أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - النظام السوري : القمع خبز الثورة














المزيد.....

النظام السوري : القمع خبز الثورة


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 08:14
المحور: المجتمع المدني
    


بالوقت الذي يمعن النظام السوري في اعتقال معارضيه ، تتوهم المعارضة السورية بمختلف أطيافها في إمكانية المصالحة معه ، أو انتظار التغيير القادم الذي في اعتقادها ينبغي أن يكون سلمياً وديمقراطياً كمحاولة منها لتجنيب نفسها وهياكل الدولة المهترئة أصلاً بفعل الفساد والاستبداد ، ومعهما المجتمع السوري من عواقب وويلات ما حصل ويحصل في العراق من كوارث ونزاعات ، فهي بذلك ، أي المعارضة ، تضع النظام والرأي العام عند حقيقة أهدافها الواضحة حول أولوية التغيير السلمي ، وبعضها الآخر لا يمانع في السير على طريق الإصلاح المتدرج الذي يروج له النظام وبالتالي المصالحة معه .
أهداف المعارضة في جملتها تكاد أن تكون إيجابية لجهة انتهاجها لمبدأ سلمية التغيير وابتعادها عن الطرق الراديكالية ، تظهر إيجابيتها في نظر المحيط العربي المتربص دائماً من أي حركة تغيير تأتي من حوله ، ويكفي ما حصل حتى الآن في دول الرابطة المستقلة ( الاتحاد السوفيتي سابقاً ) من انهيارات متتالية لنظم الحكم وثورات ملونة لعروش الفساد والاستبداد الأحمر ، غير أن هذا المحيط العربي والإقليمي وحتى الدولي ، لا يملك أدنى تأثير على حركة الشعب إذا ما أراد التحرك نحو تصحيح وتصويب مساره التاريخي ، مهما امتلك هذا المحيط من وسائل التأثير التي تحول دون حدوثه أو على الأقل تأجيله حتى إشعار أخر إلى أن تتضح صورة المشهد السياسي لمستقبل المنطقة على المدى المتوسط والبعيد .
لكن استمرار المعارضة السورية على تمثل تلك الأهداف في كل نشاطاتها وحراكها السلمي أصلاً ، لا يعني أن التغيير القادم ولو بعد حين، سيأتي بفعل تراكمية أهدافها ودعواتها غير المنقطعة لبلوغ هدف التغيير ، لأن المواجهة في الأساس ليست محصورة بين المعارضة والنظام ، وأياً كانت درجة تمثيل المعارضة لفئات الشعب السوري وحجم ومستوى ذلك التمثيل ، ستظل المواجهة قائمة في اليوم أو في الغد بين رؤوس النظام وأركانه وبين شرائح المجتمع السوري بمختلف ألوانها السياسية والعرقية التي اكتوت بنار الاستبداد والقمع التهميش والنهب والهزائم المهينة لكرامة الذات .
فلا نستطيع تصور حدوث التغيير في سورية بضغطة زر أو بعصا سحرية يملكها أحد اللاعبين الكبار على الساحة السياسية ، كما لا نستطيع تصور حدوث التغيير والشعب في حالة غيبوبة كاملة لم يستفيق منها بعد ، لذا ، لن يبشره مبشر بحدوث ما كان يتمنى حدوثه ، من دون حدوث الصحوة في ضميره ووجدانه المنقطع عن الحياة بفعل القمع الممنهج .
كما لا نستطيع أن نبحر في تصوراتنا تلك ، من دون أن نتلمس العوامل المؤدية لحدوث التغيير ، وأول تلك العوامل ، الشعور بامتلاك إرادة التغيير الجماعية وليس الفردية ، يؤازرها في المقابل ، استفاقة جماعية تؤدي إلى الخروج عن صمت المقابر ، ولعل العامل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث التغيير هو القمع .
إن القمع الممنهج الذي أصبح ديدن النظام السوري وأساس وجوده الطارئ ، لازال يمارسه منذ أربعين عاماً ، ولم يوفر أي فئة من فئات المجتمع السوري كخصم تاريخي وعدو تقليدي ، يزداد أثره وتأثيره في خلق الوعي المسلوب بفعل القمع والحرمان الناتجين عن سياسة التكميم ، من شأنه أن يؤدي إلى تثوير المجتمع بما يخالف ولو لمرة واحدة حساباته وتوقعاته المستقبلية .
