أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالكريم كاصد - مجلة - المشاهد السياسيّ - تحاور الشاعر عبدالكريم كاصد















المزيد.....

مجلة - المشاهد السياسيّ - تحاور الشاعر عبدالكريم كاصد


عبدالكريم كاصد

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 10:01
المحور: مقابلات و حوارات
    


عبدالكريم كاصد واحد من ألمع الشعراء العراقيين من جيل أواخر السيتينات. قصيدته ذات بناء خاص ، وروح حرّة ، تتفتح في لغة خاصة نحتها الشاعر عبر تجربة امتدت لثلاثين عاماً من الكتابة في العراق وطنه أ وفي المنافي بدءاً من دمشق وبيروت وعدن وقبرص ولندن حيث يقيم منذ سنوات طويلة . أصدر عبدالكريم كاصد العديد من المجموعات الشعرية ، وله عناية خاصة بترجمة الشعر العالمي ونشره بالعربية . في لندن التقيته خلال زيارة إلى مدينة الضباب ، وكان هذا الحوار المعمق حول الشعر وقضاياه واللحظة العربية الراهنة .
سألت الشاعر عبدالكريم كاصد:

* كثيراً ما يسأل الشعراء عما يعنيه الشعر بالنسبة إليهم .. وعن رؤيتهم لمستقبل الشعر بدورك كيف ترى إلى ذلك ؟

كاصد : الشعر لديّ هو ، في جوهره ، انزياح لغويّ في تعامله مع الواقع ، أيّاً كان هذا الواقع ، وهو حتى في مقاربته للأشياء لن يتخلّ عن جوهره ذاك . ولا يعني تمسكه بهذا الجوهر ابتعاده عن مادته الحياتية التي هي الواقع وتفصيلاته الحاضرة في وجدان الشاعر العراقيّ ، منذ روّاده الأوائل وحتّى الآن . وليس ثمة جوهرأبداً بدون تجلٍ عبر هذه التفصيلات وإلاّ كان مجرّد وجود خاوٍ لا يستوقف أحداً .
إنّ فقدان المادة الحياتية ، حتى في ما هو شعر صرف ، هو موت له . وهذه المادة لن تكون أبداً سلطة أو حزباً أو مؤسسة لأنّ هذه أشكال .. مجرد أشكال لا تعني الشعر الحقيقيّ وإلاّ استحال الشعر إلى شكل فارغ لأشكال فارغة .

الشعر والنظام

* أريد أن أسمع منك وجهة نظر شاعر في ما حصل في العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوريّ السابق ووقوع الاحتلال الأميركي .. وعلاقة هذا بالشعر من وجهة نظرك ؟

كاصد : لا أعتقد أن سقوط النظام – على أهميته في تاريخنا الجماعيّ والشخصيّ – أسقط الأنظمة التي لا تزال تعبر عنه بأشكال مختلفة ، متخفية وظاهرة .
هل سقط النظام حقّاً ؟
ألا نرى مظاهره هنا وهناك ، مضمرةً أومجسّدةً ، في ما نرى من نصبٍ ، وشعائر تقديس ، وعودة قتلة ، وخطب جوفاء ، ومفاهيم ميتةٍ ، وشعراء مديحٍ عادوا بمدائح أخرى ، ولغةٍ لا تعكس واقعاً بل وهماً ، وصفقاتٍ تعقد علناً ، ومؤسساتٍ خاويةٍ ، ولعلّ الغائب الوحيد وسط هذا السيرك هو إنساننا العراقي البسيط المنسيّ ، رغم حضوره المعلن باحتفاء بالغ في مظاهرالصخب هذه.
أمّا مستقبل القصيدة العراقية ، فليس الأمر أمرَ عرافةٍ أو نبوءةٍ وإنما هو واقع يعبرعن ذاته عبر هذا الغنى الذي تمثله القصيدة العراقية ممثّلةً بأجيالها الحاضرة ، ابتداءً بمن تبقّى من جيل الروّاد ومن أعقبهم من ستينيين وسبعينيين ، وانتهاءً بهذه الأجيال الشابة القادمة بالشعر في الوطن والمنفى . أقول المنفى لأنّ الوطن مازال بعيداً .
إنّ مساحة شعر هذا حجمها يصعب الحكم على موتها أو تحديدها بنظام شهدنا موته قبل أن يموت ، وبحكم نقدي مبتسر ما أحوجه إلى المعرفة أوالفهم : قراءة المشهد الشعريّ .
لنقرأ مستقبل القصيدة العراقية في حاضرها الآن لا في نبوءة أو عرافة .



