أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أمير الحلو - الطريق الجديد في الاشتراكية















المزيد.....



الطريق الجديد في الاشتراكية


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 09:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يتخذ دعاة الطريق الجديد في الاشتراكية موقفا معينا من الملكية الخاصة لا يختلف مع بض التطوير عن موقف الاشتراكيين الخياليين في القرون الماضية فهم لا يؤمنون بان جميع انواع الملكية الخاصة مستغلة بكسر الغين و بالتالي يدعون الى تجديدها عن طريق تقسيمها الى مستغلة وغير مستغلة 0
اذا كان الاشتراكيون على مختلف مدارسهم وارائهم قد اتفقوا على ان الاشتراكية تعني الغاء الاستغلال فان الخلاف الاساسي الذي يثار بينهم يتناول في الاساس تحديد معنى الاستغلال ومظاهره واسبابه وكذلك الوسائل الكفيلة بالغاء هذا الاستغلال وهل ان هذا الشئ يعتبر استغلالا ام لا ؟
ومن المعروف تاريخيا ان العديد من المدارس والاراء الاشتراكية الطوبائية قد ظهرت ودعت الى رفع الحيف والاستغلال الذي يصيب الانسان عن طريق الاصلاح ولكنها لم تشخص او تحدد سبب الاستغلال الحقيقي ومظاهره وبالتالي عجزت عن وضع الحلول السليمة , لذلك كله بقيت اراؤها حالمة بمجتمع طوبائي تسوده العدالة دون ان تستطيع المساس بالسبب الحقيقي لوجود الاستغلال وهو الملكية الخاصة , واذا كان بعضها قد تعرض لهذه الملكية ودعا الى تحديدها الا انه احجم عن الاعتراف بوجود الصراع الطبقي وبالتالي حتمية العمل على الغاء الملكية الخاصة لبناء المجتمع الاشتراكي .
ان المدارس الاشتراكية الرجعية( الاشتراكية ا لا قطاعية والبرجوازية الصغيرية والالمانية ) والاشتراكية المحافظة والاشتراكية والشيوعية الانتقاديتين الطوبائتين وافكار اوين وسان سيمون وسيسموندي لم تؤمن بالصراع الطبقي ودعت الى حل التناقضات بطرق مثالية ولم تمس جوهر ازمة النظام الراسمالي وهي الملكية الخاصة 0
والواقع ان العديد من الاشتراكيين المعاصرين يعتبرون امتدادا لاولئك الذين اثبت التطور التاريخي خيالية ارائهم وعدم جدواها , واذا كان البعض منهم احنى راسه امام حقيقة وجود الصراع الطبقي ولمس الاستغلال البشع الذي يمارسه النظام الراسمالي والامبريالي ودعا الى انواع خاصة من الاشتراكية الا انه لم يتعرض لجوهر الاستغلال المتمثل بالملكية الخاصة وبات لفظ الاشتراكية يطلق على بعض القرارات الاصلاحية المحددة للملكية الخاصة عن طريق تاميم المؤسسات الصناعية والتجارية والمالية الكبيرة . ان مثل هذه القرارات وان كان لها طابع ايجابي الا انها تبقى امام طريقين فاما ان تعتبر غاية في حد ذاتها وبالتالي تفقد ايجابيتها بمرور الزمن بسبب بقاء الملكية الخاصة في مجالات اخرى واستفادة البرجوازية الصغيرة منها وتعاظم شانها كطبقة طفيلية تتطلع الى الاستغلال ولا تلغيه واما ان تكون خطوة اولية في مخطط اشتراكي متكامل يستهدف الغاء الملكية الخاصة واحلال الملكية الاجتماعية محلها 0
ومن هنا يمكننا القول ان ما يحدد النهج الاشتراكي الصحيح هو الموقف من الملكية الخاصة او لا فالدعوة الى تحديدها وتاميم الكبيرة منها وتقسيمها الى مستغلة وغير مستغلة ابتعاد عن جوهر الازمة في الانظمة الراسمالية وشبه الراسمالية والمختلفة وقد سارت على هذا الطريق العديد من بلدان العالم الثالث واطلقت عليه تعبير الطريق الجديد في الاشتراكية محاولة ايجاد نوع جديد من الاشتراكية بدعوى تجديد الماركسية اللينينية وجعلها ملائمة لروح العصر ومتطلبات الظروف الوطنية ولاظهار عجز الطريق الجديد عن بناء الاشتراكية العلمية نحاول هنا مناقشة اهم سمات هذا الطريق
اولا- الاعتراف بوجود الصراع الطبقي مع الدعوة الى حله عن طريق التعاون بين الطبقات غير المستغلة ومن ضمنها ما يسمى بالراسمالية الوطنية ويقول السيد عبد الكريم احمد ان الدعوة الى البدء بالتفكير في احلال علاقة التعاون محل الصراع بوصفه القوة الدافعة الرئيسية للتغيير الاجتماعي تسمح بقيام تعاون حقيقي مخلص بين جميع فئات الشعب العامل لتحقيق اهداف الاشتراكية المتفق عليها 0
وقد يكون كلام السيد احمد صائبا في ظل مجتمع اشتراكي استطاع القضاء على جميع مظاهر الاستغلال وسلب الاقطاع والبرجوازية اسلحتهما المادية والمعنوية مما يتيح المجال امام الطبقة العاملة للتعاون مع الفلاحين وفئات المثقفين والعسكريين الثوريين لانجاز مهمات البناء الاشتراكي 00 ولكن هذا الكلام في ظل المجتمع الذي يريده الكاتب يبقى مجرد نظرة مثالية اثبت الواقع الموضوعي والتطبيقي بطلانها اذ ان طبقات جديدة ستنمو وتحاول الاستفادة من هذا التعاون لتحل محل الطبقات المستغلة السابقة وتنشئ لها وضعا استغلاليا جديدا يعرقل المضي في اتخاذ المزيد من الاجراءات التقدمية 0
ان البرجوازية الصغيرة في جميع مؤسساتها الاقتصادية والعسكرية والثقافية قد لعبت دورا كبيرا في عرقلة التنمية الاقتصادية وجرت على الشعب الكثير من الويلات بسبب طموحها الاستغلالي وانتهازيتها وطفيليتها كما ان الملاك الزراعيين غير المتضررين بالاصلاح الزراعي والفلاحين الاغنياء وبقايا الاقطاع قد لعبت الدور ذاته مما يجعل الاستمرار في فكرة التعاون خطرا حقيقيا يهدد بالقضاء على ما تم انجازه في حقول التنمية وقد تشكل هذه الطبقات تحالفا مع قوى الثورة المضاد ة للاجهاز على الانظمة الوطنية التقدمية ان الصراع الطبقي لا يمكن الاستعاضة عنه بالتعاون الا في مجتمع اشتراكي تحكمه الطبقة العاملة ولسنا مع السيد احمد في قوله ( ان صراع الطبقات يكون قد استنفد اغراضه بمجرد نجاح الثورة الاجتماعية واستيلاء الاشتراكيين على السلطة السياسية ) فالكاتب يريد من كلامه هذا ان يقول ان ما حدث في بعض بلدان العالم الثالث من قرارات تاميم وضرب لمصالح الطبقات المستغلة الكبيرة قد الغى مفعول الصراع الطبقي في الوقت الذي ظهرت فيه بعض الطبقات المستغلة الجديدة في المجالات الزراعية والتجارية والصناعية ومؤسساتها المختلفة . ان مجرد استيلاء الاشتراكيين على السلطة السياسية يعتبر مرحلة خطيرة يصل فيها الصراع الطبقي الى احدى قممه كما يعتبر نجاح الثورة الاشتراكية الاكيد مرتبط بما