أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا ممتاز - العلمانية وحدها لا تكفى ..















المزيد.....

العلمانية وحدها لا تكفى ..


رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المواطنة أولاً ، والإصرار على رفع المواد الدينية من الدستور ، وخانة الديانة من البطاقة الشخصية ، والتعايش السلمى بين المواطنين وفق عقد اجتماعى تحدوه المصلحة العامة وليس مصلحة أتباع دين من الأديان أو مذهب من المذاهب ، وألا يخرج الدين من الكنيسة أو المسجد الى المجال العام صونا له من العبث البشرى ، ولتفعيل دوره فى تربية ضمير المواطن وتعليمة كيف يدخل الجنة .. وليس أبعد من هذا ولا مليمتر واحد

تلك الفقرة المقتطفة من خطاب شيخ العلمانيين الدكتور المفكر سيد القمنى تلخص المطالب العلمانية المنشودة لمواجهة ماكينة تفريخ الإرهاب والتعصب ولضمان التعايش السلمي بين أفراد المجتمع وحماية الأقليات والحريات
فهل لو نزلت تلك المطالب السامية على أرض الواقع في بلداننا العربية سيتحقق التعايش السلمي فعلا ؟ وسيتم الحد من التطرف والتعصب ؟

تعالوا نفند بعضا من تلك المطالب العلمانية المشروعة لنرى مدى فاعليتها فى الميدان:

**أولا رفع خانة الديانة من البطاقة الشخصية مثلا هل سيؤدى فعلا إلى الحد من العنصرية والتميز بين المواطنين ؟

في الحقيقة ربما يكون التأثير على الأوراق وعند التعامل مع المصالح والمؤسسات الحكومية ولكن في الشارع و فى نطاق التعامل بين المواطنين لن يكون له تأثير يذكر بل قد تجد تأثير عكسي كرد فعل لاثبات الهوية الدينية فالمسيحي المصري يعتز بمسيحيته ويعكس هذا الاعتزاز بارتداء الصليب على شكل سلاسل بل و ويضع وشم الصليب الأزرق على معصم يده كخاتم هوية وتأكيد انتماء والمسلمة ترتدي الحجاب والخمار والنقاب وغيرها من الأغطية الإسلامية المميزة والمحددة للهوية الدينية والرجال يطبعون جباههم بزبيبة الصلاة و يمسكون السبحة ويطيلون لحاهم ويقصرون جلابيبهم بشكل يعبر عن هويتهم الدينية , هذا من حيث الشكل أو المظهر العام
أما عند التعامل بين الأفراد و التقدم للوظائف مثلا فيكفى الاسم لتحديد هوية الشخص الدينية فأسم حنا وبطرس وميخائيل وعبد المسيح وغيرها من الأسماء التى تكشف عن هوية الفرد المسيحية وأسم محمد وأحمد وعبد الله كاف للإعلان عن هوية صاحبه ,وما قد يترتب على هذا الإعلان من تفرقة وتمييز .
ربما يكون لإلغاء خانة الديانة الفضل في إتاحة الفرصة للأقليات الدينية غير المسيحية مثل البهائيين من عدم تسجيلهم كمسلمين مخالفة لانتمائهم الفعلي.

أما تأثيرها فى التعايش السلمى بين المواطنين والحد من التعصب والتطرف فلن يكون بحجم المطالبات المستميتة و الآمال العريضة المرجوة من هذا الإجراء بل لن يتعدى كونه مجرد إجراء رمزي .

**أما موضوع حصر الإسلام في المساجد والكنائس للحد من أثره على الحياة العامة فهذا المطلب غير مجدي عمليا لأنه ببساطة غير ممكن , إلا إذا كان المقصود منه هو حبس مرتادي المساجد والكنائس فيها إلى الأبد ومنع خروجهم منها ,لأن الذي يدخل المسجد والكنيسة ينهل من تعاليم دينه ويخرج متأثرا بتلك التعاليم ومطبقا لها في حياته الشخصية والعامة فلو دخل مثلا الجامع وغرف من خطاب التكفير السلفي سيخرج مطبقا لهذا الفكر في حياته ولن يمد يده لمصافحة زميله المسيحي في العمل ولن يرد السلام على جارته المسيحية في البيت وسيعتبر الغرب كافرا وسيمنع بناته من الخروج والاختلاط وسيفرض عليهم الحجاب والخمار وحتى لو لم يفرض فيكفى تربيتهم على تلك الأسس لبرمجة عقولهم عليها .