جدوى الشعر

* كيف يمكن الحديث عن جدوى الشعر في اللحظة العراقية والعربية الراهنة .. لحظة يجري فيها استتباع كلّ شئ ، ولولا ظاهرة المقاومة التي نشهدها ما بين جنوب لبنان وغزة والضفة الغربية ، لكان كلّ شئ ميّتاً . ما جدوى الشعر لك أنت الشاعر العربيّ المنفيّ في أوربا .. وما قيمته اليوم ؟


كاصد : قبل بضعة أشهر صدر لي كتاب هو مجموعة شعرية مترجمة بعنوان ( نكهة الجبل ) لشاعر يابانيّ جوال يعتبره البعض أفضل شاعر يابانيّ معاصر ، هذا الشاعر يفضّل أن يكون شحاذاً ينشد( السوترا) أمام الأبواب على أن يكون ممتهناً لأحدٍ .
نموذجٌ نادرٌ لا أريد أن أحرج به شعراء لا يعنيهم من الشعر غيروسائله في الوصول .. إلى ماذا؟.
يسأل أبو نواس جراء محبته الغامرة للخمرة : ليت شعري ماذا ترى يشتري بائع الخمر ؟ وأنا بدوري أسأل جرّاء محبتي الغامرة للشعر : ليت شعري ماذا ترى يبتغي الشاعر غير الشعر ؟
ولكن ما أكثر الشعراء وما اقلّ الشعر !
ما أكثر الوسائل وما أقلّ الغايات !
ثلاثون عاماً ونحن نضرب في التيه هائمين من مدينةٍ إلى مدينةٍ ، نجرّ وراءنا زوجاتٍ وأطفالاً ، وندفن موتانا ، على عجلٍ ، في الطريق ، لا فسحة لنا حتى لأحزاننا لأنّ علينا أن نفكر في الغد كيف نعيل أفواهاً بقيت .
ورغم ذلك
ثمة شعراء ، على امتداد الوطن العربيّ الكبير ، لم يروا حجم هذه المأساة ، ولن يروها حتى لو أتيتهم بأكبر المجاهر لرؤيتها . ومن بينهم شعراء كبار ( يسمون هكذا ) ، موظفون لا نظير لهم في ثوريتهم ، وتعاطفهم ، وحداثتهم التي لا تنازعها حداثة أخرى أبداً ، بل وأصوليتهم ، ومغرمون بالطغاة . شعراء حقّا ولكنهم دون روح .
يحضرني نموذج آخر هوالشاعرهولدرلين الذي عاش موظفاً هامشيا ً: معلم صبيان ،وجوّالاً كشاعرنا الياباني من مدينة إلى أخرى ماشياً على قدميه ، باحثا عن وظيفة معلم صبيان أخرى ، ولعل الراحة الوحيدة التي نالها في حياته هي جنونه المبكر ، كارهاً السلطة ممثلة بالكنيسة ، والشعراء الذين يرتبطون بها ، ممجدا الحياة بنبرة إنسانية .. أين هي من شعرنا المصنوع ؟
أ كان بمقدور شاعرٍكهولدرلين أن يتحمل كل هذه المأساة ، مأساته ومأساة العالم من حوله وهو يشهد خيبته من الثورات ولاسيما الثورة الفرنسية ، لو لم يكن ثمّة جدوى للشعر ؟


عن الحداثة والشعر

* هناك من ينظر إلى المصطلح بصفته ضرورة قصوى لمعرفة الأشياء بدقة ، وفي حقيقتها الواقعية والمجازية .. مصطلح الحداثة شغل الثقافة العربية طويلاً ، ففي نظرك إلى أين وصلت الحداثة الشعرية العربية ؟

