أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم كاصد - نوافذ















المزيد.....

نوافذ


عبدالكريم كاصد

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


صدرت حديثاً للشاعر عبدالكريم كاصد مختارات شعرية بعنوان (نوافذ) عن وزارة الثقافة / دائرة الشؤون الثقافية العامة في بغداد، تضم ( 68 ) قصيدة اختارها الشاعر من أحد عشر ديوانا كان قد أصدر معظمها خارج العراق.
وبهذه المختارات سيتعرف القارئ على مجموعة من القصائد التي كتب معظمها في الغربة التي مازالت ممتدة منذ واحد واربعين عاما .
تبدأ المختارات بثلاث قصائد عن السفر من ديوانه الاول ( الحقائب ) هي ثلاثية السفر ، الغرف، الحقائب ، وتنتهي المختارات بقصائد لم يضمها ديوان هي (نوافذ جديدة).
من بين القصائدة المختارة هذه القصيدة التي حملت المختارات اسمها:


نوافذ


مفتوحة في الصيف
مغلقة في الشتاء
وفي الخريف
لا أدري لماذا أغلقها
أو أفتحها!
وقد لا أتذكّر في الربيع ماذا أفعل؟


*


مرّة حملتُ أمتعتي
وسرتُ
كانت النوافذ تتبعني


*

آه..
لو في السماء نوافذ
منها يطلّ الإله!


*

في طفولتي
لكلّ نافذةٍ شجرةٌ
ولكلّ شجرةٍ..
نافذة..
يتدلّى منها عشّ


*

أجمل النوافذ
نافذة في قطار


*


الببغاء الخضراء
المعلّقة في النافذة
أين؟


*


النافذة القريبة من الجسر
لماذا تبتسم
كلّما مررت؟


*

نهرٌ
وجسرٌ صغير
تعلوهما نافذة
تعلوها شجرةٌ
تعلوها سماءٌ
تعلوها..


*

من يغلق النافذة هناك؟
إنها تحدّق بي


*

ريح
أجنحة تصطفق
نافذةٌ تهمّ أن تطير


*

ورقة تطير
وتحطّ عند نافذتي
ورقة وحيدة


*

كثيراً
ما تهرع النوافذ في الطريق
كالبشر


*

كم شهدت النوافذ
من بشرٍ
يطيرون في الهواء

*

تنفتح النافذة
للحصاة الصغيرة
ولا تنفتح للحجر


*

كيف يكون هناك
نافذةٌ
وشجرةٌ
ولا يكون بحر؟


*

ما أوحش نافذةً
لا تُفتح أبداً!


*

النوافذ
واطئة
أو عالية
تسحرني


*

أحبّ النافذة
تدير وجهها إليّ


*

في الزقاق الذي عدوتُ فيه
ما أكثر النوافذ
وما أقلّ الغرف !


*

يا لتلك النوافذ
تعبق بالخلّ
ورائحة أمّي!


*

مرّة جلستُ قبالة نافذتي في الساحة
أتطلع فيها وأسأل:
من الذي يتقدّم هناك
ليغلق النافذة؟
(لا أحدَ في البيت!)


*

يا لنافذتي
تلتمع كالمرآة
فأرى الجسر والطريق
الشجرة والهواء
أجل..
الهواء
أزرق كالبحر..


*

أتذكّر نافذة
في مستشفىً
زرقاء
تزيّنها الأزهار
ويملؤها
-حين أجئ بصحبة أمي-
وجهُ أبي


*

لا ادري
لماذا تدخل الأشباح
من النافذة
ولا تدخل من الباب؟


*

حين تزدحم الأبواب بالشياطين
ما تفعل النافذة؟


*

من نافذة مغلقة
يطلّ هذا الناقد التعيس


*

لماذا يقفز المهرجون إلى النوافذ
وينتظر الشعراء
على الأبواب؟


*

في غرفتي المطلة على الطريق
في طفولتي
كنتُ أقرأ بعد منتصف الليل
فاهتزّت الستارة
كانت الطريق ترتفع
والنافذة تهبط


*

أعرف نافذة
حين يمرّ بها النهر
يعلوها الماء


*

لماذا عند نافذة الليل
تُبطئ النجوم؟


*


نافذة بلا جدار
نافذتي


*

نوافذ كثيرة تحيط بي
اريد أن أنام
تقول الساحة


*

من يهب النافذة
شريطاً أسود
هذا اليوم؟


*

أنا من رأى الشارع يبكي
تقول النافذة وتضحك


*

بيتٌ
بلا نافذة
أعمى


*

حتى النوافذ المغلقة
تنفتح
عند مرور العاشق


*

ما أتعس نافذة
لا تكلم غير الحائط!


*

نافذة السجين
ما أرحبها!


