أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير الحلو - الى اين تؤدي هجرة وتهجير العراقيين؟














المزيد.....

الى اين تؤدي هجرة وتهجير العراقيين؟


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الى أين تؤدي هجرة وتهجير العراقيين؟ أمير الحلو
يعيش العراقيون حالة سلبية ومؤلمة جداً لها آثارها الكبيرة على واقعهم المتردي في المجالات الامنية والاقتصادية والخدمية، تتمثل بهجرة اعداد كبيرة من المواطنين لاسباب شتى والى اماكن عديدة داخل وخارج العراق، وتقف العوامل الامنية والاقتصادية وراء هذه الظاهرة التي تستفحل يوماً بعد يوم حتى اصبح الشغل الشاغل لاكثر المواطنين تدبير اية طريقة للخروج ومواجهة مصير مجهول يعاني منه الان حوالي اربعة ملايين ونصف مليون عراقي بحسب الاحصائيات المعلنة من قبل المفوضية العليا لللاجئين التابعة للامم المتحدة التي اعتبرت العراقيين على رأس الجنسيات الاربعين التي تطلب اللجوء السياسي في الدول الاوربية ،وسيسجل هذا الرقم ارتفاعاً بنسبة 50% كما تتوقع المفوضية. ويمكننا القول ان الهجرة تأخذ شكلين ومسارين:- الاول- داخلي يتمثل في عمليات التهجير القسري على اساس الهوية الطائفية والمصحوب بالتهديد والقتل ومصادرة الدور، فهناك اكثر من 200 الف عائلة جرى تهجيرها يصل عدد افرادها الى اكثر من نصف مليون مواطن نزحوا بالقوة من مناطقهم في عمليات متبادلة طائفياً كشكل من اشكال الاحتراب الطائفي الفعلي الذي تعيشه البلاد، ويعيش المهجرون في ظروف سيئة جداً من حيث السكن في الخيم والصرائف ومن دون اية خدمات في اجواء مناخية صعبة وانقطاع موارد الرزق. ولاشك ان هذه الظاهرة المؤسفة تعمق من الانقسام داخل المجتمع العراقي وتمزق نسيجه وتخلق حالة من التوتر المستمر بين المناطق المتصارعة طائفياً،من دون اي فعل حقيقي من جانب الحكومة والقوى السياسية لايقاف هذا النزيف البشري والتهجير القسري. اما الشكل الثاني للهجرة فيتمثل في خروج اعداد كبيرة من المواطنين الى سورية والاردن ومصر من دون تمكن اغلبهم من تدبير اوضاعهم السكنية والمعيشية في تلك البلدان، وقد وصل عدد العراقيين في الخارج الى اربعة ملايين ونصف شخص، وهذا يمثل شعباً باكمله، وباتت الدول التي يقصدها العراقيون تنوء بالاعباء نتيجة عدم قدرتها على استيعاب هذه الاعداد المتزايدة ، فالارقام شبه الرسمية تشير الى هجرة ثلاثة الاف مواطن يومياً، فلو استمر هذا الرقم المتصاعد لمدة سنة فكيف ستكون الحالة؟ وقد كان عدد العراقيين في الخارج سابقاً لايتجاوز الثلاثة ملايين نسمة لم يعد اكثر من نصف مليون منهم وابقوا على لجوئهم في البلدان التي هم فيها،كما ان اعداداً كبيرة من المسؤولين مازالوا لاجئين في الخارج ويحتفظون بدورهم واملاكهم وعوائلهم وحتى جنسياتهم المزدوجة وجوازات سفرهم غير العراقية. اننا عندما نتطرق بألم الى هذه الحقائق التي يعيشها العراقيون بمرارة نلقي بمسؤولية ذلك على الاوضاع الامنية المتردية وانعدام الخدمات وتدهور الحالة الاقتصادية والمعيشية مع زيادة البطالة وارتفاع مستويات التضخم وارتفاع اسعار المواد الغذائية وغيرها. فالاضطراب الامني والارهاب الاعمى والعنف الطائفي ادى الى الضعف الشامل في مجالات المعيشة والعمل والخدمات ، حتى اصبحت الحياة لاتطاق وتدفع المواطنين الى الهجرة. ان من الحقائق المعروفة تاريخيا عن العراق انه كان بلداً جاذبا للاخرين وليس طارداً لمواطنيه، فارض السواد كانت تستهوي الاخرين الى العيش فيها ، كما ان ظهور النفط ووجود الخيرات بمختلف اشكالها ومجالاتها جعلت العراق محطا للانظار وموئلا للمحتاجين ،ولاشك ان عكس هذه الصورة المشرقة للعراق وصيرورته الى موطن يسوده الاقتتال الطائفي والتخلف الشامل والشلل الكامل في جميع المجالات مع انعدام للامن بكل مظاهره ومتطلباته ، يلقي على الدولة مسؤولية كبيرة في ايقاف هذا التدهور ، فالجميع يتساءلون : اين الحكومة ومؤسساتها من كل ذلك ، واين تذهب المليارات المعلنة في الميزانية ، وما نتيجة الخطط الامنية المتعاقبة بمختلف مسمياتها ومحاورها ؟ الجواب : لاشيء ، فكل يوم كما يقول العراقيون ، هو افضل من اليوم التالي وليست هناك اية خطط او رؤية لحلول آنية وسريعة لايقاف الازمة ثم حلها. فاذا ما استمرت الاوضاع على حالها فقد نجد العراق يوماً ارضا محروقة ومقسمة من دون شعب ! فهل هذا ما يريده اهل الحكم وهم عاجزون على الاتفاق فيما بينهم على ابسط الامور والبلد يسير من سيء الى اسوأ ؟



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسنة
- لينين المفكر والثائر
- الطريق الجديد في الاشتراكية
- الماركسية اللينينية وحركة الثورة العربية المعاصرة
- لينين والصهيونية
- وداعاً خسرو توفيق انساناً ومناضلاً
- الى استاذي الراحل (ابراهيم كبة) صاحب فكر ثائر ورحيل صامت


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير الحلو - الى اين تؤدي هجرة وتهجير العراقيين؟