تستطيع اتخاذه من اجراءات انتصارا لقوى الثورة الاجتماعية ضد الطبقات التي جاءت الثورة من اجل تحطيم نفوذها المادي والمعنوي وهناك العديد من النكسات التي اصابت بعض بلدان العالم الثالث من جراء التعاون بعد ان اتخذت اجراءات تقدمية زادت من حدة الصراع الطبقي وجعلت الطبقات المخلوعة تتعاون مع الطبقات المستغلة الجديدة لضرب مسيرة هذه الدول التحررية ويقع الكاتب في خطا فاضح حين يبرر كلامه بالاستناد الى قول لينين ( بعد ان صارت القوة السياسية في يد الطبقة العاملة واصبحت تملك جميع وسائل الانتاج لا تبقى امامنا سوى مهمة واحدة هي تنظيم الناس في تعاونيات ) 0 وقد اجاز الكاتب لنفسه استبدا كلمة الطبقة العاملة بتعبير اخر يعطي معنى التعاون الطبقي متناسيا ان هذا هو الفرق الجوهري بين الاشتراكية العلمية وغيرها وان المعنى في الاساس مشروط بالطبقة العاملة وحين تستبدل هذه الكلمة لا يصح ما بعدها من نتائج علما بان الصراع الطبقي بقي موجودا ومحتدما بعد نجاح ثورة اكتوبر ما بقيت الطبقات المستغلة من كولاك وبرجوازية متوسطة وصغيرة لم تصف بعد ولن يلغى مفعول الصراع الطبقي بمجرد استيلاء الطبقة العاملة على مقاليد السلطة السياسية بل لابد من الغاء أي مظهر من مظاهر استغلال الانسان للانسان 0
ثانيا- الموقف من الملكية الخاصة يتخذ دعاة ( الطريق الجديد في الاشتراكية ) موقفا معينا من الملكية الخاصة لا يختلف مع بعض التطوير عن موقف الاشتراكيين الخياليين في القرون الماضية فهم لا يؤمنون بان جميع انواع الملكية الخاصة مستغلة وبالتالي يدعون الى تحديدها عن طريق تقسيمها الى مستغلة وغير مستغلة, المستغلة لا مانع من تحديدها بالارقام فهي في الحقل الصناعي تتجاوز حدا معينا من راس المال وفي المجال الزراعي حدا معينا من الدونمات وهكذا 00 والحل في نظرهم هو تاميم الملكيات الكبيرة وتعويض اصحابها وفرض ضرائب تصاعدية على الدخول للحد من نموها وتعاظمها 0 اما غير المستغلة في نظرهم فهي (الراسمالية الوطنية ) والبرجوازية الصغيرة والملاك العقاريون والفلاحون الاغنياء والمتوسطون والموزعة عليهم اراضي الاصلاح الزراعي كذلك اولئك الذين اممت او حددت ملكياتهم واصبحوا ضمن المجموعة المتعاونة اذا ابدوا ( سلامة النية) والا فانهم سيعزلون 0
وهنا يبرز الفرق الاساسي بين الاشتراكية العلمية وهذه ( الاشتراكية ) فبالرغم من ان اصحاب النظرية الجديدة يطلقون تعبير الاشتراكية العلمية على آرائهم فانها تبتعد عن موقفها من الملكية الخاصة اذ ان الاشتراكية العلمية قد فسرت الاستغلال بشكل علمي و اكتشفت القوانين التي تحكمه والتي ترسم نهايته في آن واحدوبالتالي فهي ترفض وجود أي شكل من اشكال الملكية الخاصة التي تبقى على قوة العمل سلعة تباع وتشترى صغيرة كانت ام كبيرة 0
لقد اثبت الواقع العملي في العديد من البلدان التي انتهجت ( الطريق الجديد ) ان اصحاب الملكية المتوسطة والصغيرة سرعان ما يحاولون الحلول مكان سابقيهم وفرض سيطرتهم على المجتمع واستغلاله بشتى الطرق مما يلغي مفعول القوانين والاجراءات التقدمية المتخذة للقضاء على الاستغلال 0 ( ان الاشتراكية العلمية لا تسلب احدا القدرة على تملك منتجات اجتماعية , انها لا تنزع سوى القدرة على استعباد عمل الغير بواسطة هذا التملك )
ثالثا- التطبيق الوطني لللاشتراكية , وهناك اتجاهان في التطبيق الاشتراكي الوطني 0
الاول – يدعى وجود اشتراكية خاصة لا تمت بصلة لاية اشتراكية اخرى ويحلو لاصحاب هذا الاتجاه اضافة الاسم الوطني او القومي للاشتراكية ويجاهدون في سبيل اعطائها سمات خاصة لدفع تهمة تشابهها مع غيرها وتاكيد ( زرعها ونموها ) في تربة الوطن 0 ولم يستطع اصحاب هذا الاتجاه الصمود كثيرا اذ سرعان ما تهاوت حججهم ونظرياتهم امام الواقع , فالاشتراكية ليست قضية وطنية تخص حالة خاصة لبلد ما دون الاخر فالاستغلال واحد في كل مكان مهما اختلفت صوره وتنوعت طبقاته وبالتالي فان قضية القضاء عليه هي الاخرى حل عالمي لمشكلة انسانية عامة واذا ما اختلفت بعض صور التطبيق باختلاف الظروف الوطنية الموضوعية فان ذلك لا يمس جوهر الاشتراكية العالمي 0 ومن دعاة الاتجاه الاول الدكتور صلاح مخيمر وعشرات غيره 0
اما من الاتجاه الثاني فهو الذي يؤمن بوجود فكر اشتراكي علمي عالمي ولكنه يؤكد حقيقة وجود الاختلاف في الظروف الوطنية بين بلد واخر وبالتالي فانه يبرز السمة الخاصة للتطبيق الاشتراكي الوطني 00 وذلك امر لا يؤاخذ عليه مطلقا ولكنه يقع في خطأ ا لاتجاه الاول حين يحاول المساس بجوهر الفكر الاشتراكي وخصوصا في موقفه من الصراع الطبقي والملكية الخاصة ودور الطبقة العاملة فيتعدى بذلك مستلزمات الظرف الوطني الى محاولة اعطاء طابع خاص للاشتراكية ايضا 0 وقد ظهر هذا الاتجاه في كتابات السادة اسماعيل المهدوي وعبد الكريم احمد واحمد عباس صالح وغيرهم في مجلة ( الكاتب ) المصرية 0 وقد انبرى العديد من الكتاب التقدميين للرد على هذا الاتجاه في مجلة ( الطليعة ) المصرية وغيرها ومن ابرزهم الدكتور فؤاد مرسي 0
ان أصحاب هذا الاتجاه قد تصوروا ان الاشتراكية العلمية واعني الماركسية اللينينية قد خلقت نموذجا متكاملا لكل زمان ومكان يشبه الانسان الكامل في خلقه ومظهره وقدمته الى البشرية فراحوا يحتجون عليها ويتحدثون عن التجارب الخاصة في حين ان الماركسية اللينينية كنظرية ثورية متطورة قد اكتشفت القوانين العلمية لحركة المجتمع وتطوره وقدمت ما يشبه الجسم البشري بعموده الفقري وأعضائه الأخرى وكما ان هذا الجسم البشري يختلف مظهره الخارجي باختلاف بيئته وعنصره فان الاشتراكية العلمية لم تجعل نموذجا مكسوا ببشرة معينة وطولا وعرضا محددين بل انها تركت للبيئة والظروف الموضوعية أيضا تحديد ذلك مع بقائه انسانا لا غير وتلك مهمة الاشتراكيين الثوريين في كل مكان 0
وللتدليل على ايمان الماركسية الكلاسيكية ذاتها بامكانية تطوير النظرية باختلاف الظروف نسوق هذا المثال