كاصد : ليست الحداثة الشعرية في حلبة سباق لكي تصل نقطة تتوقف عندها . إنها سيرورة مستمرة ، قد لا تعني مفهوماً محدّداً ، فما تراه حداثة قد لا أراه هكذا أبداً، لأن القديم قد يتّخذ له لبوساً جديداً والجديد قد يبدو قديماً ولا أعتقد أن مفهوماً يثير الالتباس وعدم الفهم كمفهوم الحداثة ، وحتى لو اتفقنا على مفهوم الحداثة فأين يمكن أن يتجسد هذا المفهوم هل في حداثة الموضوعات أم في أشكالها ولكن أكبر الشعراء والمدارس الحديثة مثل ( الحركة ) في الشعر الأنجليزي التي يعتبر ( لاركن ) واحداً من أبرز شعرائها كتب الشعر بالأوزان التقليدية ، مثلما كتب شعراء آخرون موضوعاتهم التقليدية بأساليب حديثة . ثمة مفاهيم نتداولها هي ليست بتلك البساطة والبداهة التي نتصورهما .
نتحدّث عن الحداثة ، ولكن السؤال الذي ينطرح قبل غيره هو : " هل نحن معاصرون حقّاً ؟ " هل استطعنا استيعاب قوانين الواقع ومنجزات العصر لتأسيس حداثة تقوم عليها. وفي مجال الثقافة هل يمكن الحديث عن حداثة تأسست لدينا ونحن لم نزل غيرقادرين حتى على استيعاب حداثة الآخر ، وما بعد حداثته التي وصلت إلينا عبر ترجمات مرتبكة ولغة عربية غير سليمة .
وإذا افترضنا الحداثة موقفا ، كما يطرح ذلك فوكو، في مقالته القيمة ( ما هي الأنوار؟ ) ، لا مرحلة تاريخية ، فما هو مقياس هذه الحداثة ، لاسيما أن شعراء كباراً عديدين وقفوا بالضد من مسار عصرهم ؟


مصير قصيدة التفعيلة

* أ،ت شاعر يكتب القصيدة الحديثة ، قصيدة التفعيلة ، وكذلك قصيدة النثر ، ترى هل وصلت قصيدة التفعيلة إلى أفق مسدود .. كما يرى بعض النقاد وحتى الشعراء العرب ؟

كاصد : ليست قصيدة التفعيلة شكلاً مغلقاً لتصل إلى أفق مسدود ، وحتى الأشكال المغلقة يمكن أن تنبعث ثانية وتتفتح عبر مضامينها القادرة على تجاوز ما هو مغلق إلى أفق مفتوح لا نهائيّ إذا توفر لها شاعر مبدع حقا .
هكذا هو الأمر مع الرباعيات الشكل الموغل في القدم والذي كتب فيه صلاح جاهين أجمل شعره
وما يقال عن الرباعيات ينطبق على أشكال الشعر الأخرى ، فقد كتب لوركا أغاني غجرية بأشكال الشعر التقليدية ، ولا يزال شكل السونيتة يتوارثه الشعراء المحدثون في أوربا وآخرهم روبرت لويل وسليفيا بلاث وبيرمان وكثيرون غيرهم .
أما الهايكو فقد لا نجد شاعراً أوربياً معاصراً لا يكتب فيه وهو شكل شعريّ مستعار من الشعر الصينيّ والياباني .
وما هذا الكلام الذي نقرأه في الصحافة عن أن الشاعر المحدث لا يثبت حداثته إلا عبر كتابة قصيدة النثر ما هو إلا وهم يشيعه شعراء لا يجيدون حتى كتابة هذا النمط من الشعر الذي يحتاج إلى مهارة وقدرة كبيرتين .
لا أدري ماذا سيكون مصير قصيدة التفعيلة ؟ ولكن ما أعرفه جيدا أن هناك شعراء مبدعون ما يزالون يكتبون قصيدة التفعيلة بنجاح ، كما أن أغلب الشعراء لا يعيرون انتباهاً إن كانت قصيدتهم قصيدة تفعيلة أم لا. وقد نجد في القصيدة الواحدة أشكالاً ومستويات عديدة مختلفة .
ليس ثمة قواعد مطلقة للشعر . لا أحد يستطيع أن يقول ينبغي الكتابة بهذه الطريقة أو أن هذه الطريقة أفضل من تلك . الشاعر هو الذي يستن طرائقه والشعراء العاجزون هم الذين يلجأون إلى القواعد رغم ادعائهم بخرقهم لها .
كيف يخرق شاعر موازين الشعر لكي يقول لي أن هذا النمط هو الأصح وما عداه خطأ
والعجيب أن من نسمعه يتحدث بهذه الطريقة هم الشعراء الذين تمتلئ السوق الأدبية بضجيجهم متكئين على افتراضاتهم وشللهم البائسة .


