أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساطع راجي - هدية خاطئة














المزيد.....

هدية خاطئة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 16:52
المحور: كتابات ساخرة
    


راهنت عدد من القوى على فشل الديمقراطية في العراقية ولتقنع نفسها ومموليها بذلك دفعت البلاد الى دوامة من الارهاب والعنف الطائفي التي استهدفت اساسا رفع الكلفة التي يتحملها المواطن العراقي لإقرار النظام الديمقراطي، فدخل العراقيون تحديا كبيرا دفعوا ثمنه من ارواحهم وامنهم واموالهم لتدعيم النظام السياسي الجديد وهو الامر الذي أضعف خطاب القوى المعادية للعراق الجديد ودفع بها الى زوايا النسيان لولا تداعيات الاحداث الاخيرة.
عندما عجز مجلس النواب عن وضع نهاية طبيعية لقانون الانتخابات وأحاله الى المجلس السياسي للامن الوطني فإنه بذلك أحيا آمالا كادت تموت لدى قوى العنف والارهاب التي تريد إعادة الزمن الى الوراء وتسعى عند أطراف دولية عدة بما فيها تلك التي تهاجمها اعلاميا وتصفها بأقذع الصفات لعدم التعاون مع التجربة السياسية الجديدة للعراق.
لقد اثبتت الكثير من القوى السياسية إن علاقتها بالديمقراطية هي علاقة ظرفية وان اسلوبها المفضل في الادارة السياسية هو التفرد وهذه الحقيقة هي التي تحول دائما دون التوصل الى حسم القضايا الخلافية وتحولها الى قضايا إنفجارية ويتحول صنع أي قرار الى أزمة، حيث لا يتفهم أي طرف سياسي إمكانية إتخاذ قرار لا يتفق مع طموحاته واحلامه، ويعتبر مثل هكذا قرار، حتى لو حصل على تأييد أغلبية القوى السياسية الاخرى، مبررا كافيا للخروج على العملية السياسية وإشهار السلاح بوجه الجميع.
عندما تلتقي حالات الفشل في صنع القرارات بطريقة ديمقراطية مع رغبة التفرد التي تسيطر على الاطراف الداخلة في العملية السياسية يختفي آنذاك الخط الفاصل بين القوى المؤيدة للنظام السياسي وتلك التي تعاديه، بل إن القوى التي تشارك في العملية السياسية تكون قد منحت أعداء العملية السياسية أكثر من حجة لتعزيز نهجهم.
لم تكن أيا من القضايا التي عرقلت إقرار قانون الانتخابات ترقى الى مستوى الازمة ومع ذلك تم تحويل كل فقرة في القانون الى مشكلة علما إن شكل القانون لن يؤثر كثيرا على حظوظ القوى السياسية لكن جميع هذه القوى تريد أن تتجه الامور الى التأزيم لتعلق فشلها مستقبلا على هذه الفقرات القانونية، كما إنها تسعى الى تحشيد الجماهير من خلال إثارة الاحتقانات التي تؤدي الى تصويت اعمى ينتفع منه المتعصبون.
يشكك الاستبداديون في قدرة النظام الديمقراطي ليس على حل مشاكل المجتمعات الشرق أوسطية فحسب بل إنهم يشككون في قدرته على مجرد توفير نظام إداري قادر على تمشية الامور اليومية للدولة وهذا ما يشكل تحديا أمام القوى المنضوية في العملية السياسية التي تتعذر دائما عن سوء إدائها بإلقاء التهم على "الاطراف الاخرى" وكأنها تتوقع وجود إمكانية للعمل السياسي بدون "آخرين" يعارضون ويعرقلون، وهذا التوقع يكشف عن ثقافة تفردية نائمة في اعماق نفوس الساسة.
عرقلة قانون الانتخابات أثبتت عدم قدرة الديمقراطية ليس على ادارة البلاد بل عدم قدرة الديمقراطية على إدارة نفسها وادامة وجودها وتعريض البلاد لمخاطر الفراغ السياسي وادخال المؤسسات الى دوامة اللاشرعية وهو الامر الذي سيبرر لجماعات العنف والارهاب العودة الى الواجهة والعمل على مهاجمة العراق والعراقيين، فهل كانت هذه الهدية الضخمة مقصودة أم جاءت عفوا وبحكم الصدفة؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجندات الخارجية
- ماذا بعد الاستجوابات؟
- السلطة من أجل السلطة
- ويسألون عن المهجرين!!
- موازنة 2010
- الدولة وخطابها المفكك
- أحكام بالفشل
- مرحلة المكاشفة
- إستنفار دبلوماسي
- الموصل..أزمة نموذجية
- ما بعد الاربعاء الدامي
- رغم إنها متوقعة وبائسة
- مشهد سوداوي
- جيش المعتقلين المرعب
- العنف العبثي..رسائل أوباما
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام
- الدولة والاحزاب


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساطع راجي - هدية خاطئة