أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - حسب الله الكفراوى يتحدي .. فهل من مبارز؟!















المزيد.....

حسب الله الكفراوى يتحدي .. فهل من مبارز؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 12:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ليس مديح الوزراء من بين هواياتى، وإذا كان هذا ينطبق علي الوزراء الحاليين فما بالك بالوزراء السابقين الذين لا ينفعون ولا يضرون.
لكن لكل قاعدة استثناء، وحسب الله الكفراوى هو أحد هذه الاستثناءات النادرة.. فها أنذا أعترف بكيل المديح له دون أن أخشى من الاتهام بالنفاق أو التزلف.
ومسوغات ذلك كثيرة جداً.. أولها وأهمها أنه أحد البنائين العظام، فهو الذى أنشأ معظم مدن مصر الحديثة فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، وهو الأب الشرعى لسبعة عشر من المدن الجديدة بدءاً بمدينة السادات والعاشر من رمضان و15 مايو و6 أكتوبر، وهو صاحب البصمات الأساسية فى تحديث شبكة الصرف الصحى المتهالكة بالقاهرة الكبرى من خلال مشروع عملاق ربما لا يوجد مثيل له فى العالم بأسره من حيث ضخامته، وإقامة خطوط المياه التى حملت الماء العذب النقى لأول مرة فى تاريخ مصر إلى مناطق نائية فى شرق مصر وغربها، وهو الذى أنشأ بنك الاسكان والتعمير كأول بنك من نوعه فى البلاد لتمويل مشروعات بناء الوحدات السكنية للشباب.
هذا البنّاء العظيم الذى تبوأ منصب وزير الإسكان لمدة 16 سنة متصلة من سبتمبر 1977 حتى أكتوبر 1993 لم تظهر عليه «أعراض السلطة» ولم يغير جلده بعد أن جلس على كرسى وزارة من أهم وزارات مصر، وأذكر فى لقاءاتى المتعددة معه - بحكم المهنة - خلال تلك الحقبة أنى لم أجد فى الحامل لهذا اللقب سوى ذلك الفلاح المصرى الأصيل إبن كفر سليمان مركز كفر سعد بمحافظة دمياط، الذى تعلم - مثلنا - فى المدارس الحكومية وحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة فارسكور ... وتخرج أيضا - مثل أبناء الشعب - من كلية الهندسة بجامعة الاسكندرية. وبدأ مشواره المهنى بالعمل فى مشروع السد العالى، أعظم جراحة جغرافية عرفتها البشرية لترويض أطول أنهار العالم وأكبر بنك مائى يحمى مصر من «الشرق» و«الغرق» حتى يومنا هذا.
والأهم من هذا كله .. أن بريق السلطة لم «يزغلل» عينيه ويجعله ينسى أصله وفصله، حتى استحق لقب «وزيرة الغلابة» لأنه يضع المصريين العاديين فى قمة جدول أعماله واهتماماته دائما وأبداً.
ومنذ ترك كرسى الوزارة حتى يومنا هذا، أى عبر 36 عاماً، لم نسمع كلمة واحدة تمس ذمته المالية أو تشكك فى طهارة يده ولم نعرف عنه أنه قد اشتغل بالـ «بيزنس» أو اصبح بين أصحاب «الأرانب» إياها، بعد الوزارة.
ومن حق القارئ أن يتساءل: ما هى مناسبة هذا الكلام؟
* * *
المناسبة هى أننى صباح الثلاثاء الماضى، أى صباح نفس يوم نشر مقالى السابق عن العشوائيات، تلقيت مكالمة تليفونية من المهندس حسب الله الكفراوى، وكان صوته مشحوناً بالشجن والمرارة على غير العادة. وما أحزننى أن مقالى كان السبب.
وربما يذكر القارئ أنى خصصت المقالين السابقين لمعضلة العشوائيات التى استفحلت وتضخمت بصورة خطيرة حتى أصبحت تضم نحو عشرين مليون مصرى، بما تحمله أوضاعها العمرانية والاجتماعية من مخاطر تمثل زلزالاً مروعاً يجب الانتباه إلى توابعه قبل أن تقع الفأس فى الرأس.
وكان هذا التناول من خلال عرض لرسالة دكتوراة مهمة للباحثة الدكتورة جليلة القاضى تتبعت فيها جذور هذه الظاهرة الخطيرة منذ بدأت أول عشوائية فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر بسكنى بضعة مئات من المصريين فى مقابر القاهرة ومع تعقب مسار العشوائيات منذ ذلك التاريخ حتى الآن وردت إشارات قد يفهم منها أن قترة تولى حسب الله الكفراوى مسئولية وزارة الاسكان فى مصر قد شهدت هى الأخرى استشراء لهذه الظاهرة السلبية التى تعنى ضمنيا فشل سياسة الاسكان الرسمية عن تلبية احتياجات المواطنين من المأوى.
