أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - ايميه سيزير صوت للتّاريخ














المزيد.....

ايميه سيزير صوت للتّاريخ


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 16:31
المحور: الادب والفن
    


توفى الشاعر والكاتب المارتينيكي الشهير ايميه سيزير في مستشفى فورت دى فرانس بجزر المارتينيك عن عمر يناهز 94 عاماً. نذر سيزير حياته للشعر والسياسة والنضال ضد الاستعمار والعنصرية. وكان قد اختار الفرنسية لغة تعبيره وأبدع فيها قصائد ومسرحيات وبها كتب نصوصه ومقالاته.‏

ولد ايميه سيزير فى 26 حزيران عام 1913 في باس بوانت بجزر المارتينيك، وهو كاتب وشاعر كرس حياته للشعر والسياسة وكان عمدة مدينة فور دى فرانس بالجزر الفرنسية فى الفترة من 1945 وحتى 2001 كما أنه عين رئيساً للمجلس الإقليمى.‏

وقد عُرف الشاعر الراحل بأفكاره المناهضة للاستعمار والمدافعة عن حقوق "السود". تحوّل أسطورة في حياته، ورمزاً للحريّة التي منحها صوته، كان شاعراً تأثر بالسرياليّة، وكاتباً تمرّد على النمط الأوروبي، ومناضلاً أدّى دوراً أساسياً في جزيرته… الفرنسيّة .‏

وألف ايميه سيزير مسرحيات مثل "تراجيديا الملك كريستوف" (1963 حول الاستعمار) و"موسم في الكونغو" (1966 حول باتريس لومومبا). وفي الشعر ألف "الأسلحة العجائبية" و"الشمس المقطوعة العنق" و "جسد مفقود" و "دفتر العودة إلى البلاد الأم" وسواها..‏

كما كتب نثراً ونشرت له كتب عدة أبرزها "خطاب حول الاستعمار" الذي كان صرخة تمرد في وجه الغرب القابع على "أعلى كومة من جثث الإنسانية" أو "رسالة إلى موريس توريز" الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي سابقاً.‏

هنا وقفة نقدية مع فيلم " ايميه سيزير صوت للتّاريخ " للمخرجة يوزان بالسي :‏

هذه الدراسة الفيلمية الضّخمة ذات الثّلاثة أجزاء تقدّم بورتريه المؤلّف المارتينيكي الشّهير الّذي بدأ حركة أدبيّة تُسَمَّى الصيحة السّوداء العظيمة .‏

المخرجة يوزان بالسي، تنسج حياة سيزير و الشّعر عبر نسيج مزيّن شاسع يبرز أهمّ الأشكال الفنّيّة و الفكريّة للنصف الأخير من القرن الماضي.‏

أندريه بريتون، عراب السرياليّة، يصف سيزير كرجل أسود يجسّد ليس ببساطة الجنس الأسود لكن كلّ البشريّة الّتي ستبقى لي النّموذج الأوّليّ للكرامة الإنسانيّة ."‏

الجزء الاول : ( الجزيرة الحذرة ) سيزير يظهر لنا الأنتيل - بركانه، الشّواطئ و البلدات الاستعماريّة - طريقاً متقاطعاً استوائياً حيث تتقابل أوروبّا، إفريقيا و أمريكا . من هذا القلب الثّقافيّ، أنشأ سيزير، و زوجته سوزان و الفيلسوف رينيه مينيل المجلّة الأدبيّة الإبداعيّة تروبيكيز في عام 1939 الّتي أثّرت على المفكّرين الكاريبيّين مثل ويفريدو لام، رينيه ديبيستر و فرانتز فانون . بعد الحرب العالميّة الثّانية، سيزير خدم كمحافظ فورت دي فرانس و ممثّل المارتينيك في المجلس القوميّ الفرنسيّ . يناقش الفيلم الصّعوبة في الموازنة بين حياة شاعر و سياسيّ عمليّ لمدّة تزيد عن 50 سنة . الجزء الثاني : ( حيث تتقابل حدود الغزو ) ينتقل إلى باريس في الثّلاثينيّات حيث طوّر سيزير، ليوبولد سينغور ( رئيس السّنغال الأوّل ) و ليون داماس الشاعر الغوياني الفرنسيّ مفهوم الزنوجة، إثبات عالميّ للقيم الإفريقيّة، كرد فعل صارخ على القمع الثقافي الذي مارسه النظام الاستعماري آنذاك على شعوب الأطراف، طامساً هويتها الأصليّة، وجذورها الأفريقيّة، بهدف الإمعان في استيعابها واستلابها . وفي هذا الصدد قال (إيميه سيزير) شاعر جزر (المارتينيك): (إن السواد ليس غياباً، وإنما هو رفض وإنكار).. إن .( الزنوجة) كمصطلح هي ملكية فكرية للشاعر ايميه سيزير وردت في عام 1939 في قصيدته الشهيرة (دفتر عودة إلى الوطن الام) التي يقول فيها:‏

