أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - ألا يُعْتبَرُ سُجُودُ المَلائكةِ لآدَمَ في القرآن شِرْكاً بالله؟















المزيد.....

ألا يُعْتبَرُ سُجُودُ المَلائكةِ لآدَمَ في القرآن شِرْكاً بالله؟


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كنت أنوي استكمال سلسلة الحلقات المتعلقة بموضوع تأليف القرآن، متخذاً من كتاب “الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس” لمؤلفه أديب العراق الكبير الراحل معروف الرصافي مرجعاً بالغ الأهميّة؛ لما فيه من موضوعيّة الطرح وبلاغته ومن الأمانة في النقل والمصداقية في الكلمة ومن شمولية البحث والتحليل العلمي لكل حادث وحديث إمّا مباشرة أو ضمنيّاً، لولا أنّ الآية المرقمة 116 في سورة طه والمدوّنة في مقالة السيد مختار ملساوي “أيهما أكثر شقاء: المرأة أم الرجل؟” قد استوقفتني فقمت بالتعليق عليها- هنا رابط المقالة في الحوار المتمدن - العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=178661

وانتظرت- كالعادة- واحداً من الذين يُدافعون عن القرآن باستنفار وبسالة لكي يردّ على ما ورد في تعليقي من حجة دامغة إنما هي كافية- بحسب تقديري- لتثبت أن القرآن كلّه من تأليف محمد نبيّ الإسلام ومساعديه. فانتظرت أيّاً من السادة المعلّقين الأفاضل لو يطلّ بقلمه الكريم فيتحفني بجواب لم يخطر لي على بال ولم أقرأه في موقع معنيّ بالإسلام ولا في كتاب، لكني عدتُ بخفّي حُنين- اقتباساً من مَثل قديم، هذا بعدما انتهى الوقت المخصص للتعليق وأمْست المقالة في إحدى قوائم الأرشيف في لحظة صدور العدد الجديد من الحوار المتمدن.
قلت في نفسي أين اختفى أولئك الذين يتفننون في مواقف كهذه إمّا لتكفير السائل- كما فعل أحدهم في هامش تعليقات الحلقة الأولى من مقالتي السابقة، أو تكذيبه وهو يأتيهم بحجج من كتب التراث الإسلامي ممّا يسهل الوصول إليها عبر الإنترنت، أو اتهامه بالجهل على أنهم “وحدهم” من أهل العلم، أو اتهامه بالتعرّض للإسلام بدافع من دوافع شتّى كالتعصّب والأحكام المسبّقة وغير ذلك من فنون الحَيْدَة.

أمّا تعليقي الذي خصّصت القسم الأخير منه للبحث في هذه المقالة فهذا نصّه مع شيء من التعديل في سَطرَيها الأول والأخير:

[وقد لفتت انتباهي الآية السابقة في سورة طه: 116 (وَإِذْ قلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى) واللافت فيها هو سجود الملائكة لآدم والسجود لا يجوز عند المؤمن الموحّد إلّا لله وحده لا شريك له. وفي تقديري: إنّ هذه الآية تدلّ على الشرك بالله، لأنّ آدم مخلوق ولا يجوز السجود له! إنّ الآية المذكورة من الغلط الواضح في القرءان] انتهى

فمن ذا الذي يستطيع من فقهاء الإسلام وعلمائه والمفسّرين أن يُقنعني، بمنطق علميّ سليم أو حجّة معقولة، بأنّ الله يمكن أن يقول للملائكة- وهي من مخلوقاته- أنْ يسجدوا لآدم- وهو أوّل مخلوق بشريّ بحسب سِفر التكوين من كتاب أهل الكتاب وبحسب القرءان أيضاً؟
..............

السجود في الكتاب المقدّس
1. العهد القديم- نقرأ في التوراة من وصايا الله العَشر وتحديداً في الفصل 20 من سِفر الخروج- الآيات 1-8 ما يأتي:

{ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات:
أنا الربّ إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية.
لا يَكُنْ لك آلهة أخرى أمامي.
لا تصنعْ لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما ممّا في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض.
لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مُبغضِيَّ.
وأصنع إحساناً إلى ألوف من محبيَّ وحافظي وصاياي.
لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً}

وفي سِفر التثنية من التوراة- الأصحاح 6 والآيتين 12-13:
{فاحترز لئلا تنسى الرب الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية
الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف}

