أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الانقسام الفلسطيني حل من الداخل او حل من الخارج














المزيد.....

الانقسام الفلسطيني حل من الداخل او حل من الخارج


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2711 - 2009 / 7 / 18 - 08:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


الانقسام الفلسطيني الذي وقع في الرابع عشر من حزيران يونيو 2007، يستمر في عامه الثالث، وسط توقعات متضاربة، حيث بعض هذه التوقعات تقول أن نهاية هذا الانقسام قد اقتربت، بينما توقعات أخرى تقول أن عمر هذا الانقسام سوف يطول أكثر، وخسائره سوف تتضاعف، وآلامه قد تذهب بالفلسطينيين إلى تجارب مؤلمة أخرى.

على العموم:

فإننا حين نريد أن نفهم طبيعة هذا الانقسام، والظروف المحيطة به، والإمكانيات المتاحة أمامنا لإنهائه، والعوائق التي أمامنا لجعله يبقى ويستمر ويتجسد فإننا يجب أن نعود إلى المبادرة المصرية التي انطلقت فور وقوع الانقسام، وتجددت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي جرى تأييدها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 الخاص بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة في "كانون الثاني"، من هذه السنة، كما تأكدت في قرارات القمة الطارئة في الدوحة، وقمة الكويت الاقتصادية، والقمة العادية، وحتى في قمم شرم الشيخ الدولية.

المبادرة المصرية أو الورقة المصرية كما تسمى في مجال العمل التطبيقي، وتتضمن عدة نقاط من بينها إنجاز المصالحة الوطنية على قاعدة قيام حكومة توافق، تكون مهمتها الرئيسية إنجاز الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وانتخابات تجري للمجلس الوطني على قاعدة إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وإنجاز مصالحة وطنية فلسطينية تنهي تداعيات الانقسام وآثاره، وتبني أجهزة أمنية بمعايير مهنية ووطنية، وتثبت ذلك كله بإنجاز صفقة تبادل للأسرى مقابل الإفراج عن جلعاد شاليط، وتثبت التهدئة الموجودة كأمر واقع،ولكنها غير ثابتة وقابلة للانفجار ، باتفاق مكتوب.

سوف نلاحظ هنا:

أن المبادرة المصرية تتضمن عشر نقاط، بعضها بعيد الأجل وبعضها طويل الأجل على الصعيد الفلسطيني، ولكن بعضها يدخل فيه الإسرائيليون كطرف رئيسي.

الطرف الإسرائيلي موجود في النقطة الرئيسية التي هي الأساس، وهي إنهاء الحصار، لأنه بدون إنهاء الحصار، فإن كثير من الاتفاقات بين الفلسطينيين ستفقد بعدها العملي، كما أن المواقف سوف تتباين حتى من قبل الوسيط المصري، الذي لديه ما يؤكد أن العملية برمتها، ومنذ بدايتها، أي منذ قررت حكومة شارون في 2003 الانسحاب الأحادي من قطاع غزة، ونفذته فعلياً في 2005، وما حدث بعد ذلك، ليست سوى حلقات في سياق واحد، وهو القاء مشكلة قطاع غزة المتفاقمة في ذاتها في المرمى المصري، وهذا ما ترفضه بشكل قاطع ضرورات الأمن القومي المصري.

وهكذا:

فمن أجل أن يصبح اتفاق المصالحة له جدوى، لا بد من إنهاء الحصار الإسرائيلي، وإنهاء الحصار يمكن أن نجد مفاتيحه في صفقة تبادل الأسرى، وفي اتفاق تهدئة أو هدنة.

دعونا نتخيل أن المصالحة الفلسطينية تمت، ولم ترفع إسرائيل الحصار، فسوف تكون الشقيقة مصر محرجة، ومطالبة بفعل هذا الإحراج بفتح معبر رفح، وحينئذٍ يكون قد تحقق المطلب الإسرائيلي، بدفع قطاع غزة بكل مشاكله في الحضن المصري، وهذا هو المأزق.