زنوجتى ليست صخرة يهوي صممها‏

على ضجيج النهار.‏

زنوجتي ليست غشاوة من الماء الآسن‏

على العين الميتة للأرض‏

انها تخترق لحم الأرض الأحمر‏

انها تخترق لحم السماء المتوهج‏

علق سارتر على هذه القصيدة قائلاً: إنها تؤكد الصفة الدينامية لمفهوم الزنوجة باعتبار الأخيرة فعلاً وصيرورة ايجابية، وقوة حية ايجابية في الأرض والسماء والعناصر. أما صامويل ألن فقد علق عليها بالقول: إن الزنوجة هي تلك المنطقة التي حفرها الشاعر لنفسه في القصيدة ليعيش ويسكن ويكتسب وجوده الحق والمطلق… جون هنريك كلارك و هيوارد دودسون من مركز سكومبرج يناقشان التّأثير العميق لثقافة أمريكية سوداء - الجاز، عصر نهضة هارلم و المؤلّفون مثل لانغستون هيوز، ريتشارد رايت و كلود ماككاي - على هذه الحركة ذات النّزعة الفرنسيّة أصلاً . الجزء الثالث: ( القوّة للمواجهة غداً)، سيزير يردّ على مصادر إحباط العالم المستعمر . كانت مسرحيّاته، ( عن ثورة الهاييتي ) و ( عن باتريس لومومبا )، بين الأوّل للتّحذير من أخطار الاستعمار الجديد . عالم الأنثروبولوجيا الفرنسيّ إدغار مورين، كاتب السّيرة روجر تومسون ، المؤلّف البرازيليّ جورج أمادو، روائيّ الأنتيل ماريس كونديه و الكاتب الأمريكيّ مايا أنجيلوو يشهدون بدور سيزير المركزيّ كمنشئ للازدهار الحاليّ لأدب الشّتات الإفريقيّ .بشكل جميل آسر يظهر الفيلم الروح الرقيقة، البصيرة و الفكر الإنسانيين، لرجل معقّد جداً يزدهر خلال عصور معقّدة جدًّاإنه ثناء حقيقيّ لشاعر عظيم و إنجازاته … سيمفونيّة رائعة فيها التّاريخ و السّياسة و الأدب …‏







#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى أبو علي رائد ومؤسس السينما الفلسطينية
- فلليني مخرج يصور أحلامه..الفانتازيا ضد الفاشية والطفولية الم ...
- مخاتلة الموت
- ملصقات الأفلام السورية
- السينما المكسيكية.. من البدايات إلى الأوسكارات
- عصفور الخريف
- فلأنسَ غيابكِ
- -عيد ميلاد ليلى- لرشيد المشهراوي عن الالم الفلسطيني
- مهمة انعاش الروحية
- الشعر الجديد في الجزائر
- المخرج اليوناني/ روبيرمانتوليس/:تهمني روح العمل الموجودة في ...
- ((أجنحة الرغبة))
- افلام مغاربية قصيرة ..شرائح من الحياة وجرأة في طرح المواضيع
- نصوص الغياب
- الشعر: القوس الاكثر توترا
- -ايروان-..اول فيلم باللهجة الطارقية
- سيرافين بين الفن والجنون
- السينما التسجيلية صورة للحياة فى تجددها وسطوعها
- الصمت صرخة مدوية
- السينما الفنزويلية : اهتمام رسمي لتحدي الهيمنة الأمريكية بعا ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - ايميه سيزير صوت للتّاريخ