أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 10















المزيد.....

الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 10


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 07:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد رأينا كيف استطاعت البورجوازية الحزبية و النقابية لجم نضالات الجماهير الشعبية بفعل ممارساتها الإنتهازية التحريفية ، و تبقى مهمة إنجاز الثورة الإشتراكية على عاتق الماركسيين اللينيين الذين يعتبرون من الطبقة البورجوازية الصغرى التي اختارت طريق الممارسة البروليتارية ، نظرا لعدم تغلغل الفكر الماركسي اللينيني في أوساط الطبقات الشعبية حتى يصبح قوة مادية تقهر غطرسة النظام القائم ، و تعتبر تجربة منظمة إلى الأمام أساسية في بلورة تصوراتنا انطلاقا من تناول و رقتها المرجعية التأسيسية التي تعبر عن التصورات الأيديولوجية و السياسية للحركة الماركسية اللينينية المغربية و هي منبثقة من تجربة مؤسس الماركسية اللينينية الرفيق لينين.
تقول وثيقة منظمة إلى الأمام "سقطت الأقنعة فلنفتح الطريق الثوري" عن البورجوازية الصغرى و البروليتاريا :
"القوى الثورية المتواجدة في المغرب :
ب) إن البرجوازية الصغيرة تشمل أصحاب المهن الليبرالية, أي المثقفون, أساتذة التعليم الثانوي والمعلمون, وكذا طلبة الجامعات والتقنيون المتوسطون والموظفون الصغار والمتوسطون وصغار التجار والصناع التقليديون المتوسطون باستثناء الفئات العليا التي تساهم فعلا في بناء البرجوازية البروقراطية.
مما سبق يتضح أن هذه الطبقة تتكون من عناصر لها وظائف جد مختلفة داخل المجتمع, وظائف وهياكل تحول دون تماسكها.
إن صغار التجار والصناع التقليديين المتوسطين والمثقفين المتوسطين والموظفين الصغار والمتوسطين, أصحاب المهن الليبرالية يعانون بحدة من سياسة النهب للأليغاريشيا الكميرادورية وللإمبريالية. يعيشون وهم مهددون بالإفلاس, بينما تعترض حياتهم صعوبات جمة مثل ارتفاع الأسعار والضرائب, أضف إلى ذلك جمود الأجور التي يتقاضونها وحدود الدخل الضئيلة التي لا تكاد تكفي سد حاجاتهم الضرورية للمعيشة. إنهم يشكلون إذن من الناحية الموضوعية حلفاء للثورة شريطة أن يتم فصلهم عن الإيديولوجية البرجوازية التي تهيمن عليهم. إن أساتذة التعليم الثانوي والمعلمين وطلبة الجامعات وكل أولئك الذين يرفضون استعمال ثقافتهم كمرتزقة, مستحقين بذلك لقب مثقفين, إن كل هؤلاء يكونون مجموع المثقفين البرجوازيين الصغار. وبالرغم من أن جزءا متزايدا من هؤلاء ينبثق عن البروليتاريا وشبه البروليتاريا, فإن الإطار الإيديولوجي للجامعة والظروف التي يشتغلون فيها تدفعهم للاندماج ضمن إيديولوجية البرجوازية الصغيرة, التي يميزها الإيمان بتفوق ما يسمى بالنخبة التي تعتمد المعرفة النظرية, واحتقار العمل اليدوي والقدرات الخلاقة للجماهير الكادحة."
و تضيف الوثيقة :
ج) لقد انبثقت الأطر البرجوازية الليبرالية من صفوف البرجوازية الكبرى والصغرى,مشكلة بذلك فئة من السياسيين التي ليست الآن سوى ما تبقى من الحركة البرجوازية الوطنية, التي لعبت دورا إيجابيا في مرحلة انطلاقة الأولى لحركة الاستقلال قبل أن تنمحي أمام المقاومة المسلحة للعمال والحرفيين والفلاحين. وأن هذه الفئة قد امتصت لصالحها في أول الأمر تلك الانطلاقة قبل أن تنطلق بسرعة بفعل مناورات الإقطاع ونتيجة تناقضاته الذاتية.فمنذ 1963 لم يستطع هؤلاء السياسيون الانهزاميون تحت ضربات الحكم الفردي سوى الاعتصام بمخيلتهم عاجزين عن الخروج سواء أثناء النضالات الجماهيرية الهائلة في مارس 1965, ولا عند اغتيال المهدي بن بركة ولا في فترة التعبئة التي عاشها الشعب في يونيو 1967, ولا خلال المعارك في المناجم في 1968/1969 ولا في وقت المعارك الكبرى التي خاضتها شبيبة الثانويات والجامعات سنة 1970.