فلو ضربنا المثل بفرنسا كدولة من أعرق الدول المطبقة للعلمانية بشكلها الحيادي الكافل لحرية العقيدة فستجد أن التيارات الإسلامية المتشددة قد استغلت تلك الحرية واتخذت المساجد والجوامع قلاعا لنشر دعواها بين مرتاديها وكل من يدخل تلك الدوائر مسئول عن أسرة وأولاد ينشر فكره في أسرته لتتناقله الأجيال .....
فرغم علمانية وحيادية الدولة التى لا غبار عليها تصاعدت ظاهرة التطرف الديني الاسلامى في فرنسا وتنامت ظاهرة الحجاب بين الفتيات الفرنسيات من الجيل الثاني والثالث من المهاجرين ومن غير المهاجرين مما اضطر البلد للتخلي عن حياديته وسن قوانين منع الحجاب والرموز الدينية فى المدارس والمصالح الحكومية دفاعا عن الصالح العام وما أن لبثت زوبعة الحجاب في الهدوء حتى خرج بعبع النقاب الأسوأ ولأضل سبيلا لأن المنبع لازال زاخرا !!
لتثبت لنا التجربة الفرنسية أنه لا يمكن حصر الإسلام في الجامع فالإسلام ليس تعاليم روحية فحسب بل هو نظام حياة ومن الصعب بل من المستحيل حصره بين أربعة جدران و لن يؤثر هذا الحصر في تعامل المسلم مع المسيحي واليهودي أو ما يطلق عليهم الخطاب السلفي لفظ كفار ولا في الحد من انتشار التطرف ولن يؤثر في قضايا المرأة ومعاملة الزوج والأخ والأب لها وفى قضايا الزواج الإجباري وقضايا الشرف والحجاب وغيرها من القضايا النابعة من سلوكيات الفرد لا من قوانين المجتمع بل قد يؤدى إلى نتائج عكسية مثل تنامى العنف والتطرف.

**أما تعديل المناهج الدراسية لو فهمته على أساس منع تدريس مادة الدين في المدارس فلن يؤثر كثيرا لآن مادة التربية الدينية في مصر مثلا اختياريه ولا يهتم الطلاب بها وفيما عدا ذلك من مواد دراسية هى مواد وعلوم دينياوية كالرياضيات والهندسه والكيمياء والاحياء والفلسفة والمنطق الخ
ومع ذلك لم تساهم تلك الدراسات فى رفع مستوى الفرد الثقافي و الاخلاقى والقضاء على التعصب الدينى ومظاهره وربما يعود ذلك الى عدة أسباب:

منها الاسره التى لها دور اساسى فى تربية وتنشئة الطفل ومن الملاحظ في الآونه الاخيرة و مع تصاعد المد الوهابى , تنامى ظاهرة تحفيظ القران للأطفال في الجوامع لتنتشر بين جميع الطبقات فى مصر فرغم دراسة ابناء اختى فى مدارس المانية وفرنسية باهظة التكاليف الا أنها تحرص على ذهابهم كل أسبوع إلى الجامع لحفظ القران وتلك الظاهرة موجودة ومنتشرة أيضا في الغرب وخاصة في انجلترا حيث تحرص الأسر المسلمة على الذهاب بأطفالهم إلى ما يسمى بالمدرسة لتحفيظهم وتلقينهم تعاليم الدين من مصادر غير مؤهله وبعيده عن الرقابة.
.
ولانتشار القنوات الفضائية المتربحة من وراء الدين وارتفاع صداها في الأوساط المسلمة والمسيحية على السواء دور لا يمكن تجاهله تلك القنوات التي تبث سموم الجهل وتكرس العنصرية والبغض أصبح لها عظيم الأثر في تشكيل شخصية الفرد الدينية وتعاملاته مع الآخر في مجتمعه فتأثير الأسرة والإعلام يعادل بل يتفوق على تأثير المدرسة والمعلم.