ثم نقرأ مباشرة في الآيتين التاليتين تحذيراً صريحاً وقاسياً- أعلى درجات القسوة- من لدن الربّ الإله للذين يسيرون وراء آلهة أخرى:
{لا تسيروا وراء آلهة أخرى من آلهة الأمم التي حولكم
لأن الرب إلهكم إله غيور في وسطكم لئلا يحمى غضب الرب إلهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الأرض}


2. العهد الجديد- نقرأ في الإنجيل بتدوين متّى، الأصحاح 4 والآية 10:
{حينئذ قال له يسوع: {إذهبْ يا شيطان! لأنه مكتوب: للربّ إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد}

ونقرأ شهادة ثانية في الإنجيل بتدوين لوقا، الأصحاح 4 والآية 8:
{فأجابه يسوع وقال: إذهبْ يا شيطان! إنه مكتوب: للربّ إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد}
وبالمناسبة، قد اتخذ المشككون في ألوهيّة المسيح الآية المذكورة حجّة من الحجج إذ زعموا أنّ المسيح إذاً مجرّد رسول أو نبيّ. وللإجابة على هذا التشكيك نردّ:

1 لم يقصد السيد المسيح بهذه الآية { للربّ إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد} أنه ليس الله الظاهر في الجسد. إنما كان حريصاً على مسألة منع الشيطان من أن يعلم بهذا الظهور. فمعلوم في اللاهوت المسيحي أنّ إبليس (أو الشيطان) يحاول دائماً العمل ضد إرادة الله والعبث حتى يفعل البشرُ الخطيئة ويهلكوا.
2 لو كان إبليس عارفاً بخطّة الله من أجل الفداء وتالياً الخلاص لحاول أن يفعل ما في وسعه ليمنع الرومان واليهود من صلب السيد المسيح.
3 والدليل هو قول المسيح حتّى لتلاميذه وللذين حوله بعد صنع الآية- أي المعجزة: لا تقولوا لأحد أو لا تخبروا أحداً، ذلك لأنّ ساعته لم تأتِ بعد.
4 لمْ تتمّ كتابة حرف واحد من الإنجيل إلّا بعد قيامة السيّد المسيح من موته على الصليب. فظهر لمريم المجدلية ولتلاميذه ولتلميذي عِمّاوس. عندئذ تأكد التلاميذ بأنّه حقّاً المسيّا المنتظر فذهبوا بعدئذ للتبشير في أنحاء العالم أجمع- عملاً بأمر السيد المسيح الوارد في الآيات الأخيرة في الإنجيل- بتدوين متّى- الفصل 28:

{وأمّا الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجليل إلى الجبل، حيث أمرهم يسوع.
ولما رأوه سجدوا له ،ولكن بعضهم شكّوا.
فتقدّمَ يسوع وكلّمهم قائلاً: دُفِعَ إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض،
فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.
وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين}

5 أكتب الآيتين التاليتين من الحجج الصريحة التي توثّق الطبيعة الإلهية في السيد المسيح- وهو الإنسان الكامل ما عدا الخطيئة:
يوحنّا 1:1 {في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله}
ويوحنّا 14:1 {والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيد من الآب، مملوءاً نعمة وحقّاً}

وهذه شهادة ثالثة عميقة من الإنجيل- كما بتدوين يوحنّا- عن حديث السيّد المسيح مع المرأة السامريّة- الأصحاح 4 والآيات 19-26:
{قالت له المرأة: (( يا سيد، أرى أنك نبي!
آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجَدَ فيه))
قال لها يسوع: يا امرأة، صدّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب.
أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم, لأن الخلاص هو من اليهود. ولكنْ تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له.
الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا.
قالت له المرأة: (( أنا أعلم أن مسيّا، الذي يُقال له المسيح، يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء))
قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو!}

فالعبادة هي لله وحده ولا يحق لأي إنسان أن يعبد غير الله. أمّا الإنسان الذي ينحني أمام أخيه الإنسان أو أمام حيوان أو شجرة أو حجارة فهو في نظر المؤمنين وثني.
..............


سجود الملائكة لآدم الذي في القرآن:
سورة طه: 116
(وَإذ قلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إلَّا إِبْلِيسَ أَبَى)
[تعليقي: لقد أحسن إبليس- في رأيي- وقد أخطأت الملائكة بحسب القرآن فالسجود لله وحده!]

