى حزب الاستقلال قــــــلقا بسبب ان الحزب المـذكور لا يعتمد وسائل سرية ومحكمة في تنظيمه ، ولا تتحقق اجتماعات حقيقية او دورية بين كوادره ، كما ان جماهيره تفتقد التنظيم الحقيقي الذي يمكن ان يمدهم بالتماس المطلوب مع الاحداث السياسية المتلاحقة وسبل مواجهة التحديات ، لذلك فأن كوادر حزب الاستقلال اصبحت تواجه فراغا تنظيميا ، فاتجه العديد والكثير منها الى حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب بالدرجة الاولى ، كما ان هذين التنظيمين تحركا بشكل مثابر على تلك الكوادر لضمها الى تنظيماتها ولا غرابة في القول ان اكثر عناصر حركة القوميين العرب التي انتهت في تلك الفترة كانت من شباب حزب الاستقلال ومن الامثلة على ذلك ما حدث في مدينة النجف التي كان وجود حزب الاستقلال وواجهته منظمة الشباب القومي العربي قويا وفاعلا ، اذ قامت المنظمة المسؤولة عن الطلبة والمتكونة من عبد الاله النصراوي وامير الحلو وعلي كمونة وعلي منصور بالانتماء الى حركة القوميين العرب التي كانت منظمتها في النجف تتكون من اربعة او خمسة اشخاص والتحق الثلاثة الاُول بالتنظيم القيادي وتمكنوا من كسب اعداد كبيرة من الطلبة وغيرهم بحيث اصبح تنظيم الحركة في النجف بعد ذلك واسعا وشارك في جميع الاحداث التي وقعت في النجف خلال فترة حكم عبد الكريم قاسم وما بعدها ، وكان ارتباط قيادة النجف مع السيد عبد الامير الوكيل ( مدرس ثانوية ) في كربلاء وهو من اوائل من التحق بتنظيم الحركة في العراق كما تمكنت منظمة النجف من مد تنظيمها ومسؤولياتها الى مدن الكوفة والديوانية والشامية وخان النص ، واصبحت من اهم معاقل الحركة في العراق .

الثانية : ويمكن تحديد فترتها في اواخر عام 1959 عندما ظهر الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وحزب البعث العربي الاشتراكي على السطح وتقديم الوزراء البعثيين استقالاتهم في الاقليم السوري ، فقد كانت اكثر الجماهير القومية في مختلف تنظيماتها ناصرية في انتمائها وولائها العفوي والحقيقي ، لذلك فأن عمليات الكسب الجديد بالنسبة لحركة القوميين العرب كانت تعتمد على اتجاه القوميين الى الانضواء تحت لواء تنظيم قومي ناصري ، وكانت تلك سمة حركة القوميين العرب آنذاك ، ونستطيع القول ان اكثر المنتمين الى الحركة كانوا ناصريين اختاروها بدلا من حزب البعث العربي الذي اختلف مع عبد الناصر وحتى عندما بدأ مركز الحركة يطرح عبر مجلة (الحرية) ونشراته آراء مختلفة عن سياسة عبد الناصر خصوصا بعد نكسة الانفصال في 28 ايلول 1961 ، فعندما كانت الحركة تقوم بنشاطات جماهيرية كانت جماهيرها تهتف لعبد الناصر وترفع صوره بشكل عفوي غير متقيدة بالشعارات التي وضعتها القيادة ، ولا بالمناسبة التي جرى التظاهر من اجلها وبقيت هذه الحالة ترافق عمل الحركة في العراق ولم تكن الانتقادات الجادة لسياسة عبد الناصر تعمم بشكل واضح على جميع المستويات ، واقتصرت على العناصر القيادية بمستوياتها المختلفة .
وقد كانت القوى القومية تساهم بشكل متعاون من خلال الجبهة القومية في النشاطات الجماهيرية والنقابية كانتخابات نقابة المعلمين والطلبة. وكانت تضم حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب ووجوه تقليدية من حزب الاستقلال .كما اصدرت بيانات ضد نظام عبد الكريم قاسم بأسم الجبهة القومية ولكن هذه الجبهة بصفتها الائتلافية انهارت بعد انسحاب الحركة منها وذلك بسبب الانفصال السوري عام 1961 وتوقيع السيدين اكرم الحوراني وصلاح الدين البيطار على وثيقة الانفصال.ولا شك ان هذا الانسحاب من الجبهة جاء نتيجة العلاقات الوثيقة مع عبد الناصر، وترافق الانسحاب مع انشقاقات قامت في حزب البعث والتي مثلها فؤاد الركابي في العراق وعبد الله الريماوي في الاردن . و ترتب على انسحاب الحركة من الجبهة القومية انهيار ((اللجنة القومية العليا للضباط الاحرار )) وانشقاقها الى لجنة بعثية ولجنة قومية او ناصرية متحالفة مع حركة القوميين العرب*. وكان نايف حواتمة يمثل الحركة في الجبهة القومية.
وتعزيزا لنشاطاتها اصدرت الحركة نشرة بأسم الوحدة كانت تطبع على جهاز الرونيو في بغداد وتوزع على التنظيم داخل العراق وكانت اكثر اعدادها تعبر عن النضال من اجل




* حركة القوميين العرب – محمد جمال باروت



وحدة العراق الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة ، كما كانت تفضح ممارسات نظام عبد الكريم قاسم المعادية للوحدة والتيار القومي ، ولغرض نشر اسم الحركة كان التنظيم ينظم حملات للكتابة على الجدران ويبرز اسم الحركة تحت الشعارات ، كما ان المناطق التي كان للحركة وجود فاعل فيها شهدت رفع لافتات كبيرة وبشكل علني بأسم الحركة ومنها منطقة الكرخ .
(يذكر اسم المسؤول عن الطباعة ومن يشاركه في ذلك .. واذكر ان باسل الكبيسي وعدنان الشطب وسهام المتولي كانوا يشرفون على الطباعة . وقد ذهبت عام 1962 مع باسل الكبيسي في سيارته التي يقودها الضابط شهاب الاعظمي الى النجف لنقل جهاز طابعة مع رونيو لمنظمتها ).
كما كانت تصدر بأسم حركة القوميين العــــــــــرب في العـــــراق كراســــــــات ( اعتقد انها تطبع خارج العراق ) حول الوحدة العربية ومعارضة شعار الحزب الشيوعي العراقي حول الاتحاد الفيدرالي.

