أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاكر فريد حسن - في اغتراب وانكفاءالمرأة العربية














المزيد.....

في اغتراب وانكفاءالمرأة العربية


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 19:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الاغتراب او الاستلاب بأبسط معانيه هو الانسلاخ عن المجتمع والشعور بالاضطهاد والاحساس بالوحدة والابتعاد عن الأعراف والقيم السائدة ، وهو ظاهرة ملازمة لكل مجتمع يحتوي على أشكال وألوان مختلفة من القهر والظلم والغبن والكبت والاستبداد والاستغلال .
واذا كان اغتراب الطبقة العاملة الكادحة مصدره حرمانها من وسائل الأنتاج واستغلال قوة عملها وبما يرافقه من قهر أيديولوجي وطبقي واذلال ومهانة ، فأن قطاعات وشرائح واسعة في المجتمع الرأسمالي تنحرف باتجاه الهروب من مشاكل ومعضلات المجتمع، وعدم التوافق والاتزان النفسي والتكيف معه. وهناك ثمة اغتراب اشد كثافة وفتكاً وبؤساً وتدميراً، هو اغتراب المرأة التي تعاني اضطهاداً وظلماً وتمييزاً وقهراً انسانياً مزدوجاً ومضاعفاً . ولو نظرنا الى المجتمع العربي فسنجد عوامل كثيرة تزيد من اغتراب المرأة وانكفائها.
اولا:النظرة الاجتماعيةالدونية السلبية تجاهها، فمنذ ولادتها تواجه نظرة تمييزية مختلفة عن الذكر ولا تعامل بالتساوي مع أخيها في مرحلة الطفولة وتستمر هذه النظرة الى أن يحين زواجها.
ثانياً: الزواج التقليدي الذي ما زال سائداً في المجتمع العربي واعتبارها الة تفريخ ولأشباع الرغبة والشهوة الجنسية وأداة للمطبخ وليس انساناً له ارادة وطموح شأن الرجل.
ثالثاً: العمل والوظيفة وشروط العمل والأجور المتدنية .
رابعاً: الأخلاق البرجوازية السائدة، فبالمال تستباح المرأة وتمتهن كرامتها ويفرض الرجل سلطته وسطوته على المرأة، وينتشر الفساد والرذيلة ويتفشى الانحلال والتعري والتسيب والعلاقات خارج نطاق الزواج.
وفي الحقيقة أن هناك اغتراباً في البيت والعمل والشارع وفي بيت الزوجية وفي الذات الانسانية . وباختصار، أقول أن المفاهيم والعادات والتقاليد الاجتماعية البالية والبائدة، والتمييز الطبقي ضد المرأة والاستغلال البرجوازي والقيم الذكورية الخاطئة ، هي عوامل حقيقية وافرازات أساسية لنمو وأتساع ظاهرة الاغتراب لدى المرأة في المجتمع، وتسهم في جعلها منطوية وخاملة ومهزوزة وأنطوائية ومحدودة التجربة ومنكفئة على نفسها وذاتها، وتجعلها تخفي ألمها وهاجسها وعذابها وحلمها وأملها وسلبيتها وتمردها في أعماقها وصدرها.
أن الخروج من دائرة الاغتراب والاستلاب والانسلاخ عن المجتمع ليس بالأمر السهل والهين، واضطهاد المرأة الذي يقودها الى الاغتراب لن يزول الا بزوال أسبابه وعوامله، وفي صلبها العادات والمفاهيم الرجعية البائدة والاستغلال الطبقي والقهر اليومي، ولذلك فأن نهوض المرأة ومشاركتها في القضاء على هذه العوامل وتصفيتها وفي بناء المجتمع المدني التقدمي الديمقراطي الحضاري القائم على العدل واحترام كرامة الانسان، مهما كان لونه ودينه ومذهبه، هي الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل والمقدمة لتحرر المرأة من اسر الخوف والتبعية والأحباط والاغتراب والعزلة والانكفاء، بعزيمة صلبة وأرادة لا تستكين.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صادق جلال العظم .. اشراقة للعقل النقدي والفكر العربي
- مع وجدانيات الشاعرة امال عواد رضوان
- في المشروع الثقافي الفلسطيني
- أزمة الحركة الماركسية العربية والمستقبل
- الفكر العربي المعاصر ومشروع حضاري نهضوي وتنموي حداثي عربي
- لماذا يغتالون طه حسين بعد موته؟!
- الثورة الجزائرية في القصيدة الفلسطينية
- في ذهنية التكفير والتحريم واغتيال العقل..!!
- في ثقافة العقل العربي
- الاسلام والديمقراطية
- نحو تأصيل العقلانية والتنوير في الخطاب العربي المعاصر
- أزمة الخطاب العلماني العربي
- نظرة في الواقع العربي الراهن
- في نقد الخطاب الديني السلفي
- من اجل فن يخدم التقدم والسلام والحضارة الانسانية
- في ظاهرة الاسلام السياسي
- النعيم النفطي وشراء الذمم الثقافية
- عن مكانة المرأة في مجتمعنا ومسألة تحررها
- الاقتصاد الاسرائيلي وانتفاظة الجياع القادمة
- محمود امين العالم، اشراقة الفكر العربي


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاكر فريد حسن - في اغتراب وانكفاءالمرأة العربية