من المعروف ان عصبة الشيوعيين قد كلفت ماركس وانجلز باعداد برنامج مفصل لها عام 1847 فكتبا البيان الشيوعي الذي يعتبر حجر الاساس في نظريتهما ولكن انجلز لم يتورع في المقدمة التي كتبها لطبعة البيان الشيوعي عام 1872 عن القول ( ان من الواجب ادخال بعض التعديل على عدد من فقرات البيان فتطبيق مبادئه يتعلق دائما وفي كل مكان بالظروف التاريخية في وقت معين فلا تعلق اهمية قائمة بذاتها على التدابير الثورية المذكورة في الفصل الثاني 0 ونحن لو عمدنا الى انشاء هذا المقطع اليوم لأختلف في أكثر من نقطة عن الاصل وقد شاخ هذا البرنامج اليوم في بعض نقاطه نظرا للرقي العظيم في الصناعة الكبرى ) فاذا كان انجلز وهو احد ركنين اساسيين في الماركسية قد دعا الى تطوير ما كتبه مع ماركس قبل 25 سنة فقط بسبب التطور فهل انه كان يرفض تطوير ارائهما بعد اكثر من مئة سنة ؟
رابعا – العنف والسلم في الثورة الاشتراكية
لقد دعت الاشتراكيات الطوبائية وفي مقدمتها الفابية الى الحلول السلمية والتدرج في بناء مجتمعها ( الاشتراكي ) بينما قالت الماركسية بضرورة الثورة من قبل الطبقة العاملة وحلفائها على النظام الراسمالي واستلام مقاليد السلطة عن هذا الطريق الجديد . و وقع اصحاب الطريق الجديد في خطا كبير يمثل الحلقة الاولى في سلسلة استنتاجاتهم الخاطئة وهو محاولة الرد على الاشتراكية العلمية من خلال بعض المفاهيم التي قال بها ماركس وانجلز كتعبير عن واقع موضوعي عاشه النظام الراسمالي انذاك ثم تطورت الامور داخل هذا النظام ووصل الى المرحلة الامبريالية مما استدعى اعادة النظر وبطرق علمية جدلية في العديد من المفاهيم الكلاسيكية دون المساس بالجوهر الثوري للفكر الماركسي 0 وقد اخذ لينين وغيره من القادة الاشتراكيين ذلك على عاتقهم واثبتوا حقيقة غابت عن اذهان الكثيرين وهي ان ( الاشتراكية الماركسية هي الممارسة الثورية وكسب التجارب الثورية عن هذا الطريق )وهي ليست كما يريد لها اعداؤها نصوصا كلاسيكية جامدة 0 ان ماركس وانجلز حين دعيا الى العنف الثوري وطبق البلاشفة بقيادة لينين ذلك في ثورة اكتوبر الاشتراكية لم يتورع الماركسيون اللينينيون عن القول في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي بامكانية الانتقال السلمي الى الاشتراكية مع بقاء المبدا الثوري واستخدام العنف صحيحا وقائما في الوقت ذاته 0
ان دعاة الطريق الجديد يحاولون جعل الانتقال السلمي الى الاشتراكية سمة مميزة لمبادئهم وذلك انطلاقا من نظرتهم الى الصراع الطبقي والملكية الخاصة ودور الطبقة العامة ويهاجمون اسلوب العنف الثوري في بناء المجتمع الاشتراكي ولو ان بعضهم يسير بتطبيقه جزئيا اذا ما بدات الطبقات المخلوعة به او رفضت الاستسلام للواقع 00 ولا ندري اين استسلمت مثل هذه الطبقات للواقع ؟ ان القول بامكانية التحول السلمي الى الاشتراكية لا تعني باي حال من الاحوال مهادنة طبقية او استبعاد العنف الثوري حيال الطبقات المستغلة بعد استلام الاشتراكيين لمقاليد السلطة السياسية فالعنف مازال حقيقة اساسية ملازمة لمرحلة التحول الاشتراكي كما انه مازال لحد الان الحقيقة العملية الوحيدة على صعيد التطبيق العملي في طريق الثورة الاشتراكية 0
خامسا- ويبرز خلاف اساسي اخر بين الاشتراكية العلمية والطريق الجديد حول تحديد قوى الثورة الاشتراكية هل هي الطبقة العاملة ام مجموع الطبقات المعادية للاقطاع والراسمالية الكبيرة
ان الاشتراكية العلمية لم تستبعد الطبقات هذه عن المشاركة في الثورة ولكنها أكدت حقيقة علمية وهي ان ثورة تشارك فيها هذه الطبقات ليست هي الثورة الاشتراكية بل انها ثورة وطنية عليها ان تنجز مهمات مرحلة التي تقودها الطبقة العاملة ولا يستبعد بل انه من واجب الطبقة العاملة ان تجمع حولها كل القطاعات الكادحة والواعية للكفاح من اجل الاشتراكية وخصوصا في البلدان المختلفة ذات التطور الرأسمالي الضعيف 0 ان الفلاحين والعسكريين والمثقفين الثورين حلفاء اساسيون للطبقة العاملة في ثورتها الاشتراكية 0
ان ما يدعو اليه الطريق الجديد هو من مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية وليس الثورة الاشتراكية والفرق بينهما واضح واكيد فالاشتراكية لا تصنعها الا طبقتها العاملة من خلال ثورتها0
سادسا – الملكية الزراعية يقف الطريق الجديد في الاشتراكية موقف معارض للملكية الاجتماعية في القطاع الزراعي ويركز على ما اسماه ارتباط الفلاح بالأرض لذلك فانه يلجا الى تطبيق قانون الاصلاح الزراعي الذي يقوم على أساس تفتيت الملكيات الكبيرة الى ملكيات صغيرة توزع على الفلاحين في حين تدعو الاشتراكية العلمية إلى إحلال الملكية الاجتماعية للأرض وإقامة التعاونيات الفلاحية ومزارع الدولة للمحافظة على مزايا الإنتاج الواسع واستخدام التكنيك والوسائل الحديثة في الزراعة من جهة ولإلغاء أي مظهر من مظاهر استغلال قوة العمل في هذا المجال من جهة أخرى وتبرز أمام الطريق الجديد في الاشتراكية مصاعب جمة اثناء التطبيق العملي تزيد من بعده عن الاشتراكية العلمية ومن أهمها باختصار,
1. صعوبات التخطيط والتنمية الاقتصادية :
فوجود قطاعات إنتاجية عديدة في أيدي الأفراد والتشتت البرجوازي الصغير يجعل مهمة التخطيط صعبة لغاية وغير دقيقة فالتخطيط يحتاج إلى هيمنة الدولة على جميع مرافق الحياة الاقتصادية وإخضاعها لمتطلبات التنمية وقد اثبت الواقع العملي في الدول الاشتراكية إن وتائر التطور الشامل فيها تفوق إضعاف مثيلاتها في الدول الرأسمالية أو شبه الرأسمالية
2.إن محاولة رسم طريق جديد متميز للاشتراكية قد عكس أثره في السياسة الخارجية لدول العالم الثالث وهو ما يطلق عليه سياسة الحياد الايجابي وعدم الانحياز في الوقت الذي يشهد فيه العالم صراعا حادا بين معسكرين الإمبريالية والاشتراكية يقتضي وقوف هذه الدول كليا مع المعسكر الاشتراكي بينما نرى الكثير منها يقف موقفا متذبذبا .
3. الفشل في تحقيق العدالة الاجتماعية وعدم إلغاء الاستغلال في جميع صوره فمازالت هناك بقايا التحكم الإقطاعي في الريف في العديد من بلدان العالم الثالث كما وان مظاهر الفقر المدقع مازالت تئن تحت وطأتها الملاين في الريف والمدينة التي تفاقمت فيها سلطة البرجوازية الصغيرة .
4.الفشل في تحقيق التعاون الطبقي فقد عملت البرجوازية الصغيرة جاهدة لسيطرة على مقاليد الأمور وإحلال أشكال جديدة للاستغلال وبعد كل هذا نتساءل الطريق الجديد في الاشتراكية إلى أين .. ؟