إن القوة الأساسية للثورة هي البروليتاريا الصناعية والمعدنية, أما الفئات الأخرى من البروليتاريا والفلاحين الفقراء فتكون القوى الحاسمة للثورة. إن مجموع البروليتاريا يكون قوة الثورة, وتتحمل البروليتاريا الصناعية والمعدنية بحكم أنها القوى الأساسية للثورة القيادة السياسية والإيديولوجية التي يتشكل فيها الهيكل الرئيسي أو العمود الفقري للحزب الثوري."
و يقول الرفيق لينين في : تقرير عن ثورة 1905 :
"أيها الأصدقاء والرفاق الشبان! اليوم يوم الذكرى السنوية الثانية عشرة «للأحد الدامي» الذي يعتبره بملء الحق والصواب بداية الثورة الروسية. آلاف العمال، - علماً بأنهم ليسوا اشتراكيين ـ ديموقراطيين ، بل أناس مؤمنون، ومخلصون للقيصر، يتوافدون بقيادة الكاهن غابون، من جميع أنحاء المدينة، نحو الساحة الواقعة أمام قصر الشتاء لكي يقدموا للقيصر عريضتهم. العمال يمضون حاملين الأيقونات، وكان زعيمهم آنذاك غابون قد أكد للقيصر خطيا أنه يضمن له سلامته الشخصية ويرجوه أن يطل على الشعب. ولكن صدر الأمر باستدعاء قوات من الجيش، فرسان الأولن والقوزاق ينقضون على الجموع بالسلاح الأبيض، ويطلقون النار على العمال العزل من السلاح الذين كانوا يتوسلون من القوزاق، راكعين على الأقدام، بأن يسمحوا لهم بالوصول إلى القيصر. ويستفاد من تقارير البوليس أنه سقط آنذاك أكثر من ألف قتيل وأكثر من ألفي جريح. وكان غضب العمال لا يوصف. هذه صورة عامة للغاية عن 22 كانون الثاني-يناير 1905 - عن «الأحد الدامي».
ولكي تتصوروا أهمية هذا الحدث التاريخي بمزيد من الوضوح، أقرأ عليكم بضعة مقاطع من عريضة العمال. تبدأ العريضة بما يلي :«نحن العمال المقيمون في بطرسبورغ جئنا إلى جلالتكم. نحن عبيد مساكين، مظلومون، يسحقنا الاستبداد والتعسف. وعندما عيل صبرنا، توقفنا وطلبنا من أسيادنا أن يعطونا فقط ما تكون الحياة بدونه عذابا بعذاب. ولكن كل هذا قوبل بالرفض، وكل هذا بدا لأصحاب المصانع غير مشروع. نحن هنا آلاف وآلاف، ونحن مثل الشعب الروسي بأسره لا نملك أية حقوق بشرية. بفضل موظفيك، صرنا عبيدا ». وتعدد العريضة المطالب: - العفو العام، الحريات الاجتماعية، الأجرة المحترمة، تحويل الأرض تدريجيا إلى الشعب، عقد الجمعية التأسيسية على أساس حق الاقتراع العام والمتساوي، - وتنتهي بما يلي: «أيها العاهل! لا ترفض مساعدة شعبك! دمر الجدار بينك وبين شعبك! مرّ واحلف بأن ينفذوا طلباتنا، فتجعل روسيا سعيدة؛ وإلاّ، فإننا مستعدون للموت هنا بالذات. أمامنا سبيلان فقط: الحرية والسعادة، أو القبر».