لكني أتوقف هنا لكي أقرأ بعض التفاسير من علماء الإسلام وفقهائهم- من المتيسّر على الإنترنت:
تفسير ابن كثير
((وقوله (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) يذكر تعالى تشريف آدم وتكريمه وما فضله به على كثير ممن خلق تفضيلاً.
وقد تقدم الكلام على هذه القصة في سورة البقرة وفي الأعراف في الحجر والكهف وسيأتي في آخر سورة ص يذكر تعالى فيها خلق آدم وأمره الملائكة بالسجود له تشريفاً وتكريماً)) انتهى
[تعليقي: أيّاً كان التكريم فلا يمكن أن يتعدّى إلى منزلة الله وخصوصيّته في العبادة سواء أكان جند الملائكة وآدم من الخطأة أم لم يُخطئوا، علماً أنّ آدم قد أخطأ إلى الله بالمعصية وقد هلك وهو خاطئ فاحتاج ونسله إلى الخلاص]

تفسير الجلالين
{واذكر (إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس) وهو أبو الجن كان يصحب الملائكة ويعبد الله معهم (أبى) عن السجود لآدم (قال أنا خير منه)} انتهى
[تعليقي: إنّ الجلالين إذاً متفقان على أنّ السجود لآدَم من الصواب]

ومع معارضتي تفسير ابن كثير وتفسير الجلالين فقد ذهبت إلى تفسير سورة البقرة والذي أشار إليه ابنُ كثير فيما تقدّم؛
سورة البقرة: 34 (وَإذ قلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إبْليسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
تفسير ابن كثير: ((وهذه كرامة عظيمة من الله تعالى لآدم امتن بها على ذريته حيث أخبر أنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم. وقد دل على ذلك أحاديث أيضا كثيرة منها حديث الشفاعة المتقدم وحديث موسى عليه السلام... إلخ)) انتهى
[تعليقي: وقع ابن كثير بالغلط عينه فالسجود لله وحده. من جهة؛
من جهة أخرى، أرى (وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) في البقرة مجرّد زيادة على ما تقدّم في سورة طه، مراعاة للفاصلة (أي القافية في الشعر العربي) وهذا ليس من البلاغة بشيء! لأنّ المعنى المراد في الآية المرقمة 116 في سورة طه واضح وتامّ، بغضّ النظر عن نزول سورة طه قبل سورة البقرة فسورة طه مَكّيّة ما عدا الآيتين 120 و 121 وأمّا سورة البقرة فمدنيّة.
من جهة ثالثة، لا تفسير لكلمة {طَه} عند الجلالين إذ قرأتُ هناك: (اللَّه أَعْلَم بمُرَادِهِ بذلِكَ) وهذا من الغموض الذي يناقض البلاغة- المزعومة- في القرآن]

علماً أنّ فكرة السجود لآدَم مُكرّرة في سُوَر أخرى، إضافة لما تقدّم في سورة طه- الآية 116 وسورة البقرة: 34 وهي:

الأعراف
11 وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجدِينَ

الحِجْر
28 وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
29 فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجدِينَ
30 فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
31 إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجدِينَ
32 قالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ
33 قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ

الإسراء
61 وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً

الكهف
50 وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بئسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً

ص
71 إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ
72 فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجدِينَ
73 فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
74 إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ
75 قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ
76 قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ

وتعليقي:
1 كان آدم مخلوقاً ولم يكن إلهاً فالسجود لآدَم ينافي العزّة الإلهية ويقلل من شأن الخالق وينتقص من هَيبته وجلاله
2 أرى الحقّ مع إبليس في القصّة القرآنية، ضدّ إإله القرآن الذي حاول دفعه إلى الشرك
3 لا نفع للملائكة من السجود لآدم ولا حكمة
4 لم يُخطئ من الملائكة سوى إبليس، في الوقت الذي أخطأ آدم فينبغي أن تكون الملائكة أرفع منزلة من آدم
5 لقد أساء محمّد إلى أهل الكتاب بالإفتراء على الله بهذه الآية ومرادفاتها في السور الأخرى، بالإضافة إلى إساءات غيرها في القرآن.
6 بدا من سورة البقرة: 34 إنّ من لم يسجد لآدم كان من الكافرين
7 ليس من حقّ محمّد تكفير أحد في قرآنه فالقرآن شأنه وحده وليس شأن غيره، إنه انتهاك علني لحقوق الإنسان
..............