نحن هنا نتحدث في ضرورات السياسة، وليس تحت ضغط المشاعر المتغيرة، بمعنى أن المصالحة الفلسطينية في حد ذاتها، بدون نضوج العوامل الأخرى، قد تريحنا أخلاقياً، ونفسياً، ولكنها لا تستطيع أن تتقدم على الصعيد العملي، فإذا بقي الحصار، وبقيت الأنقاض، فإن الانقسام بمعناه الموضوعي سوف يبقى أيضاً، وسوف تجعل الشقيقة مصر تتحمل أعباء ومضاعفات ذلك كله، وهذا في السياسة الواعية أمر مرفوض تماماً.

إذاً:

نحن أمام ثالوث صعب، تشكل فيه المصالحة أحد الأعمدة التي لا تترسخ إلا إذا دعمت بعمودين آخرين وهما صفقة التبادل، واتفاق التهدئة، ولدينا تجربة حكومة الوحدة الوطنية في آذار من العام 2007 التي لم تثبت إلا قليلاً.

ولذلك قد تكون البدائل الممكنة صعبة وتحتاج إلى خيال سياسي، فقد يكون استمرار الحوار الوطني متقطعاً دون التوصل إلى اتفاق مصالحة بالكامل حتى نهاية هذه السنة، وقد يكون الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية هو الممكن الوحيد في بداية العام القادم، وحتى هذه الانتخابات قد تتم في الضفة الغربية فقط إذا لم يتم التوافق على إجرائها في شطري الوطن، علماً بأن الانتخابات تجريها هيئة مستقلة يعترف الطرفان الرئيسيان فتح وحماس باستقلالها، وبالتالي، يمكن الركون إليها في إدارة الانتخابات في الضفة والقطاع إذا جرى اتفاق نهائي على قانون الانتخابات، وهذه الانتخابات إذا جرت في الضفة والقطاع، فمن حسناتها تجديد شرعية الرئاسة والمجلس التشريعي، أما إذا جرت في الضفة فقط، فقد يكون الغطاء الوحيد الممكن القول بأن قطاع غزة يعيش تحت ظروف طارئة، وأعتقد أن هذا ما لا ترغب به حماس.

لا بد من التغلب على الصعوبات التي تحول دون اكتمال صفقة تبادل الأسرى، واكتمال اتفاق التهدئة أو الهدنة، فهما القناتان الرئيسيتان لإنهاء الحصار، وبالتالي جعل إنهاء الانقسام ممكن موضوعياً، وربما في هذا الاتجاه قد تشهد الساحة الفلسطينية تصاعداً في الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بحراك جدي لإنهاء الانقسام، وهي احتجاجات قد تبدو محبطة في الوقت الراهن، ولكنها قد تصبح المتنفس الوحيد والخيار الوحيد، لأن البديل عن ذلك هو انتظار الحلول التي تأتي من الخارج، وهي في العادة أسوأ السيئ، بدلاً من أي حل داخلي يتم تحت عنوان أفضل السيئ.

الخيارات ضيقة، وعالية الثمن، وخطرة أيضاً، ولكن هذه هي السياسة، إذا ضاع الوقت سدى فإن ما كان يمكن الحصول عليه مجاناً، يصبح فادح الثمن.






#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالي ابو معاوية رحل مع زهر البرتقال
- هو..وهي وانتصار البوح
- اقتحام روح الأنسانية
- إيران من شريط التسجيل الى الهاتف النقال
- الثورة الايرانية من الخارج الى الداخل
- أطفال العالم أمل للمستقبل وضحية للطغيان
- الخامس من حزيران استنهاض للديمقراطية والارادة الوطنية
- الفقر ودروبه الخطرة
- غزة الان تحت الضغط أو تحت الخطر من جديد
- بسرى البربري مشوار طويل وقدرة مذهلة
- ذاكرة لا تنسى وحق لايموت
- حل الدولتين مفتاح السلم ام مفتاح الحرب؟
- حب على الطريقة الفلسطينية
- أقبل الليل
- وكالة الغوث وتعويضات أضرار الحرب على غزة
- لحظات للبكاء
- ريحانة
- سراب
- هجرة الشباب بحثا جماعياعن حياة،أم طردا من الحياة
- تمرد القلوب


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الانقسام الفلسطيني حل من الداخل او حل من الخارج