أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان عبد الرحمن علي - نحن عشنا مأساتهم














المزيد.....

نحن عشنا مأساتهم


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحقيقة أن هناك بعض الجمل تتردد على لسان الكثير من الناس وفي كل مكان على سطح البسيطة، من هذه الجمل التي أرى فيها تناقض لا يمت إلى الحقيقة بشيء على سبيل المثال حين تستمع إلى بعض الجمعيات الخيرية أو المنظمات أو حتى الأفراد التي تساعد الفقراء وهم مشكورون على ذلك ولكن ما أعترض عليه أن هذه الجمعيات تقول نحن عشنا مأساة هؤلاء الفقراء، أو الأقل حظاً في أي مجتمع، وفي أي مكان من العالم، حين تصل إليهم هذه المنظمات الخيرية، بل أن حتى بعض المسؤولين في الدول دائماً وأبداً يتفوهون بالقول: نحن نشعر بالمأساة تجاه الفقراء، أو الذين تعرضوا إلى مأساة بسبب حروب أو قرارات سياسية أو اضطهاد عرقي أو ديني أو ما شابه ذلك، فمن وجهة نظري أن ذلك الكلام وخاصة من المسؤولين هو كذب في كذب، لسبب بسيط جداً وهو أن من يأخذ القرارات بعض المتنفذين والقادة والزعماء وعلى أثرها تحدث المأساة.

الذين إذا تعرضوا لفقدان أبناءهم بسبب الحروب أو الجوع أو المرض من الممكن أن يتريثوا في أخذ القرارات سواء كانت من أجل الحروب أو قرارات غير صائبة، ثم من يدفع الثمن غير الأفراد الذين يبتلون في الحروب؟!.. ومن يعيش في المأساة الحقيقية إلا أهالي هؤلاء الأفراد، الذين كتب عليهم أن يدفعوا الثمن دون مقابل، وأعتقد حتى يصبح من يردد هذه الجملة صادق مع الناس لا بد أن يعيش المأساة بوضعها الطبيعي كما يعيشها أصحابها الحقيقيون.

أي أن أي فرد يقول أنا عشت مأساة الفقراء لن يكون صادق إلا إذا أصبح لا يملك قوت يومه مثل الفقراء، حتى تنطبق عليه الجملة حين يقول أنا عشت المأساة أو على الأقل يتخيل أنه لا يستطيع أن يلبي احتياجات أسرته حينئذ سوف يشعر بالمأساة الحقيقية تجاه الفقراء ويجب على المجتمعات ككل أن تسعى لإيجاد حل دائم حتى لا يكون هناك مأساة تؤرق الذين يتحدثون عنها شفاهياً ولا علاقة لهم بها إلا بالكلام فقط، ولا يشعر بالمأساة ويعيش فيها غير الذين وقعوا ضحايا مجتمعاتهم والسبب الطمع والجشع واللا أخلاق عند الفئة التي لا يعبئ بطونها أي شيء من حطام الدنيا الزائل، بل أن هؤلاء الذين لم يشبعوا كما قلت لا يكتفوا بالطمع والجشع والذي على أثره يعيش ملايين الناس في شتى بقاع الأرض على أقل القليل وإذا وجد هذا القليل أصلاً.

لم يكتف الطامعين بكل شيء حتى أن الإعلام مسخر إليهم في تسويق ممتلكاتهم وأرباحهم وعرض قصورهم الفارهة وهذه مأساة أخرى لمن يشاهدها من الذين لا يملكون أي شيء ويجب على علماء النفس في العالم أن ينتبهوا إلى هذا الجانب، ثم أن احتياج الأغنياء للفقراء هو الأكثر لأن الفقير لا يطمع إلا أن يعيش يومه كيفما يكون، أي بدون الفقراء لا وجود للأغنياء، فمن هنا يجب على الأغنياء في كل مكان من العالم أن يساعدوا الفقراء حتى يستمروا في وجودهم.

وبمناسبة التقدم الموجود في هذا العصر مع الأسف الشديد لم يقلل من انخفاض الفقراء بل أنهم يزدادون يوماً بعد يوم، ويبدوا لي أنه كلما زاد الظلم والتقدم على الأرض كلما اقتربنا من كارثة من الممكن أن تهدد العالم بأسره، ولا يستطيع أحد أن يتصدى لها، على سبيل المثال آخر التقارير عن القطب المتجمد في خلال عدة سنوات سوف يذوب الجليد مما يرفع منسوب المياه في البحار من
(6 - 7) متر وهذا يعني اختفاء قارات بكاملها إذا لم يختف العالم بأسره والسبب التقدم بدون عقل، أو الغرور بهذا التقدم، أي ممكن حدوث أي شيء لهذا العالم وفي أي وقت يشاء فيه الله كما فعل بالأمم السابقة حين اغتروا وظلموا بالعلم اندثروا واختفوا أيضاً، وليس مستبعداً أن يكون العالم كلما خطى خطوة إلى الأمام يخطو عشرة إلى الخلف، ولا قدر الله إذا حدث هذا يعني أن المأساة الحقيقية لمن يبقى حياً على الأرض، لأنه سوف يبدأون من الصفر، هذا إذا تعرفوا على الصفر أيضا.

رمضان عبد الرحمن علي





#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكام المسلمين لا يتفقوا على شيء غير الاستبداد
- في زمن يضطهد فيه المخلصين ويكرم فيه الفاسدين
- الرحمة وصلة الرحم
- مجرمين في نعيم ومجرمين في الجحيم
- في زمن فرعون الكافر
- كانوا أكثر وطنية وانتماء لمصر
- الدفاع عن الفقراء لا يحتاج إلى تخصص
- لا بديل عن محاربة النظام المصري
- الكيل بمكيالين حتى في الدفاع عن القتلى
- بين الند الفكري والند المادي
- الكفر بالباطل من صفات المؤمن
- رسالة مجانية للولايات المتحدة الأمريكية
- مصر ليست عربية ولن تكون
- فويل للمصلين
- الأرض المباركة وقتل الأنبياء
- جهاد النفس قبل أي شيء
- مشرك من يتخذ غير الله ولي
- على أي ديانة يتحاربون
- وجعلوا أعزة أهلها أذلة
- تحالف مصر وإيران


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان عبد الرحمن علي - نحن عشنا مأساتهم