|
الديكتاتور 8 (الاستعداد للمواجهة)
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 - 08:42
المحور:
الادب والفن
المشهد الثامن ( الاستعداد للمواجهة) ( يجلس الزعيم على شرفة القصر المطلة على الشارع ، يدخل رعد غاضباً ) رعد ( حاملا سلاحه بيده ) : مصيبة .. مصيبة . الزعيم ( مسترخياً على كرسيه ): ما بك ، ما الأمر ؟. رعد ( ممتعضاً ) : أبلغني أحد العناصر ، أنه شاهد ثلة من الشباب الغاضب يجوبون شوارع العاصمة مطالبين بالثأر لمصرع ذويهم . الزعيم ( يقف غاضباً ) : لمصرع ذويهم ، مَن تراهم يكونون ، أيعقل أن يكونوا من أبناء الجنرالات ( هازئاً ) ما هكذا تورد الإبل يا رعد . رعد ( حانقاً ) : أوتظنني أمازحك ، أذهب واستطلع بنفسك . الزعيم : أطمئن ، لا أحد يستطيع اللعب معي في هذا البلد ،لا الآن ولا في المستقبل ، ومن ينوي رفع رأسه ، ستقطع ، ومن يفتح فاه ، ستغلق للأبد . رعد : لكن هؤلاء الأوباش سيورطوننا أمام الشعب في أزمة عميقة لا حل لها سوى باقتلاعهم من جذورهم ، كما فعلنا مع آبائهم . الزعيم ( مقهقهاً ) : هه .. هه ، ومتى كان للأوباش تأثير في حياة الزعيم . رعد : تأثيرهم أنهم قالوا أو سيقولون مستقبلاً أمام الشعب ، أنك من اقتص من ذويهم لأغراضٍ دنيئة تتصل في الحكم ، عندها ستشرع الأبواب واسعاً للنمامين والشامتين ، هيهات إن استطعنا إغلاقها بغير القوة . الزعيم : وهل يجرؤون على قول ذلك ؟. (يدخل الحاجب ) الحاجب ( لا هثاً ) : سيدي .. سيدي . الزعيم ( يجلس على كرسيه) : ما وراءك أيها الحاجب ؟. الحاجب ( متلعثماً ): سيدي ، ثمة حمقى أمام قصركم . الزعيم ( مستفهماً ) : أمام قصري ( غاضباً ) كيف جرى ذلك ؟ أيها الحاجب احضر قائد الحرس حالاً . الحاجب ( مطأطئاً ) : أمرك سيدي (يخرج). رعد ( شامتاً ) : ألم أقل لك قبل قليل ، إننا وقعنا في ورطة ، لم نكن نحسب لها أي حساب . الزعيم ( مضطرباً) : لست متورطاً ، لقد قضى الجنرالات نحبهم بحكم القانون ، أنسيت ذلك ؟. رعد ( بخبث) : أجل ، لا زلت أذكر ، وقلما أنسى هكذا أحداث ، مشكلتك ، أنك أخفيت أمر إعدامهم عن الناس ، فإذا ما عرفوا يوماً ، قد تثور ثائرتهم . الزعيم ( بثقة ) : لن يعرفوا ، أجل لن يعرفوا ، وإذا ما عرف أحدهم سأقطع لسانه عقاباً لتشكيكه بنواياي الحسنة . ( يدخل قائد الحرس) قائد الحرس ( يحيي الزعيم ) : عمت مساءاً سيدي . الزعيم ( يشير بيده ) : أيها القائد ، ما أمر هؤلاء الأوباش ؟. قائد الحرس ( متجاهلاً ) : عفوك سيدي ، أي أوباش ؟. الزعيم ( حانقاً ) : أنت قائد حرس أم كهرمان ، كيف سمحت لهؤلاء الأوباش بالوصول إلى عتبة قصري ، غريب أمرك ، كيف عَلِمَ الحاجب بأمرهم وأنت وجنودك تغطون في نوم عميق ، ولا تدرون ما يجري حولكم ؟. قائد الحرس ( مطأطئاً ) : سيدي ، أرجو أن .. الزعيم ( يصفع قائد الحرس على رقبته ) : لن أسمع لك بعد الآن ، هيا اغرب عن وجهي . قائد الحرس : أمرك سيدي ( يقدم له معروضاً ) أرى من واجبي أن أقدم لكم هذا المعروض . الزعيم ( يقرأ المعروض ) : هكذا إذن ، يريدون الحقيقة (يرمي المعروض أرضاً ) . رعد : ما الأمر ؟. الزعيم ( ساهماً ) : لا شيء .. لا شيء . رعد ( يلتقط المعروض ويقرأ) : إما الحقيقة أو المواجهة ، دماء آباؤنا أمانة في أعناقنا ، كفاكم استهتاراً بحرمات الناس وأعراضهم ( يرمي المعروض ) أيها القائد كيف ترضى على شرفك العسكري أن تحمل هكذا معروض ، من هكذا أوغاد ؟. قائد الحرس ( مطأطئاً ) : رأيت أن الأمر لا يستحق كل هذا القدر من الإزعاج لسيدي الزعيم . الزعيم : هكذا إذن . رعد ( يشهر سلاحه ): ما حصل لن أدعه يتكرر أبد الدهر ، هؤلاء الأوغاد لا يفهمون إلا منطق المواجهة ، وقد طلبوها بأنفسهم . الزعيم ( يصفق بيديه ) : فليدفعوا ثمنها غالياً ، كما دفعها آباؤهم من قبلهم . رعد ( يحدق بقائد الحرس ) : قدني إليهم .. هيا . الزعيم : مهلاً سآتي معكم . ( يخرج الزعيم ورعد وقائد الحرس ) * * *
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إخوانية حماس : عبث الإسلام السياسي
-
الديكتاتور 7 ( المعارضة )
-
الديكتاتور6 ( القصر- مكتب الزعيم )
-
الديكتاتور 5 ( منتدى العدالة )
-
ماركس والاعتراف بمحمد
-
الديكتاتور 4 ( قمع الصحافة )
-
الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)
-
هل وفاء سلطان علمانية ؟
-
الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )
-
دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
-
الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
-
لا تغرقوا مصر في الظلام
-
الإسلام والحضارة : أزمة هوية
-
لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
-
الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
-
العربدة الأسدية !
-
خصخصة الإسلام لا علمنته
-
الإسلام كقنبلة بشرية
-
خسارة الإخوان السوريين
-
الأسد بين محكمتين
المزيد.....
-
هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
-
“نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق
...
-
مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل
...
-
فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي
...
-
انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة 68 Yal? Capk?
...
-
فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB
...
-
أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية
...
-
بعد إطلاق صندوق -Big Time-.. مروان حامد يقيم الشراكة الفنية
...
-
انطلاق مهرجان أفلام السعودية في مدينة الظهران
-
“شاهد الحقيقة كامله hd”موعد عرض مسلسل المتوحش الحلقة 32 مترج
...
المزيد.....
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|