بغداد/كانون الأول 1969

لينين المفكر والثائر
امير الحلو
فلادمير ايليتش اوليانوف لينين رجل تحتفل البشرية بذكرى ميلاده المئوي وليس من السهل ان تجمع البشرية بطبقاتها الكادحة ومثقفيها الثوريين ودولها المتحررة على الاحتفل بذكرى رجل واذا كانت الامم والطبقات والقوى التي تحتفل بذكرى ميلاد لينين قوى ثورية وعلمية بعيدة عن الغيبيات والعواطف الانية فان احتفالها هذا يكتسب معاني لها اثر بالغ في حيتها اليومية ومستقبلها نظرا لما يمثله لينين بالنسبة للبشرية من رمز حي لكفاح الانسان الثوري من اجل حريته ، اسانيته ، معيشته ، مصيره كانسان من خلال ارتباطه ببني البشر لينين بفكره بثورته بما حققه كمفكر وكثائر وكقائد جماهير ودولة ليس ملك لبلده الذي قاد ثورته وارسى دعائم بناءه الاشتراكي انه ملك البشرية المناضلة من اجل تغيير حاظرها وبلوغ مستقبلها السعيد ورغم ان فكر لينبين واعماله لا يمكن استيعابها او حتى استعراضها بمقابل الا ان الذي نريده هنا هو مجرد استعراض لبعض افكاره وكتاباته حول مواضيع اساسية نشر حولها مجلدات ضخمة .

عرض لافكار لينين
خاض لينين غمار البحث في موضوعات عديدة ومختلفة معتمدا على تحليلاته الجدلية فاغناها بحثا وتفصيلا وتوصل الى استنتاجات هامة اكد التطور صحتها وسلامتها ووضع من خلال ذلك المرتكزات الرئيسية للنضال التحرري والبناء الاشتراكي .