واقع التنظيم في تلك الفترة

بعد ان رفع الحزب الشيوعي العراقي شعار مشاركته في الحكم بشكل علني ، وبعد ان زاد تدخل المقاومة الشعبية التي يسيطر عليها الشيوعيون في شؤون الحكم والناس وزيادة وزنها كتنظيم عسكري واصطدامها مع اختصاص الجيش والاجهزة الامنية ، بدأ عبد الكريم قاسم بأتخاذ اجراءات خفف من خلالها الضغط على التيار القومي وذلك بأطلاق سراح اعداد كبيرة منهم ، ومن بينهم البعثيين الذين حاولوا اغتياله ، خصوصا بعد شعوره بالاطمئنان النسبي نتيجة الانفصال السوري ، كما جرى السماح بصدور بعض الصحف القومية كالحرية والحياد الايجابي وبعض المطبوعات التي تهاجم الشيوعين ودورهم في احداث الموصل وكركوك . وبالمقابل شدّد قاسم الضغط على الشيوعين وجرت اعتقالات في صفوفهم ، كما شجع على فك التعاون بينهم والحزب الوطني الديمقراطي بزعامة كامل الجادرجي ، كما اجاز حزبا شيوعيا صوريا بقيادة داود الصايغ ومنحه امتياز جريدة يومية .
في هذا الجو السياسي بدأت القوى القومية بنشاط علني واسع النطاق ، كان حذرا في البداية من الاصطدام بشكل مباشر مع عبد الكريم قاسم تشجيعا له على المضي في صدامه مع الشيوعين . ويمكن القول ان نشاط الحركة التنظيمي قد استفاد كثيرا من هذا الجو المنفرج نسبيا ، فبدأ التوسع في التنظيم افقيا وعموديا ، فعلاوة على بغداد التي تركز النشاط فيها في منطقة الكرخ فأن تنظيم الموصل قد حضي باهتمام القيادة وتناوب عليه
نايف حواتمة وسلام احمد ، وكذلك تنظيم الفرات الاوسط ( النجف – كربلاء – الحلة-الديوانية ) اذ اصبح التنظيم في النجف قويا جدا واخذ يمد نشاطاته الى المدن والقرى القريبة وقد تناوب على الارتباط به من القيادة نايف حواتمة ، وعمر فاضل . كما ان التنظيم العمالي قد توسع كثيرا وكان لــهاشم علي محسن دور كبير في تعزيز هذا التنظيم ووقوفه منافسا للتنظيمات العمالية العريقة في العراق كالشيوعيين والبعثيين .
وقد كانت الحركة بحاجة الى التعريف بأسمها ووجودها بشكل واسع لدى الناس وابراز خصوصيتها ، وكان من بين الاساليب المتبعة في هذا المجال الطلب من المنتسبين والمؤيدين خط الشعارات بالطباشير والفحم والاصباغ على الجدران في كل مكان مع وضع اسم الحركة عليها بشكل بارز وكذلك استثمار بعض المناسبات الوطنية والقومية لرفع اللافتات من القماش بأسم الحركة في الساحات الرئيسية والشوارع العامة واماكن الاحتفالات ، كما قامت الحركة بتنظيم مظاهرات منفردة انطلقت اغلبها من منطقة الكرخ رفعت خلالها شعارات مكتوبة باسمها وكان اشهرها مظاهرات رشيد عالي الكيلاني ، وكمال الدين حسين / وزير التربية في الجمهورية العربية المتحدة ، واحمد بن بلا ، وكذلك مظاهرة كبيرة خرجت صبيحة يوم 28 أيلول 1961 بعد القاء عبد الناصر لخطابه حول الانفصال في سورية ، حيث عبرت من جانب الكرخ الى شارع الرشيد ومرّت من امام وزارة الدفاع حيث مقر عبد الكريم قاسم ثم توقفت امام سفارة الجمهورية العربية المتحدة في منطقة الكسرة قرب الاعظمية حيث اصطدمت مع الشرطة وتوقفت بالقوة . كما ساهمت الحركة بشكل فاعل في الاضراب الذي حدث احتجاجا على زيادة عبد الكريم قاسم لاسعار البنزين عام 1961 ، وسيطرت على اجزاء رئيسية من منطقة الكرخ واصطدمت مع القوات الحكومية بالسلاح .
كان للمظاهرات والاضرابات التي ساهمت بها الحركة اثر كبير في خروج الحركة الى دائرة النشاط العلني وحصلت اعتقالات عديدة في صفوف منتسبيها ، مما جعل الاجهزة الامنية تهتم بمراقبة نشاطها وكانت بعض النوادي الرياضية كنادي الاعظمية مركزا من مراكز نشاط الحركة ، وكان لباسل الكبيسي دور كبير في ذلك حيث استقطب بعض المثقفين وابناء العوائل المعروفة والعسكريين . وقد اقدمت الحركة على انشاء النادي الثقافي العربي في الاعظمية حيث اخذ يرتاده العديد من المثقفين واساتذة الجامعات وجرى تنظيم سلسلة من المحاضرات والندوات والافلام السينمائية ، ولكن الخطأ الذي حصل في استثمارهذا النادي ، ان عناصر قيادية من الحركة اخذت تتردد عليه بشكل مستمر ، مما لفت انظار الجهات الامنية وباتت تراقب النادي ونشاطاته وروّاده وكان ذلك سببا في مراقبة نايف حواتمة ومن ثم القاء القبض عليه في الوكر الذي كان يسكن فيه مع عبد الاله النصراوي في منطقة الوزيرية .
من الامور التنظيمية المهمة في تلك الفترة اقدام حامد الجبوري عضو قيادة الاقليم على الانشقاق وكالعادة في مثل هذه الامور والحالات فانه يطرح نفسه ومجموعته كممثلين شرعيين للحركة وكان معه اخوه عداي الجبوري و د . عصام السرطاوي (فلسطيني) ويوسف الخرسان وعدد قليل جدا من الاعضاء ، وقد استطاعت القيادة من تطويق هذا الحدث بسرعة وافقاده لاية قيمة تنظيمية ولم يحصل أي تأثير يذكر إلى التنظيم ، وقد عزى الجميع هذا الانشقاق لاسباب شخصية بحتة منها توتر العلاقة بين حامد الجبوري ونايف حواتمة واقدام الجبوري على اطلاق الرصاص على حواتمة مما ادى الى فصله من الحركة وبقرار مركزي .وبعد فترة انضم الجبوري الىحزب البعث ، وانتهى الموضوع وقد انضم الى قيادة الاقليم في تلك الفترة عبد الاله النصراوي وتولى مسؤولية الفرات الاوسط ومهمات تنظيمية اخرى .