و يضبف الرفيق لينين : "حين يقرأ المرء الآن هذه العريضة لعمال غير متعلمين، أميين يقودهم كاهن بطريركي، يخالجه شعور غريب. ويقارن عفو الخاطر بين هذه العريضة الساذجة وبين القرارات السلمية المعاصرة للاشتراكيين-المسالمين أي لأناس يريدون أن يكونوا اشتراكيين ولكنهم ليسوا بالفعل غير ثرثارين برجوازيين. إن العمال غير الواعين في روسيا ما قبل الثورة لم يكونوا يعرفون أن القيصر هو رئيس الطبقة السائدة، أي بالضبط طبقة كبار ملاكي الأراضي الذين ارتبطوا بألوف الخيوط بالبرجوازية الكبيرة، والمستعدين للدفاع بجميع وسائل العنف عن احتكارهم وامتيازاتهم وأرباحهم. أمّا الاشتراكيون-المسالمون المعاصرون الذين يريدون - بدون أي مزاج! - أن يبدو أناسا «متعلمين جدا»، فإنهم لا يعرفون أن توقع السلام «الديموقراطي» من الحكومات البرجوازية التي تخوض غمار حرب إمبريالية لصوصية، هو بادرة غبية مثلما هي غبية الفكرة الزاعمة أنه يمكن استمالة القيصر الدموي، بالعرائض السلمية، إلى الإصلاحات الديموقراطية. "
و يضيق الرفيق لينين : "و لكن الفرق الكبير بين الطرفين يتلخص، فضلا عن كل هذا، في أن الاشتراكيين-المسالمين المعاصرين هم، بمقدار كبير، منافقون يسعون بالإيحاءات الوديعة إلى صرف الشعب عن النضال الثوري، في حين أن العمال الروس غير المتعلمين في روسيا ما قبل الثورة قد اثبتوا بالأفعال أنهم أناس مستقيمون استيقظوا للمرة الأولى على الوعي السياسي. وفي هذه اليقظة على وجه الضبط، يقظة الجماهير الشعبية الغفيرة على الوعي السياسي والنضال الثوري، تكمن الأهمية التاريخية للثاني والعشرين من كانون الثاني -يناير 1905.
في عام 1825 رأت روسيا للمرة الأولى حركة ثورية ضد القيصرية، وكانت هذه الحركة ممثلة على وجه الحصر تقريبا بالنبلاء. ومذ ذاك وحتى عام 1881، عندما اغتال الإرهابيون القيصر ألكسندر الثاني، كان المثقفون المنحدرون من المرتبة المتوسطة يسيرون في رأس الحركة. وقد ضربوا أعظم آيات التفاني ونكران الذات، واستثاروا إعجاب العالم كله بطرائقهم الإرهابية البطولية في النضال. ولا ريب في أن هذه الضحايا لم تسقط عبثا، ولا ريب في أنها أسهمت - مباشرة أم بصورة غير مباشرة - في تربية الشعب الروسي لاحقا بالروح الثورية. ولكنهم لم يبلغوا ولم يكن بوسعهم أن يبلغوا هدفهم المباشر، وهو استثارة ثورة شعبية.
ولم يفلح في ذلك غير نضال البروليتاريا الثوري. فإن موجات الإضراب الجماهيري التي تدفقت في عموم البلاد، بالارتباط مع الدروس القاسية التي أعطتها الحرب الروسية اليابانية الإمبريالية هي وحدها التي أيقظت الجماهير الغفيرة من الفلاحين من سباتها. واكتسبت كلمة «مضرب» عند الفلاحين معنى جديدا تماما: فقد أصبحت تنطوي على ما يقرب من تعريف المتمرد، الثوري، أي ما كانت تعبر عنه من قبل كلمة «طالب». ولكن بما أن «الطالب» كان ينتسب إلى المرتبة المتوسطة، إلى «العلماء»، إلى «السادة»، فقد كان غريبا عن الشعب. أمّا «المضرب»، فعلى العكس: فقد كان هو نفسه ينحدر من الشعب، وكان هو نفسه من عداد المستغَلين؛ وبعد إبعاده من بطرسبورغ، كان يعود في غالب الأحيان إلى القرية ويحكي لرفاقه القرويين عن الحريق الذي شمل المدينة والذي كان لا بدّ له أن يقضي على الرأسماليين وعلى النبلاء سواء بسواء. وظهرت في الريف الروسي شخصية جديدة، هي الفلاح الشاب الواعي. كان هذا الفلاح يعاشر «المضربين» ويطالع الجرائد، ويحكي للفلاحين عن الأحداث في المدينة، ويوضح للرفاق القرويين أهمية المطالب السياسية، ويدعوهم إلى النضال ضد كبار ملاكي الأراضي النبلاء، وضد الكهنة والموظفين.
يطيب للبرجوازية أن تنعت انتفاضة موسكو بإجراء مصطنع، وأن تستهزئ بها. مثلا. في الأدب الألماني المسمى بالأدب «العلمي» نعت البروفيسور ماكس فيبر في مؤلفه الكبير عن التطور السياسي في روسيا انتفاضة موسكو «بالفتنة». وقد كتب هذا السيد البروفسور «العالم العلامة»: «كانت جماعة لينين وقسم من الاشتراكيين-الثوريين يعملون من زمان على تهيئة هذه الانتفاضة السخيفة»."