لينين والثورة
ان دراسة لينين للجوهر الحقيقي للامبريالية قد كشفت عن تناقضاتها وتعفنها كارسمالية محتضرة ناضجة الظروف لقيام الثورة الاشتراكية .وعن قانون التطور الغير متعادل للاقطار الراسمالية في حقبة الامبريالية واثبتت ان الثورة الاشتراكية تستطيع الانتصار اولا في بعض الاقطار بل وحتى في قطر واحد حيث تكون حلقة الامبريالية ضعيفة كما استنبط استراتيجة وتكتيك الثورة الاشتراكية وبذلك رسم لينين طريق الثورة امام كادحي شعبه ثم قادهم على طريقها حتى النصر فقدم بذلك نموذجا ثوريا رائدا للامم العالم في كتابه (خطة الاشتراكية ،الديمقراطي) الذي اصدره بعد فشل الثورة سنة 1905 في روسيا حلل لينين موقف البلاشفة من الثورة فاعتبر انها من حيث مضمونها ثورة ديمقراطية برجوازية وان مهمتها كانت القضاء على بقايا القنانة واسقاط القيصرية واعلان الحريات الديمقراطية وكانت للبروليتاريا مصلحة في انتصار الثورة البرجوازية انتصارا تاما لانها تقرب وتسهل نضالها فيسبيل الاشتراكية وانه ينبغي للبروليتاريا القوة المحركة في الثورة وزعيمتها وحلفاء البروليتاريا هم الفلاحون اصحاب المصلحة في انتزاع الاراضي من الاقطاعيين وان البرجوازية الروسية كانت تريد الحفاض على القيصرية وهي لاتستطيع ان تكون ثورية بسبب طبيعتها الطبقية ولذا يجب فصل البرجوازية وعزلها عن الجماهير اما خطة المناشفة فقد كانت تعترف بزعامة البرجوازية للثورة وما على البروليتاريا الا تأييدها كما عارضت تحالف الطبقة العاملة والفلاحين ورفضت فكرة الثورة المسلحة.
من ذلك نرى ان الثورة عند لينين هي نتيجة حتمية لطبيعة النظام الراسمالية السائر نحو الانهيار التام بفعل العلاقات الإنتاجية السائدة فيه والمعارضة لقوى الانتاج وان قوى الثورة تتمثل في تحالف العمال والفلاحين بقيادة الطبقة العاملة لتحقيق الثورة أولا ولإنجاز مهمات البناء الاشتراكي ثانيا وقد هاجم لينين بشدة البرجوازية التي تحاول تصدر الثورة وقيادتها خدمة لاهدافها الطبقية وقد ظهر ذلك جليا في موقفه من الحكومة المؤقتة سنة 1917 فقد دعا في (موضوعات نيسان) الى اسقاط الحكومة البرجوازية وتسليم كل السلطات لمجالس السوفييت وتم ذلك بالفعل تحت قيادته في ثورة اكتوبر سنة 1917 حيث قال قبلها نضجت الازمة ان مصير الثورة الروسية باكمله يقرر الان وعارض كل تاجيل او تسويف للثورة ان تعبير الثورة لدى لينين لا ياخذ طريقا معيينا فقط لاستلام الكاحدين مقاليد الحكم لذك فانه حين دعا الى الثورة المسلحة لم يستبعد قبل ذلك أي سبيل اخر لاسقاط حكم الطبقة البرجوازية .

لينين والحرب

درس ليني قضية الحرب دراسة تاريخية ومن وجهة نظر مادية جدلية وفرق بين حرب واخرى وفقا لظروفها التاريخية وطبيعتها والطبقات التي تخوضها واكد على استحالة القضاء على الحروب دون القضاء على الطبقات المستغلة ودون بناء الاشتراكية واوضح لينين في كتاباته موقف الاشتراكية من الحروب وميز بين الحرب الدفاعية والحرب الهجومية فالحرب الدفاعية حرب عادلة عندما تكون دفاعا عن الوطن والاشتراكيون يقرون ولا يزالون يقرون الان بما يتسم به الدفاع عن الوطن او الحروب الدفاعية من طابع شرعي تقدمي عادل مثلا اذا اعلنت مراكش الحرب غدا على فرنسا والهند على انكلترا وايران والصين على روسيا الخ فان هذه الحروب ستكون حروبا عادلة دفاعية ايا كان البادئ وكل اشتراكي سيتمنى انتصار الدولة المضطهدة .
(بفتح الهاء) التي لا تتمتع بكامل حقوقها (بكسر الهاء) المستعبدة النهابة .
وقد فضح لينين الاهداف الامبريالية الكامنة وراء تاجيج نيران الحرب العالمية الاولى والحروب العديدة التي خاضتها الدول الاستعمارية خلال ما يقرب من نصف قرن (بسبب سياستها القائمة على نهب المستعمرات واضطهاد الامم الاخرى وسحق الحركة العمالية وهذه السياسة وحدها هي التي تستمر في الحرب).
ان تفسير لينين لقيام الدولة الامبريالية بشن الحروب يقوم على اساس ان الامبريالية هي اعلى درجة بلغتها الراسمالية في تطورها ولم وتبلغها الا في القرن العشرين وقد شعرت الراسمالية بالضيق في اطار الدول القومية القديمة التي لولا ظهورها لما كان في وسع الراسمالية ان تدك الاقطاع وقد طورة الراسمالية التمركز الى حد ان الصناعات برمتها قد استأثرت بها السنديكات ، التروستات اتحادات الرسمالية اصحاب المليارات وان كل الكرة الارؤضية تقريبا قد اقتسمها (ملوك الراسمالية ) على شكل مستعمرات او عن طريق ربط البلدان الاجحنبية بروابط الاستثمار المالي وحل الاحتكار والاستيلاء على الاراضي من اجل استثمار الراسمال فيها والحصول على المواد الاولية منها وهكذا اصبحت الامبريالية اكبر مضطهدة للامم وطورت القوى المنتجة بحيث ان الانسانية لم يبقى لها الا ان تنتقل الى الاشتراكية او ان تعرف طوال سنوات الحروب بين الدول (الكبرى) في سبيل الحفاظ المصطنع على الراسمالية بواسطة المستعمرات الاحتكارات والامتيازات والضطهاد بشتى الاشكال .