حلّ اللغز القرآني
مِنْ أين أتى محمّد بفكرة سجود الملائكة لآدم؟
نقرأ في رسالة الرسول بولس إلى العبرانيّين- الأصحاح الأول والآية السادسة:
{وأيضاً متى أدخِل البكرُ إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله}
[يمكن الرجوع إلى قراءة الأصحاح كاملاً لفهم سياق النصّ في أحد المواقع المسيحيّة بسهولة]
والمقصود بالبكر- بكسر الباء- في هذه الآية هو السيّد المسيح. يسمّيه بولس البكر لأنه صار بكراً بين إخوة كثيرين، كما في رسالة بولس إلى روما- رو29:8-
{لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين}
فهذه البكورية هي لحسابنا- نحن البشر- إذ صار المسيحُ آدمَ الثاني، رأس الخليقة الجديدة، أي جميع المؤمنين به فادياً ومخلّصاً لينالوا الحياة الأبديّة؛ ففي يوحنّا 16:3
{لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية}
علماً أنّ المسيح هو البكر فى القيامة أيضاً.
وعلماً أنّ معنى ابن الله: المنبثق من الله. وبعيداً عن التشبيه، هناك تعابير مجازية لكلمة الإبن كالقول: إبن الرافدين وبنات الضاد (أي اللغة العربية) وابن السبيل- الوارد ذكره في سورة النساء:36 والبقرة:215- الذي قد يعني: المسافر في بلد غريب مَن افتقر إلى المال الكافي للعودة إلى وطنه.

فليس المقصود بالبكر آدم- كما في التصوّر المحمّدي المغلوط، لأنّ آدم سبق البشر بالوجود، أمّا المسيح فقد لحق البشر. فالعالم كان موجوداً يوم مجيء السيد المسيح بالجسد إلى العالم. لذا لا يصحّ الظنّ بأنّ المقصود بالبكر آدم في آية الرسول بولس وإلّا لأصبح التعبير غريباً. فأين العالم لكي يُدخَل آدمُ إليه؟ كان آدم أوّل الإنس ولم يكُ قبله إنسان فليس عقلانيّاً أن يُدخَل آدم إلى عالم ليس فيه إنسان. إنّما وُلِدَ البشر فيما بعد من نسله حتى مجيء السيّد المسيح. علماً أنّ العالم يعني الخلْق كلّه: الملائكة والبشر وسائر الكائنات الحيّة منها وغير الحيّة.

أمّا الأدلّة على معرفة محمّد بالتوراة والإنجيل من مساعديه الذين كانوا من أهل الكتاب وغيرهم- بما في الكتاب المقدّس من وصايا وشرائع وأحكام- فهي (أي الأدلّة) موجودة في القرآن، بغضّ النظر عن سوء فهمه لها وبغضّ النظر عن محاولاته في تحريفها في القرآن على هواه، لتأسيس دين جديد وكأنّ الدين لعبة في يده وفي يد غيره من الأنبياء الكذبة. فمن يؤمن بأنّ الله واحد فعليه أن يؤمن بأنّ الطريق إليه (أي الدين) واحد وثابت لا يتغيّر، لأنّ الله ثابت وقد أنجز خطّة الخلاص بمجيئه بشخص السيد المسيح الى العالم. فمن المستحيل أنْ يتغيّر الله ومن المستحيل أنْ يُغيّر رأيه- منذ الأزل وإلى الأبد، إنما التغيّر والتغيير من صفات المخلوقات وأهمّها الإنسان بل هو أرقاها.



#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الرابع ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الثالث ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الثاني ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الأولى
- الإنفعال الإسلامي- إلى أين؟
- لفت الإنتباه عن المسمّى حديث الله
- مريم الإنجيل ومريم القرءان- تكملة الحوار
- مريم الإنجيل ليست بنت هالي ومريم القرءان ليست بنت عمران
- ردّاً على تساؤلات دينيّة
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- خامساً
- خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 4
- خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 3
- خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 2
- الله يوناني
- خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 1
- أطفالنا وحق التمتع بالطفولة
- مناظرة زاويّة بين ثلاث قصص
- مناظرة زاويّة بين القصّتين القصيرة والقصيرة جدّاً
- في رثاء عمّو بابا - شيخ الكرة العراقيّة
- من أوراق العراق- 4 من مالانهاية


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - ألا يُعْتبَرُ سُجُودُ المَلائكةِ لآدَمَ في القرآن شِرْكاً بالله؟