من خلال ما سبق يمكن تسجل ما يلي :
نرى أن النظام القيصري بروسيا قد حول حياة الفلاحين و العمال المنجميين إلى فقراء و كادحين في ظل حكم استبدادي مطلق ذي الجذور الإقطاعية ، و لا يمكن قبل زمن الثورة البولشيفية تصور إمكانية قيام نظام اشتراكي ببلد متخلف كروسيا لولا جهود المناضلين الثوريين الماركسيين اللينينيين و على رأسهم المناضل الثوري لينين ، الذي استطاع بلورة النظرية الماركسية في صيغتها اللينينية في مواجهة الرأسمالية الإمبريالية ، في اتجاه القضاء على أسس النظام القيصري الإستبدادي الذي يعتمد الركائز الأربعة التالية:

ـ أتوقراطية الحكم الفردي للقيصر.
ـ أرستقراطية النبلاء العقارية المهيمنة على الجهاز الإداري.
ـ الكنيسة الأرتودوكسية.
ـ القوة العسكرية للجيش القيصري.
و رفض القيصر مسايرة التحولات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي بدأت تشهدها روسيا ، و التي تزامنت مع الفترة المشرقة في تاريخ أوربا الغربية مما رفع مستوى التناقضات الداخلية للنظام القيصري .
و كان لثورة 1905 أثر كبير في تمهيد الطريق أمام الثورة البولشيفية لما فرضته من تنازلات على القيصر الذي أجرى إصلاحات سياسية محتشمة في محاولة لتخطي تناقضات حكمه المطلق ، و التي لم ترق إلى طموحات الحركة الإجتماعية الروسية الطامحة إلى مزيد من الحرية و الديمقراطية ، و لم يتم إنجاز الحركة الإجتماعية الثورية الأولى إلا بعد :
ـ بناء الحزب الإشتراكي الثوري في 1898 و الذي شكل معارضة سياسية منظمة للنظام القيصري خاصة في البوادي .
ـ بناء الحزب العمالي الاشتراكي الديمقراطي الروسي بالمدن في 1902 و الذي انقسم إلى جناحين : المناشفة والبلاشفة.
و كان التناقض الرئيسي بين المناشفة و البلاشفة في اختيار التحالف الطبقي لإنجاز الثورة هو :
ـ يرى البلاشفة بزعامة الرفيق لينين أنه يجب أن يتم التحالف بين الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء والبورجوازية الصغرى الثورية.
ـ يرى المناشفة أنه لابد من تحالف ظرفي بين الاشتراكيين و البورجوازية لتحقيق الثورة على أن يسهر الاشتراكيون على الانتقال إلى الإشتراكية فيما بعد .
و واجه النظام القيصري الحركة الإجتماعية المعارضة و الثورية منها على الخصوص بالإرهاب والقمع فلجأ الحزب البلشفي إلى العمل السري ، و كان لدخول روسيا الحرب العالمية الأولى أثر كبير في نجاح الحركة الثورية الثانية في فبراير و مارس 1917 التي أطاحت بالنظام القيصري، ثم ثورة أكتوبر 1917 التي قادها البلاشفة بزعامة الرفيق لينين ضد البورجوازية و المناشفة الإشتراكيين الذين استولوا على السلطة.
و قال لينين قولته المشهورة : " و الآن سننتقل إلى بناء النظام الاشتراكي."
و تم تشكيل حكومة بولشفية و رسم معالم الدولة الاشتراكية بوضع مفهوم"السياسة الاقتصادية الجديدة و رأسمالية الدولة"، و لم يكن مفهوم رأسمالية الدولة إلا إجراءا ظرفيا لما كانت تعيشه روسيا من أوضاع إقتصادية مزمنة ، لكن الفترة الزمنية القصيرة التي قضاها الرفيق لينين في قيادة النظام الاشتراكي بروسيا لم تكن كافية لوضع الأسس الصلبة للبناء الاشتراكي للدولة ، و قاد رفيقه في الدرب الرفيق ستالين هذه المهمة ووضع أسس الإقتصاد الإشتراكي و النظام الإشتراكي و الدستور الإشتراكي.
و نستخلص مما سبق ما يلي :
ـ ضرورة الثورة من أجل البناء الإشتراكي.
ـ ضرورة بناء الحزب الثورة للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين.