لينين والمسألة القومية
عالج لينين لمسألة وفق منطق علمي فرفع شعاره الشهير (حق الامم في تقرير المصير) كحل القضية القومية والاعتراف بالحقوق القومية .
لكل امة من الامم وقد فرق بين قومية الامة الظالمة وقومية الامة المظلومة أي انه دعى الى محاربة التعصب القومي لدى الامبرياليين والرجعيين الذين يحاولون السيطرة على الشعوب عن طريق الاستعلاء القومي الشوفيني واضطهاد الاخرين وبالمقابل دعى الى اعطاء الشعوب المضلومة والمستعبدة حقوقها القومية وتخليصها من براثن السيطرة الاجنبية عليها0 وقد ربط بين النضال القومي التحرري والنهج الاشتراكي بقوله ( من المظحك ان نوهم انفسنا ان اناسا ينتمون الى الامم الظالمة ولا يذودون للامم المظلومة عن حق تقدير المصير يستطيعون انتهاج سياسة اشتراكية ) 0 وبذلك القى على عاتق الاشتراكيين مهمة الدفاع عن حقوق الامم القومية في تقدير مصيرها يقول لينين ( يجب تثقيف العمال طويلا بروح الاخاء والمساوات القومية الكاملة وهكذا اذا ينبغي من وجهة نظر مصالح البرليتاريا الروسية ان نثقف الجماهير طويلا بروح النظال الاكثر حزما وتلاحما وجراة ثورية في سبيل المساوات التامة وحق جميع الامم المضطهدة في تقرير مصيرها ان مصلحة العزة القومية ( اذا نظرنا اليها من غير وجهة نظر الذليلة ) لدى الروس تتطابق مع المصلحة الاشتراكية للبروليتاريين الروس ) ان الحل الليني للمسالة القومية قد قدم نموذجا انسانيا حيا لما يجب ان تكون عليه العلاقات البشرية ونبذ كل ما يؤدي الى خلق الخصومات بين الشعوب المكافحة فان دعوة لينين لاعطاء الامم حقها القومي في تقدير مصيرها لا تنفصل عن دعوته للتعاون بين الامم وتضامنها في وحدة كفاحية ضد الامبريالية
لينين والصهيونية
لم يترك لينين ظاهرة رجعية شوفينية كالصهيونية دون دراسة علمية موضوعية كشفت اهدافها الاستعمارية وارتباطاتها بالقوى الامبريالية العالمية 0 وقد واجه لينين قبل وبعد ثورة اكتوبر المشكلة اليهودية فقد واجه مطالب ( البوند ) اليهودي بالاستقلال الثقافي الذاتي بحملة واسعة من النقد اكد فيها شعاره في حق الامم في تقدير مصيرها 0 وفي الوقت الذي دافع فيه لينين عن حق القوميات في تقرير المصير وحتى في الانفصال فانه حارب بلا هوادة كافة النوازع الضيقة المتعصبة ودعى الى اندماج اليهود في مجتمعاتهم ( فالامة يجب ان تكون لها ارض تتطور عليها ) والفكرة (( القومية )) اليهودية كما كتب عنها لينين في (الايسكرا) سنة 1903 (هية رجعية كلية لا عندما يدعو لها دعاتها الصرحاء (( الصهيونين)) فحسب ولكنها كذلك ايضا عندما تنطلق من شفاه هولاء الذين يحاولون ان يمزجوها بافكار الديمقراطية الاجتماعية ان فكرة القومية اليهودية ضد مصالح البروليتاريا اليهودية لانها تروج في صفوفها مباشرة او بشكل غير مباشر روحا معادية المتمثل ( الاندماج في المجتمعات )0 ان الصهيونية كحركة رجعية تمثل بنظر لينين ظاهرة طبقية ملتحمة بالامبريالية العالمية 0 وان مصيرها وموتها يتعلق بمصير وموت الامبريالية ذاتها اما محاولة الصهيونية اعطاء صفة الامة المنفصلة لليهود فهي مرفوضة من قبل لينين فان ( الفكرة القائلة بان اليهود يشكلون امة منفصلة عن غيرها غير ثابتة من الناحية العلمية على الاطلاق عدى كونها فكرة رجعية من الناحية السياسية وتعطينا الوقائع المدونة للتاريخ الحديث وللحقائق السياسية المعاصرة برهانا عمليا لايمكن دحضه على ذلك 0 ففي جميع انحاء اوربا وافق انهيار العصور الوسطى وتقدم الحرية السياسية التحرر السياسي اليهودي واستعمالهم لغة الشعوب التي يعيشون بينها وبوجه عام اندماجهم شيا فشيا مع السكان المحيطين بهم ) ان معارضة اندماج اليهود في مجتمعاتهم لم تصدر كما اكد لينين الا من قبل القوى الرجعية فقد قال ( هل من الصدفة ان تكون القوى الرجعية في جميع انحاء اوربا وخصوصا في روسيا هي التي تعارض اندماج اليهود وتسعى الى ادامة عزلتهم ) من ذلك يدين لينين فكرة عزل اليهود ويربطها بالقوى الرجعية الامبريالية المتحالفة مع الحركة الصهيونية في سبيل تحقيق مصالحهما المشتركة القائمة على الاستغلال والاضطهاد ولا شك ان واقع الكيان الاسرائيلي اليوم يؤكد المقولة اللينية حول الارتباط الصهيوني الامبريالي ووحدة مصيرها
لينين و الشرق
اكد لينين في اكثر من مناسبة على اهمية الحركة التحررية في الشرق ودورها في محاربة الإمبريالية فقد قال في تقريره الى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنضمات الشيوعية لشعوب الشرق ( نحن نعلم ان الجماهير الشعبية في الشرق ستنهض مستقلة بوصفها صانعة الحياة الجديدة لان مئات الملايين من سكان الشرق تنتسب الى الامم التابعة المهظومة الحقوق التي كانت حتى اليوم هدفا لسياسة الامبريالية الدولية والتي لم يكن لها وجود في نظر الحضارة والمدنية الراسماليتين الا بصفة سماد000 ان شعوب الشرق تستيقض لكي ما تعمل حقا وفعلا ولكي ما يسهم كل شعب في تقرير مصير البشرية باسرها ) وقد كانت نظرة لينين لشعوب الشرق صائبة جدا 0 فقد قامت فيها الحركات التحررية ضد الاستعمار وحمل ابنائه مشعل الثورة ضد الاستغلال حتى استطاعت اقطارا عديدة في الشرق تحقيق استقلالها السياسي والاقتصادي والسير في طريق البناء والتقدم 0 ولا شك ان ثورة أكتوبر بقيادة لينين قد أعطت لشعوب الشرق مثلا في قدرات الجماهير الكادحة على صنع النصر على مستغليها وقد اشار لينين الى ذلك بقوله (واني اعتقد ان ما حققه الجيش الاحمر في نضاله وتاريخ انتصاره سيكون بالنسبة لجميع الشرق ذا اهمية عالية قصوى فهو يظهر لشعوب الشرق ان الحرب الثورية التي تشنها الشعوب المظلومة مهما بلغت هذه الشعب من الضعف ومهما بدا ان قوة الظالمين الاوربيين الذي يستخدمون في القتال جميع معجزات اتنكنيك والفن العسكري لا تنقر بل تنطوي مع ذلك اذا ما ايقضت حقا الملايين من الكادحين والمستثمرين (بفتح الميم) على امكانيات وعلى معجزات تجعل تحرير شعوب الشرق في الوقت الحاضر امر ممكمن التحقيق من الناحية العملية كل اامكان لا من وجهة نظر افاق ثورة العالمية وحسب بل ومباشرة ايضا ومن وجهة نظر التجربة العسكرية التي جرت في اسيا وسيبيريا من قبل الجمهورية السوفيتية التي غزتها جميع البلدان الامبريالية القوية ) وحتى قبل ثورة اكتوبر سنة 1917فضح لينين سياسة الفتح والسلب والنهب التي كانت تتبعها الدولة الامبريالية الغربية حيال الاقطار العربية .
وقد كتب في مؤلفاته عن الية الاستثمار الاستعماري لمصر ومراكش من قبل الطعمة المالية في بريطانيو وفرنسا آنذاك .
وقد فضح على الاخص امام الراي العام العالمي المؤامرة الرجعية التي حاكها الامرياليون ضد شعوب الشرق الاوسط وقد وصف العدوان الايطالي على ليبيا بانه ( نهب برجوازي صفيق وعمل قذرقيوامه ذبح السكان المحليين في طرابلس بواسطة احدث ادوات الموت) كما قال(وستستمر الحرب في الواقع لان القبائل العربية الموجودة بعيدا عن الساحل في داخل القارة الافريقية لان ترضخ ) كما وجه نداء (الى جمع المسلمين الكادحين) قال فيه(يا مسلمي الشرق ايها الفرس والاتراك ايها العرب والهنود أطيحوا بالظواري وبمستعبدي بلدانكم ) وقد كان لنشر المعاهدات السرية بين الدول الامبريالية اهمية خاصة اذ ان العرب صاروا على بينة من تقاسم اراضيهم الوقح بين الحلفاء الذين تآمروا على نهب الاراضي العربية .