لحظة القصيدة

* حدّثنا عن لحظة القصيدة .. متى تبدأ حالة الكتابة ، متى يلمع برق اللغة ، ومتى يتحرك الزلزال في الشاعر ليخرج على العالم بقصيدة غير مسبوقة ؟


كاصد : أجل قد تكون لحظة القصيدة الأولى بيتاً أوّل ، ولكن ما أغرب عالم الشعر وما أكثر مداخله ! أحاول جاهداً أن أستذكر بدايات قصائدي فأجدني عاجزاً عن الاستذكار ، وكأنني في قفر ألمح بروقاً ولا أكاد أراها .
كم قصيدةٍ أردتُ فيها غرضاً فاهتديت إلى غرضٍ آخر!
كم قصيدةٍ قطعتُ ظلامها حائراً ، وفجأةً تلتمع فكرة أو بيت أو صورة فينكشف الظلام عن قصيدة لم أفكر بها من قبل . هل اللحظة الأخيرة التي تتكشف فيها القصيدة هي لحظتها الأولى؟ من قاد الشاعر إلى القصيدة ؟ بل من قاده إلى تلك اللحظة ؟ هل كانت اللحظة هبة حقّاً ؟
في قصيدة ٍ لي بعنوان ( الغرف ) أردتُ أن أكتب عن عودةٍ لي من غربةٍ أولى فكتبتُ وكتبت ُ دون أن أعرف بداية للقصيدة أو نهاية حتى تخليت عنها ولكن فجأة وبلحظة خاطفة رأيت الغرف التي سكنتها يوماً أو هجرتها وهي تصطفّ لتعلن ولادة القصيدة .
لم تكن تلك اللحظة الخاطفة بيتاً شعرياً بل انخطافاً أضاء القصيدة كلها فبدت وكأنها مدينة أقيمت بمعزل عن الشاعر نفسه .
يحضرني الآن قول لأحد الشعراء الفرنسيين : " لكي يستقبلك الإلهام عليك أن تقطع نصف الطريق إليه " ، لكن هل يستطيع شاعر أن يقطع نصف الطريق هذا دون أن يحتشد بتجاربه ومعارفه ؟!
في هذا الالتقاء الحميم تنتفي ثنائية المعرفة والإلهام ،الصناعة والطبع ،العاطفة والعقل ويمتزج الكل في وحدة عليا هي القصيدة التي تظل بروقها مستعصية على التفسير، لا يختصرها بيت شعريّ ولا مقاطع متفرقة بل رؤيا واحدة مفتوحة على احتمالات شتى من التأويل .
بعد مغادرتي العراق وإقامتي في عدن سنة 1970 كنت ألتقي يوميا بمجنون كان ضابطاً بحرياً . لا يكلم أحداً ويسير باستقامة لافتة للانتباه ، محتفظاً بزيه الرسمي حتى وقت التقائي به . وحين أردت الكتابة عنه لم أجد مدخلاً ملائماً للقصيدة كهذا المدخل التقريري الجاف:


كان ضابطاً بحرياً

وحين كتبت البيت التالي توقفت عن الكتابة واعتبرت القصيدة قد اكتملت :

وانحسر عنه البحر

هل اكتملت القصيدة حقّاً ؟
هل كان البيت الآخر ( وانحسر عنه البحر ) هو البرق الذي أردته ؟ هل كان سبباً للقصيدة أم نتيجة لها ؟ أم كان هو القصيدة ذاتها ؟ بل إنني سأذهب أبعد من ذلك في تساؤلي عن إشراقة القصيدة الأولى؟ أ هي في القصيدة ذاتها أم في مكان آخر؟
الجواب عند القارئ .