وطلب منى المهندس حسب الله الكفراوى نسخة من رسالة الدكتوراة، فأرسلتها له على الفور. وقد أدهشنى أنه قرأها فى ليلة واحدة، تكلم معى بعدها متسائلا: كيف يمكن للباحثة أن تتوصل الى هذا الاستنتاج فى مقدمة كتابها فى حين أن بحثها الاكاديمى يقف عند عام 1984 بفارق تسع سنوات كاملة عن خروجى من الوزارة عام 1993؟
وحتى الفترة السابقة للعام 1984 استندت فيها إلى مرجعين رئيسيين الأول هو "الخطة القومية للإسكان" التى أعدها الدكتور مصطفى خليل. بالاعتماد على الدكتور مصطفى الحفناوى. ولا أذيع سراً إذا قلت لك أن الدكتور مصطفى خليل لم يكن متفقا مع سياستى العمرانية ولم يكن يريد نى وزيراً فى الحكومة التى رأسها. وأثناء تشكيل الحكومة عرف ممدوح سالم بنية مصطفى خليل فى استبعادى من التشكيل الوزارى الجديد. فأبلغ الرئيس السادات الذى اتصل بمصطفى خليل على الفور وطلب منه استمرارى وزيراً فى الحكومة التى رأسها. وما يعنينى من هذه القصة ان مغزاها الأساسى هو ان تقرير مصطفى خليل كمرجع يجب أخذه بحذر وتحفظ على الأقل.
أما المرجع الثانى فهو مكتب استشارى أمريكى.. ولي مع الخبراء الأمريكيين العاملين فى هذا المكتب قصة معروفة ومشهورة أنتهت بطردهم من الوزارة.
وباختصار فإن هذان المرجعان ليسا فوق مستوى الجدال على أقل تقدير، وتتوقف شهادتهما "المجروحة" عند بداية الثمانينات فقط.
وبصرف النظر عن هذه النقطة الأكاديمية المهمة.. فاننى أتحدى - وأنا استخدم هذه الكلمة لأول مرة فى حديثى للصحافة والاعلام- أتحدى من يشكك فى انجازات الفترة من 1977 إلى 1993 فما حدث بها غير مسبوق فى تاريخ مصر.
فأنا الذى حاربت العشوائيات .. لا من استفحلت العشوائيات فى عهده.
أنا الذى ذهبت بالسيارة "البيجو" القديمة التى كنت أستخدمها فى تنقلاتى وأنا وزير - إلى تلال زينهم واسطبل عنتر أسأل الناس الذين يبنون العشوائيات عن سعر المتر لاوفر لهم أرضا أرخص فى المدن الجديدة.
أنا الذى ذهبت إلى البساتين، لسكان القبور، لكى أبحث حالتهم على الطبيعة وبعد الدراسة والبحث والتحرى أنشأت لهم وحدات سكنية مساحتها 85 مترا مربعا. 2 غرفة ومطبخ وحمام واستقبال ثمن الوحدة الاجمالى ستة آلاف جنيه، يدفع منها المواطن 600 جنيه مقدم والباقى على أقساط موزعة علي 27 سنة، أى أن القسط لم يكن يتجاوز عشرون جنيها!
بعدها جاءنى يحيى الرفاعى ومكرم محمد أحمد .. كل علي حدة وقالا ان المساحة صغيرة لا تفى باحتياجات أسرة كبيرة. فأنشأت نموذجا ثانيا مساحة الشقة 125 مترا مربعا والثمن 14 ألف جنيه بالتشطيب، يدفع منها المواطن 1400 جنيه مقدم والباقى 12600 جنيه اقساط علي 27 سنة.
ومن عام 1978 حتى عام 1993 بنيت 2.4 مليون وحدة سكنية .
وجاءنا التقدير لهذا الجهد من الامم المتحدة التى منحتنا درع المنظمة الدولية عام 1992 بناء على ترشيح منظمة "هابيتات" ضمن أربعة دول فى العالم بأسره، واستلمت الدرع من الاميرة مرجريت ومازلت احتفظ به فى منزلى حتى اليوم.
وعندما عدت من نيويوك بعد استلام الجائزة وقع الزلزال إياه.. فسلمت عمر عبد الآخر محافظ القاهرة فى ذلك الحين 17 ألف شقة فى غضون اسبوع واحد لايواء المنكوبين.
ولهذا اطلقوا علىّ لقب «وزير الغلابة» لاننى أبنى شقة بـ 6 آلاف جنيه و14 ألف جنيه، ولم أقم فى حياتى ببناء حمام سباحة واحد، ولا ملعب جولف واحد.
ولم يكن الطريق ممهداً أمام حسب الله الكفراوى لتنفيذ أفكاره «العمرانية« بل كانت هناك مقاومة شديدة فى كثير من الاحيان. لكنه قبل الحديث عن المقاومة التى واجهته كان حريصا علي اعطاء الفضل للرئيس الراحل أنور السادات الذى طلب منح الارض للمواطنين فى مدينة العاشر من رمضان بسعر لا يتجاوز خمسين قرشا للمتر المربع، فى حين كان يتكلف وقتها 14 جنيها.. وبعد أخذ ورد طلب ألا يزيد سعر المتر عن ثلاثة جنيها قارن ذلك بالاسعار الحالية التى أصبحت بآلاف الجنيهات.