لينين والعلم

تابع لينين باهتمام التطورات العلمية الهائلة التي حققتها البشرية واذا كان لينين مفكرا ثوريا تابع وكتب في السياسة و الاقتصاد والفلسفة والتنظيم فليس من الغريب ان نراه يتدخل في القضايا العلمية وخصوصا العلوم الطبيعية فقد حاول بعضهم استغلال المنجزات العلمية الكبيرة للرد على الكثير من المفاهيم الفلسفية . الماركسية وفي مقدمتها (المادية الديالكتكية) ولكن لينين وقد خاض هذا الغمار استطاع تقديم تفسيرات فلسفية سليمة لنتائج بعض الاكتشافات العلمية وخاصة في الفيزياء فقد قال ان الالكترون هو ايضا شيء لا ينضب كالذرة وان الطبيعة لامتنا هي شأنها شأن ادنى جزيأتها ( بما فيها الالكترون) و(قد توصل لينين الى هذا الاستنتاج بعد تحليل ديالكتكية لتطور العام لمجمل العلم . و كان هذا الاستنتاج مثلا رائعا لتنبأ العلمي . ولكن لم تلق اسطر لينين هذا الاهتمام الذي تستحقه في حينها بل قد بذلت محاولت لاعتبار الالكترونات كنقط مادية دون تركيب داخل ولا تمثل سوى عدد ضئيل محدود من الخصائص الفيزيائية وفي الخمسنيات تمكن العلماء تفنيد المفهوم القائل بأنه يمكن (لستنزاف) الالكترون وبدء الفيزيائيون اختبارا بالتدخل عمقا في تركيب الجزءيات الالولية . وهكذا بعد نصف قرن اكد الفيزياء صحة قول لينين واصبحت نهجا لتطور كل كيمياء الجزءيات الاولية ) .
لقد اكد لينين على اهمية التطور العلمية ودعا الى تسخيره لخدمة البشرية لا لدمارها كما تحاول القوى الامبريالية عمله من خلال استخدامها لوسائل التدمير الشامل لخدمة اطماعها ومصالحها .