كان للحركة نشاطها في الجيش والذي بدأه باسل الكبيسي بحكم علاقاته الواسعة مع بعض الضباط من معارفه وكما هو الحال بالنسبة للتنظيم المدني ، فأن العوامل السياسية التي ذكرناها ساعدت هي الاخرى على زيادة النشاط في صفوف الجيش حيث توسعت دائرة التنظيم والاصدقاء والمؤيدين والمتحالفين من كتل عسكرية قومية كانت قائمة اصلا ، وكان باسل يستثمر العسكريين في مساعدة التنظيم المدني خصوصا في نقل اجهزة الطباعة والمنشورات والاسلحة من مكان لاخر.وفي الحصول على المعلومات عن النظام الحاكم ومنها اوامر القاء القبض اذ كان باسل يحصل عليها قبل تنفيذها وينبّه المشمولين بها ، وكذلك نشاطات الكتل العسكرية الاخرى من صديقه ومعاديه.
ومع توسع التنظيم وظهور بوادر الضعف في نظام عبد الكريم قاسم وتحجيم نشاطات الشيوعيين ، كان لابد لقيادة الحركة من التفكير والتخطيط لاحداث تغيير في النظام تقوده بالتحالف مع اصدقائها ( المعلومات التفصيلية لدى سلام احمد ونايف حواتمة وعبد الاله المنصوري ) .
واشير الى بعض المحاولات ومنها ارسال مجموعة من اعضاء الحركة الى سورية عام 1959 للتدريب والاعداد لعملية اغتيال عبد الكريم قاسم وقد تهيئات المجموعة لذلك ولكن حزب البعث العربي الاشتراكي اقدم على المحاولة قبل ذلك ، وقد اشار السيد اياد سعيد ثابت عضو قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي انذاك في احد كتبه ان تنسيقا بين البعث وحركة القوميين العرب كان قائما لعملية الاغتيال ، ولكنهما افترقا بعد ذلك وقام كل منهما بالتخطيط بمفرده . اما المحاولات الاخرى فأذكر ان السيد حواتمة قد جاءني بشكل مستعجل مساء احد ايام الشتاء عام 1962 وكنت عضوا في شعبة الكرخ وطلب مني وضع الجهاز تحت الانذار وتهيئة بعض قطع السلاح المخبّأة لدى بعض الاعضاء والاصدقاء ، ثم جلس معي في داري ولم ننم حتى الصباح . وعند الساعة المحددة لافتتاح اذاعة بغداد في الصباح الباكر قام نايف بفتح جهاز الراديو وبعد ان استمع الى اشارة الافتتاح التقليدية وبدء البرامج المعتادة ، تمتم ببعض الكلمات الغاضبة وطلب مني رفع الانذار وغادر داري غاضبا . وليست لدي معلومات عما كان سيحدث او ماذا حدث بعد ذلك بحكم وضعي التنظيمي .
اما الحادثة الاخرى ، فكما قلت بان نايف حوتمة قد اعتقل في اواخر عام 1962 وكان يسكن في وكر للحركة التنظيمية في منطقة الوزيرية في بغداد مع عبد الاله النصراوي ، وبعد التحقيق معه احيل الى دائرة الاقامة بتهمة الاقامة غير المشروعة في العراق ، وقد خططنا بالتعاون معه لتهريبه من سجن الموقف في بغداد وكان من المؤمل تسفيره خارج العراق ، وكان عبد الاله النصراوي خارج الوكر عند اعتقال نايف وعندما عاد اعتقله رجال الامن الذين كانوا يقبعون داخل الدار ولكنه استطاع اقناعهم بطريقة واخرى بعدم علاقته بالوكر ، فاطلقوا سراحه لقاء رشوة بسيطة وجاء مسرعا ليبقى عندي في داري في الكرخ ، وبعد ايام قليلة وبينما كان احد افراد الامن يحرّك احد مصابيح النيون العاطلة تساقطت من خلفه مجموعة من الاوراق التي تحتوي بيان رقم (1) ويبدأ بعبارة ( ان قواتنا المسلحة عندما تنهي حكم الطاغية عبد الكريم قاسم ……الخ .) وخرج رجال الامن وسارعوا الى مديريتهم لينقلوا الاوراق ، وتم نقل نايف حواتمة الى مديرية الامن العامة حيث اشرف مدير الامن العام عبد المجيد جليل على التحقيق معه شخصيا، وللأمانة نقول انه بالرغم من كل وسائل التعذيب التي مورست مع نايف الا انه بقي صامدا ولم يعترف بشيء وبقي مربوطا الى شجرة حتى صباح يوم 8 شباط 1963 وسقوط حكم عبد الكريم قاسم حيث اطلق سراحه بنفسه وعاد ليمارس عمله التنظيمي في تلك الظروف الصعبة مع اعضاء قيادة الاقليم.ويمكن القول بناءا على المعلومات والوقائع الاكيدة ان قوة العراقيين داخل الجيش كانت كبيرة وفي مواقع مؤثرة ، ولكن هناك نوع من التردد الذي اسماه البعض بـ ( التأني ) في الاقدام على انقلاب يطيح بالسلطة في حين ان البعثيين الذين كانوا اقل عددا وقوة داخل الجيش اقدموا على التفجير في عمــــــلية جريئة صباح 8 شباط 1963 ، وجعلوا القوميين يسارعون الى المشاركة الفاعلة في الصفحة الثانية التي ساعدت في حسم الموقف بعد ان قاوم عبد الكريم قاسم الىظهيرة اليوم التالي.
يقول السفير المصري انذاك امين هويدي في كتابه ( كنت سفيرا في العراق ) وقد ايّـد السيد صبحي عبد الحميد ما ذكره السيد هويدي :
( كان القومييون قد اعدوا حركة ضد قاسم في نهاية رمضان 1963 تبدأ باغتياله في نادي الضباط اول ايام العيد ، الا انه البعث قام بحركته في 14 رمضان 1963 ويشير هويدي الى ان الفريق الركن صالح مهدي عمّـاش زار باسل الكبيسي في بيته ونصحه بعدم الاقدام على حركة عسكرية لان عبد الكريم قاسم يعلم بها وسيستغلها لتصفية كل التيار القومي.
هذا وكان باسل الكبيسي وسلام احمد قد تعاقبا على مسؤولية التنظيم العسكري في الحركة .
ومما يجدر الاشارة اليه الى ان الحركة كانت تصدر في تلك الفترة نشرة دورية مطبوعة على الرونيو بأسم الوحدة كانت توزع على نطاق واسع وتتضمن تعليقات واخبار ضد حكم عبد الكريم قاسم .