أما المقاومة فقد روى مثالين لها، المثال الأول عندما حاول المهندس محمد عبد الوهاب وزير الصناعة رفع سعر حديد التسليح من 600 إلى 750 جنيها، ووقع جدل ساخن بينهما فى مجلس الوزراء إنسحب على اثره الكفراوى من الاجتماع احتجاجا على هذا القرار.
بعد الاجتماع سارع عاطف صدقى رئيس الوزراء وقتها بالاتصال بالرئيس حسنى مبارك وأبلغه ما حدث بما فى ذلك انفعال الكفراوى فى المناقشة وانسحابه من الجلسة.
لكن الرئيس مبارك لم يأخذ هذه «الزمبة» كحقيقة مسلم بها، بل اتصل بالكفراوى على الفور مستفسراً عن الموضوع. وبعد ان شرح له وجهة نظره مؤكداً أن البيت مثل رغيف العيش لا ينبغى المساس بهما، وأن قرار رفع سعر الحديد يصيب فى مقتل حق الناس فى أن يكون لهم سقف ينامون تحته وأن من سيدفع الـ 150 جنيه الزيادة هو الناس اللى مش عارفة تاكل وتحتاج إلى سقف يداريها، وقال مبارك أن صندوق النقد الدولي هو الذى طلب هذه الزيادة. فرد عليه بأن الصندوق لا تزيد مساهمة فى مصانع حديد الدخيلة عن 3٪ وهى حصة يمكن إقناع شركات المقاولات المصرية بشرائها.
فقال له الرئيس مبارك: إعتبر الموضوع منتهيا.. ورفض الرئيس زيادة أسعار الحديد.
المثال الثانى خاصا بالقروض التعاونية التى كانت الدولة تعطيها للاسكان ولم تكن تزيد عن 5 مليون جنيه فى السنة. وصلت تحت الحاح الكفراوى إلى 1200 مليون جنيه فى السنة تسدد بفائدة 4٪.
جاء محمد الرزاز وزير المالية وقتها وطلب زيادتها إلى 6٪ وسلم مجلس الوزراء مذكرة بهذا الشأن، وهو ما عارضه الكفراوى بقوة وبعد الاجتماع تكرر ما حدث فى قصة الحديد.
هذه مجرد أمثلة للمقاومة الشديدة للتوجهات «الشعبية» بسياسات الكفراوى العمرانية، وهو لا يعتبرها سياسات «شخصية» له بدليل مساندة الرئيس مبارك لها، ثم تكريمه له بعد اصراره على الاستقالة عام 1993 .
* * *
حسنا .. ولكن ماذا حدث بعد أن تركت الوزارة؟
أجاب حسب الله الكفراوى بمرارة وحزن: "بنوا «كومباوندز« وملاعب جولف وحمامات سباحة.. ومرت 16 سنة حتى الآن.. الناس تتناسل فيها ويزيد عدد السكان سنويا.. أين تذهب هذه الملايين التى لم يهتم أحد ببناء مساكن تتناسب مع قدراتها المالية المحدودة والهزيلة مثلما فعلت عندما بنيت 2.4 مليون شقة بأثمان تتراوح بين 6 و14 ألف جنيه؟
تذهب إلى مكان من اثنين : إما العشوائيات .. وإما القبر.
بهذا الشجن وبتلك الارقام من حق حسب الله الكفراوى أن يتحدى فهل من منازل أو مبارز؟!
لا أظن.





#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشوائيات .. بعيون غير عشوائية 2-2
- مبادرة -القلعة-.. هل من مزيد؟!
- في عام 2002 دق »تقرير التنمية الإنسانية العربية« نواقيس الخط ...
- أسماء .. الفلسطينية!
- العشوائيات .. بعيون غير عشوائية
- قراءة سريعة في تقرير مهم (3 3)
- وهم حوار الحضارات
- سيد القمني.. وجائزته الملغومة
- قراءة سريعة في تقرير مهم (2):
- وصمة عار وشعاع أمل:لبنى .. السودانية
- قراءة سريعة في تقرير محترم (1)التقرير السنوي السادس للتنافسي ...
- ما رأى بشير عقيل؟!حسنة وأنا سيدك!
- مروه.... -النوبية-
- أيها المصريون: اعقلوا قليلا!
- جنيه 2005 العجيب
- وصف مصر بالمعلومات
- دماء على أرض مصر
- مفارقات القبض علي عبدالمنعم أبو الفتوح!
- بعد رواج مزايدات المتاجرة بدماء مروة الشربيني متي نعلن الحرب ...
- لماذا رفض -غالى- مناقشة قضية -مروه-؟!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - حسب الله الكفراوى يتحدي .. فهل من مبارز؟!