ـ ضرورة التحالف بين الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين من جهة و البورجوازية الصغرى الثورية من جهة ثانية.
ـ ضرورة أن تكون الطليعة الثورية من الطبقة العاملة.
إن مهمة البورجوازية الصغرى الثورية و خاصة المثقفة منها هي الإنغراس في أوساط الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء والكادحين و نشر الفكر الماركسي اللينيني بينها ، و أثناء القيام بمهامها هذه يمكن أن تتعرض للقمع والإعتقال و الإستشهاد ، لأن مهامها هذه تمثل التناقض الأساسي بين تحالف الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين و تحالف الإقطاع و الكومبرادور ، و النظام القائم يرى في الطبقة البورجوازية الصغرى الثورية العدو الأساسي باعتبارها ترفض الإنتماء الطبقي لطبقتها القابلة للحصول على امتيازات الطبقة البورجوازية ، إلا أن البورجوازية الصغرى الثورية ترى في الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين الحليف الأساسي في إنجاز الثورة ، التي تعتبر الإنجاز الأساسي الضروري في حل القضايا السياسية والإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية ، التي لا يمكن أن تلقى حلولها الناجعة إلا في ظل تحقيق الثورة الإشتراكية التي يجب أن تكون طليعتها من الطبقة العاملة في ظل قيادة الحزب البروليتاري.
من هنا نرى أن للبورجوازية الصغرى الثورية دورا أساسيا في نقل الفكر الماركسي اللينيني إلى الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين من أجل الإنتقال بهم من الوعي الحسي بتناقضاتهم مع الإقطاع و الكورمبرادور إلى الوعي السياسي و الطبقي ، و لكن بلورة الوعي الطبقي في صفوف الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء و الكادحين لا يجب أن يتم بشكل مباشر إلا عبر طليعتها الطبقة العاملة و بمساهمة البورجوازية الصغرى الثورية ، و طليعة الطبقة العاملة يجب أن تكون الطليعة الثورية و القيادة الثورية لحزب الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، و يصبح آنذاك موقع البورجوازية الصغرى الثورية ثانويا لآن المهمة الأساسية التي يجب أن تنجزها هي بلورة الفكر الماركسي اللينيني لدى الطليعة الثورية للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، و بالتالي فإنها لا يجب أن تتحمل المسؤولة القيادية في الحزب الثوري الذي يجب أن يقود مهام إنجاز الثورة .
إن البورجوازية الصغرى الثورية و من بينها المثقفون و الطلبة الماركسيين اللينينيين ملقاة على عاتقهم المساهمة في إنجاز الثورة بنشر الفكر الماركسي اللينيني في أوساط الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء و الكادحين ، و باعتبار أن غالبية الطلبة بالجامعات المغربية ينحدرون من أوساط الطبقات الشعبية بالبوادي و الأحياء الشعبية بالمدن ، و لكونها تملك المعرفة و هي ثورية فإن مهامها تتجلى في بلورة الفكر الثوري في أوساطها الشعبية بالإلتحام مع الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، إلى جانب نشر الفكر الماركسي اللينيني في أوساط الطلبة و مناهضة الفكر البورجوازي و الإنتهازية والتحريفية، و الدفاع عن مطالب الطبقة التي ينتمون إليها و التي تعتبر بالضرورة مطالب الجماهير الشعبية نظرا لكون الأحزاب البورجوازية الإصلاحية ليست لها مصلحة في التغيير الثوري ، و هي منشغلة بصراعاتها حول مؤسسات النظام القائم للظفر بخدمة مشروعه السياسي الطبقي في كل المجالات السياسية و الإقتصادية والإجتماعية و الثقافية.

تارودانت في : 01 شتنبر 2009

امال الحسين





#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 7
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 4
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 6
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 5
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 3
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 2
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 1
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 8
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 6
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 7
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء5
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء4
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 3
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 2
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 1
- التشكيلة الإجتماعية بسوس العليا /تالوين بالمغرب
- النضال الطبقي للفلاحين الفقراء بأولوز ضد الإقطاع و الكومبراد ...
- من كولومنا إلى جبل بوعلام بإفني أيت بعمران 20 ألف متظاهرة و ...
- التلويح بتهمة التجمهر في الشارع العمومي بدون ترخيص لقمع الأص ...
- منظور حزب النهج الديمقراطي من الأمازيغية و الصراع الطبقي 3


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 10