اما المادة الفكرية التي كانت تقرأ في الاجتماعات الاسبوعية فهي:
1) مع القومية العربية : تأليف الحكم دروزة.

2) اسرائيل : فكرة، حركة، دولة : هاني الهندي ومحسن ابراهيم.


3) في التثقيف القومي .. مركزي.


اما المادة الفكرية التي كانت تقرأ في الاجتماعات الاسبوعية فهي:
1) مع القومية العربية : تأليف الحكم دروزة.

2) اسرائيل : فكرة، حركة، دولة : هاني الهندي ومحسن ابراهيم.


3) في التثقيف القومي .. مركزي.

4) كراسات حركة القوميين العرب المركزية.

5) الشيوعية المحلية ومعركة العرب القومية : الحكم دروزة .

6) مجلة الحرية الاسبوعية.

7) كتب عن القومية العربية : تأليف كتّاب خارج الحركة كساطع الحصري وقسطنطيني رزيق ومنيف الرزاز وغيرهم.

كما ان هناك مرونة لدى المسؤول وخصوصا في الحلقات القيادية في قراءة واعداد تلخيصات لبعض الكتب الخارجية ، واشير هنا الى ان نايف حواتمة كان يشجع على قراءة بعض الكتب الماركسية كما انه يبدي ملاحظات واضحة على بعض المفاهيم التي تطرحها كتب ونشرات الحركة ، وهذا ما يشير اليه الشهيد باسل الكبيسي في اطروحته عن الحركة حيث وردت عبارة نصّها ( كان محسن ابراهيم ونايف حواتمة قد استخدما الماركسية للتحليل منذ عام 1959 وكان لذلك اثره في تقبل بعض القيادين للافكار الماركسية منذ ذلك الوقت.

