أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - في الذكرى السنوية الـ- 37 للحرب والاحتلال: لن يكون (شرق أوسط جديد) بدون دولة فلسطينية مستقلة















المزيد.....

في الذكرى السنوية الـ- 37 للحرب والاحتلال: لن يكون (شرق أوسط جديد) بدون دولة فلسطينية مستقلة


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 857 - 2004 / 6 / 7 - 04:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


تصادف اليوم، السبت الخامس من حزيران، الذكرى السنوية السابعة والثلاثون، للحرب الامبريالية العدوانية الاسرائيلية المدعومة امريكيًا واحتلال ما تبقى من اراضي فلسطين التاريخية (الضفة والقطاع) وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء. وقد عكست هذه الحرب من حيث دوافعها الحقيقية وأهدافها السياسية تساوق المصالح بين اسرائيل الرسمية وبين الأنظمة الامبريالية، وخاصة الامريكية، بين سياسة التوسع الاقليمي الصهيوني على حساب أرض العرب وحقوق العرب، وبين مخططات الهيمنة الامبريالية في المنطقة واستراتيجيتها المبنية على الاطاحة بالأنظمة المعادية للامبريالية وتدجين أنظمة بديلة تخدم مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في الشرق الأوسط، وفي حينه أكدنا أن دوافع شن حرب حزيران العدوانية تبلورت حول التخطيط الاسرائيلي – الامريكي لانجاز هدفين سياسيين مركزيين، الأول، ازالة العائق الذي يقف حجر عثرة في طريق التغلغل الامريكي في المنطقة والذي يهدد اركان ومصير الانظمة الرجعية العربية التي تدور في فلك خدمة المصالح الامبريالية الامريكية واحتكاراتها عابرة القارات، النفطية وغيرها. وكان هذا العائق يتجسّد في نظام الرئيس خالد الذكر جمال عبد الناصر المعادي للامبريالية وعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين مصر والاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية الاخرى في حينه، وبين سوريا والاتحاد السوفييتي. فتحت يافطة "مواجهة التغلغل الشيوعي السوفييتي" دعمت الامبريالية الامريكية الحرب العدوانية الاسرائيلية بهدف الاطاحة بنظام جمال عبد الناصر التقدمي كنقطة انطلاق للهيمنة الامبريالية الامريكية مع مخفرها الاسرائيلي الاستراتيجي على المنطقة.