( المشاهد السياسي بتاريخ 30-24 سبتمبر 2006 )



قصيدة "الغرف"


في ظلام الغرفْ
تنهض الآن وحدك
تبحثُ عن علبةٍ للثقاب..
تُراك نسيتَ..؟
عرضتَ ثيابكَ ،
كلَّ أثاثك للبيع،
تذكر قرقعةَ العجلات؟
وهي تحملها، وسط همهمة الشرفات
والصغار الذين يطلّون فوق السلالم..
ها أنتَ تبتعد الآن...
تُسرع بين النوافذ...
تُصغي لوقعِ خطاك الغرفْ



***



كيف تتّخذ الكفُّ شكل المفاتيح مقطوعةً
وتحدّق في الباب بالزائرين؟
كيف لم تبصر الزائرين..؟
يُعدّون في بيتك الشاي
يستقبلون النساء
ويقتسمون الغرفْ

***

أنتَ حين طرقتَ الفنادق في الفجر،
يقتادك النوم ،
غادرتَ..
عند الظهيرة يستيقظ النائمون
وعند الظهيرة..
- هل يصعد الماء..؟
أنصتُ ..
أسمعُ وقعَ خطىً في الممرات..
يصطفق البابُ..
تهتزٌُّ منشفةٌ فوق حبل الغسيل
تلامس في الريح
سطح الغرفْ


***



- هل ترافقني للمحطّة؟
- لم يبدأ الليل بعد
...........................
...........................
انحني
- واطئ سقفُ غرفتك الخشبيّ،
اصطحبني إلى البيت!

نهبط فوق السلالم،
قطّين،
ننسلّ بين الغرف
تستفيق الغرفْ
تتفتّح جدرانها كالمصاريع،
تلهث خلف الترام المسافر،
هل قلتِ:"رائحةٌ في الغرف"
هل رأيتِ الغرف
كيف تلفظ في الفجر سكّانها
ثمّ تهجع في الليل
بين الصفائح
مائلةً
كالغرفْ

***

غرفٌ للمياهْ
غرفٌ للمنازل تهبط عاريةً
غرفٌ للأسرّة تصهلُ مربوطةً في الغرف
غرفٌ ترتجفْ
غرفٌ للمجاذيب يبكون فوق القوارب مرسومةً في الجدار
غرفٌ للصغار
غرفٌ للجنود المصابين واليطقات
غرفٌ للمساجين والأمهات
غرفٌ للمواخير مفتوحةً للدخول
غرفٌ للعصافير تسكن أعشاشها في السقوفْ
غرفٌ للوقوفْ
غرفٌ للهياكل مشدودةً للمراوحْ
غرفٌ للمذابحْ
غرفٌ للعويل
غرفٌ للمهاجر يُسندُ أحزانَهُ لرصيف



مائلٌ ظهرُك المستقيم..



اقفلي راحتيك على الماء...
يغمر وجهي..
استحمّي بكفيّ
- لم يبدأ الليلُ بعد -
اطفئ الضوء
يرتفعُ الماء
ينخفضُ الماء
يشربهُ الرملُ يفرشُ بين الممرّات كلّ الغرف



***

كيف لم تطبع الخطواتُ على الرمل آثارَها



***


تنهض الآن وحدك .. تنقل كفيّك في الضوء
تنقل كفيّك في الظلّ
تفتح نافذةً .. وتغلّق نافذةً
ثمّ تسأل كيف؟
كيف أصغيتَ للغرفات
وهي تنبضُ بالناس..؟
كيف ارتميتْ
حزمةً من مفاتيح يحملها الزائرون

***

أنتَ أطفأتَ وجهَك بالماء في فندقٍ
وتوهجتَ في الشرفات



#عبدالكريم_كاصد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صداقة الشعر
- تهريب
- حوار مع الشاعر عبدالكريم كاصد
- قصائد - أوكتافيو باث
- عشر قصائد وتعليق
- ما أبعد الطريق إلى بغداد
- البصرة مدينة لا مرئية
- عن السياب وتمثاله
- الرحلة الثانية بعد الألف
- قصف
- البرج إلى عبدالكريم قاسم
- ولائم الحداد


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالكريم كاصد - مجلة - المشاهد السياسيّ - تحاور الشاعر عبدالكريم كاصد