*

في جدارالسجن
من يجد النافذة؟


*

خيوط
تصل السماء بالنافذة:
مطر الربيع


*


قنديل يشتعل
نافذة تصغي
ومنشد ضريريمتدح الليل


*

صرخات
من يطلق الصرخات
في غياب النوافذ؟


*

هناك
في الدروب البعيدة
حيث الجبال شواهدُ غابرة
والمياه غامضة
نافذة صغيرة
تطلّ


*

في الصحراء
نافذة
لِمَ لمْ يرها غيري؟


*


نوافذ البحر
أ تفتحها الحوريات
للبحّارة حين يمرّون ؟


*

قبرك
أم نافذة سوداء
في جزيرة نائيةٍ
هذا الذي اراه
يا حبيبتي؟


*

قال طفلي
وقد رأى مقبرة
من خلف نافذة القطار
"ما أجمل المقبرة!"
غير أن الطفل الجالس أمامه لم يفهم
بينما انحدرت دمعتان على خديّ


*

في نوافذ شعري
سأوقد للزائرين
الشموع


*

تلك النافذة الخفيفة
كظلّ
هل يثقلها الضوء؟


*

عين الإبرة
نافذة للخيط


*

النافذة المحاذية للطريق
وطئتها الأقدام

*

هذا الرجل
يحمل نافذته معه،
ويسير


*

بالألواح والمسامير
يهيئون نافذة
للصلب


*

النوافذ المزينة بالأعلام
تشهد جنازة الشارع


*

"لا تمددْ عُنُقاً
من نافذةٍ
أضيق من رأسك ! "
قال الحرف


*

كثيراً ما أسمع أنين النوافذ
وهي تدير ظهرها للطريق
وتنتحب


*

الملاك الذي مرّ
كيف علق جناحاه بالنافذة؟

*

عصفور
يقف على النافذة
يحملها ويطير


*


يا لتلك النافذة المطلة على ساحة الإعدام
ما أبشع نظرتها!





قالت النافذة:


أنا الفانوس السحريّ
للغرفة الوحيدة
أعكس كلّ شئ على السقف
وأبتهج


*

كلّما رأيت خريفاً
يصفرّ
ارتجفتُ


*

لا أريد للعابر
أن يتوقف
ليراني


*

تذهب الجدران
وأبقى أنا





تسأل النافذة:




هل يعرف الحكيم
أنني عينُ الأبدية؟


*

يدٌ تصفعني
لماذا؟


*

لماذا تصبغني الشمس
بالدم كل مساء
ويرجفني الشارع في الليل؟


*


لماذا
حين يمر الجنرال
لا يراني؟

*


هذه القطة
أ تنصتُ لثرثرتي؟


*

من يقيم الحداد
على الشارع بعدي؟


*


حتّام يقف الغراب
عند رأسي ناعقاً:
"أبداً..
أبداً..
أبدا"؟


*

أنا النافذة
أنا الشاهد الوحيد
من يسمعني؟





نافذة للطفل:



النخل الواقف أبداً
برؤوس مرفوعةٍ إلى السماء
وجذوع مكشوفةٍ في الظلّ
الناحل أبداً
لا يرى الجسر
يعبره الطفل
(في النهار)
ولا السدرة الساهرة هناك
بأغصانها الممدودة كالأسلاك
حين ترفعني
إلى الشرفة المطلّة على النهر
والنوافذ العالية
وهي ترقب الطريق الذي يمتدّ
ولعلها لا تزال ترقبهُ
أوترقبني
النوافذ..




نافذة أخيرة:




النافذة يغمرها الضوء
فينهضُ يفتحها كالممسوس:
تلوح سماء خالية
إلاّ من بعض ظلالٍ
تتحرك
صامتة
لأناسٍ (موتى أم أحياء؟)
ظلالٍ لا تلتفتُ إليهِ
ولا يوقفها قمرٌ
أو شمسٌ أبداً
أو شجرٌ يهتزّ
وقد يبصر ظلّه
فيحار
ويسأل:
"ماذا يفعل ظلّي
بين ظلال الناس هناك؟
تراني متّ؟ "




خاتمة:



أنا عبدالكريم كاصد
أتبرأ من نافذتي



#عبدالكريم_كاصد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية
- أربعون فدّاناً- ديريك والكوت
- هنالك في مالمو
- شهادة أم شهادتان: القسم الثاني
- شهادة أم شهادتان: القسم الأول
- قصائد قصيرة
- شجرة الرمّان..شجرة طفولتي
- الضحك
- الرحلة الأخيرة إلى المربد
- البناؤون
- حوار حول حكاية جنديّ
- الطريق إلى عدن
- مصالحات الشاعر
- خفّة الشاعر التي تُحتمل
- دليل الطيور
- أيتها السعادة تعالي لنبكي
- رحيل 1978 عبر الصحراء
- قصيدتان عن الخريف
- مجلة - المشاهد السياسيّ - تحاور الشاعر عبدالكريم كاصد
- صداقة الشعر


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم كاصد - نوافذ