والثاني: دفن الحق الفلسطيني المشروع بتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وذلك من خلال احتلال الضفة والقطاع والقدس الشرقية وخلق وقائع استعمارية على الارض الفلسطينية بزرعها بالمستوطنات وتمزيق اوصال وحدتها الاقليمية بالحواجز الاستيطانية والطرق الالتفافية.
وعوّل محور الشر العدواني الاسرائيلي – الامريكي على أن الاطاحة بنظام عبد الناصر وقص أجنحة الاتحاد السوفييتي يُفقد الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية سندًا استراتيجيًا ويسهل تمرير مؤامرة اغتصاب الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وما يدركه الجميع ان الحرب عبارة عن وسيلة سياسية تستخدم لتحقيق أهداف سياسية، فهل حققت حرب حزيران أهدافها السياسية؟
اليوم وبعد سبع وثلاثين سنة، وفي نظرة الى تطور الاحداث من خلالها، نستطيع التقييم بأن محور الشر الاسرائيلي – الامريكي قد حقق الهدف الاول وفشل حتى يومنا هذا وسيفشل حتمًا في تحقيق الهدف الثاني. لقد فشل في انجاز الهدف بالاطاحة بنظام جمال عبد الناصر ولكنه نجح فيما بعد بحرف نهج عبد الناصر عن مساره بعد وفاة عبد الناصر وردة انور السادات الذي دجنوه في الخطيرة الامريكية وقادوه الى الصلح الانفرادي بتوقيع اتفاقات كامب ديفيد التي أخرجت مصر من دائرة الصراع، وحيّدت اكبر وأقوى دولة عربية الى رصيف الصراع وفي وقت لا يزال فيه الاحتلال الاسرائيلي جاثمًا على صدر الهضبة السورية المحتلة، وعلى صدر الاراضي والشعب والحقوق الفلسطينية، لقد كانت المقدمة لردة السادات الخيانية اساءة العلاقات مع الاتحاد السوفييتي وبداية الغزل غير العذري مع الادارة الامريكية. وقد شجعت ردة السادات وخروج مصر بشكل انفرادي من دائرة الصراع الاسرائيلي – العربي المعتديَ الاسرائيلي وفتحت شهيته العدوانية التوسعية اذ قام بعد أقل من سنة من توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بشن الحرب العدوانية على لبنان واجتياح أراضيه في العام 1982 حتى بيروت وذلك للقضاء على المقاومة الفلسطينية الموجودة في لبنان وتصفية القضية الفلسطينية نهائيًا وتنصيب نظام عميل في لبنان يكن الولاء لاسرائيل وأمريكا.
لقد كانت ردة السادات من حيث المنظور الاستراتيجي بعيد المدى البوابة التي انطلقت منها الامبريالية الامريكية وحليفها الاستراتيجي اسرائيل الرسمية لتعزيز مواقعهما في المنطقة، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه، ومواصلة العربدة العدوانية وانتهاج منطق بلطجة القوة في الشرق الاوسط التي تجسدت باحتلال العراق وبتحويل مختلف الانظمة العربية، عدا سوريا، الى أنظمة "حميمة" ودواجن تقاقي في القن الامريكي.
رغم الردة والوضع المأساوي على ساحة التطور منذ حرب حزيران السبعة والستين الا أن نقطة الضوء بقيت على الساحة الفلسطينية وقضيتها المحورية التي تؤلف الرقم الاساسي في معادلة الصراع الاسرائيلي – العربي. فحقيقة هي أن احتلال أراضيه وملاحقة الجزارين له حتى بيروت للقضاء عليه جسدًا وحقًا لم تستطع كسر ارادة هذا الشعب الباسل المتمسك بثوابت حقوقه الشرعية. ورغم السنوات الطويلة المخضبة بدماء شهداء وجرحى ومعاناة الشعب الفلسطيني فإنه لم يركع واستطاع ان يستل حقه باعتراف العالم وحتى اسرائيل في اتفاقات اوسلو. ان منظمة التحرير الفلسطينية، التي تُحيي هذا العام أربعين سنة على قيامها، هي عنوانه الوحيد والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. واستطاع الشعب الفلسطيني بنضاله العادل الممهور بأغلى الثمن أن يكتسب وجدان واعتراف العالم بحقه في الدولة المستقلة بعد زوال الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، وان يقيم سلطته الوطنية على جزء من ارضه المحتلة. هذه السلطة التي دمر الاحتلال في عهد براك وشارون بنيتها المدنية والعسكرية وجردها عمليًا من صلاحياتها المحدودة.
واليوم في هذا الزمن الرديء حيث تهيمن الامبريالية الامريكية في المنطقة، تحتل العراق وتمارس سياسة عولمة إرهاب الدولة المنظم كونيًا ومنطقيًا، وحيث ان غالبية الانظمة العربية مسلوبة الارادة وتركع في بيت الطاعة الامريكي، في مثل هذا الزمن المكلل بالسواد يشن المحتل الاسرائيلي ما يشبه حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، يرتكب أمام أنظار العالم المجازر وجرائم الحرب ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، يرتكب مختلف العقوبات الجماعية من قتل وهدم بيوت كما حدث في خانيونس وغزة ورفح ومخيمها وطولكرم ونابلس وجنين وغيرها. لم تبق أسلحة دمار عصرية تقليدية ومحرمة دوليا لم تستعملها قوات هولاكو الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة لكسر ارادته وحسم المعركة عسكريًا على امل ان يستسلم لاملاءات حكومة الكوارث اليمينية الشارونية ومخططاتها التصفوية للحق الفلسطيني المشروع. لقد فشل نهج الحسم العسكري في ليّ ذراع الشعب الفلسطيني وارادته الصوّانية. واليوم تحاول حكومة الاحتلال والدماء الاسرائيلية بدعم من ادارة بوش وبالتنسيق مع بعض الأنظمة العربية تمرير مخططات تسوية كارثية مدلولها السياسي تقزيم الحق الفلسطيني المشروع وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الدولة السيادية على كامل التراب المحتل منذ السبعة والستين ومن القدس الشرقية عاصمته ومن حق العودة للاجئيه.
