أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشا ممتاز - آخر مستعمرات الرجل














المزيد.....

آخر مستعمرات الرجل


رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أرى ان هناك تشابه كبير فى ثقافتنا ومجتمعاتنا بين المرأه والمستعمره..
فعندما ينظر إلى المرأه على إنها كائن حى دون الإنسان ولا يمكنها بأى حال من الأحوال ان ترقى إلى درجتة فتلك جريمه يذهب ضحيتها مجتمع بأسره رجاله ونساؤه وأطفاله اقتصاده وبيئته جريمة لا تقل بشاعة في نتائجها عن بشاعة القنبلة الذرية ..ودون مبالغه..

ليس فقط لأن المرأة هي الأساس فى البناء و النواه فى الخليه و الأم والمدرسه,ولكن أيضآ لأن نزع الإنسانيه عن أى إنسان مهما يكن جنسه او دينه او لونه او نوعه , نزع الإنسانيه عن الآخر هى جريمه بحق الإنسانيه ذاتها .فلا يمكن بأى حال من الأحوال ان تتجذأ حقوق الإنسان لايمكن ان يطلق لفظ إنسان على العرق الأبيض فقط على المواطن الأمريكى والأوروبى فقط على المسيحى أو المسلم فقط على الأغلبيه فقط على الذكورفقط ..لأن لفظ إنسان لا يمكن ان يحمل سوى معنى واحد فقط يطلق على بنى آدم جميعهم على الجنس البشرى بنوعيه على اختلاف طوائفه واعراقه والوانه وديانته فلا يمكن ان يكون الرجل الأسود حيوان والمرأه جماد .!!

والمستعمر كأى مجرم قبل شروعه فى ارتكاب جريمتة وهو بكامل إرادته ووعيه لابد له ان يعثر على مبرر يخفض به صوت صرخات الشعور الأخلاقي المؤرق المسمى ضمير..ويشحن به كتلة مشاعره السلبيه ويوجهها ضد ضحيته ..فمثلآ كى يبرر المستعمر جريمته ضد الإنسانيه كان عليه ان ينزع رداء الإنسانيه عن ضحيته فتجده قد تفنن فى تصوير الضحيه على انها مخلوق دونى عديم الأهليه لا يمكنها التصرف فى شئونها أو اتخاذ قراراتها او التصرف فى أموالها وثرواتها دون إذن أو وصايه ..وبهذا يكون المستعمر هو الواصى والحامى والمحافظ عليها من شر نفسها ومن شرور الغير..فتتحول الجريمه فى غمضة عين من عمل خارج عن القانون إلى عمل شرعى يدعمه ويحميه القانون!!
وهذا ما نجده جليآ فى محاولات المستعمر الدؤوبه لتلميع صورته وإيجاد مبررات مقنعه لجريمته فيزيف التاريخ ويعيد كتابة صفحاته ويسكت أصوات شهوده ويضخم ما يسميه بإيجابيات الإستعمار لدرجه تنعدم فيها رؤية السلبيات وهذا هو ما عايشناه بدءآ من الحمله الفرنسيه النابليونيه على مصر بأسم التنوير إلى الحمله البوشيه على العراق بأسم التحرير!! ..

ومصطلح الأستعمار على الرغم من إرتباطه فى الأذهان بالألم والمعاناه والظلم والإستعباد والإستبداد إلا انك تجده لغويآ يعنى النقيض من ذلك فالأستعمار لفظه محدثة مشتقة من ع م ر واستعمره فى المكان أى جعله يعمره ومنه قوله تعالى ( هو الذى أنشأكم فى الأرض وأستعمركم فيها)
فالأصل اللغوى يفيد معنى طلب التعمير والسعى لتحقيق العمران ..حتى اللفظ تم تلميعه !!
ليتحول الإغتصاب إلى تراض وإتفاق وتتحول المغتصبه إلى عاهره غاويه تستحق ذلك بل وتسعى إليه لتصبح الضحيه جانى والجانى ضحيه !!!
ولأن الكذب حباله قصيره فإن مبررات الجريمه لا تصمد طويلآ فيتبع كل جريمه شيئان إما شعور جارف بالذنب يعصف بالجانى ويدمره وإما ان تتحجر مشاعره ويعتاد الإجرام ويفقد إنسانيته .. وفى كل الأحوال يكون خاسرآ .

فلا يمكن لمن إنعدمة إنسانيته أن يتكلم عن حقوق الإنسان ويجد من يسمعه ,سيفقد مصداقيته و لأن فاقد الشئ لا يعطيه فلا يمكن لعنصريه او فاشيه ان تلد ديمقراطيه او إنسانيه بمفهومها السليم ومعناها الصحيح..

ولأن رداء الإنسانيه هو رداء واحد فعندما تنزعه عن الآخر تنزعه ايضآ عن نفسك!!
فإن كل من يحاول تجريد المرأه من آدميتها او التشكيك فى عقلها وقدرتها وسلبها حق تقرير مصيرها محاولآ خلق مبررات إمبرياليه واهيه وإلصاقها بدين او عرف او تقاليد او طبيعه سيقع فى نفس الفخ وسيغرق السفينه بمن فيها ..
وصدق من قال ان المرأه آخر مستعمرات الرجل..




#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أعيش فى جلباب أمى
- فضفضه


المزيد.....




- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشا ممتاز - آخر مستعمرات الرجل