8 شباط 1963
اعلن البعثيون الاضراب في جمــيع المدارس والكليات قبل هذا التاريخ بشهرين تقريبا ، ومن خلال حادثة بسيطة وقعت في احدى المدارس ، واخذ الموقف يتصاعد من خلال المواجهات بين الطلبة وقوات الانضباط العسكري خصوصا بعد اعتصام مجموعة من الطلبة البعثيين في مقر جامعة بغداد ، وقد ساند القوميون البعثيون في اضرابهم في حين وقف الشيوعيون ضده وكان من الواضح ان للاضراب اهدافه الاخرى غير المعلنة وفي مقدمتها ايجاد ازمة حادة مع النظام والمبالغة في اضعافه بعد ان فقد الكثير من رصيده لدى جميع الاطراف ، واستثمار هذا الجو المتوتر لتوجيه ضربة الى النظام ، وكان الجميع يعرفون هذا الهدف لذلك اقدم عبد الكريم قاسم على اعتقال قيادين عسكريين ومدنيين من البعثيين ومنهم الفريق الركن صالح مهدي عماش وعلي صالح السعدي عضوي القيادة القطرية ، وكانت مساهمة القوميين في الاضراب فاعلة ولكن بدون هدف واضح لدى الاعضاء سوى معارضة النظام.
وفي الساعة التاسعة من صباح 8 شباط قام البعثيون بقيادة المــــرحوم احمد حسن البكر باحتلال مرسلات الاذاعة في أبي غريب واذاعة البيان رقم ( 1 ) الذي اعلن الثورة ضد قاسم وفي نفس الوقت قامت ثلاث طائرات بقصف مبنى وزارة الدفاع حيث مقر عبد الكريم قاسم الذي جاء من داره الى مقره وبقي اسير مكانه بعد ان وصلت بعض الدبابات وسط مقاومة شديدة من الشيوعيين في الشارع والدفاع المستميت لقوات الانضباط العسكري داخل وزارة الدفاع ، وكلما مضى الوقت ازداد عدد الدبابات والقوات العسكرية التي احاطت بالمبنى من كل مكان وكذلك تصاعد قصف الطائرات وبأعداد اكثر واستمرت المعركة حتى ظهر اليوم التالي 9/2 حيث استسلم قاسم واعدم بعد وصوله الى مبنى الاذاعة .
" بعد نصف ساعة تقريبا من اذاعة بيان الثورة من الاذاعة جاءني الشهيد باسل الكبيسي الى الكرخ حيث كنت مسؤولا عنها وطلب مني اخراج جميع الاسلحة التي لدينا ، واشرف بنفسه على اخراجها حيث وزّعناها على الاعضاء ثم اتجهنا الى مراكز الشرطة في المنطقة وقمنا بالاستيلاء على الاسلحة الموجودة فيها ووزّعناها كذلك على الاعضاء والانصار وذهبنا الى ساحة الشهداء التي تمر بها الدبابات والقوات العسكرية المتجهة الى وزارة الدفــاع ومهما كـانت فائدة ذلك او اهميته على مجرى الامور فأنه دليل تأييد واسناد ، ولكن الاسناد العسكري من جانب القوميين العسكريين كان مؤثرا جدا فقد قام عشرة ضباط بارزين وفاعلين باذاعة بيان في الساعة الواحدة ظهر 8 شباط عن طريق الاذاعة يؤيدون فيه الثورة ويساندونها وكان من بينهم صبحي عبد الحميد وعبد الكريم فرحان ، وصدرت قرارات عن المجلس الوطني لقيادة الثورة بتعيين عدد من الضباط القوميين في مراكز حساسة وهم عبد الكريم فرحان آمرا لموقع بغداد وعبد الهادي الراوي آمرا لمعسكر الرشيد ومحمد مجيد مديرا للخطط العسكرية ، كما كلف المجلس هادي خماس ومحمد مجيد بالمساهمة في الهجوم على وزارة الدفاع كما ان اللواء الثامن في الحبانية تحرك بافواجه الثلاثة بقيادة ضباط قوميين ودخل الى بغداد لتعزيز الثورة . كان المجلس الوطني لقيادة الثورة بعثيا عدا عبد السلام عارف ويضم القيادة القطرية للحزب باكملها ، كما ان الحكومة كانت بعثية ولم تضم أي قومي منهم الى التنظيم .
كانت الحركة في تلك الفترة تحتفظ بكامل تنظيمها المدني والعسكري ولم تكن العلاقة مع البعث ودية ولكنها ليست عدائية ايضا يسودها الحذر بسبب العلاقات السابقة وانعكاس العلاقة بين البعث وعبد الناصر على ذلك وبعد ان سمحت قيادة البعث باصدار الصحف اليومية من قبل القوى القومية قررت الحركة اصدار الجريدة اليومية باسم الوحدة تولى الشهيد باسل الكبيسي رئاسة تحريرها وقد ارسلت القيادة من بيروت الشهيد غسان كنفاني والسيد محمد كشلي للمساعدة في اخراجها وقد رافق اصدرها طرح شعارات الوحدة بشكل متباين من قبل البعث من جهة والقوميين من جهة اخرى فقد دعا البعث الى وحدة ثلاثية تضم مصر وسوريا والعراق ، في حين دعا القومييون الى اعادة الجمهورية العربية المتحدة فورا بوحدة مصر وسوريا مجددا ثم ينضم العراق اليها لاحقا ، كما بدأت مباحثات الوحدة في القاهرة في تلك الفترة لذلك تبنت جريدة الوحدة في افتتاحياتها ومقالاتها موضوع وحدة مصر وسوريا وقد لعب نايف حواتمة دورا كبيرا في تحرير تلك الموضوعات ( حادثة الافتتاحية التي يكتبها نايف ) وقد تم اعتقال باسل لفترة قصيرة ثم جرى تعطيل جريدة الوحدة كما اغلق المركز الثقافي العربي وجرت اعتقالات واسعة في صفوف واعضاء الحركة ومؤيديها خلال مباحثات الوحدة بسبب المظاهرات التي قامت بشكل عفوي لتأييد الوحدة فبات من الواضح ان العلاقة قد توترت بين البعث والحركة وزادها اعتقال حواتمة ثم تسفيره خارج العراق ( مجيء هاني ) وقد عززت قيادة الاقليم عضويتها فاضافت امير الحلو وهاشم علي محسن ووليد قزيها بعد ان غادرها نايف حواتمة وقام باسل بتجميد عضويته وسافر الى القاهرة ، وكان سلام احمد مسؤولا عن التنظيم العسكري وكانت القيادة تعقد اجتماعات متواصلة لمواجهة التطورات وفي بداية الشهر الرابع من عام 1963 ابلغ سلام احمد القيادة بأن التنظيم العسكري للحركة وبعض الكتل العسكرية المتحالفة معه متوجسة من الاوضاع وقد بدأ البعث باحالة البعض على التقاعد ونقل الاخرين الى الشمال بعد تجدد الحركات العسكرية ضد الاكراد.وهناك خشية من فقدانهم لقوتهم ، اضافة الى التطورات السياسية بعد فشل مباحثات الوحدة في القاهرة وبدء حملة اعلامية مبطنة ضد عبد الناصر ونظامه وحلفائه من ( الذيلين ) ….الخ ، وانهم يريدون التخطيط للقيام بانقلاب عسكري وقد تكرر هذا الطلب في جميع اجتماعات القيادة وعند عرض الموضوع على المركز لم يكن هناك تحبيذ لهذه الفكرة ولكن الوضع الحرج الذي كان يهدد بالصدام المباشر والتصفية للتنظيم المدني والعسكري جعل القيادة تأخذ قرارا بالموافقة على الشروع بالاعداد لانقلاب عسكري واعداد خطته والقوات المكلفة بالتنفيذ ، وبمرور الايام الصعبة وبناءا على المعلومات التي تشير الى ان العسكريين قد قطعوا شوطا كبيرا في الاعداد باشرت القيادة في بحث الامور السياسية والداخلية في حالة التنفيذ والنجاح ، لذلك جرى ترشيح اسماء لرئاسة الجمهورية والوزراء بحيث تضم اعضاء من الحركة في مناصب هامة وكذلك حلفائها (1) من العسكريين مع حقائب وزارية لجميع القوى القومية الموجودة في الساحة عدا البعثيين (2) وبعد منتصف شهر ايار بقليل اصدر المجلس الوطني لقيادة الثورة بيانا اعلن فيه اكتشاف مؤامرة على النظام اعدها (الحركيون والذيليون ) وجرت عمليات اعتقال لجميع منتسبي الحركة واصدقائها من المدنيين والعسكريين ،وقد اجتمعت القيادة بشكل سريع لدراسة الاوضاع وقد تقرر اختفاء سلام بأية وسيلة لان البيانات تركز عليه وهو المعروف كليا بأنه عضو في القيادة ، وبعد ايام قليلة جرى اعتقال امير الحلو وسلام احمد وغادر وليد قزيها العراق لانه غير معروف وبقي عبد الاله النصراوي وهاشم علي محسن وتم الاعلان عن تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة التآمرين ولكن المحكمة لم تنعقد بالرغم من انتهاء التحقيق واحالة الاوراق اليها .ويذكر البعض ان الرئيس اليمني عبد السلال قد نقل رغبة الرئيس عبد الناصر الى البعث بعدم ايقاع العقاب بالقوميين خلال زيارته للعراق في آب 1963 وبالفعل تم اطلاق سرح اعداد كبيرة من المعتقلين المدنيين والعسكريين وبقي في السجن سلام وامير وبعض العسكريين حتى تشرين الثاني 1963 . اما عن وضع قيادة الاقليم تلك الفترة فقد غادر عبد الاله النصراوي العراق وبقي هاشم علي محسن لذلك قام المركز بتعزيز القيادة بشكل سريع اذ عاد الى العراق د . غسان عطية وجرى ادخال ثلاثة عناصر قيادية من الكويت هم : سليمان العسكري والمحامي علي رضوان والنقابي العمالي عبد العال ناصر والفلسطيني عزام كنعان حيث تشكلت القيادة منهم ، وفي اواخر شهر ايلول 1963 جرى اعتقال جميع المذكورين عدا غسان عطية الذي هرب خلال اعتقاله وعادت الاعتقالات من جديد لاعــــضاء الحركة من المدنيين ، ويظهر ان وساطة حصلت لاطلاق سراح الكويتين الذين غادروا بعد فترة.
خلال تلك الفترة كانت الاوضاع الداخلية قد تأزمت في صفوف قيادة البعث وتعقدت العلاقة مع عبد السلام عارف ومجموعة علي صالح السعدي واصبحت الصراعات معروفة ثم جرت اعتقالات وتسفيرات لبعض اعضاء القيادة في 11 تشرين الثاني 1963 وحصلت صدامات عسكرية ( منذر الونداوي) في 13 تشرين الثاني وانتهت الامور بقيام عبد السلام عارف بحسم الامور لصالحه في 18 تشرين الثاني 1963 .
وبروح موضوعية اقول ان محاولة الانقلاب التي حددتها القيادة لم تكن صحيحة ليس من حيث التنفيذ فقط وانما في تقييم المرحلة التي تعقبها لو نجحت ، فلم تكن القيادة الاقليمية قادرة على استلام الحكم وتخقيق الانسجام مع القوى القومية الاخرى كما ان العسكريين لم يكونوا في تركيبتهم الفكرية وطبيعة علاقتهم مع الحركة ونظرتهم للحياة الحزبية بمؤمنين على الاستمرار في التعاون او الخضوع لاوامر القيادة ، وكان يمكن ان يدخلوا في صراعات شديدة بينهم ومع القيادة كذلك وقد لمست ذلك من خلال معايشتي لهم فترة السجن معهم.