ولا ننسى أن السبب في نجاح الفكر العلماني الغربي يعود في المقام الأول إلى فصل الكنيسة عن النفس قبل فصلها عن الدولة بمعنى التحرر من سلطة الدين وتعاليمه على المستوى الشخصي للفرد ليحل محلها مبادئ وتعاليم الثورة الفرنسية قبل أن يتم رفعها كشعار على مستوى الدولة ومع ذلك لا يمكن تعميم التجربة الغربية على العالم كله وتجاهل خصوصية الشرق وخاصة منطقتنا العربية فلكونها جغرافيا وتاريخيا منبع الأديان السماوية وقبلة الحجاج من مختلف الديانات دور كبير فى ترسيخ مكانة الدين في نفوس أبناءها ليكون الدين من أبرز وأهم العوامل المشكله لهويتهم الفردية والجماعية , و ليصبح الخطاب المنادى بالفكر الالحادى الشائع فى الغرب دربا من العبث و اصرارا على عدم رؤية الشمس رغم سطوعها فى كبد السماء .

إذا ما الحل ؟
لن يكون هناك حل فى رأيى إلا بالإصلاح , الإصلاح على كافة الأصعدة بشكل عام وعلى الصعيد الديني بوجه خاص و فتح باب الاجتهاد ودعم الإسلام الحداثى والفكر الديني المستنير هو المطلب الغائب على المستوى العلماني رغم أهميته التي تفوق بقية المطالب ولقد أدركت أنظمتنا الشمولية الفاشية تلك الحقيقة وحاربت المصلحين في كافة العصور من محمد عبده ورفاعة الطهطاوي وطه حسين إلى نصر حامد أبو زيد وصبحي منصور وشحرور وكل من حاول الخروج عن قوالب الإسلام الازهرى الداعم للنظام الدكتاتوري المستبد سيكون مصير فكره المصادرة ومصيره شخصيا التكفير والحبس أو القتل.
ولعل حصول المفكر المبدع سيد القمنى على جائزة الدولة التقديرية وقيام قيامة الأزهريين بعد هذا التكريم (الرمزي) فى تعبيره عن بعض الانفراج على مستوى علاقة النظام بالمثقف والمفكر من ناحية وبعض التسيب فى علاقة الازهر بالنظام التى كانت ولا زالت طوال الوقت علاقة زواج على الطريقة الكاثوليكية.

و رغم كونى لا انتمى للفكر القرآني كما يطلق عليه البعض إلا أنني أشجع القرانييين وأدعمهم كما أدعم كل من يجتهد في تفسير القران وقراءته على أساس كونه كتاب اخلاقى يتقبل الآخر ويدعو إلى البحث العلمي والتعايش السلمي وكفالة الحقوق كبديل على القراءة السلفية التكفيرية ذات الخطاب الظلامى والطبيعة الدموية .
وأستغرب من محاربة بعض المنتمين للعلمانية لتلك التيارات العقلانية في تفسير القران وتمسكهم المستميت بالتفسيرات والكتب التراثية الغابرة! وكأن هدفهم هو إيجاد مبرر لسب الإسلام ليس إلا !
و لن أبالغ لو قلت أن الإصلاح الديني هو الذي سيؤدى حتما إلى إرساء أسس العلمانية وليس العكس ..

فلن تفلح قوانين المجتمع ونظمه فى إصلاح ما اجتمع الأفراد على إفساده ...
(وقوانين المرور فى مصر خير مثال) و لن تعدو مواد القانون سوى حبر على ورق مالم يتم اصلاح الاسس والنفوس, ما لم يتم اصلاح الفكر والخطاب الدينى ستتحول الجوامع والكنائس الى محطات لتغذية وشحن مرتاديها بالعنصرية والتخلف...
مالم يتم اصلاح الخطاب الدينى الذى تصدره المساجد والكنائس بشكل موازاى لسن القوانين فسيستمر تحايل الجاليات المسلمة فى فرنسا على القانون وسيصبحون شوكة دائمة في حلق الحضارة والمدنية وستستمر كل مشاكلنا على وضعها وحالها ولن تنجح التجارب العلمانية العربية (تونس خير مثال ) فى تحقيق تعايش او نهضة حقيقة ...
ولن يعدو الأمر كونه تبديل لثوب الأنظمه الحالية المهترئ بثوب علماني جديد لتغطية نفس الجسد العليل !



#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراهقة الفكرية
- انتشر التدين فختفى الوازع !
- لماذا تغلقون الباب؟ حول - الهجوم - على الاسلام في الحوار الم ...
- مصريه (شريره)
- السادية والخنزير
- شجيع السيما
- سلامات يا تدين
- قبل فوات الأوان
- سياسات الترويض
- ساركوزى يدعم دكتاتوريات الشرق .
- أوراق الخريف
- آخر مستعمرات الرجل
- لن أعيش فى جلباب أمى
- فضفضه


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا ممتاز - العلمانية وحدها لا تكفى ..