مؤلفاته
كتب لينين مجموعة كبيرة من المقالات في الصحف السرية والعلنية التي شارك في اصدارها ومنها اليسكرا (الشرارة) وبلوريتاري وسوسيال ديمقراط ورابوتشي ديلو و (قضية العمال) وزفيزدا (نجم) والبرفدا (الحقيقية).
وكان يوضح فيها خطزوط النضال الثوري او يهدد فيها على خصومه من الرجعيين والمبرياليين و(اليساريين) المتطرفيين ومحرفي الماركسية.وذلك الى جانب مكتبة من الكراسات والكتب مازالت تطبع وتوزع من ملايين النسخ وبجميع لغات العالم تقريبا كما تدل على ذلك احصائية دولية تؤكد ان مؤلفات لينين هي اكثر الكتب صدورا ورواجا في العالم كله وفيما يلي ثبت بالكتب والكراسات التي اصدرها لينين:
• في سنة 1889 قامة لينين بترجمة البيان الشيوعي لماركس وانجلسز الى اللغة الروسية
• وضع في سنة 1894 كتابه (من هم اصدقاء الشعب وكيف يناضل ضد الاشتراكيين الديمقراطيين )وقد دعا فيه الى تكوين حزب ثوري واحد يقود الطبقة العاملة ورد فيه على الشعبيين من خلال دعوته الى اقامة تحالف العمال والفلاحين للنضال من اجل اسقاط القيصرية والاقطاع في روسيا
• في سنة 1894 ايضا اصدر كتابه( المحتوي الاقتصادي للنزعة الشعبية )الذي كشف فيه زيف المثقفين البرجوازيين الذين يحاولون تحريف الماركسية خدمة للمصالح البرجوازية من خلال التقنع وراء (الماركسية الشرعية)
• وفي المنفى انجز مؤلفه (تطور الراسمالية في روسيا )سنة 1899 علاوة على مجموعة كبيرة من البحوث التي رسم فيها الطريق لمسيرة الاشتراكيين – الديمقراطيين الروس
• وفي مجال الرد الجناح الانتهازي من الاشتراكيين الديمقرطيين الروس كتب لينين في سنة 1899(احتجاج الاشتراكيين الديمقراطيين الروس) فضح فيه اهداف هذا الجناح الانتهازي وعمله على اخضاع مصالح الطبقة العاملة لمصالح البرجوازية.
• وفي سبيل بناء الحزب البرولتاري كتب في شباط سنة 1902 (ما العمل) وقد وردت فيه مقولته الشهيرة (بدون نظرية ثورية لا يمكن ان تكون هناك حركة ثورية) اكد فيه على دور الطبقة العاملة في بناء هذا الحزب وضرورة القيام بالثورة على القيصرية.
• وبعد قيام الاتجاه البلشفي في حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي وتعرية التيار المنشفي الانتهازي كتب لينين في مايس 1904 (خطوة الى الامام خطوتان الى الوراء) الذي بلور فيه دور الطبقة العاملة في قيادة النضال وفضح فيه الاهداف المنشفية المعرقلة لبناء الحزب البروليتاري الذي يجب ان تتوفر له وحدة الارادة والعمل .
• في حزيران 1905 اصدر كتابه (خطتا الاشتراكية – الديمقراطية في الثورة الديمقراطية ) موضحا موقف البلاشفة من مسألة تحالف العمال والفلاحين وانعزال البرجوازية عن النضال الجماهيري مؤكدا ضرورة الثورة المسلحة في وجه القيصرية لانتزاع حقوق العمال والفلاحين
• في مايس 1909 اصدر كتابه (المادية ومذهب النقد التجريبي) تناول فيه موضيع علمية وفلسفية وارتباطها بالسياسة وهاجم الفلسفة البرجوازية الرجعية
• وفي اواخر سنة 1909 تناول لينين بالبحث المسألة الزراعية في كتابه (برنامج الاشتراكية الديمقراطية الزراعية في الثورة الروسية الاولى 1905-1907 ) وقد دعا فيه الى تجريد الإقطاعيين الراسماليين من الاراضي وتسليمها الى الفلاحين بدون مقابل
• وبعد ان تأكدت خيانة زعماء الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية والجناح المنشفي لقضايا الطبقة العاملة اصدر لينين كتاب (افلاس الاممية الثانية) في حزيران 1915 كشف فيه اهدافهم المعادية لمصالح البرولتاريا
• في آب 1915 اصدر كتاب (الاشتراكية والحرب ) الذي اوضح فيه موقف الاشتراكيين من الحروب الوطنية التحررية العادلة التي تخوضها الامم المظلومة ضد مستعمريها وكذلك موقفهم من الحروب الامبريالية التي تشنها الدول الاستعمارية لتحقيق مصالحها ومد نفوذها واستغلالها
• في حزيران عام 1916 اصدر مؤلفه الشهير (الاستعمار اعلى مراحل الراسمالية ) الذي كشف فيه الجوهر الحقيقي للراسمالية في ضوء الماركسية وحدد نهايتها تحت وقع ضربات الثورة الاشتراكية
• وقد استأثرت المسألة القومية باهتمامات لينين فاصدر في تشرين الاول 1916 كتابه( ملاحظات انتقادية حول مسألة القومية ) رفع فيه شعار حق الامم في تقرير مصيرها وحلل المسألة القومية وفق المنطق الجدلي العلمي
• وبعد عودة لينين الى روسيا في 3 نيسان 1917 نشر موضوعاته (مبادئ نيسان) في اجتماع بلشفي عام طالب فيها( بكل) السلطة لمجالس السوفيت وهاجم الحكومة البرجوازية المؤقتة ودعا الى اسقاطها
• وقد اصدر وهو في المخبأ في ايلول 1917 كتاب (الدولة والثورة ) الذي حدد فيه سمات الدولة البروليتارية
• ومن اشهر ما اصدره لينين بعد نجاح ثورة اكتوبر الظافرة مشروعاته (مرسوم السلام) الموجه الى شعوب وحكومات الدول المشتركة في الحرب داعيا الى إنهاء القتال و( مرسوم الارض) الذي ألغا بموجبه الملكية الاقطاعية للأراضي وتحويلها الى الشعب و (بيان حقوق الشعب الكادح والمستثمر ) الذي أرسا فيه أسس الدستور السوفيتي وتعاون الشعوب السوفيتية . و(حول المهام المباشرة امام السلطة السوفيتية) الذي رسم فيه متطلبات المرحلة الاشتراكية ودور الطبقة العاملة في انجاز مهماتها كذلك تقريره(حول الديمقراطية البرجوازية ودكتاتورية البرولتاريا ومهمات السلطة السوفيتة وهاجم مبادئ الديمقراطية البرجوازية كما وجه تقريره الى (المنظمات الشيوعية لشعوب الشرق) الذي هاجم فيه الدول الاستعمارية وثمن الدور النضالي الذي تضطلع به شعوب الشرق ضد الاستعمار وقد شرح الفهم اللينيني لمسائل البناء الاشتراكي في موضوعاته المهمات الفورية لحكم السوفيت ،المبادرة الكبرى الاقتصاد والسياسة في عهد دكتاتورية البروليتاريا ،حول الضربة العينية، حول التعاون ، حول ثورتنا، كيف ينبغي تنظيم التفتيش العمالي والفلاحي من الافضل اقل ولكن احسن
• وفي ضوء التجربة العملية والانحرافات اليسارية التي حدثت كتب لينين في حزيران 1920 (مرض الطفولة اليساري ) بين في الاخطاء التي وقعت بها بعض الاحزاب وحذر من المواقف الطفولية المتطرفة .ان هذه الثورة الفكرية الثورية التي اصدرها لينين قدمت للجماهير الكادحة في كل مكان خدمات عظيمة وهي تخوض غمار كفاحها ضد مستغليها واصبحت اليوم ملكا البشرية كلها تقتبس من اراء المفكر الثار ما يعينها في رسم دربها الموصل الى تحقيق حريتها وتقدمها وبناء مجتمعها الاشتراكي



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية اللينينية وحركة الثورة العربية المعاصرة
- لينين والصهيونية
- وداعاً خسرو توفيق انساناً ومناضلاً
- الى استاذي الراحل (ابراهيم كبة) صاحب فكر ثائر ورحيل صامت


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أمير الحلو - الطريق الجديد في الاشتراكية