بعد 18 تشرين الثاني 1963

لم تستقر الامور كليا لعبد السلام عارف والمجموعة العسكريـة القوميـة المتعاونـة معه ( صبحي - كريم – عارف ) الا بعد ان انفردوا بالسلطة بخروج البعثيين الذين شاركوا في السلطة في البداية ( البكر- حردان – الوزراء) وكان من الطبيعي ان يتجه هذا النظام الى القاهرة نظرا لتركيبته ولكن لم يكن هناك طرح للوحدة السريعة والمباشرة كما كان الامر سابقا ولكن على صعيد التنظيم الشعبي فقد نصح عبد الناصر ، عبد السلام عارف بعد انتهاء مؤتمر القمة العربي الاول في 23 ك2 1964 انشاء تنظيم شعبي يكون قاعدة جماهيرية للنظام وكذلك انشاء تنظيم عسكري سري في الجيش ، وقد جرت مداولات عديدة بين عبد السلام عارف وطاهر يحيى وعبد الكريم فرحان وصبحي عبد الحميد والوزيرين عبد الكريم هاني وشامل السامرائي للاعداد والقيام بالتنظيم الشعبي . وقد استقر الرأي على تشكيل هيئة تحضيرية لقيام الاتحاد الاشتراكي العربي واعداد ميثاقه مسترشدين بميثاق الاتحاد الاشتراكي العربي المصري ، وتألفت اللجنة من عبد الكريـــم فرحان وصبحي عبد الحميد وشامل السامرائي ود0 عبد العزيز الدوري وفؤاد الركابي ، غربي الحاج احمد (عربي اشتراكي) وعبد الهادي الراوي (عسكري) وعبد الستار علي الحسني(استقلال) واياد سعيد ثابت (الوحدويون الاشتراكيون) هشام الشاوي(رابطة قومية) سلام احمد(حركة القوميين العرب) ،عبد الكريم هاني (وزير) عبد اللطيف الكمالي(مستقل) وبعد ان انسحب منها ممثل حزب الاستقلال انظم اليها عبد الاله النصراوي (حركة) واحمد الحبوبي(عربي اشتراكي) .ومرت عمليات اعداد الميثاق ووضع الاسس التنظيمية واختيار القيادات بسلسلة من الصعوبات والمناورات الحزبية واصطدامات بمزاجيات عبد السلام عارف وعدم محبته للحزبيين اساسا حتى جرى انتخاب اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي العربي بعد ان افتتح مؤتمره الاول في 14 تموز 1964 بحضور السيد حسين الشافعي وتم تسمية عبد السلام عارف رئيسا للاتحاد الاشتراكي وفاز بعضوية اللجنة من الحركة السادة سلام احمد وعبد الاله النصراوي ، ولا يعنينا هنا التحدث عن الاتحاد الاشتراكي ومدى فعاليته ولكن من الواضح ان هناك عدم انسجام بين عبد السلام عارف وبقية اعضاء اللجنة التنفيذية من العسكريين والحزبيين واخذ عبد السلام يعرقل اعمال وفعالية الاتحاد ويسخر من قيادته ولم يعطه أية مسؤوليات سياسية او عملية ، كما كانت هناك خلافات بين الاعضاء انفسهم لدوافع حزبية وشخصية وازاء هذا الوضع قدّم ستة وزراء قوميين استقالتهم من الوزارة في 11 تموز 1965 وكان من ضمن المستقيلين عبد الكريم فرحان الامين العم للاتحاد الاشتراكي ونائبه فؤاد الركابي وبذلك جمـّدت اللجنة التنفيذية اعمالها واهمل عبد السلام عارف الاتحاد الاشتراكي ولم يدع اللجنة للاجتماع بعد ذلك، فـمات الاتحاد غير مؤسوفا عليه.
كان هذا هو الوضع السياسي والتنظيمي انذاك ، اما بالنسبة للحركة فقد تم اتخاذ قرارا في البداية بتعليق عضوية سلام احمد واميــر الحلو في القيادة حتى حضور محكمة الحركة من المركز وكانت مؤلفة من السيد نايف حواتمة وعمر فاضل ومحمد مصطفى بيضون حيث حققت معهما حول ظروف وملابسات اعتقالهما السابق وعند عودتها صدر قرار من المركز باعادة عضويتهما الى القيادة علما بأن سلام احمد كان خلال فترة التعليق يمارس نشاطه كممثل للحركة في العلاقات مع الاحزاب القومية الاخرى والتحضير للاتحاد الاشتراكي ، كما مارس امير الحلو نشاطات فكرية وكتابية وقد انضم الى قيادة الاقليم بفترات متلاحقة السادة د0 غسان العطية ، د0 صبحي عودة (فلسطيني) و-----------
(فلسطيني) ، د0 خلف الصوفي (استاذ جامعي) ، وبما ان عضوية الاتحاد الاشتراكي العربي كانت تشترط حل التنظيمات الحزبية والانضمام الى الاتحاد بموجب ذلك ،فقد اتخذت القيادة قرارا بتكليف السادة سلام احمد وعبد الاله النصراوي وهاشم علي محسن بتمثيل الحركة في الاتحاد الاشتراكي وقيام بقية اعضاء القيادة باستلام التنظيم الحزبي الذي بقي على وضعه السابق ولم نجد صعوبة في هذه الازدواجية وكان لاستلام هاشم علي محسن للجهاز العمالي الحزبي ورئاسته للاتحاد العام لعمال العراق في نفس الوقت اثره في سيطرة الحركة على نقابات العمال وفتح المجال امام هاشم لتوجيه الانتقادات المباشرة الى عبد السلام عارف وتصرفاته من خلال جريدة العمال والفعاليات الجماهيرية التي كان يقوم الاتحاد بها وكان ذلك يثير عبد السلام عارف كثيرا ويزيد من كرهه للحركة ولممثليها في الاتحاد الاشتراكي فأخذ يهاجمها في اجتماعاته الرسمية ومجالسه الخاصة .كما استلم السيد سلام احمد رئاسة تحرير جريدة ( الثورة العربية ) اليومية التي تصدر عن اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي ، ولم تكن مسيرتها الاعلامية علاوة على توجيهات عبد الكريم فرحان وزير الارشاد وعبد اللطيف الكمالي عضو اللجنة التنفيذية ومدير عام الاذاعة والتلفزيون تنسجم مع سياسة عبد السلام وتصرفاته وطموحاته الخاصة في السيطرة التامة على مقاليد الامور .