لقد كتبنا الكثير محللين البعد المأساوي لخطة فك الارتباط الشارونية من طرف واحد، واليوم تجري محاولات من مختلف أطراف التآمر على الحق الفلسطيني المشروع لتسويق خطة شارون وكأنها الطريق للخروج من درب الآلام والصراع الدامي. ويستغلون الصراع في داخل الليكود، خاصة بين شارون ونتنياهو، بين مؤيدي ومعارضي خطة شارون، لتمرير مخطط كارثي. وبرأينا ان هذا الصراع في الليكود يجسد من حيث مدلوله امرين: جرجرة وكسب الوقت حتى لا يجري تنفيذ أي شيء من الخطة التي تحولت الى مرحلية، وان لا يجري أي انسحاب من أي موقع الى ما بعد الانتخابات الامريكية. انه صراع قوى في داخل الليكود على زعامة الحزب، خاصة بين شارون ونتنياهو.
واخطر ما في الأمر على ساحة التطور والصراع اليوم هو محاولة صرف الانظار عالميًا عن حقيقة الصراع والعمل لافراغ الحق الفلسطيني المشروع من مضمونه ومن ثوابته الأساسية غير القابلة للتصرف. وتبرز ثلاثة مؤشرات غاية في الخطورة، الاول، تصوير القضية على ساحة الصراع، حتى وفقا لمخطط فك الارتباط الذي يعملون على تسويقه، وكأنها قضية أمنية وليست سياسية، وانه لا يوجد احتلال ومحتل غاصب وضحاياه من شعب يرزح تحت وطأة جرائمه ومجازره. وكل الحديث يدور اليوم عن ارسال خبراء امن ومختصين امنيين مصريين واردنيين وامريكيين الى قطاع غزة لاعادة بناء ولتدريب قوات الامن الفلسطينية ومنع "الارهاب الفلسطيني". والثاني: فصل القطاع عن الضفة الغربية، تركيز انظار العالم على انسحابات جزئية من قطاع غزة قد تطول عدة سنوات وفي وقت يواصل فيه المحتل الاسرائيلي خلق وقائع استيطانية جديدة وتوسيع وتكثيف الاستيطان واتمام بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية وحول القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة. والثالث: التآمر لتجريد الرئيس ياسر عرفات من صلاحياته التي منحه اياها شعبه بشكل دمقراطي ومنح هذه الصلاحيات لأشخاص ترضى عنهم حكومة شارون والادارة الامريكية. وانه تجري مشاورات اسرائيلية مع الاتحاد الاوروبي ومصر والاردن للضغط بهذا الاتجاه، وان هذا كان من المواضيع التي سيتحدث حولها وزير الخارجية، سلفان شالوم، مع الرئيس المصري مبارك يوم الاثنين القادم.
ما نود تأكيده في نهاية المطاف انه رغم الظروف المنطقية والعربية والعالمية التي هي في غير صالح الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية، الا انه لا يمكن ابدًا ان يرضى الشعب الفلسطيني التفريط بأي من ثوابت حقوقه الشرعية في الدولة والقدس والعودة. وانه لن يكون شرق أوسط جديد ينعم بالاستقرار والامن بدون قيام دولة فلسطينية مستقلة.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا كنتَ ستقول يا ماير فلنر؟
- كان ماير فلنر أمميًا حقيقيًا وشيوعيًا مبدئيًا
- تقرير منظمة العفو الدولية: ادانة صارخة لجرائم الحرب في المنا ...
- مؤتمر القمة العربية في تونس: لا خروج من دائرة الرقص الموضعي ...
- الاتحاد- المرجع والمرجعية لمسيرة التاريخ الكفاحي لجماهيرنا
- التصريحات الامريكية المتناقضة في أرجوحة الازمة والتورط في او ...
- خطة الميني الشارونية- وتأتأة -الكوارتيت- وآفاق الصراع
- على ضوء نتائج هزيمة شارون:ما هي المدلولات السياسية لنتائج ال ...
- المدلولات الحقيقية للاستفتاء على خطة فك الارتباط الشارونية ب ...
- من يطالب الحزب الشيوعي (ضمنًا) التخلي عن هدفه الاستراتيجي ال ...
- في الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال اسرائيل: الاستقلال الحقي ...
- على ضوء جريمة تصفية الرنتيسي الارهابية: اغتيال قيادات وطنية ...
- رسالة بوش - التاريخية
- أصبحت الجامعة العربية (مربط خيل) جماهيرنا العربية ومخفرها ال ...
- عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعال ...
- مناورتكم التآمرية لن تستطيع طمس الدور الريادي المؤثر للنائب ...
- بعد سنة على الحرب الاستراتيجية: احتلال العراق جزء عضوي مخطط ...
- وطن للفاشية ولا هوية قومية محددة لها
- ما هو المدلول الحقيقي ((لاسرائيل العظمى)) في تصدير الاسلحة؟؟
- أمن واستقرار العراق يستدعيان وأد محاولات الفتنة وجلاء قوات ا ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - في الذكرى السنوية الـ- 37 للحرب والاحتلال: لن يكون (شرق أوسط جديد) بدون دولة فلسطينية مستقلة