أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - جهاد النفس قبل أي شيء














المزيد.....

جهاد النفس قبل أي شيء


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 08:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وفي هذا الموضوع سوف أتحدث عن الجهاد الحقيقي وغير الحقيقي، لكي يصبح الإنسان مجاهد في سبيل الله لا بد أن يكون لديه قاعدة ثابتة ومتينة، وهذه القاعدة الثابتة والمتينة أعتقد لن يكون لها وجود إلا في كتاب الله عز وجل، حيث من الممكن أن ينطلق منها أي إنسان تجاه الجهاد الحقيقي والذي يخلو من المصالح الشخصية، لكي تكون في سبيل الله وفي سبيل الحق، وكيف يصبح أو يعلم ما يفعله الإنسان أنه أفعاله خالصة لوجه الله، لا بد أن يرجع إلى القرآن حتى يتعلم منه كيف بدأ معلمنا الأول الرسول عليه الصلاة والسلام، حين بدأ بنفسه في مجتمع كان يغوص بالكفر والفسوق والعصيان واستعباد الضعفاء، فبقي متجنباً لهذا المجتمع واتخذ لنفسه مسار مختلف في السلوك الاجتماعي وبالجهاد النفسي عما كانوا يفعلون، ولم يعادي فيهم أحد ولم يتآمر على أحد، ولم يقوم بتأسيس حزب أو جماعة حتى ينصب نفسه سلطان عليهم، كل ذلك قبل أن تنزل عليه الرسالة، وبعد نزول القرآن علمه المولى عز وجل كيف يجاهد الكفار بالقرآن، يقول تعالى:
((فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً)) سورة الفرقان آية 52.

وحين يصبح الجهاد بالقرآن أي يخلو من العنف والقتال والتهديد، أي لا يكمن إلا بالحسنى، حتى لا يتهم الإسلام أنه دين عنف أو سلب لحرية الآخرين، قال تعالى:
((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) سورة النحل آية 125.

فالحكمة والموعظة الحسنة لا يوجد بها تنظيم سري ولا يوجد بها صراعات على السلطة حتى يصبح الإنسان صادق مع الله، وما يفعله يكون في سبيل الله، أما إذا فعل العكس مثلما يحدث في الدول الإسلامية التي تتكون فيها جماعات مختلفة وجميعها تتحدث باسم الإسلام والجهاد، ولكن شتان بين الجهاد الحقيقي المتمثل بجهاد الشخص لنفسه قبل كل شيء وقبل أن يتحدث عن أي شيء، وبين الجهاد المتمثل في الصراع على السلطة وانتهاز الفرص واستغلال الآخرين بحمل السلاح وقتل الناس باسم الدين، ثم بعد ذلك كل فرقة أو جماعة من هؤلاء يطلقون على أنفسهم المجاهدين من أجل الدين، وفي الحقيقة هم يجاهدون من أجل أشخاص وقعوا في قبضتهم الفكرية، فحولوهم أكباش فداء في محاربة الأنظمة المستبدة ومحاربة من يخالفهم الرأي وكأنهم أنبياء مرسلون من عند الله الذي أمر وقال:
((وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) سورة العنكبوت آية 6.

أي جاهد نفسك ألا تكون سبب في قتل الناس الأبرياء وتشريد الآلاف منهم من أجل الوصول إلى السلطة أو إلى مكاسب مالية لا يلاحقها إلا من يريد أن تكون له نفوذ في الحياة الدنيا، حتى لو كان الثمن الوصول إلى هذا أن يصعد على جثث من يأمرون بقتلهم أو كانوا السبب، ثم إذا كان الدين هو الهدف لماذا يختبئ البعض من هذه الجماعات في الجبال والحقول إلا لأنهم يعلمون أنهم على خطأ ولا يستطيعوا أن يواجهوا السلطات والشعوب وجهاً لوجه، وما هي الفائدة من اختبائهم في الجبال؟!.. أم يريدون أن تقتدي بهم الجبال، ثم إذا كان هؤلاء الجماعات لم يستطيع كل فرد منهم أن يجاهد نفسه فما علاقته بغيره؟!.. وحتى يثبت أي إنسان صدق ما يفعله لا بد أن يكون بين المجتمع ويكون له القدوة في فعل الخير دون عنف وقتل، وأن يقول ما لديه من فكر ويقبل بلغة الحوار التي بدأ بها أنبياء الله وقد نجحوا بها، ثم إن الله لم يجعل علينا في الدين من حرج، لكي يختبئ البعض ويتحدث باسم الدين، أي لا يكتمل جهاد النفس إلا بين الناس، حيث ترى مغريات الحياة ولم يتغير الإنسان الصادق مع الله، وترى من يسيئون إليك وتسامح وهذا ما فعله الرسول من قبل، إذا أردتم أن تتبعوا الرسول، يقول تعالى:
((لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ)) سورة آل عمران آية 196.

أي ليس لك علاقة بمن يكفر ولا تغتر به، وإذا كان ذلك عن الرسول المكلف بنشر دين الله فماذا تبقى لنا كمسلمين، السمع والطاعة أم يقتلون بعضهم البعض باسم الدين، الشيء الغريب والفاضح أن أغلبية المسلمين وأغلبية العلماء لا يعلمون ما هو الجهاد الحقيقي غير إذا استمعوا إلى كلمة جهاد يعني القتال والسلب في المسلمين وغير المسلمين، هذا هو الجهاد من وجهة نظر الكثير والكثير، وأكبر دليل على ذلك ما يحدث في معظم الدول الإسلامية تحت ما يسمى جماعات الجهاد وجماعات تطبيق الشريعة وهلم جرا.



#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشرك من يتخذ غير الله ولي
- على أي ديانة يتحاربون
- وجعلوا أعزة أهلها أذلة
- تحالف مصر وإيران
- شرع القرآن وشرع طالبان
- ((عالم الحيوان)) أقل ظلما وعدوانية من عالم الانسان ..!!!
- ثوابت في الدين لا يجب الاقتراب منها
- وهم عن قول الحق صامتون
- بين نكد الأخوان وظلم الحكام
- حضارة الأجداد خسارة في ملايين الأحفاد
- بالعربي الفصيح
- وجهة نظر للخروج من الأزمة المالية الحالية .
- فشل رجال الاقتصاد وتداعيات الأزمة المالية
- نحن لا نملك غير الوضوح
- من مرار غربتي أبعث لكِ قصيدتي
- هل بقي للمسلمين قيمة أو وزن
- هل سينصر الله هذه الأمة
- عصر الجهل وعصر العلم والتعليم
- عبدة النار يقبلون الحوار
- التخاذل العربي تجاه فلسطين


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - جهاد النفس قبل أي شيء