ويمكن القول بأن بقاء الحركة على تنظيماتها بالرغم من انتماءها الى الاتحاد الاشتراكي كان خطوة حكيمة ومدروسة مما جعل الحركة تمارس نشاطاتها التنظيمية والجماهيرية بشكل اعتيادي كما انها حافظت على وجودها وفعاليتها بعد تجميد الاتحاد الاشتراكي العربي واصطدام التنظيمات القومية مع عبد السلام عارف بعد انهيار الاتحاد الاشتراكي جرى الاتفاق بين المستقيلين من اللجنة التنفيذية وعناصر اخرى من ممثلي الفئات القومية على انشاء حركة سرية معارضة للسلطة بأسم الحركة الاشتراكية العربية وجرى انتخاب السادة التالية اسماؤهم لعضوية لجنتها التنفيذية في اوائل شهر آب 1965 وفاز بها صبحي عبد الحميد ،واديب الجادر وخير الدين حسيب وفؤاد الركابي وعبد الكريم فرحان وخالد علي الصالح وعبد الستار علي الحسني وثلاثة من قيادة حركة القوميين العرب هم سلام احمد وعبد الاله النصراوي وهاشم علي محسن وفاز السيد صبحي عبد الحميد بمنصب الامين العام لها بالاجماع وفي نفس الوقت كان صبحي يمسك بتنظيم العسكريين القوميين من جميع الفئات القومية ، ولكن هذا التنظيم العسكري قام بحركة 15 أيلول 1965 بقيادة عارف عبد الرزاق رئيس الوزراء آنذاك بدون ان يعلم قيادة الحركة المدنية واعتبر ذلك مخالفة تنظيمية وتقرر محاسبة العسكريين بعد خروجهم من الاعتقال .واستمرت الحركة القومية الاشتراكية العربية في نشاطاتها الجماهيرية بعد ان ضمت اكثر العناصر التي كانت تعمل في الاتحاد الاشتراكي ، ولكن تطورا حصل عندما عاد اديب الجادر في بداية عام 1966 ليبلغ خيري الدين حسيب وصبحي عبد الحميد وعبد الكريم فرحان بأن فتحي الديب اخبره بأن الرئيس عبد الناصر قد انشأ تنظيما قوميا بأسم (الطليعة) يمتد الى كل الدول العربية وله قيادة قومية مركزية ،وان هذه القيادة قد اختارت السادة المذكورة اسماؤهم اعلاه ليكونوا قيادة التنظيم في العراق وقد اقترح بعضهم ان تكون القيادة الجديدة مكونة من قيادة الحركة الاشتراكية العربية كلها منعا للازدواجية ، ولكن جواب القاهرة كان بالموافقة على قبول خالد علي الصالح فقط وتأجيل قبول سلام احمد وفؤاد الركابي وعبد الاله النصراوي وهاشم علي محسن وذلك بسبب وجود خلاف بين حركة القوميين العرب والقيادة المصرية ، والخشية من ان ينعكس موقف قيادة الحركة في المركز على قيادتها في العراق فتكشف ( سر التنظيم ) ، وبعد فترة وافقت القاهرة على انضمام د0 عبد العزيز الدوري الى قيادة تنظيم الطليعة وجرى اختيار 90 عضو في الحركة الاشتراكية بشكل سري ليكونوا تنظيم الطليعة في العراق مع استمرار الحركة الاشتراكية العربية في تنظيمها ونشاطها .وفي 30 حزيران قام عارف عبد الرزاق بمحاولته الانقلابية الثانية على حكم عبد الرحمن عارف وجرى اعتقال اغلب القيادة العسكرية للتنظيمين ، ولم تشعر القيادة المدنية ايضا بالمحاولة الانقلابية .وناب اديب الجادر عن صبحي عبد الحميد في قيادة التنظيمين خلال فترة اعتقال صبحي عبد الحميد بعد ان جمـّد عضويته في حركة القوميين العرب قبل ذلك بفترة طويلة ، وفي اواخر عام 1966 حصل انقسام في الحركة الاشتراكية العربية مثّله من جانب خيري الدين حسيب واديب الجادر وخالد علي الصالح وصبحي عبد الحميد ، ومن الجانب الاخر فؤاد الركابي وعبد الاله النصراوي وهاشم علي محسن ، واخذت كل جماعة تصدر نشرة بأسم الحركة الاشتراكية العربية ، وتواصلت الانشقاقات داخل هذه الكتل ، وكل ٌ يــدّعي وصلا بـــليلى ! .
اما عن وضع حركة القوميين العرب في مرحلة الانضمام الى الاتحاد الاشتراكي ثم الحركة الاشتراكية العربية فقد كانت ( كما قلت ) قد احتفظت بتنظيمها الخاص كما استمرت في علاقاتها مع المركز في بيروت ، وقد حضر مؤتمر 1964 كل من عبد الاله النصراوي وهاشم علي محسن وأمير الحلو وحضر مؤتمر 1965 امير الحلو وخلف الصوفي وقد انعكست اجواء تلك المؤتمرات التي شكلت بدايات الانشقاق المركزي على وضع القيادة الاقليمية في العراق ، ولا يسعني في هذه العجالة التحدث عن هزيمة المؤتمرين واجوائهما وقد حضرتهما شخصيا ، ولكن كان من الواضح في مؤتمر 1965 على الاخص ان هناك تيارين رئيسيين داخل القيادة مـــثّل احدهما محسن ابراهيم ونايف حواتمة ابتدأت طروحاته منذ مؤتمر 1964 حول كون الحركة رافدا من روافد الناصرية وصولا الى طرح الفكر والنهج الماركسي بعد ذلك ، في حين كان التيار الاخر الذي مثّله د0 جورج حبش والاستاذ هاني الهندي والمرحوم وديع حداد اعتمد النهج القومي المستقل للحركة اولا ثم بدأت طروحاته اليسارية والماركسية بعد ذلك ايضا . وقد ظهر ذلك واضحا من قيام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ممثلين للتيارين المذكورين .واذا كانت غالبية قيادة اقليم العراق قد تأثرت بتلك التطورات فأنها حافظت على وحدتها التنظيمية شكليا حتى حصول الانشقاق النهائي في المركز.حيث واصل عبد الاله النصراوي وجواد دوش ومن معهما في العمل مع الحركة الاشتراكية العربية ، في حين اتجه هاشم علي محسن الى تنظيم د0 جورج حبش الفلسطيني والحزبي.
وفي عام 1966 جرت لاول مرة انتخابات لقيادة الاقليم في العراق عن طريق مؤتمر (قطري) وبالانتخاب السري وعقد المؤتمر اجتماعاته في دار هاشم علي محسن وفاز في الانتخابات كل من السادة :
 سلام احمد.
 عبد الاله النصراوي.
 هاشم علي محسن.
 نوري نجم المرسومي.
 عبد الحسين الربيعي.
 جواد دوش.
 آخرون ( قد يتذكّرهم السيد عبد الاله النصراوي).





