أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير الحلو - ذكريات جواهرية














المزيد.....

ذكريات جواهرية


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 00:43
المحور: الادب والفن
    


كان من اكثر مايثير شاعر العرب الكبير الجواهري ان تسأله عن عمره ،وفي احدى زياراتي التي كنت اقوم بها مع الاستاذ علي الحلي الى بيت الجواهري في منطقة الصحفيين في محلة القادسية في السبعينات ، خصوصاً اذا كانت وجبة العشاء (تمن ماش)مع عصير يسمى (خوشاب)وهو عصير حامض وحلو،عند ذاك (حرضني )المرحوم الصديق فرات الجواهري على سؤال والده عن عمره ،لم يستفز بل سألني هل تعرف عمر عمك يوسف الحلو؟قلت كلا ،قال إساله فهو من نفس عمري فقد كنا ابناء محلة واحدة هي العمارة في النجف ونلعب سوية ،وقد تسنى لي مرة ان اسأل عمي فعلاً ،فضحك وقال كنا نلعب ونحن صغار في (الدربونة)فيخرج الجواهري من دارهم وهو شاب اكبر منا،وهكذا عرفت ان الجواهري قد رمى (الكرة)في ملعبي ولم يغضب مني،ولكن المرة التي عاتبني فيها كانت تختلف في موضوعها ،فمن المعروف انه (يستلطف)الجنس اللطيف الجميل،وقد اتصلت به هاتفياً لأدعوه الى وليمة عشاء في احد مطاعم بغداد المعروفة اقمناها على شرف مجموعة من الادباء العرب الكبار الذين كانوا يحضرون مؤتمراً ادبياً في بغداد ،وعندما حضر وتطلع في الوجوه جلس على مضض ،ثم اشار اليّ لاقترب منه وهمس في اذني :انني احبك فلماذا تفعل معي هذا المقلب ؟قلت :لماذا ياعمي ؟قال:وماذا افعل مع هذه (الخناشير)الم يكن من(الذوق)دعوة بعض الادبيات ايضاً ؟اعتذرت له واقسمت بأنني لن (اورطه)مستقبلاً بمثل هذه الدعوات (الخشنة)!
يتهم الجواهري بالعصبية في المواقف المحرجة ومهاجمة من يتحداه كائنا من كان،ولكن حادثة حصلت بحضوري اكدت انه قوي الارادة ويستطيع ضبط اعصابه في أحرج المواقف ،فقد دعانا الصديق الاستاذ علي الحلي الى العشاء في داره تكريماً للشاعرين الفلسطيني يوسف الخطيب والسوري علي الجندي وكان الجواهري على رأس الحضور مع بعض الشعراء المعروفين ، وخلال الجلسة دار نقاش حاد بين الخطيب والجندي ،فبعد ان امتدح الاول شعر الجواهري واعتبره ا اروع ما قالته العرب منذ المتنبي ،اخذ الجندي منحى آخر ومن خلال تهجمه على الشعر العمودي تعرض للجواهري واستعمل عبارات غير لائقة بحقه ،مما دفع الخطيب الى القيام من مكانه لضربه،وتدخل الحاضرون (عدا الجواهري)في فك الاشتباك،ولم يعلق شيئاً على ما قاله علي الجندي ...وبعد ان انتهت الجلسة بسلام ،وعند خروجنا قلت للجواهري كيف ضبطت اعصابك امام هذا التهجم الظالم؟اجابني بهدوء :(هوهّ هذا منو وشنو اسمه!)؟
في احدى الجلسات قدم احدهم لي سيكارة فأعتذرت لاني ادخن صنفاً آخر (قبل ان اتوب)وسوف اسعل اذا غيرت النوع ،فأذا بالجواهري يقول لي :انكم شباب اليوم(مو كدّها)فأنا (واشار الى جميع انواع المشروبات والسكائر الموضوعة على المائدة)استطيع ان اتناول من كل هذه المشروبات وادخن من كل هذه السكائر الآن دون ان (أكح)ولو لمرة واحدة ،فأنتم (بزر دلال)!
ما يريح ضميري ازاء الجواهري الكبير انني وقفت الى جانب ابنه الاكبر فرات عند مرضه بالسرطان ولم اتركه سواء في المستشفى او شقته في زيونة ،حتى انني ابلغت اقاربه واصدقائه عند انتقاله الى رحمة الله،ووقفنا مع(محسّد)ووالدته الكريمة في محنتهم ...رحمهما الله فقد كانا رائعين كل على طريقته الخاصة والعامة.



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل الجواهري في بغداد
- وفاء الشيوعيون للزعيم
- ا علاقة ثورة اكتوبر بجلكانات البنزين؟
- الى اين تؤدي هجرة وتهجير العراقيين؟
- حسنة
- لينين المفكر والثائر
- الطريق الجديد في الاشتراكية
- الماركسية اللينينية وحركة الثورة العربية المعاصرة
- لينين والصهيونية
- وداعاً خسرو توفيق انساناً ومناضلاً
- الى استاذي الراحل (ابراهيم كبة) صاحب فكر ثائر ورحيل صامت


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير الحلو - ذكريات جواهرية