لم يعد الجوع ما يدفع الشعوب نحو الثورة ضد الطبقات المُستغِلة للقمة عيشها ، بقدر ما بات القمع الذي يوغل النظام السوري في ممارسته بحق الشيوخ كما جرى مع عميد الحقوقيين العرب الأستاذ هيثم المالح ، وبحق الأطفال والنساء ، سواء كانوا من رعاياه أو من الأشقاء العرب المستضعفين في أرضهم المحتلة كما حصل مع السيدة الأحوازية معصومة الكعبي وأطفالها الخمس .
وبالرغم من نجاح النظام السوري في إحكام قبضته الأمنية على كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية في سورية وما يحيطها من فوضى بناءة تضرب أرجاء المنطقة العربية ، إلا أنه فشل في تقديم الصورة البراقة عنه كنظام مؤسساتي ، بقدر ما أضفى على نفسه صورة النظام الاحتلالي الذي لا تختلف ممارساته كثيراً عن ممارسات أي محتل آخر للأرض والإنسان .
يعلم النظام السوري في سره ومن وحي قراءته للتاريخ ، أن الأبدية التي يرفع شعارها عالياً ليست من صفات الإنسان ، مهما طغى وتجبر على أخيه الإنسان ، وأن مياه النهر الراكدة ، رغم السدود والموانع ، لن تبقَ على حالها من دون أن تدفع بها مياه أخرى أشد وأقوى غزارة إلى مكان يليق بركودها الطويل .
ويعلم أيضاً ، أنه وبسلوكه القمعي ، يؤسس لتلك اللحظة التاريخية الفارقة التي ستكون بمثابة الصدمة الكهربائية أو لنقل الحجر الذي سيحرك مياهه الراكدة ، والباعث بكل الأحوال على المواجهة الساخنة بين القامع والمقموع ، بعيداً عن كل الاعتبارات السياسية الأخرى ، ومقولات التغيير الناعمة .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتور 8 (الاستعداد للمواجهة)
- إخوانية حماس : عبث الإسلام السياسي
- الديكتاتور 7 ( المعارضة )
- الديكتاتور6 ( القصر- مكتب الزعيم )
- الديكتاتور 5 ( منتدى العدالة )
- ماركس والاعتراف بمحمد
- الديكتاتور 4 ( قمع الصحافة )
- الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)
- هل وفاء سلطان علمانية ؟
- الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )
- دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
- الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
- لا تغرقوا مصر في الظلام
- الإسلام والحضارة : أزمة هوية
- لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
- الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
- العربدة الأسدية !
- خصخصة الإسلام لا علمنته
- الإسلام كقنبلة بشرية
- خسارة الإخوان السوريين


المزيد.....




- حملة ترمب تركز على -المهاجرين- لتضليل الناخبين
- صحة غزة تطالب محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في تعذيب واغتي ...
- جنوب السودان يلغي الضرائب التي أدت إلى تعليق عمليات الإنزال ...
- برنامج الأغذية العالمي: الجماعة تتجه نحو جنوب قطاع غزة
- الأمم المتحدة تحذر الأطراف المتحاربة في السودان بشأن دارفور ...
- الانتفاضة الطلابية.. حرية التعبير تدعس في حرم أرقى جامعات ال ...
- الغذاء العالمي: المجاعة واسعة في شمال غزة وتتجه نحو الجنوب
- تونس.. إجلاء قسري لمئات المهاجرين ونقلهم للحدود الجزائرية
- تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و ...
- إسرائيل تبلغ منظمات الإغاثة بخطط إجلاء رفح وواشنطن تؤكد: لم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - النظام السوري : القمع خبز الثورة