1. قائمة بالتشكيلة الوزارية المقترحة
2. تم اعداد خطة الانقلاب العسكري من قبل الاطراف العسكرية المشاركة مع ممثلي الحركة من العسكريين وقد ذكر سلام احمد للقيادة بأن امكاناتهم العسكرية كانت كبيرة داخل بغداد وفي اطرافها وكان الثقل ينصب على احتلال الاذاعة بواسطة المقدم جابر حسن حداد يرافقه عضو قيادة الاقليم عبد الاله النصراوي ، اما التنظيم المدني فكانت مسؤوليته احتلال مراكز قيادات وفروع الحرس القومي البعثي في بغداد وا‘ وكل لامير الحلو الاعداد لاحتلالها في منطقة الكرخ ، ولعدنان الشطب في منطقة الاعظمية ، وكانت تتوفر لدى الحركة الاعداد البشرية والاسلحة اللازمة للقيام بذلك ولكن بتضحيات جسيمة من الجانبين ان وقعت.



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على المحاولة الانقلابية لحركة القوميين العرب عام 1963
- شكل جديد لزيارات الاعياد
- ذكريات جواهرية
- رحيل الجواهري في بغداد
- وفاء الشيوعيون للزعيم
- ا علاقة ثورة اكتوبر بجلكانات البنزين؟
- الى اين تؤدي هجرة وتهجير العراقيين؟
- حسنة
- لينين المفكر والثائر
- الطريق الجديد في الاشتراكية
- الماركسية اللينينية وحركة الثورة العربية المعاصرة
- لينين والصهيونية
- وداعاً خسرو توفيق انساناً ومناضلاً
- الى استاذي الراحل (ابراهيم كبة) صاحب فكر ثائر ورحيل صامت


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمير الحلو - حركة القوميين العرب في العراق